الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا محّصوا بالبلاء، قلّ الديّانون
عادة ما ان القول والكلام له اتجاهان اتجاه منه يصيب الهدف ويكشف الحقيقة واخر يكون بعيدا عنهما أي ان المسالة من الناحية المنطقية ليست على نحو الموجبة الكلية بل الموجبة الجزئية
فربما ينظّر الإنسان كثير من النظريات ويفني عمره في تحقيقها ولا يستطيع إصابة الواقع بل أقصى ما يمكن قوله ان يدور قريبا منه. وهناك من يسدد بكل كلمة يقولها نحو الهدف وبالصميم
طبعا هذا يتم على المستوى البشر العادي التي يمكن ان يكون الكلام لديهم قابلا للخطا والصواب
لكن قول الله ورسوله واهل بيته هو من القول الذي يصيب صميم الواقع ولا يخرج عن حدوده
لامر مهم هو ان الحقيقة الموجودة تترجم بعينها الى كلام والواقع نفسه يكون مرمى للقول
وبالرغم من ان مايصدر في الأغلب أمور كلية فانك تجد مصادقيها تمتد على طول الزمان وبعد المكان حتى لو تجاهل الانسان ذلك او أراد ان يرى نفسه في غير محلها..
ولهذا اختلفت المقاييس بين من يصيب الواقع عن من لايصيبه وهذا مانراه من خلال كلمات كل فريق فهذا امير المرمنين يقول عن تميز الناس ومن هو على الحق او الباطل
اذ قال اعرف الحق تعرف اهله ... وقال .. الرجال تعرف بالحق لا الحق يعرف بالرجال
فقد وضع قانونا ثابتا للتميز بغض النظر عن اسم الشخص او نسبه او كنيته او حتى زمانه الذي عاش فيه
وهكذا يدور كلام اهل بيت العصمة صلوات الله عليهم فتجد ان لكل حديث ولكل قول مصاديقه الخاصة التي تنطوي تحته .. ثم ان استخدام كل كلمة وفقرة في مكانها الخاص وليس مجرد تفنن خطابي وبلاغي..
اضافة الى امر مهم يجب ذكره هنا وهو ان كل قول لهم اساسه من الله سواء كان اساسه اية قرانية اوحديثا قدسيا..
وهذا الحديث الذي بين يدينا ماهو الا نفحة قدسية جاءت على لسان سبط رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لتكون درسا عظيما ونورا يستضاء به من ظلام الجهل.
الناس عبيد الدنيا
قبل التبحر في هذه الكلمات النورانية اطبق لكم ماقلته في الاعلى بان حديث اهل البيت له اسا س من القران وهذه الاية من سورة الحج اتلوها لكم
قال تعالى
ومن الناس من يعبد الله على حرف فان أصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب علىوجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين " الحج آية رقم (11)
لو نظرنا الى الحديث نجد بانه قد استخرج من هذه الاية المباركة وتفسيرا لها ولم يخالفها في المضمون والهدف..
الناس عبيد الدنيا..
من أولى الملاحظات ان الإمام سلام الله عليه استخدم كلمة الناس ولم يحدد صفة معينة وهذه القسمة الصحيحة فلو قلت مثلا ان الكافر عبد للدنيا فهذا يعني اختصاص العبودية للدنيا من قبله في حين ان الكافر وغيره قد يكون عبدا للدنيا...
ولكن هنا جاءت القضية لتشمل كل المصاديق الذين يثبت انطوائهم تحت هذا المفهوم العام سواء ا تصفوا بالاسلا م او الكفر ..او لا
اما كلمة العبد فمعروفة بانه الشخص الذي لايملك أمام سيده شيئا فهو مطيع له لايملك ضرا ولانفعا لنفسه ولذلك كانت هذه الصفة من أرقى الصفات التي تطلق على أنبياء الذين سلموا أمورهم لله تبارك وتعالى
فهذا نبي الله عيسى اول شي ذكره وكما يخبرنا القران .... قال اني عبد الله
وهذه الصفة التي نذكرها للرسول الاكرم محمد صلى الله عله واله وسلم في صلاتنا فنقول واشهد ان محمدا عبده ورسوله
وكذلك الملائكة الذين يصفهم الله بقوله عباد مكرمون لايعصون الله ماامرهم
وعلى هذا يتبين ان الانسان الذي يكون عبدا للدنيا فهو مخلص لها اشد الاخلاص ولايخالف لها امرا وسلم كل شي لها...
وهنا ياتي السؤال ونقف وقفة طويلة تقول بان الدنيا والاخرة لايجتمعان
فمن كان مطيعا للدنيا وعبدا لها لايكون له نصيب في الاخرة
ومن اراد حرث الدنيا نؤته منها وليس له في الاخرة من خلاق ومن اراد الاخرة نؤته منها
فالدنيا والاخرة ضرتان..
وسؤالنا هنا يااعبد الله ان كثيرا من الناس لهم عقيدة ومباديء ودين فكيف سيكون الامر هنا
قال عليه السلام
والدين لعق على انفسهم
وهنا تتوضح الصور وتنجلي الحقيقة ..
فالدين الذي عند هولاء الناس مهما كانت طقوسة ومهما كانت مبادئه فهو لم يتجاوز حدود اللسان ومااجمل الصورة التعبيرية التي يقولها الامام في كلمة لعق
في حين ان الدين الحقيقي هو ما انعقد في القلب وظهرت اثاره على الجوارح وعلى السلوك والتصرف كما قال القران الكريم
سيماهم في وجوهم من اثر السجود..
وقال تعالى.. وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما
فهولاء عبيد الدنيا
لم تدخل العقيدة ابعد من اللسان ولم تبلغ حتى الحلقوم
وهنا قد يقول قائل ويسال سائل... نحن نرى ان الكثير من هولاء الناس يقومون بالشعائر حتى لو كانت متعبة ومهلكة الى درجة عالية..
هنا يقول الامام عليه السلام
يحوطونه مادرت معايشهم
وهنا النقطة الاساس بان هولاء انما يقومون بتلك الافعال انما هو للدنيا ولان الحصول على المعايش والمناصب والكراسي لاياتي الا من خلال ممارستهم لتلك الشعائر
أي ان التجارة المستخدمة هنا لكسب العيش هو الدين والعقدة والذي اصبح حال شعائره حال أي مهنة اخرى مثل النجارة والخياطة والزراعة ... وغيرها
وكلما أراد هذا الإنسان إن يجني الربح الأكثر أتقن عمله في هذه الناحية ليصبح صاحب الامتياز في هذه الجهة..
ويبقى السؤال الأخير .. من أين لنا ان نعرفهم من بين هولاء الذين يقفون صفا واحد في الصلاة او باقي شعائر العبادة والعبادة ..؟
والحل يذكره الامام روحي لتراب قدميه الفداه
فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون
هنا الاختبار الحقيقي وهنا يتبين الدين الاخروي عن الدنيوي
فالانسان الذي يعمل بعمل معين وفي لحظة ما اصابه ضرر من ذلك العمل فتراه يتركه لينتقل الى عمل اخروهولاء بما انهم اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وتجارة فهم على استعداد تام ليتركوا هذا الدين متى ماقلت فيه التجارة وحصول الموارد.
وهنا قصة ينقلها لنا التاريخ
وفي موقف آخر مع أشد الأعداء للحسين والذي قاد الجيش ضده وهو عمر بن سعد، مع ذلك تجد الإمام الحسين وفي اليوم التاسع من المحرم يطلب من ابن سعد اللقاء، فيتمنع، وفي الأخير وافق، تقول الرواية:
قال له الحسين: ويحك يا بن سعد ! أما تتقي الله الذي إليه معادك أراك تقاتلني وتريد قتلي, وأنا ابن من قد علمت دع هؤلاء القوم, واتركهم وكن معي, فإنه أقرب لك إلى الله تعالى.
فقال له: يا حسين إني أخاف أن تُهدم داري بالكوفة, وتنهب أموالي.
فقال له الحسين: أنا أبني لك خيراً من دارك.
فقال: أخشى أن تؤخذ ضياعي بالسواد.
فقال له الحسين: أنا أعطيك من مالي البغيبغة وهي عين عظيمة بأرض الحجاز, وكان معاوية، أعطاني في ثمنها ألف ألف دينار من الذهب فلم أبعه إياها, فلم يقبل عمر بن سعد شيئاً من ذلك.
فانصرف عنه الحسين – عليه السلام – وهو غضبان وهو يقول: ذبحك الله يا بن سعد على فراشك عاجلاً, ولا غفر لك يوم حشرك ونشرك, فو الله إني لأرجو أن لا تأكل من بر العراق إلا يسيراً.
فقال له عمر بن سعد مستهزئاً: يا حسين إن في الشعير عوضاً عن البر
عادة ما ان القول والكلام له اتجاهان اتجاه منه يصيب الهدف ويكشف الحقيقة واخر يكون بعيدا عنهما أي ان المسالة من الناحية المنطقية ليست على نحو الموجبة الكلية بل الموجبة الجزئية
فربما ينظّر الإنسان كثير من النظريات ويفني عمره في تحقيقها ولا يستطيع إصابة الواقع بل أقصى ما يمكن قوله ان يدور قريبا منه. وهناك من يسدد بكل كلمة يقولها نحو الهدف وبالصميم
طبعا هذا يتم على المستوى البشر العادي التي يمكن ان يكون الكلام لديهم قابلا للخطا والصواب
لكن قول الله ورسوله واهل بيته هو من القول الذي يصيب صميم الواقع ولا يخرج عن حدوده
لامر مهم هو ان الحقيقة الموجودة تترجم بعينها الى كلام والواقع نفسه يكون مرمى للقول
وبالرغم من ان مايصدر في الأغلب أمور كلية فانك تجد مصادقيها تمتد على طول الزمان وبعد المكان حتى لو تجاهل الانسان ذلك او أراد ان يرى نفسه في غير محلها..
ولهذا اختلفت المقاييس بين من يصيب الواقع عن من لايصيبه وهذا مانراه من خلال كلمات كل فريق فهذا امير المرمنين يقول عن تميز الناس ومن هو على الحق او الباطل
اذ قال اعرف الحق تعرف اهله ... وقال .. الرجال تعرف بالحق لا الحق يعرف بالرجال
فقد وضع قانونا ثابتا للتميز بغض النظر عن اسم الشخص او نسبه او كنيته او حتى زمانه الذي عاش فيه
وهكذا يدور كلام اهل بيت العصمة صلوات الله عليهم فتجد ان لكل حديث ولكل قول مصاديقه الخاصة التي تنطوي تحته .. ثم ان استخدام كل كلمة وفقرة في مكانها الخاص وليس مجرد تفنن خطابي وبلاغي..
اضافة الى امر مهم يجب ذكره هنا وهو ان كل قول لهم اساسه من الله سواء كان اساسه اية قرانية اوحديثا قدسيا..
وهذا الحديث الذي بين يدينا ماهو الا نفحة قدسية جاءت على لسان سبط رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لتكون درسا عظيما ونورا يستضاء به من ظلام الجهل.
الناس عبيد الدنيا
قبل التبحر في هذه الكلمات النورانية اطبق لكم ماقلته في الاعلى بان حديث اهل البيت له اسا س من القران وهذه الاية من سورة الحج اتلوها لكم
قال تعالى
ومن الناس من يعبد الله على حرف فان أصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب علىوجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين " الحج آية رقم (11)
لو نظرنا الى الحديث نجد بانه قد استخرج من هذه الاية المباركة وتفسيرا لها ولم يخالفها في المضمون والهدف..
الناس عبيد الدنيا..
من أولى الملاحظات ان الإمام سلام الله عليه استخدم كلمة الناس ولم يحدد صفة معينة وهذه القسمة الصحيحة فلو قلت مثلا ان الكافر عبد للدنيا فهذا يعني اختصاص العبودية للدنيا من قبله في حين ان الكافر وغيره قد يكون عبدا للدنيا...
ولكن هنا جاءت القضية لتشمل كل المصاديق الذين يثبت انطوائهم تحت هذا المفهوم العام سواء ا تصفوا بالاسلا م او الكفر ..او لا
اما كلمة العبد فمعروفة بانه الشخص الذي لايملك أمام سيده شيئا فهو مطيع له لايملك ضرا ولانفعا لنفسه ولذلك كانت هذه الصفة من أرقى الصفات التي تطلق على أنبياء الذين سلموا أمورهم لله تبارك وتعالى
فهذا نبي الله عيسى اول شي ذكره وكما يخبرنا القران .... قال اني عبد الله
وهذه الصفة التي نذكرها للرسول الاكرم محمد صلى الله عله واله وسلم في صلاتنا فنقول واشهد ان محمدا عبده ورسوله
وكذلك الملائكة الذين يصفهم الله بقوله عباد مكرمون لايعصون الله ماامرهم
وعلى هذا يتبين ان الانسان الذي يكون عبدا للدنيا فهو مخلص لها اشد الاخلاص ولايخالف لها امرا وسلم كل شي لها...
وهنا ياتي السؤال ونقف وقفة طويلة تقول بان الدنيا والاخرة لايجتمعان
فمن كان مطيعا للدنيا وعبدا لها لايكون له نصيب في الاخرة
ومن اراد حرث الدنيا نؤته منها وليس له في الاخرة من خلاق ومن اراد الاخرة نؤته منها
فالدنيا والاخرة ضرتان..
وسؤالنا هنا يااعبد الله ان كثيرا من الناس لهم عقيدة ومباديء ودين فكيف سيكون الامر هنا
قال عليه السلام
والدين لعق على انفسهم
وهنا تتوضح الصور وتنجلي الحقيقة ..
فالدين الذي عند هولاء الناس مهما كانت طقوسة ومهما كانت مبادئه فهو لم يتجاوز حدود اللسان ومااجمل الصورة التعبيرية التي يقولها الامام في كلمة لعق
في حين ان الدين الحقيقي هو ما انعقد في القلب وظهرت اثاره على الجوارح وعلى السلوك والتصرف كما قال القران الكريم
سيماهم في وجوهم من اثر السجود..
وقال تعالى.. وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما
فهولاء عبيد الدنيا
لم تدخل العقيدة ابعد من اللسان ولم تبلغ حتى الحلقوم
وهنا قد يقول قائل ويسال سائل... نحن نرى ان الكثير من هولاء الناس يقومون بالشعائر حتى لو كانت متعبة ومهلكة الى درجة عالية..
هنا يقول الامام عليه السلام
يحوطونه مادرت معايشهم
وهنا النقطة الاساس بان هولاء انما يقومون بتلك الافعال انما هو للدنيا ولان الحصول على المعايش والمناصب والكراسي لاياتي الا من خلال ممارستهم لتلك الشعائر
أي ان التجارة المستخدمة هنا لكسب العيش هو الدين والعقدة والذي اصبح حال شعائره حال أي مهنة اخرى مثل النجارة والخياطة والزراعة ... وغيرها
وكلما أراد هذا الإنسان إن يجني الربح الأكثر أتقن عمله في هذه الناحية ليصبح صاحب الامتياز في هذه الجهة..
ويبقى السؤال الأخير .. من أين لنا ان نعرفهم من بين هولاء الذين يقفون صفا واحد في الصلاة او باقي شعائر العبادة والعبادة ..؟
والحل يذكره الامام روحي لتراب قدميه الفداه
فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون
هنا الاختبار الحقيقي وهنا يتبين الدين الاخروي عن الدنيوي
فالانسان الذي يعمل بعمل معين وفي لحظة ما اصابه ضرر من ذلك العمل فتراه يتركه لينتقل الى عمل اخروهولاء بما انهم اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وتجارة فهم على استعداد تام ليتركوا هذا الدين متى ماقلت فيه التجارة وحصول الموارد.
وهنا قصة ينقلها لنا التاريخ
وفي موقف آخر مع أشد الأعداء للحسين والذي قاد الجيش ضده وهو عمر بن سعد، مع ذلك تجد الإمام الحسين وفي اليوم التاسع من المحرم يطلب من ابن سعد اللقاء، فيتمنع، وفي الأخير وافق، تقول الرواية:
قال له الحسين: ويحك يا بن سعد ! أما تتقي الله الذي إليه معادك أراك تقاتلني وتريد قتلي, وأنا ابن من قد علمت دع هؤلاء القوم, واتركهم وكن معي, فإنه أقرب لك إلى الله تعالى.
فقال له: يا حسين إني أخاف أن تُهدم داري بالكوفة, وتنهب أموالي.
فقال له الحسين: أنا أبني لك خيراً من دارك.
فقال: أخشى أن تؤخذ ضياعي بالسواد.
فقال له الحسين: أنا أعطيك من مالي البغيبغة وهي عين عظيمة بأرض الحجاز, وكان معاوية، أعطاني في ثمنها ألف ألف دينار من الذهب فلم أبعه إياها, فلم يقبل عمر بن سعد شيئاً من ذلك.
فانصرف عنه الحسين – عليه السلام – وهو غضبان وهو يقول: ذبحك الله يا بن سعد على فراشك عاجلاً, ولا غفر لك يوم حشرك ونشرك, فو الله إني لأرجو أن لا تأكل من بر العراق إلا يسيراً.
فقال له عمر بن سعد مستهزئاً: يا حسين إن في الشعير عوضاً عن البر