الرد على شبهة التقية
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
تعرف التقية بأنها مشتقة من الوقاية، والمراد منها التحفظ على ضرر الغير في قول أو فعل مخالف للحق فاذا كان هذا مفهومها فهي تقابل النفاق كتقابل الايمان والكفر، فأن النفاق عبارة عن أظهار الحق واخفاء الباطل ومع هذا التباين بينهما لا يصح عدها من فروع النفاق.
فالغاية من التقيه الدينية هي صيانة النفس والعرض والمال وذلك في ظروف قاهرة لا يستطيع فيها المؤمن ان يعلن عن موقفه الحق صريحا .
فالتقية امر فطري يسوق الانسان اليه قبل كل شيء .
ومن الايات القرانيه التي دلت على التقية ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ) النحل 106 والقصة معروفة في عمار بن ياسر .فقد روي الزمخشري ان اناسا من اهل مكة فتنو فارتدو عن الاسلام بعد دخولهم فيه وكان فيهم من اكره واجري كلمة الكفر على لسانه وهو معتقد بالايمان منهم عمار وصهيب وبلال وخباب (1)وقال القرطبي التقية جائزة للانسان الى يوم القيامة (2والاية الثانية من سورة العمران " لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ " يتفق المفسرون عند ذكر هاتين الايتين على ان اصل التقية اصل شرعي، وكذلك عمل مؤمن ال فرعون في كتمان ايمانه .
ومن الجدير بالذكر انها وردت في مجال التقية من الكافر ،الا انها جائزة مع المسلمين لوجود العلة والملاك وتحقق الامر الواجب للتقية فأن حفظ النفس والمال والعرض لا يختص بالكفار فقط.
ويذكر الفخر الرازي التقية جائزة لصون النفس (3وقال ابو هريرة " حفظت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعائين اما احدهما فبثثته في الناس واما الاخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم (4) .
ان التقية تحرم في بعض الاحيان كما ذكر الامام الخميني في بعض المحرمات والواجبات التي تمثل في نظر الشارع والمشرعة مكانة بالغة مثل هدم الكعبة والمشاهد المشرفة والرد على الاسلام والقرآن (5)
الخلاصة
1. ان جواز التقية لا يحظى بالدليل النقلي فحسب بل ان العقل يحكم ايضا بصحته ولزومه .
2. ان احد التعاليم القرانية هو ان يكتم الانسان المسلم عقيدتة اذا تعرض في نفسة او مالة او عرضة.
3. ينص القران الكريم في شأن عمار بن ياسر على عدم البأس عمن يقع في ايدي الكفار. ويظهر كلمة الكفر على لسانة للخلاص والنجاة وقلبه عامر بالايمان مشحون بالاعتقاد الصحيح .ان أيات التقية وان وردت في مجال التقيه من الكافر الا ان الملاك (وهو حفظ نفس المسلم ومالة وعرضة ) لا يختص بالكافر .
4. ان التقية واجبة في ظروف خاصة الا انها محرمة في بعض الشروط ايضا .
5. التقية امر شخصي ويرتبط بوضع الفرد او الافراد الضعفاء العاجزين في مقابل العدو الغاشم .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
(1)الكشاف 2/430 مجمع البيان 3/388
(2)الجامع لاحكام القرآن 4/57
(3) الرازي التفسير الكبير ج 8 ص14
(4)ابن عربي الفتوحات المكية ج1 ص142
(5) الوسائل /كتاب الامر بالمعروف الباب 25 الحديث 6
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
تعرف التقية بأنها مشتقة من الوقاية، والمراد منها التحفظ على ضرر الغير في قول أو فعل مخالف للحق فاذا كان هذا مفهومها فهي تقابل النفاق كتقابل الايمان والكفر، فأن النفاق عبارة عن أظهار الحق واخفاء الباطل ومع هذا التباين بينهما لا يصح عدها من فروع النفاق.
فالغاية من التقيه الدينية هي صيانة النفس والعرض والمال وذلك في ظروف قاهرة لا يستطيع فيها المؤمن ان يعلن عن موقفه الحق صريحا .
فالتقية امر فطري يسوق الانسان اليه قبل كل شيء .
ومن الايات القرانيه التي دلت على التقية ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ) النحل 106 والقصة معروفة في عمار بن ياسر .فقد روي الزمخشري ان اناسا من اهل مكة فتنو فارتدو عن الاسلام بعد دخولهم فيه وكان فيهم من اكره واجري كلمة الكفر على لسانه وهو معتقد بالايمان منهم عمار وصهيب وبلال وخباب (1)وقال القرطبي التقية جائزة للانسان الى يوم القيامة (2والاية الثانية من سورة العمران " لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ " يتفق المفسرون عند ذكر هاتين الايتين على ان اصل التقية اصل شرعي، وكذلك عمل مؤمن ال فرعون في كتمان ايمانه .
ومن الجدير بالذكر انها وردت في مجال التقية من الكافر ،الا انها جائزة مع المسلمين لوجود العلة والملاك وتحقق الامر الواجب للتقية فأن حفظ النفس والمال والعرض لا يختص بالكفار فقط.
ويذكر الفخر الرازي التقية جائزة لصون النفس (3وقال ابو هريرة " حفظت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعائين اما احدهما فبثثته في الناس واما الاخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم (4) .
ان التقية تحرم في بعض الاحيان كما ذكر الامام الخميني في بعض المحرمات والواجبات التي تمثل في نظر الشارع والمشرعة مكانة بالغة مثل هدم الكعبة والمشاهد المشرفة والرد على الاسلام والقرآن (5)
الخلاصة
1. ان جواز التقية لا يحظى بالدليل النقلي فحسب بل ان العقل يحكم ايضا بصحته ولزومه .
2. ان احد التعاليم القرانية هو ان يكتم الانسان المسلم عقيدتة اذا تعرض في نفسة او مالة او عرضة.
3. ينص القران الكريم في شأن عمار بن ياسر على عدم البأس عمن يقع في ايدي الكفار. ويظهر كلمة الكفر على لسانة للخلاص والنجاة وقلبه عامر بالايمان مشحون بالاعتقاد الصحيح .ان أيات التقية وان وردت في مجال التقيه من الكافر الا ان الملاك (وهو حفظ نفس المسلم ومالة وعرضة ) لا يختص بالكافر .
4. ان التقية واجبة في ظروف خاصة الا انها محرمة في بعض الشروط ايضا .
5. التقية امر شخصي ويرتبط بوضع الفرد او الافراد الضعفاء العاجزين في مقابل العدو الغاشم .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
(1)الكشاف 2/430 مجمع البيان 3/388
(2)الجامع لاحكام القرآن 4/57
(3) الرازي التفسير الكبير ج 8 ص14
(4)ابن عربي الفتوحات المكية ج1 ص142
(5) الوسائل /كتاب الامر بالمعروف الباب 25 الحديث 6