إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحسن بن علي صالح والحسين حارب وهذا يدل على خطأ احدهما

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحسن بن علي صالح والحسين حارب وهذا يدل على خطأ احدهما


    نص الشبهة:

    كان الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) يمتلك قوّة كبيرة تمكِّنه من خوض الحرب ، ومع ذلك صالحَ معاوية ، أمّا الحسين بن عليّ ( عليهما السلام ) فلم يكن يمتلك قوّة تمكّنه من خوض حرب ومع ذلك خرج في مقاتلة جيش يزيد، وهذا يدلّ على أنّ أحدهما ( الحسن او الحسين ) كان مخطئاً ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم من الاولين والاخرين الى قيام يوم الدين
    اما بعد:
    أن اهل السنة ألبسوا الصحابة لباس العدالة إن لم نقل لباس العصمة ، وهم يعدّونهم على جانب كبير من الطهارة والتنزّه عن المعصية .
    أو ليس الحسن والحسين اللّذان ورد الثناء عليهما ومدحهما على لسان جدّهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الأحاديث الصحيحة من الصحابة ؟ ولماذا يجب تخطئة أحدهما ؟
    إنّ هذا يدلّ على أنّ مروّج هذه الشبهة ناصبي وانّه لم يُعر أيّ اهتمام لقرّتيّ عيني رسول الله وفلذتيّ كبده ، ولم يهتم بقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بحقهما : « مَنْ أحبّني وأحبّ هذين ( يعني الحسن والحسين)وأباهما وأُمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة » (1)
    وقال أيضاً : « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة » (2)
    صاحب الشبهة يتصوّر أنّ هذين الإمامين الطاهرين كانا يطلبان السلطة والحكومة ، وأنّ هدفهما كان كهدف معاوية الذي صعد المنبر بعد صلحه مع الإمام الحسن بن عليّ(عليهما السلام) ، وقال : ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجّوا ولا لتزكوا ، قد عرفت أنكم تفعلون ذلك ولكن إنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم( 3) فالحسن والحسين إمامان معصومان ، كانا يؤدّيان واجبهما ووظيفتهما ، ولم يكونا يبحثان عن الحكم ، فكانت وظيفتهما أحياناً تتمثّل في عقد الصلح ، وأحياناً أُخرى تتمثّل في الثورة والجهاد ، شأنهما في ذلك شأن جدّهما النبيّ الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي قاتل في بدر وأُحد والأحزاب ، وصالح في الحديبيّة .
    إنّ الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) لو كان جيشه مطيعاً له ، لسلك نفس الطريق الذي سلكه أخوه الحسين بن عليّ ( عليهما السلام ) ، لأنّ جيش الحسن (عليه السلام ) غلب عليه الخلاف والتشتت وحبّ الراحة والدِّعة ، وتسرب حب الدُّنيا إلى قلوب أصحابه فتقاعسوا عن الجهاد وحبّ الشهادة ، وخوض حرب بهكذا جيش ليس معناه إلاّ الهزيمة والدمار ، ممّا جعل الحسن ( عليه السلام)يسحب يده من الحرب ويتحمّل مرارة الصلح.
    ولعلّه لا توجد وثيقة أصدق وأبلغ من كلام الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) ، لرسم أبعاد المجتمع المتشتّت والمنقسم في تلك الأيّام ، وتبيّن مدى العجز عن الحرب في ذلك الزمان ، فعندما كان الحسن ( عليه السلام ) في « المدائن» وهي أقصى نقطة تقدّم إليها جيشه لمواجهة معاوية ، قام بإلقاء خطبة جامعة مهيّجة للأحزان ، حيث قال بعد حمد الله عزّ وجلّ :
    «
    إنّا والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم وإنّما كنّا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر ، فسُلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع ، وكنتم في منتدبكم إلى صفّين ودينكم أمام دُنياكم ، فأصبحتم اليوم ودُنياكم أمام دينكم ، ألا وأنّا لكم كما كنّا ، ولستم لنا كما كنتم ، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين ; قتيلٌ بصفّين تبكون عليه ، وقتيلٌ بالنهروان تطلبون بثأره ، فأمّا الباقي فخاذل ، وأمّا الباكي فثائر ، ألا وإنّ معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عزّ ولا نصفة ، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ بظباء السيوف ، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا » . فناداه القوم من كلّ جانب : البقية البقية ، فلمّا أفردوه أمضى الصلح (5)
    فإنّ النظر إلى جيش كهذا فاقد لروح القتال ، كيف يمكن للإمام ( عليه السلام )أن يدخل به في حرب مع عدوٍّ ماكر مثل معاوية ؟ وهل يبقى هناك أملٌ بالانتصار مع هذا الحال ؟
    لقد كتب المؤرِّخون كتباً قيّمة حول موضوع صلح الإمام الحسن ( عليه السلام)من يريد التعرّف على هذا الموضوع أن يقرأ كتاب « صلح الحسن » للشيخ راضي آل ياسين .
    وهناك أمرٌ آخر نشير إليه هنا وهو أن عدم مقاتلة الحسن ( عليه السلام)بذلك الجمع من جيشه كما قاتل أخوه الحسين ( عليه السلام ) بذلك العدد القليل من أصحابه ( 72 رجلاً ) ، يعود إلى أنّ الإمام الحسن ( عليه السلام)كان يعلم أنّ شهادته في تلك الظروف سوف لا تساعد على تغيير الأوضاع ، ولا تقود الناس للثورة على النظام الأموي الظالم ، لأنّهم لم يتعرفوا آنذاك على هذا النظام بشكل جيّد والرؤية عندهم لم تكن واضحة ، على خلاف وضوح الرؤية في عهد يزيد بن معاوية ومعرفة ظلمه وفجوره، ممّا دفع بالحسين ( عليه السلام )بالثورة عليه ، فكانت شهادته سبباً حرّك العالم الإسلامي برمّته ، وأوجدت ثورات متعاقبة (5)

    المصادر

    (1)سنن الترمذي : 5 / 305 ، برقم 3816 ، باب 92 مناقب علي بن أبي طالب مسند أحمد : 1 / 77 .
    (2 )سنن الترمذي : 5 / 321 ، برقم 3856 ، باب مناقب الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ; مستدرك الحاكم : 3 / 151 ـ 154 .
    (3)البداية والنهاية: 8 / 140 .
    (4)أُسد الغابة : 2 / 17 .
    (5)لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته .



يعمل...
X