إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامامة الالهية 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامامة الالهية 1

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
    مقدمة :

    هل للامامة موقعية في القران الكريم ؟
    في هذا البحث المصغر نريد ان نتعرض الى موقعية الامامة في القران الكريم من حيث وجودها فهل الامامة موجودة ام لا ؟
    الفات نظر : لا يخطر في ذهن القارىء الكريم نحن نريد ان نثبت امامة الائمة عليهم السلام بهذا البحث, وبعبارة لا نريد من خلال هذا البحث ان نثبت امامة الائمة باعيانهم ومصاديقهم فان البحث هنا مفهومي والمراد هو نفس الامامة بما هو منصب الالهي على وزان النبوة والرسالة فكما يدخل الانسان الى القران الكريم ويبحث عن الايات الدالة على التوحيد وكما لو دخل بحثا عن الايات التي تدل على النبوة وكما لو دخل يبحث عن الايات التي تدل على المعاد فيجد من نفسه ان الايات قد دلت على وجود مثل هذه المنازل بل هي جزء مقوم لماهية القران ونعني به اي من صميم منضومته ودستوره وقانونه الذي لا يمكن الاستغناء عنه ومن هنا اصبح التوخي في المنضومة الدينة في القران الكريم من اصول وفروع من المسائل المهمة التي جاءت على شكل نجوم على صدر النبي الخاتم ص على مدار 23 سنة من تشريع وسياسة واقتصاد وما الى ذلك فطبقا لما جاء به القران الكريم من شتى انواع هذه القوانين فنحن نبحث عن المصون لهذه القوانين وديمومة استمرارها فمن الذي يقًّوم هذه القوانين بعد المشرع الرسالي ومن الذي يحفظ وحدة انسجامها وتطبيقها بحسب الموازين الشرعية فهل للخلافة ركن اساسي وجزء من هذا النظام المتكامل وبدونه تصبح الرسالة ناقصة بل ذاهبة وكأن لم تكن . قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة 67
    الايات الدالة على الامامة :
    وسوف نقسَّم تلك الايات على طوائف بحسب وظيفة الامامة ومعطياتها وبحسب ما يقتضي وجودها ودورها الفعال على كلا الصعيدين الديني والدنيوي .
    الطائفة الاولى : ايات استخلاف ادم عليه السلام
    الطائفة الثانية : آيات الكتاب
    الطائفة الثالثة : آيات الهداية
    الطائفة الرابعة : آيات شهادة الاعمال
    الطائفة الخامسة : آيات الولاية
    الطائفة السادسة : آيات الاصطفاء والطهارة
    الطائفة السابعة : آيات الامامة

    الطائفة الاولى : استخلاف آدم عليه السلام
    قال الله تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)
    البقرة من الاية 30 ـ33
    وفيها بحثان : الاول دراسة الالفاظ الواردة في الاية , الثاني مايستفاد من هذه الاية
    البحث الاول : دراسة الالفاظ الواردة في الاية
    أ ـ قوله تعالى : (في الارض) من المعلوم ان شبه الجملة يحتاج الى متعلق يتشبث به والمتعلق لا يخلوا من احتمالات ثلاثة .
    الاول : خليفة
    الثاني : جاعل
    الثالث : بالضمير المستتر في خليفة , لانه مشتق يعمل عمل الفعل
    اما الاحتمال الاول : اذا كان قوله تعالى متعلق في جاعل يكون المعنى : ان الخليفة مقيد في دائرة الارض فتكون الخلافة ارضية فقط .
    واما الاحتمال الثاني : ان جاعل تتعدى الى مفعولين الاول (في الارض) والثاني (خليفة) فيكون المعنى اخبار من الله تعالى ان الذي هو في الارض جعلته خليفة على نحو (جعلت الاجر بيتا) .
    واما الاحتمال الثالث : (الضمير المستتر في خليفة) فتكون الخلافة مطلقة غير مقيدة أي ان المستخلف ارضي ودائرة خلافته مطلقة لاهل الارض والسماء أي الملائكة .



    اما الاحتمال الاول فبعيد , وذلك للامور التالية :
    1 ـ ان العلم الذي يمتلكه هذا الخليفة علم خاص يفوق الملائكة اذ ان استفهام الملائكة يعرب عن هذا الاحتمال المؤكد (أتجعل)
    2 ـ ان سجود الملائكة له يدل على هيمنة ذلك الخليفة على الامور الغيبية من خلال علمه الذي حجبه المولى عن الملائكة وتعليمهم الاسماء
    3 ـ ان تقدم الجار والمجرور يعين تعلقه بخليفة وخلاف ذلك يحتاج الى قرينة
    4 ـ ان استنكار الملائكة وتساؤلهم لم يكن حول دائرة الاستخلاف بل حول كونه خليفة ارضي فهي فهمت ان هنالك ذاتا في الارض سوف تكون هي الخليفة فجاء الاستنكار منهم (أتجعل فيها ...) وهو متعلق (في الارض) بالجعل . زيادة ايضاح
    ان الملائكة كانت تعلم ان دائرة هذا الخليفة عامة للارض ولاهل السماء ولهذا لم يعترضوا او يستفهموا هل ان هذا الخليفة ارضي او سمائي او كليهما بل بدا هذا الامر واضحا لديهم فكان السؤال هو انه كيف تجعل من يسفك الدماء فيها خليفة عاما .
    وعلى كلا التقديرين سواء قلنا المتعلق بجاعل او خليفة لا يضر , لان جاعل تأتي بمعنيين الاول بمعنى موجد ,والاخر بمعنى الصيرورة تقول : جاعل في الارض خليفة فالمعمول الاول (في الارض) والثاني (خليفة) وهو المعنى الذي نتوخاه .
    ب ـ قوله تعالى ( خليفة) : الاستخلاف الوارد في القران الكريم على نحوين الاول عام والهدف منه اعمار الارض والعالم الكوني والثاني استخلاف خاص وهو خلافة الاصطفاء وهي المقصودة في الاية الشريفة وذلك لان الله تعالى قد ربط الخلافة بالعالم اللدني المحيط بالاشياء ومثل هذا النوع من العالم (وعلم آدم الاسماء) ليس لدى نوع البشر بل لدى نوع خاص ,وبدليل حجبه ايضا عن الملائكة , الا ان علَّمهم آدم فلو كان الهدف منه خليفة ارضي لاجل اعمار الارض وحفظ نظامها وشؤونها فلا موجب حينئذٍ الى كل هذا النوع من العلم بل هي نوع هداية عامة , مضافا نقول : ان اعتراض الملائكة يدل على انهم تصوروا ان الهدف منه ايجاد خليفة يعمر الارض ولمثله يكون سفاكا للدماء فاعتراضهم فحواه نحن احق بها منه لانا معصومون من الزلل .
    ج ـ قوله تبارك وتعالى : الاسماء , وهو جمع محلى بالالف والام مفيد العموم انما الكلام في ماهو المراد من هذه الاسماء تشعبت الاراء في ماهو المراد من هذه الاسماء , ومع قطع النظر عن هذه التفسيرات والاتجاهات وهل هي معتبرة او لا نحن نشير الى مرادنا من هذه الاسماء على النحو التالي :
    ان العلم بهذه الاسماء اوجد امتيازا لادم ع على الملائكة , وبه استحق الاستخلاف , واذا كان ماذكروا من كون هذه الاسماء هي امور او معاني حصولية لكان الاخرين عند تحصيلهم لها ايضا يستحقون الاستخلاف , ايضا ان هذه الاسماء اجلى وارفع من ان تصل اليها الملائكة , وايضا ان الله تعالى اشار اليه (آدم ع) انبئهم باسماء هؤلاء وهو اسم اشارة لاجمع العقلاء ولا يستخدم لغير العاقل ومنه يعلم ان هذه الاسماء هي ذوات شاعرة حساسة مدركة , وايضا ان الله تعالى عبر عن هذه الاسماء بغيب السماوات والارض ( الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض) حيث جاءت هذه الاية تقرر ماحصل بعد انباء ادم للملائكة بان الذي حصل عليه ادم هو غيب لشرف تلك الاسماء المحجوبة عن غيره .
    د ـ قوله تعالى : (العلم) , ان العلم الذي حصل عليه ادم ع من الله تعالى مباشرة من دون كسب وانما هو حضوري امر حاصل بالتجرد وعندما حصل ادم ع على تلك الاسماء انباء الملائكة بها فعلم الملائكة بواسطة ادم ومادام العلم متوسط بالغير فهو حصولي المنال كما هو واضح وكل ماحصل عليه ادم كان قبل نزوله للارض وقبل دخوله الجنة فمقام الاستخلاف هو امر استحق به ادم ع الولاية والرتبة الكونية العامة وهو يدل على انه علم حضوري من نوع خاص على وزان النبوة والرسالة .
    تتميم : ان الله تعالى بعد ان خلق ادم وسواه امر الملائكة بالسجود فقعوا له ساجدين , الا ابليس ابى واستكبر , قال الله تعالى ما لك الا تكون مع الساجدين , وهو منوط بالانقياد المولوي لامرهم بالسجود لعظمة هذا المخلوق الحامل لتلك الاسماء القابل لها وهو امر تقديسي وتشريف لادم عليه السلام .
يعمل...
X