بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيرا .
والصلاة والسلام على من بُعِثَ رحمة للعالمين وعلى آله البررة الميامين واللعنة على شانئيهم الى يوم الدين .
تقول الشبهة ان الرافضة اول من قال بالتجسيم وهم يروون في كتبهم عن زيد عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام ) يقول إن الله ينزل في يوم عرفة في أول الزوال إلى الأرض على جمل افرق يصال بفخذيه أهل عرفات يمينا وشمالا ولا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل الله ملكين بجبال المأزمين يناديان عند المضيق الذي رأيت : يا رب سلم سلم والرب يصعد إلى السماء ويقول - جل جلاله - آمين آمين رب العالمين فلذلك لا تكاد ترى صريعا ولا كسيرا .
إن هذا حديث مضطرب ساقط لا يعنى به ولا يؤبه براويه أياً كان ، ولدينا قاعدة بعرض كل حديث على كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه ... فأحاديث النزول إلى السماء الدنيا وأشباهها لا تؤخذ بنظر الاعتبار لمخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، بل هي من الأحاديث المدسوسة في كتب أصحابنا القدماء .
وعليه فإن هذا الحديث خبر واحد , وهو مخالف للدليل القطعي على عدم صحة القول بالتجسيم , وكل خبر يخالف الدليل القطعي لا يؤخذ بهِ .
وقد قال الكليني ( إن الله لا ينزل ولا يحتاج إلى أن ينزل ، وإنما منظره في القرب والبعد سواء ، لم يبعد منه قريب ، ولم يقرب منه بعيد ، ولم يحتج إلى شئ بل يحتاج إليه وهو ذو الطول لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، أما قول الواصفين : إنه ينزل تبارك وتعالى فانما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة ، وكل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به ، فمن ظن بالله الظنون هلك ، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدونه بنقص أو زيادة ، أو تحريك أو تحرك ، أو زوال أو استنزال ، أو نهوض أو قعود ، فإن الله جل وعزعن صفة الواصفين ، ونعت الناعتين وتوهم المتوهمين ، وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ) (1) .
وللأمانة فأن حديث الجمل ضعيف ايضاً لدى المخالفين , فقد ورد في تاريخ دمشق ( نا عمر بن داود بن سلمون نا محمد بن عبيدالله الرفاعي نا علي بن منصور بن محمد النيسابوري نا حسان بن غالب عن عبد الله بن لهيعة عن يونس بن يزيد عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن عباد عن أسماء قالت قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) رأيت ربي يوم عرفة بعرفات على جمل أحمر عليه إزاران وهو يقول قد سمحت قد قبلت قد غفرت إلا المظالم فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصعد إلى السماء حتى إذا وقفوا عند المشعر قال حتى المظالم ثم يصعد إلى السماء وينصرف الناس إلى منى كتب هذين أبو بكر الخطيب عن أبي علي الأهوازي متعجبا من نكارتهما وهما باطلان ) (2) .
كما جاء في كتاب الموضوعات لابن الجوزي ( قال أبو على الاهوازي ، وحدثنا عمر بن داود بن سلمون قال حدثنا محمد بن عبدالله الرفاعي قال حدثنا على بن محمد بن منصور النيسابوري قال حدثنا حسين ابن غالب عن عبدالله بن لهيعة عن يونس بن يزيد عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أسماء قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رأيت ربى عزوجل على جمل أحمر عليه إزار وهو يقول : قد سمحت ، قد غفرت ، الا المظالم ، فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصلد إلى السماء الدنيا وتنصرف الناس إلى منى " . وفى لفظ آخر : " ينزل إلى السماء الدنيا ، ثم يفتح أبواب السماء والارض وقعد [ يقعد ] معه الملائكة " . هذا حديث لا يشك أحد في أنه موضوع محال ، ولا يحتاج لاستحالته أن ينظر في رجاله ، إذ لو رواه الثقات كان مردودا ، والرسول منزه أن يحكى عن الله عزوجل ما يستحيل عليه ، وأكثر رجاله مجاهيل وفيهم ضعفاء ) (3) .
ـــــــــــــــــــ
(1) الكافي للكليني باب الحركة والإنتقال ج1 ص 183 .
(2) تاريخ دمشق ج 45 ص 8 .
(3) الموضوعات لابن الجوزي ج 1 ص 124 وص125 .
والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيرا .
والصلاة والسلام على من بُعِثَ رحمة للعالمين وعلى آله البررة الميامين واللعنة على شانئيهم الى يوم الدين .
تقول الشبهة ان الرافضة اول من قال بالتجسيم وهم يروون في كتبهم عن زيد عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام ) يقول إن الله ينزل في يوم عرفة في أول الزوال إلى الأرض على جمل افرق يصال بفخذيه أهل عرفات يمينا وشمالا ولا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل الله ملكين بجبال المأزمين يناديان عند المضيق الذي رأيت : يا رب سلم سلم والرب يصعد إلى السماء ويقول - جل جلاله - آمين آمين رب العالمين فلذلك لا تكاد ترى صريعا ولا كسيرا .
إن هذا حديث مضطرب ساقط لا يعنى به ولا يؤبه براويه أياً كان ، ولدينا قاعدة بعرض كل حديث على كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه ... فأحاديث النزول إلى السماء الدنيا وأشباهها لا تؤخذ بنظر الاعتبار لمخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، بل هي من الأحاديث المدسوسة في كتب أصحابنا القدماء .
وعليه فإن هذا الحديث خبر واحد , وهو مخالف للدليل القطعي على عدم صحة القول بالتجسيم , وكل خبر يخالف الدليل القطعي لا يؤخذ بهِ .
وقد قال الكليني ( إن الله لا ينزل ولا يحتاج إلى أن ينزل ، وإنما منظره في القرب والبعد سواء ، لم يبعد منه قريب ، ولم يقرب منه بعيد ، ولم يحتج إلى شئ بل يحتاج إليه وهو ذو الطول لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، أما قول الواصفين : إنه ينزل تبارك وتعالى فانما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة ، وكل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به ، فمن ظن بالله الظنون هلك ، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدونه بنقص أو زيادة ، أو تحريك أو تحرك ، أو زوال أو استنزال ، أو نهوض أو قعود ، فإن الله جل وعزعن صفة الواصفين ، ونعت الناعتين وتوهم المتوهمين ، وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ) (1) .
وللأمانة فأن حديث الجمل ضعيف ايضاً لدى المخالفين , فقد ورد في تاريخ دمشق ( نا عمر بن داود بن سلمون نا محمد بن عبيدالله الرفاعي نا علي بن منصور بن محمد النيسابوري نا حسان بن غالب عن عبد الله بن لهيعة عن يونس بن يزيد عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن عباد عن أسماء قالت قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) رأيت ربي يوم عرفة بعرفات على جمل أحمر عليه إزاران وهو يقول قد سمحت قد قبلت قد غفرت إلا المظالم فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصعد إلى السماء حتى إذا وقفوا عند المشعر قال حتى المظالم ثم يصعد إلى السماء وينصرف الناس إلى منى كتب هذين أبو بكر الخطيب عن أبي علي الأهوازي متعجبا من نكارتهما وهما باطلان ) (2) .
كما جاء في كتاب الموضوعات لابن الجوزي ( قال أبو على الاهوازي ، وحدثنا عمر بن داود بن سلمون قال حدثنا محمد بن عبدالله الرفاعي قال حدثنا على بن محمد بن منصور النيسابوري قال حدثنا حسين ابن غالب عن عبدالله بن لهيعة عن يونس بن يزيد عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أسماء قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رأيت ربى عزوجل على جمل أحمر عليه إزار وهو يقول : قد سمحت ، قد غفرت ، الا المظالم ، فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصلد إلى السماء الدنيا وتنصرف الناس إلى منى " . وفى لفظ آخر : " ينزل إلى السماء الدنيا ، ثم يفتح أبواب السماء والارض وقعد [ يقعد ] معه الملائكة " . هذا حديث لا يشك أحد في أنه موضوع محال ، ولا يحتاج لاستحالته أن ينظر في رجاله ، إذ لو رواه الثقات كان مردودا ، والرسول منزه أن يحكى عن الله عزوجل ما يستحيل عليه ، وأكثر رجاله مجاهيل وفيهم ضعفاء ) (3) .
ـــــــــــــــــــ
(1) الكافي للكليني باب الحركة والإنتقال ج1 ص 183 .
(2) تاريخ دمشق ج 45 ص 8 .
(3) الموضوعات لابن الجوزي ج 1 ص 124 وص125 .