تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
صرخة الحزن بقلب زينب مازالت تتردد بفضاءات كربلاء وهي تنادي واعباساه متسائلة عن وعده لها بكفالتها؟ ياعباس تركتني وحيدة بين الاعداء اتصفح وجهك فلا اجده مذهولة مقهورة قد فقدت حاميها وُسلب منها آمانها وما رُوعيّ في الله حقها ؟!! وهنا وقف ابا الفضل حائراً ،بماذا يجيبها وقد فصل رأسه عن جسده الطاهر وتقطعت بسيوف القوم اعضائه وتجمدت الدماء على عينه وألم المصاب بقلبه حزنا واستحياء من زينب وسكينة اعظم من الم جراحاته في بدنه وعينيه !وهنا ناداها بعد قطع الوتين بلسان حاله: يا خدري يا قرة عيني يا اختاه فداك العباس كيف احميك وقد قطعت أعضائي ارباً ارباً ويدايّ بُترت بسيوف بني امية، يا ويلاه اختاه زينب قلبي ينزف دما على بقائكم بين الاعداء تتفصح وجوهكم العيون الحاقدة والانفس المريضة بسوء عاقبتها لظلمكم سيدتي يا زينب بماذا اعتذر لجدك المصطفى وانا تعهدت بحمايتك وقافلة الحسين من اي اعتداء !! يازينب لااملك لك الا الدعاء والله حاميكم بقدرته وحافظكم بحوله وعزته ,يازينب تعزي بعزاء الله وكوني كما عهدتك صلبة الايمان شديدة الصبر عالية النفس شامخة الروح لاتهابين نظراتهم ولا كلامهم ولاغلاظة طبعهم فأنتِ من علمتْيني الصبر فلا تهنِ ولا تضعفِ وانت بنت سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام ،فأجابته زينب بقلب ُملىء شجونا ولسان كلّ عن الكلام حزنا : واعباساه ،كيف نتعزى بعزاء المصاب وانت بعيد عنا وروحك فارقتنا والتحقت بالسماء وجسدك مرملاً بالدماء وقد داهمتنا الارزاء وتناولتنا الألواء وتواترت علينا سحب البلاء متى اللقاء بكم يااخي وابن والدي وهل الحياة تسوى بعدكم؟!! ام الدنيا ينظر لها وما للعيش طعم بغيابكم وسأناجي الله بسرعة اللحاق بكم بقرب أُمنّا الزهراء وابينا امير المؤمنين عليهما السلام يا عباس من للاطفال والنساء الثكالى بعدك؟ الاطفال عطشى، والنساء لهفى، والحزن داهمهم والأسى لايفارقهم ، بعد برهة من الزمان ،غشّيتها السكينة بتجلي نور الله لقلبها فآثرت الصمت على مصابها العظيم وادخرت الكلام لمواطن الدفاع عن اهداف النهضة الحسينية امام الاعداء ومن غرر به من القوم .
بقلم
حسين آل جعفر الحسيني
الملفات المرفقة