إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لن يسرقوا الشمس .....!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لن يسرقوا الشمس .....!

    قصة قصيرة

    لن يسرقوا الشمس
    حيدر عاشور
    انفصلتْ عن ضوضاءِ الانفجارات التي كانت تتخم الشوارع بانواع الاسلحة، وابتعدت عن مدى الرصاص بتراجع ماهر بعدما انقذت ما يمكن انقاذَهُ من النساء والاطفال والشيوخ، تنظر خلفها بين فترة واخرى حتى انتهت اقدامها بين الاشجار، لم تفكر بستراحة، بل واصلت المسير، كان لازم عليها ان تصل الضفة الثانية حيث يرفف العلم العراقي، هو الدليل الذي يتجه له الهاربون من (داعش).. لقد تمكنت اخيرا من الوصول، وبدأ المطر بالهطول وعاصفة في شبه الظلام.. بضع خطوات وتكون تحت سارية الامان، لكن المسافة تطول، واصوات الحشيش واصوات تدمدم ارعبتها، واصبحت اكثر حذرا وانتباها، ترفع بندقيتها وتدورها الى الجهات الأربعة، تقبلها وهي تتمتم : الانسان دائما ما يحول العلم الى اداة تدمير لنفسه ولغيره..." تضحك مع نفسها.. العلم يتقدم، والإنسان ينحدر معه الى دركٍ اسفل من انواع الخلق... لم اشاهد مخلوقات دموية كـ(داعش) بهذه الوحشية والقساوة، انهم ينهبون كل شيء، والرجال الخنثى يؤيدون ويهزجون لهم بالنصر، ويصدرون البيانات والتشريعات مثلما يريدون...عجبا لهكذا رجال يوافقون على تزويج بناتهم الباكرات الى حثالة المجمتع الغربي، والأدهى هناك من لا شرف ولا غيرة لهم يمنحون زوجاتهم حبا بالدولة الاسلامية ظاهرا، وفي نفوسهم حب المال والسلطة على رقاب الفقراء.. بكت ولطمت وجهها على ذلك الموقف المهين حين قاد عمها موحان ابنته ليزوجها زيجة (جهاد النكاح) لذلك الامير الافغاني الوسخ، الذي تبجح امام شيوخ المنطقة وهو يمدح شيخ موحان الذي يمثل القضية الاسلامية الداعشية ويدعو الشيوخ الافاضل ان ينحو منحه الشجاع.. افزعها الرعد والسماء تتنور وتبرق بشدة والمطر لم يتوقف، والظلام يداهمها، فلم تستطع ان ترى من بعد خطوتين امامها.. ويصل اليها صراخ من البعيد انهم يقتربون لقد اكتشفوا ان بيت الشيخ خالٍ من النسوة والاطفال واكيد هم الان يتتبعون الاثر!! تمشي بين الاشجار بصعوبة، تتلمس وتتحسس: "يا الهي كم هي تبرق، انيري كل الافجاج! حتى ارى طريقي" تسمع صوت خطوة، تبطئ مسيرها وكأنها تجرجر رحيين.. صمتت وتهيئتْ للصيد ان ظهرت فريستها !.. - سأقتل من يكون حتى لا يقولوا (جيهان) وقعت عبثا، يجب ان اتمرغ فيه قبل ان يتمرغ بي.. بكت بشدة وهي تكرر "يجب ان اتمرغ فيه قبل ان يتمرغ بي"، ليته استشهد قبل ان يقع بين ايديهم.. "آه يا سمير يا بطل الحشد ايها الكربلائي الاصيل ابن العراق، ليتك قتلتهم بدلا من تضحيتك لانقاذ الاهالي موقف صعب كيف لي ان انساه او اخاف من بعده، قطعوا راسه وهو يصرخ لبيك يا حسين عاش العراق، ضربه المتوحش ضربات قاسية هشم راسه حتى انفصلت فروة الرأس عن جمجمته الطاهرة". اشتد المطرُ، ثَقلَت خطواتها فلم تعد تميز في الظلام شيئا، اخذت تبحث عن نقطة ضوء تلجأ اليها ترفع رأسها الى السماء، تدعو اللهَ بحق المجاهدين في سبيله، ان ينقذها من هذا الدرس القاسي، كورت نفسها تحت جدع شجرة وبدأت تقرأ أية سورة تخطر ببالها من القران الكريم حتى انتابها النعاس ورحلت الى عالم الغيب دون حراك او اضغاث احلام فهي قد تطهرت بماء السماء فلا خوف عليها ان ماتت فهي طاهرة بهذا الهاجس الروحي، فتحت جيهان عينياه وفوقها يرفف العلم العراقي والشمس تدفئ جسدها والرجال يحيطون بها يطمئنونها، انها في امان ابتسمت وقالت: الاولاد والنساء والشيوخ.. - وصلوا جميعهم بانتظارك رفعت رأسها تكرارا الى السماء والى عين الشمس، فتنهدت بفخر انهم لن يستطيعوا ان يسرقوا الشمس.. لأنها ستطهر ارض العراق من دنس الانجاس.
    حيدر عاشور
    انفصلتْ عن ضوضاءِ الانفجارات التي كانت تتخم الشوارع بانواع الاسلحة، وابتعدت عن مدى الرصاص بتراجع ماهر بعدما انقذت ما يمكن انقاذَهُ من النساء والاطفال والشيوخ، تنظر خلفها بين فترة واخرى حتى انتهت اقدامها بين الاشجار، لم تفكر بستراحة، بل واصلت المسير، كان لازم عليها ان تصل الضفة الثانية حيث يرفف العلم العراقي، هو الدليل الذي يتجه له الهاربون من (داعش).. لقد تمكنت اخيرا من الوصول، وبدأ المطر بالهطول وعاصفة في شبه الظلام.. بضع خطوات وتكون تحت سارية الامان، لكن المسافة تطول، واصوات الحشيش واصوات تدمدم ارعبتها، واصبحت اكثر حذرا وانتباها، ترفع بندقيتها وتدورها الى الجهات الأربعة، تقبلها وهي تتمتم : الانسان دائما ما يحول العلم الى اداة تدمير لنفسه ولغيره..." تضحك مع نفسها.. العلم يتقدم، والإنسان ينحدر معه الى دركٍ اسفل من انواع الخلق... لم اشاهد مخلوقات دموية كـ(داعش) بهذه الوحشية والقساوة، انهم ينهبون كل شيء، والرجال الخنثى يؤيدون ويهزجون لهم بالنصر، ويصدرون البيانات والتشريعات مثلما يريدون...عجبا لهكذا رجال يوافقون على تزويج بناتهم الباكرات الى حثالة المجمتع الغربي، والأدهى هناك من لا شرف ولا غيرة لهم يمنحون زوجاتهم حبا بالدولة الاسلامية ظاهرا، وفي نفوسهم حب المال والسلطة على رقاب الفقراء.. بكت ولطمت وجهها على ذلك الموقف المهين حين قاد عمها موحان ابنته ليزوجها زيجة (جهاد النكاح) لذلك الامير الافغاني الوسخ، الذي تبجح امام شيوخ المنطقة وهو يمدح شيخ موحان الذي يمثل القضية الاسلامية الداعشية ويدعو الشيوخ الافاضل ان ينحو منحه الشجاع.. افزعها الرعد والسماء تتنور وتبرق بشدة والمطر لم يتوقف، والظلام يداهمها، فلم تستطع ان ترى من بعد خطوتين امامها.. ويصل اليها صراخ من البعيد انهم يقتربون لقد اكتشفوا ان بيت الشيخ خالٍ من النسوة والاطفال واكيد هم الان يتتبعون الاثر!! تمشي بين الاشجار بصعوبة، تتلمس وتتحسس: "يا الهي كم هي تبرق، انيري كل الافجاج! حتى ارى طريقي" تسمع صوت خطوة، تبطئ مسيرها وكأنها تجرجر رحيين.. صمتت وتهيئتْ للصيد ان ظهرت فريستها !.. - سأقتل من يكون حتى لا يقولوا (جيهان) وقعت عبثا، يجب ان اتمرغ فيه قبل ان يتمرغ بي.. بكت بشدة وهي تكرر "يجب ان اتمرغ فيه قبل ان يتمرغ بي"، ليته استشهد قبل ان يقع بين ايديهم.. "آه يا سمير يا بطل الحشد ايها الكربلائي الاصيل ابن العراق، ليتك قتلتهم بدلا من تضحيتك لانقاذ الاهالي موقف صعب كيف لي ان انساه او اخاف من بعده، قطعوا راسه وهو يصرخ لبيك يا حسين عاش العراق، ضربه المتوحش ضربات قاسية هشم راسه حتى انفصلت فروة الرأس عن جمجمته الطاهرة". اشتد المطرُ، ثَقلَت خطواتها فلم تعد تميز في الظلام شيئا، اخذت تبحث عن نقطة ضوء تلجأ اليها ترفع رأسها الى السماء، تدعو اللهَ بحق المجاهدين في سبيله، ان ينقذها من هذا الدرس القاسي، كورت نفسها تحت جدع شجرة وبدأت تقرأ أية سورة تخطر ببالها من القران الكريم حتى انتابها النعاس ورحلت الى عالم الغيب دون حراك او اضغاث احلام فهي قد تطهرت بماء السماء فلا خوف عليها ان ماتت فهي طاهرة بهذا الهاجس الروحي، فتحت جيهان عينياه وفوقها يرفف العلم العراقي والشمس تدفئ جسدها والرجال يحيطون بها يطمئنونها، انها في امان ابتسمت وقالت: الاولاد والنساء والشيوخ.. - وصلوا جميعهم بانتظارك رفعت رأسها تكرارا الى السماء والى عين الشمس، فتنهدت بفخر انهم لن يستطيعوا ان يسرقوا الشمس.. لأنها ستطهر ارض العراق من دنس الانجاس.
يعمل...
X