شبهة عبد الله السلفي: الشيعة يزعمون وينسبون الجهل للباري عز وجل من خلال قولهم بالبداء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله لرب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم الى قيام يوم الدين:
البداء: هو الظهور بعد الخفاء هذا بالنسبة للإنسان ,وهذا المعنى لا يمكن نسبته الى الله سبحانه وتعالى, لأنه يستلزم الجهل والتغير وهما منفيان عن الخالق الحكيم بالأدلة العقلية والنقلية. لا شكّ إنّ هذا المعنى الأخير بالنسبة إلى الله تعالى مستحيل .
وعليه فأن إطلاق (البداء) على الله تعالى بمعنى انه تعالى يظهر ما كان خافياً على الناس , فبدا لله تعالى بمعنى أظهره لغيره بعدما اقتضت المصلحة والحكمة التي أسسها الخالق نفسه عز و جل ,فأنه تعالى يقدم بعض الأشياء ويؤخر البعض الآخر وفق المصلحة, ثم يظهر ما كان متأخرا في وقتهِ, كما قال الامام الصادق(عليه السلام) :ما بعث الله عز و جل نبياً حتى يأخذ عليه ثلاث خصال :الإقرار بالعبودية, وخلع الأنداد وان يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء [1], ومحل الشاهد هو المقطع الأخير, معنى البداء هذا يفيد الناس إيمانا وهداية وحكمة, وصار الإيمان بهذهِ العقيدة من أعظم شعب الإيمان, لقولهم (عليهم السلام): ما عبد الله بشيء مثل البداء[2] , وما عظم الله بشيء بمثل البداء[3] , ولو يعلم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه[4],وذلك لان القول بالبداء معناه ان الخالق قيوم ومهيمن وقادر ورحيم..... أذن فأن فعله لاينقطع عن هذا العالم , وانه تعالى يمد العالم بأسباب البقاء وانه لايفعل الا ما ينفع الناس كما أوضحه النبي العظيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) :عجبت للمرء المسلم انه ليس من قضاء يقضيه الله عز و وجل الا كان خيراً له في عاقبة أمره , والبداء معناه(كل يوم هو في شأن) ومنا ايضاً (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد/4])
والاعتراف لله سبحانه بالإحاطة بكل شيء والقدرة المطلقة التي لا تحيط بها الظنون ولا تحدها الأوهام ، وإذا بلغ الإنسان من الإيمان بالله إلى هذه المرتبة يصبح في أعلى درجات الإيمان وفي مصاف الأولياء والصديقين الذين يراقبون الله في جميع حالاتهم وتصرفاتهم .
وعلى هذا الأساس يتبين الخلاف بين الشيعة وأبناء العامة حول البداء خلافاً لفظياً وليس حقيقياً فأنهم يتصورون إننا (الشيعة)نجري المعنى اللغوي للبداء على الله تعالى وهذا غير موجود بل ومبرهن على عدم إمكانه,
شبهة: أن الشيعة تقول: أنّ هناك أمورا خافية على الله ثمّ تظهر له بمرور الأيّام. فهذا القول هو الكفر بعينه، ولازمه نسبة الجهل وعدم المعرفة إلى ذاته المقدّسة، وأنّ ذاته محلاًّ للتغيير والحوادث وحاشا للشيعة الأمامية أن يحتملوا ذلك بالنسبة لذات الله المقدّسة! إنّ ما يعتقده الشيعة من معنى البداء ويصرّون عليه، هو طبقاً لما جاء في روايات أهل البيت (عليهم السلام): ما عرف الله حقّ معرفته من لم يعرفه بالبداء..
والبداء بمعنى إظهار الباري لما خفي عنا , وحكمه بحكم بعدم محوه حكماً آخر وهو مفاد الآية الكريمة { يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد/39], وهو ثابت عند ألشيعه.
[1] التوحيد للصدوق باب البداء ج 65 ص 3ح3
[2] التوحيد للصدوق باب البداء ج65 ص3ح1
[3] التوحيد للصدوق باب البداء ج65 ص3 ح2
[4] التوحيد للصدوق باب البداء ج65 ص4 ح7