عدالة الصحابة / اسئلة واجوبة
السؤال: المعنى اللغوي والاصطلاحي (للصحابي)
بسم الله الرحمن الرحيم
1- ما الفرق بين المعنى اللغوي والاصطلاحي لكلمة (الصحابي) ؟
2- المنافقون من الصحابة والذين وردت في حقهم احاديث الحوض من ان الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) يقول يوم القيامة اصحابي اصحابي فيقال له انك لا تدري ما احدثوا بعدك فيقول بعدا او سحقا لما احدثوا بعدي
السؤال :هل هؤلاء اصحاب بالمعنى اللغوي ام الاصطلاحي ؟
واذا كان بالمعنى اللغوي فهل يسند نظرية عدالة الصحابة عند اخواننا ابناء العامة ؟
ارجو ان تذكروا لي المصادر اثناء الاجابة لتتم الفائدة .
الجواب:
ان معنى الصحابي لغةً هو من طالت مجالسته مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على طريق التتبع له والأخذ عنه بخلاف من وفد إليه وانصرف بلا مصاحبة ولا متابعة.
قال الراغب الأصفهاني: الصاحب الملازم.. والمصاحبة والأصطحاب ابلغ من الاجتماع لأجل أن المصاحبة تقتضي طول لبثه فكل اصطحاب اجتماع وليس كل اجتماع اصطحاباً.
لكن أهل السنة وسعوا معنى الصحابي اصطلاحاً فصار كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله صحابياً أو بتعريف آخر لادخال ابن أم مكتوم: كل من لقي النبي مؤمناً به ومات على الإسلام فيدخل في من لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت.
لكن هذا الاختلاف بين المعنيين لا يغير شيئاً من عدالة جميع الصحابة لأن مراد النبي (ص) بكلامه هو المعنى اللغوي لا المعنى الاصطلاحي الذي هم أحدثوه فيتحدث بذلك النبي عن أصحابه الذين طالت مجالسته معهم فوصفهم بالارتداد وإذا كان حال من طالت مصاحبته كذلك فكيف هو حال من لقيه لمرة أو مرتين الذي عدّوه ايضاً صحابي.
وإن الاعتقاد بعدالة جميع الصحابة لا يتلائم مع الحديث المذكور عن النبي(ص) أيّأً كان المعنى (لأصحابي) المعنى اللغوي أو الأصطلاحي عند أهل السنة لأنه سوف يخرج بعضهم وهذا ما يخالف اعتقادهم إلا أن يتنازلوا عن عدالة بعضهم دون البعض،وهذا ما نقوله من ان بعض الأصحاب لم يغيروا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
السؤال: معنى عدالة الصحابة
ما هو مفهوم عدالة الصحابة عند السنة ؟؟ نسألكم الدعاء
الجواب:
إن العدالة التي يقول بها أهل السنة لجميع الصحابة ذكر وصفها إمام الجرح والتعديل أبو حاتم الرازي حيث قال: ((أما أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل وعرفوا التفسير والتأويل وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقه فرضيهم له صحابة وجعلهم لنا أعلاما وقدوة فحفظوا عنه صلى الله عليه وآله ما بلغهم عن الله عز وجل وما سن وشرع وحكم وقضى وندب وأمر ونهى وحظر وأدب ووعوه وأتقنوه ففقهوا في الدين وعلموا أمر الله ونهيه ومراده بمعاينة رسول الله ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله وتلقفهم منه واستنباطهم عنه، فشرفهم الله بما من عليهم وأكرمهم به من وضعه أياهم موضع القدوة فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة والفخر واللمز وسماهم عدول الأمة)).
ومن هذه الصفات التي ذكرها الرازي يكون معنى العدالة قريب من العصمة إنْ لم يكن مطابقاً لها ولذا قال ابن الأثير: ((والصحابة يشاركون كافة الرواة... إلا في الجرح والتعديل فانهم عدول لا يتطرق إليهم الجرح)) والذي لا يتطرق إليه الجرح لابد أن يكون معصوماً أو قريباً منه.
السؤال: الكلام في عدالة الصحابة في النقل
ما رأيكم بقول عدالة الصحابة على اعتبار العدالة هي في التبليغ عن ما سمعوا عن الرسول(صلى الله عليه وآله) ـ اي انهم عدول في نقل الحديث ـ مع احتجاج السنة على ذلك بعدم ورود مثل هذا التجريح في الصحاح.
الجواب:
لابدّ وأن يكون لكلّ دعوى دليل ، وإلاّ لابتعدنا عن المباني العلمية ، وهذا المدّعى لا يتمّ إلاّ بإثبات الدليل ، بل الدليل على خلافه .
وهنا أسئلة نطرحها حول المدّعى :
1- هل كل ماورد في الصحاح صحيح ؟! بالأخصّ عند البحث في الاسانيد الواردة في الصحاح ، ففيها من الرواة الوضاعين والكذابين والمدلّسين ، ولأجل هذا اعترف قسم كبير من علماء أهل السنة مؤخراً بعدم صحة كل ما ورد في الصحاح .
2- هل الصحابة كلّهم عدول ؟ سواء في ذلك العدالة المطلقة أو في نقل الحديث ؟ بالأخصّ عند مراجعة سيرة حياة بعضهم المليئة : بمخالفة سنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والنفاق ، وتكفير بعضهم بعضاً ، وتكذيب بعضهم بعضاً ، والجهل !!!
3- إذا ثبت بالدليل عدم عدالة جميع الصحابة ، أيّ دليل يوجد في الفرق بين العدالة المطلقة والعدالة في النقل ؟! بالأخصّ إذا لاحظنا أن بعض الصحابة حارب السنّة ومنع من تدوينها وقال : (( حسبنا كتاب الله )) .
السؤال: جميع الصحابة بين الجرح والتعديل
الذي اعرفه ويعرفه الكثيرون ان اصول مذهبكم يقوم على سب ابي بكر وعمر رضي الله عنهم وعن جميع صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
الجواب:
إن مقتضى الإنسانية أن يكون الإنسان ذا إنصاف في الحكم على من يعتقد غير عقيدته، وأن يتفحّص أولاً ويقرأ كتب علماء المتخاصمين ثمّ يحكم، لا أن يتكلم بجهل وعدم دراية.
نوصيك بمطالعة كتب الشيعة أولاً … ثمّ تحكيم العقل.
فالشيعة تحترم صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) وتعظمهم، ولكن تجري قواعد الجرح والتعديل عليهم، فالصحابة غير معصومين باتفاق جميع المسلمين، فأيّ عقل يقبل أن تكون مجرّد رؤية الرسول (صلى الله عليه وآله) - حيث يكون بها الانسان صحابياً - ترفع قانون البحث عن الرجل وأفعاله.
فالشيعة تجري قواعد الجرح والتعديل عليهم، فمن بقي على الدين بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) ومات على الملّة ولم يغيّر ولم يبدّل فالشيعة تعظمه، ومن لا فلا.
تعليق على الجواب (1)
هل يجوز اخضاع من رضى الله عنهم للجرح والتعديل?
الجواب:
لا يجوز إخضاع من رضي الله عنه مطلقاً للجرح والتعديل فانه يكون تكذيبا لله ورسوله كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الله يرضى لرضا فاطمة ويسخط لسخطها).
وأما من رضي الله عنه لفعل معين أتاه فيكون الرضا ظرفيا فلا مانع من جرحه وتعديله، بل هو ضروري إذا كان ممن يأخذ منه الدين. إذ لا يخلو أي إنسان مهما كان من أن يرضى الله عن بعض فعله ولكن ينقسم البشر إلى أقسام:
1- أن يرضى الله عن كل أفعاله فيكون رضاه عنه مطلقاً وهذا هو المعصوم.
2- أن يرضى عن أكثر أفعاله وهو أنشاء الله من الناجين.
3- أن تتساوى أفعاله بين الرضا والسخط وهو مرجو إلى فضل الله ورحمته.
3- أن يرضى عن بعض أفعاله ولا يرضى عن أكثرها وهو مرجو إلى عفو الله إلا أن يسخط عليه الله فهو إلى الجحيم.
السؤال: آية بيعة الرضوان لا تدل على عدالة الصحابة جميعا
قال الله تعالى في كتابه الكريم (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا )) (سورة الفتح : 18).
كل المفسرين يتفقون على انهم صحابة رسول الله اكثر من ألف صحابي,فكيف لا يكونوا كلهم عدول؟و الله عزوجل رضى عنهم؟
الجواب:
1- هذه الآية لا يمكن الاستدلال بها على عدالة جميع الصحابة, لان الآية مختصة بأهل بيعة الرضوان (بيعة الشجرة) ولا علاقة لها بسائر الصحابة, والنزاع الأساسي هو في مسألة عدالة جميع الصحابة-لا بعضهم- الذي يقول به أهل السنة, والشيعة لا تقول بعدالة جميع الصحابة مادام لم تثبت.
2- في الآية المباركة قيود, في الآية رضي الله سبحانه وتعالى عن المؤمنين الذين بايعوا, وليس كل من بايع كان مؤمناً, الآية ليست في صدد إثبات أن كل من بايع فهو مؤمن, هي في صدد بيان شمول رضوان الله ونزول السكينة على المؤمنين منهم لا كلهم .
3- ثمّ إن هناك شرطاً آخر, وهو موجود في القرآن الكريم أيضا : (( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد الله … )). فالآية لا تدلّ على الأصل الذي انتم قائلون به وهو (عدالة جميع الصحابة) ولابد من توفر الشروط والقيود المذكورة فيها لمن نريد تزكيته منهم .
وان المزكّى منهم لابدّ وأن لا يكون ممن بايع ونكث البيعة فيما بعد . فمسألة الصحابة مسألة مهمّة جدّاً لابد من التأمل فيها ودراسة النصوص القرآنية دراسة معمّقة والبحث في السنة النبوية من ناحية السند والدلالة في هذا الموضوع, ومن ثمّ تحكيم العقل بعيداً عن التعصب … واتّخاذ القرار الحاسم والعقيدة الصحيحة : في أن الصحابة كلهم عدول ؟ ام يجوز اجراء قواعد الجرح والتعديل عليهم و تمييز العدول منهم ؟
تعقيب على الجواب (1)
امور حول الصحابة :
بعضهم تخلف عن جيش اسامة (السيرة الحلبية 3 / 34) وأيضاً : (( قالت الاَعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلَمنا ولمّا يَدخل الايمان في قلوبكم... إنّما المؤمنونَ الَّذينَ آمنوا بالله وَرَسوله ثمَّ لم يَرتابوا وجَاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئكَ هم الصادقونَ )) (الحجرات:14-15) . ويلحق بهم المؤلّفة قلوبهم من الصحابة, فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعطيهم الأموال ليتألفهم على الاسلام, ومنهم أبو سفيان وأولاده (ربيع الاَبرار 1 : 788 . ومختصر تاريخ دمشق 11 : 64 . وسير أعلام النبلاء 2 : 106 وهذا كله وتقولون كلهم عدول) . وأيضاً الآية : (( أَفمَن كانَ مؤمناً كَمَن كانَ فاسقاً لايَستَوونَ )) (السجدة:18) .
قال عبدالله بن عباس : ( يعني بالمؤمن عليّاً, وبالفاسق الوليد بن عقبة ) (أسباب نزول القرآن, للواحدي 363) .
وأيضا : (( يا أيّها الَّذينَ آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنَبأ فتَبَيَّنوا أن تصيبوا قَوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعَلتم نادمينَ )) (الحجرات:6) .
وسبب النزول أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله بعث الوليد بن عقبة لجمع صدقات بني المصطلق, فلمّا شارف ديارهم ركبوا مستقبلين له فحسبهم مقاتليه, فرجع لرسول الله صلى الله عليه وآله, وقال له إنّهم قد ارتدّوا ومنعوا الزكاة, فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبروه بعدم صحة قول الوليد, فنزلت الآية . وهي محل اتّفاق بين المفسرين والمؤرخين في نزولها في الوليد بن عقبة, وفي تسميته فاسقاً،،،، (السيرة النبوية, لابن هشام 3 : 309 . وأسباب نزول القرآن, للواحدي : 407 . والكشّاف 3 : 559 . وتفسير القرآن العظيم 4 : 224 . والافصابة 6 : 321 . وأسباب النزول, للسيوطي : 347) .
وعن عطاء قال : كانوا مؤمنين, وكانوا في أنفسهم أن يزنوا و... (الدر المنثور 6 : 662 ـ 663) .
عمر بن الخطاب قال لحفصة : ( أتغاضبنَّ إحداكنَّ رسول الله يوماً إلى الليل ؟) قالت : نعم, قال : ( أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله فيهلكك ؟) (الطبقات الكبرى, لابن سعد 8 : 182 . وبنحوه في المعجم الكبير 23 : 209).
تعقيب على الجواب (2)
يقول الله تعالى : ويل للمصلين ,فتثبث حرمة الصلاة عند من يجتزىء القرآن الكريم ...
يجب أن نتدبر الآية جيدا , إن الله يقول : لقد رضي الله عن المؤمنين ولم يقل عن المسلمين لأن من المسلمين من كان يقول آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم .
تعقيب على الجواب (3)
اعترافات الصحابة من كتب السنة المعتبرة
عن أبي سعيد الخُدري قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلّى, فأوّل شيء يبدأ به الصلاة, ثمّ ينصرف فيقوم مقابل الناس, والناس جلوس على صفوفهم, فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم, فإن كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه أو يأمر بشيء أمر به ثمّ ينصرف.
قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتّى خرجت مع مروان ـ وهو أمير المدينة ـ في أضحى أو فطر, فلمّا أتينا المصلّى إذا منبر بناه كثير بن الصلت, فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلّي, فجذبت بثوبه, فجذبني, فارتفع, فخطب قبل أن يصلّي, فقلت له: غيّرتم والله؟!
فقال: أبا سعيد قد ذهب ما تعلم.
فقلت: ما أعلم والله خير ممّا لا أعلم.
فقال: إنّ الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة
- صحيح البخاري 1:134, كتاب مواقيت الصلاة, الصلوات الخمس, تعليق التعليق 2:250 التعديل والتجريح 2:1016, البداية والنهاية 9:106.
قال أنس بن مالك: ما عرفت شيئاً ممّا كان على عهد النبي (صلى الله عليه وآله)!
قيل: الصلاة,
قال: أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها.
وقال الزهري: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي, فقلت: ما يبكيك؟
فقال: لا أعرف شيئاً ممّا أدركت إلاّ هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيّعت وحتى لا يتوهّم أحد أنّ التابعين هم الذين غيّروا ما غيروا بعد تلك الفتن والحروب أود أن أذكّر بأنّ أوّل من غيّر سنّة الرسول في الصلاة هو خليفة المسلمين نفسه عثمان بن عفّان, وكذلك أم المؤمنين عائشة, فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله), صلّى بمنى ركعتين, وأبو بكر بعده, وعمر بعد أبي بكر, وعثمان صدراً من خلافته, ثمّ إنّ عثمان صلى بعد أربعاً
صحيح البخاري 2:4, كتاب العيدين, باب الخروج إلى المصلّى بغير منبر, المصنف للصنعاني 3:284, الاستذكار 2:383, إرواء الغليل 3:98, الاصابة في تمييز الصحابة 6: 203, وكذلك ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمته, وأثبتا له الرؤية والصحبة
وهناك اكثر واكثرانظر الى هذا:
وعن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: لقيت البراء بن عازب ـ رضي الله عنهما ـ فقلت: طوبى لك, صحبت النبي (صلى الله عليه وآله) وبايعته تحت الشجرة, فقال: يا ابن أخي إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده
صحيح البخاري 5: 56 باب غزوة الحديبية, وفي الاصابة 3: 67, وتاريخ دمشق 20: 391, عن أبي سعيد الخدري.
وإذا كان هذا الصحابي من السابقين الأوّلين الذين بايعوا النبي (صلى الله عليه وآله)تحت الشجرة, ورضي الله عنهم وعلم ما في قلوبهم فأثابهم فتحاً قريباً, يشهد على نفسه وعلى أصحابه بأنّهم أحدثوا بعد النبي, وهذه الشهادة هي مصداق ما أخبر به (صلى الله عليه وآله) وتنبأ به من أنّ أصحابه سيحدثون بعده ويرتدون على أدبارهم, فهل يمكن لعاقل بعد هذا أن يصدّق بعدالة الصحابة كُلّهم أجمعين ـ أكتعين أبصعين ـ على ما يقول به أهل السنّة والجماعة؟
والذي يقول هذا القول, فإنّه يخالف العقل والنقل, ولا يبقى للباحث أيّ مقاييس فكريّة يعتمدها للوصول إلى الحقيقة. وكذلك:
روى أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال للأنصار: (( إنكم سترون بعدي إثرة شديدة, فاصبروا حتّى تلقوا الله ورسوله على الحوض )).
قال أنس: فلم نصبر
تعليق على الجواب (1)
ما بالكم يا من تدعون حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتدعون حب اهل بيته ما بالكم تتههمون الصحابة الكرام بالفسوق فوالله لو انكم تحبون رسول الله وسيدنا علي والحسن والحسين لكنتم احببتم واجللتم اصحابه, هل من المعقول ان رسول الله عجز على ان ينتقي اصحابه ويربيهم على اخلاق القران وهو الذي قال في ابو بكر عندما قدم عمر وقد جاء بنصف ماله في سبيل الله وجاء ابو بكر بماله كله قال رسول الله لعمر ما ابقيت لاهلك يا عمر قال نصف مالي يا رسول الله قال وانت يا ابو بكر قال ابقيت الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضر ما فعل ابو بكر بعد اليوم ايجدر بكم ان تتهموهم فانتم بذلك تسيؤون الى رسول الله واهل بيته ؟
الجواب:
نحن لا نتهم أحدا بالفسوق إلا إذا ثبت ذلك بدليل فإذا اطلعنا على أعمال الصحابة من خلال الروايات الصحيحة نجد بعضهم يقتل بعضاً، وبعضهم يشرب الخمر وبعضهم يرتكب الفواحش وتقام عليه الحدود، فكيف نحكم بعدالة هؤلاء؟! ونحن إذ نحب عليّاً والحسن والحسين (عليهم السلام) نحب أيضاً أصحابه الرسول(صلى الله عليه وآله) الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وثبتوا على العهد والميثاق الذي أخذ عليهم من أتباع وصي الرسول وطاعته.
وأما ارتداد بعض الصحابة أو عدم انصياعهم لتعاليم الرسول(صلى الله عليه وآله فهو ليس لنقص في الرسول بل لعدم قابليتهم للهداية ولنقص فيهم لا فيه (صلوات الله عليه وآله).
وأما ما نقلته من رواية فيها فضيلة لأبي بكر وعمر فإنها لم يثبت عندنا صحتها و لا يثبت عندكم أيضاً صحتها.
تعقيب على الجواب (4)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أحب أن أضيف رد على كلام الأخ محب, أن الطعن في الصحابة وذكر مواقفهم يعدُّ طعناً في النبي لعدم سوء اختياره أصحابه... فنقول:
لو كان الأمر كما تقول فيمكننا أن نقول بأن النبي آدم لم يحسن تربية ابنه قابيل، قاتل هابيل.
وكذلك النبي نوح لم يحسن تربية ابنه كنعان.
وكذا أصحاب النبي موسى عليه السلام الذين عبدوا العجل أثناء الميقات.
وقس عليه غيره.
بل نقول: بأن الأشخاص استعدادهم متفاوت، فمنهم تكون له قابلية للصلاح والبعض لا.
تعليق على الجواب (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
تعليق على التعليق الثاني :كيف تورد من القران وتلبس على الناس وتوهمهم بأنه من القرآن وتقول لأن من المسلمين من كان يقول آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم اتق الله, فالقران لا يستطيع أن يحرفه أحد لان أي مسلم يعود للقرآن الكريم فيجد أنك مفتري على الله فالآية الصريحة (( وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا و إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم أنما نحن مستهزئون )) (البقرة:14), تدلس وتفتري على الله لتثبت بأي شكل من الأشكال ما يوافق هواك بعدم عدالة الصحابة, ثم ارجع الى الاية 8 من نفس السورة والتي تقول ومن الناس ولم تقل من المسلمين, وشكرا
الجواب:
قال الله تعالى في أول هذه الآيات: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِاليَومِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤمِنِينَ )) (البقرة:8).
ومن الواضح أن هؤلاء الناس هم المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويسترون الكفر, فهذا هو النفاق والمنافق ظاهراً داخل في عموم المسلمين لأنه يستر الكفر ويظهر الإيمان والإسلام.
ويؤيده ما قاله تعالى: (( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا )) أي في العلن: (( وَإِذَا خَلَوا إِلَى شَيَاطِينِهِم قَالُوا إِنَّا مَعَكم إِنَّمَا نَحنُ مُستَهزِئُونَ )) (البقرة:14).
أي في الخفاء, وهذا هو حال المنافقين وهم جزء من جمهور المسلمين كما هو معلوم وقد صرح كافة المفسرين بذلك في تفاسيرهم.
روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبن عباس في تفسير الآية: يعني المنافقين من الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم (تفسير ابن أبي حاتم: تفسير سورة البقرة: ج102) ثم ما بعده إلى عدة روايات, وتفسير مقاتل (32:1), والكشاف للزمخشري (1: 54), وابن كثير في تفسيره (صفحة90), وزاد الميسر (صفحة 40), وتفسير البغوي (صفحة 17), وفتح القدير للشوكاني (صفحة 61), وروح المعاني للآلوسي (1: 181) قال: وقد سيقت هذه الآية إلى ثلاثة عشر آية لنعي المنافقين الذين ستروا الكفر وأظهروا الإيمان, انتهى.
وفي جواب الآلوسي عليك الكفاية.
السؤال: الموقف من الصحابة
ما هو موقف الشيعة من الشيخين علماً أن ابناء العامة يتهمون الإمامية بشتم الصحابة؟ وكذلك التكلم بفضاضة عن امهات المؤمنين (عائشة) ؟ على حد قولهم.
الجواب:
لقد أخذت الأدلة القاطعة بأعناق المؤمنين بوجوب موالاة الأئمة الإثنى عشر (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتعظيمهم ومحبتهم مع الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) ، وسيدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فليس للإمامية موقف مع أحد من الناس سواء كان الشيخان أو غيرهما إلا فيما يتعلق بالموارد الشرعية المتقدمة ومواقفهم منها، وهذا مطلب شرعي, لا يعني عندما يجعله أهل الإيمان ميزاناً لتقييم الشخصيات من خلاله، انهم يسبّون احداً أو ينتقصون منه، فليس عندنا في هذا المورد من أمر سوى هذا التقييم.
ووفق ما تقدم ذكره، بعد أن دلت الأدلة القاطعة على لزوم مراعاته والأخذ به وقد جاء بما ذكرناه هنا من تقييم المواقف للصحابة آيات متضافرة وأحاديث متواترة، ولعل أحاديث الحوض خير شاهد على ما نقول، فلتراجع ثمة.
تعليق على الجواب (1)
يفهم من الاجابة شتم الصحابة لانكم تستدلون بالحيث التالي ان اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم بدلوا بعد وقته / عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم), يقول: ( أنا فَرطُكُم - أي أتقدمكم - على الحوض فمن ورده شرب منه, ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا . ليردنَّ علي أقوامٌ أعرفهم ويعرفوني, ثم يحال بيني وبينهم, فأقول: إنهم مني, فيقال: إنك لا تدري ما بدلوا بعدك, فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي ).
الجواب:
نعم, إن هناك جملة من الصحابة قد بدّلوا بعد نبيهم, فارجع إلى كتب التاريخ لتشهد كم هو مقدار التبديل والتغيير والانحراف الذي حدث بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ونضرب لك مثالاً واحداً على ذلك, حينما جعل عمر الشورى في ستة, دبّ الخلاف بينهم, وقد كاد أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يفوز بالخلافة لولا أنهم اشترطوا عليه السير على سنة أبي بكر وعمر فأبى إلا السير على سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنحوه وانتخبوا عثمان.
فما نذكره من المواقف والأفعال ليس شتماً, فإن الشتم له معنى آخر, وإن كنت تصر على أن هذا من الشتم فإن من قال الحديث والذي تسميه شتماً هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلك أن تعترض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا علينا, فنحن والله لا نجرؤ بل يستحيل أن نفكر بالاعتراض على رسول الله(صلى الله عليه وآله).
السؤال: العدالة لا تحصل من آية التوبة
قد يستدل على عدالة ثلاثون الف صحابي خرجوا مع رسول الله ص في غزوة تبوك بقوله تعالى (( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار اللذين اتبعوه في ساعة العسرة )) (التوبة)
الجواب:
التوبة معناها التجاوز عن فعل غير مرضي منه تعالى صدر من العبد بعدم المحاسبة عليه، فالتوبة إذن لا تعطي تزكية لذلك الشخص في الماضي والمستقبل، فحتى لو كانت التوبة عامة لجميع ما صدر من ذنوب ومخالفة من قبل الصحابة فهي لا تعطي ضمانة للمستقبل، بعدم المخالفة، وكيف تعطي هكذا ضمانة وصريح الحديث النبوي أن بعض الصحابة سوف يرتدون بعد رحيل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
السؤال: موقف الإمامية من الصحابة
ما هو الموقف الامامية من كبار الصحابة ـ من دون تقية ـ سواء قبل وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو بعدها
الجواب:
عقيدتنا واضحة وأدلتنا أوضح، فالقرآن يبين أصناف وأقسام الصحابة، ففيهم المؤمنون وفيهم المنافقون، وفيهم أصحاب الاطماع والمصالح، وقد بين سبحانه أحوالهم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله فيهم: (( أَفَإِن مَّاتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلَى أَعقَابِكُم )) (آل عمران:144).
وأما السنة النبوية الشريفة، فنكتفي منها بايراد حديث صحيح في البخاري عن أبي هريرة يبين واقع الصحابة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتبديلهم لدينهم واجتهادهم في مقابل النصوص:
عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله): (... ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم قال: هلم قلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أعقابهم القهقرى. فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم).
والعبرة أيها الأخ بالخاتمة، نسأل الله حسن الخاتمة، فلا ينفع السبق بالاسلام - ان ثبت انه كان اختياراً لا طمعاً - ولا بجهاد ولا بكثرة صلاة أو صيام أو حفظ للقرآن - وهي غير ثابتة لهما أيضاً - وإنما العبرة بالعبادة على الوجه المطلوب من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وعدم إنكار بعض والايمان ببعض فذلك الايمان البعضي لا يرتضيه الله تعالى لخلقه كما هو معروف.
تعليق على الجواب (1)
لم تسأل عن معنى الايه ولا عما ورد في البخاري سئلت عن رأي الاماميه في كبار الصحابه قل هم كفار بنظركم ام مسلمون
الجواب:
إذا أنت لم تقبل من الإحتجاج عليكم بالقرآن وبأصح الكتب عندكم البخاري فهل تقبل منا أذا أجبنا ك بروايات من كتبنا؟! ونحن من أجل إختصار الطريق عليكم لم نأت برواياتنا ولا برأينا في الصحابة بل نقلنا لك واقع الصحابة من القرآن والسنة المقبولة عندكم فهل تراك بعد هذا تعقل ما نقول؟!.
السؤال: لا دلالة لقول رسول الله(صلى الله عليه و آله): (الا فليبلغ منكم الشاهد الغائب) على عدالة الصحابة
هل يمكن اعتبار قول النبي في حجة الوداع ( الا فليبلغ منكم الشاهد الغائب) وارساله الصحابة الى بعض البلدان ليعلموا الذين لاهلها دلالة على عدالة الصحابة ؟
الجواب:
إن قول الرسول (صلى الله عليه وآله) : (فليبلغ الشاهد الغائب) لا يدل على عدالة الصحابة ، لأنه مراده لا يدل على الأخذ بقول كل مخبر، بل على السامع أن يأخذ بالخبر الذي يولد عنده العلم، وقد يحصل ذلك من إجماع مجموعة من المخبرين الذين يمتنع اجتماعهم على الكذب، فيحصل التواتر، فلعله (صلى الله عليه وآله) بقوله ذاك أراد تحقيق التواتر.
ثم إنه لم يثبت عندنا أنه أرسل أحداً من الصحابة ممن لا يثق به أو بدينه لتعليم الناس معالم الدين، وأيضاً حتى لو أرسل أحداً في تبليغ آية أو رواية فأن حدود الثقة تكون بمقدار أداء تلك الآية أو الرواية دون غيرها، فلا تتحقق العدالة عند شخص بمجرد إرسال الرسول (صلى الله عليه وآله) له في آية أو رواية. وعلى كل حال أمر النبي (صلى الله عليه وآله ) تشريعي، وهناك المطيع للأمر والعاصي له، فمن عصى يقع عليه وبال عصيانه، فهل يا ترى بلغوا ما أراد الرسول(صلى الله عليه وآله) أم منعوا من الحديث كما فعل عمر!!
السؤال: رأي الشيعة في الصحابة
ما هو دليلكم بعدم عدالة الصحابة.
الجواب:
إن سؤالك يعطي انطباعاً عن الشيعة أنّهم لا يعترفون بعدالة الصحابة على الاطلاق. وهذا التصور بعيد عن الحقيقة، مجانب للواقع ، فليس الأمر كما تتصورين أو يتصوره البعض، فالشيعة يقولون في حقّ الصحابة ما يلي :
إن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى و دين الحقّ وشرّع له شريعة ليبلغها الى المسلمين، قال تعالى: (( يا أيّها الرسول بلّغْ ما أنزل إليك من ربّك )) (المائدة:67) . فمن التزم بهذه الشريعة - بكل أبعادها من الأوامر والنواهي ـ فهو مؤمن بحقّ، ويجب على جميع المسلمين احترامه وتقديره والترحّم عليه .
ومن ضّيع هذه الأوامر أو بعضها، فإن كان عن جهل وقصور فهو معذور وإن كان عن عمد و عناد واستخفاف بأوامر الله و رسوله، فهو و إن لم يخرج عن الاسلام ـ إذا بقي ملتزماً بالشهادتين ـ لكن يعتبر خارجاً عن طاعة الله و رسوله . و موجباً للحكم عليه بالفسق. وهذا أمر نعتقد أنك توافقين عليه بشكل كامل .
وهنا نقول : إنّ من ضمن الأوامر التي أمرنا الله و رسوله باتباعها والالتزام بها هي قوله تعالى: (( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى )) (الشورى:23).
فمودّة أهل بيت النبي (صلى الله عليه و آله) من الواجبات على كل مسلم بنصّ القرآن الكريم والسنّة القطعيّة، والتارك لها مخالف لأمر الله تعالى . كما أنّ التارك لغيرها من الواجبات كالصلاة والصوم و… يعتبر فاسقاً عند المسلمين كافّة .
وعلى كل حال، فالإشكال هو في عدالة جميع الصحابة على الاطلاق والبحث في الكليّة, ولاشك في عدالة بعضهم، لأن الصحابي من رأى الرسول أو سمع صوته، ولا يوجد دليل صحيح صريح يقول بعدالة كل هؤلاء، بل نجري قواعد الجرح والتعديل عليهم.
السؤال: لا طعن بالنبي لعدم عدالة صحابته
خلاصة كلامكم , بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان لم يعرف كيف يربي أصحابه ؟
الجواب:
بالنسبة لقولك بأن هناك تلازماً بين الصحابة ورسول الله (ص)، فهذا من أوضح الباطل! لأن بني إسرائيل مثلاً كانوا يقتلون الأنبياء لمجرد ظهور نبي للدعوة والكلام مع الناس، وقد قال رسول الله (ص) عن بعض الأنبياء بأنه يحشر لوحده ومنهم من يحشر ومعه الفرد الواحد والفردان ممن آمن به، فهل هؤلاء الأنبياء فاشلون؟ وهل بعث الله لهم كان لغواً أو عبثاً أو لعباً أو عدم علم أو عدم وجود مصلحة أو فشل لله ولأنبيائه ورسله؟ فما لكم كيف تحكمون؟! ثم إن الله تعالى أوضح في كتابه وبيّن بأن رسول الله (ص) عليه البلاغ والهادي هو الله تعالى، والنبي (ص) لا يستطيع هداية حتى من أحب وحرص على هدايته، فالأمر لا علاقة له بالبيان والفشل والعجز وإنما الهداية والضلال بيد الله تعالى فافهم أخي وتأمل:
قال تعالى: (( مَن يَهد اللَّه فهوَ المهتَدي وَمَن يضلل فأولَئكَ هم الخَاسرونَ )) (الأعراف:178), وقوله عز وجل: (( إنَّكَ لا تَهدي مَن أَحبَبتَ وَلَكنَّ اللَّهَ يَهدي مَن يَشَاء )) (القصص: من الآية56), وقوله تعالى: (( وَمَا أَكثَر النَّاس وَلَو حَرَصتَ بمؤمنينَ )) (يوسف:103), وقوله عز وجلّ: ((إنَّ اللَّهَ يضلّ مَن يَشَاء وَيَهدي مَن يَشَاء فلا تَذهَب نَفسكَ عَلَيهم حَسَرَات إنَّ اللَّهَ عَليمٌ بمَا يَصنَعونَ )) (فاطر: من الآية8)، وقال تعالى: (( مَن يَهد اللَّه فهوَ المهتَد وَمَن يضلل فلَن تَجدَ لَه وَليّاً مرشداً )) (الكهف: من الآية17)، وقوله تعالى: (( يَا أَيّهَا الَّذينَ آمَنوا عَلَيكم أَنفسَكم لا يَضرّكم مَن ضَلَّ إذَا اهتَدَيتم )) (المائدة: من الآية105)، وقوله تعالى: (( فَإنَّمَا عَلَيكَ البَلاغ وَعَلَينَا الحسَاب )) (الرعد: من الآية40)، وقوله تعالى لنبيّه (ص) : (( إنّما أنت منذر ولكل قوم هاد )). فأين هذا التلازم الذي تدعونه بين النبي أو الرسول وبين أصحابه أو الناس الذين في زمانه، فأمامكم الأمم السالفة وكل الأنبياء تقريباً لم يحصلوا على أصحاب خلص وأتباع صادقين مخلصين يحملون الدين بصدق واخلاص وتفان إلا نقل القليل، فلماذا تطالبون الإسلام ونبي الإسلام بما لم يتحقق لأحد من أنبياء الله ورسله (ع) فإن كانوا معلمين فاشلين فمنبعهم واحد وحجتهم واحدة ومدرسهم واحد ومصطفيهم ومجتبيهم واحد لا غير!
وإن كانوا أنبياء الله حقاً وبلغوا أممهم وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس ولم يقصروا في واجبهم شيئاً بل حرصوا على هداية الناس أجمع، ولكن المشكلة في الناس لا فيهم فالأمر واحد والأنبياء أنبياء والأصحاب أصحاب حتى وصف الله تعالى أصحاب عيسى من بعده بقوله عزوجل: (( وَآتَينَا عيسَى ابنَ مَريَمَ البَيّنَات وَأَيَّدنَاه بروح القدس وَلَو شَاءَ اللَّه مَا اقتَتَلَ الَّذينَ من بَعدهم من بَعد مَا جَاءَتهم البَيّنَات وَلَكن اختَلَوا فمنهم مَن آمَنَ وَمنهم مَن كََفرَ وَلَو شَاءَ اللَّه مَا اقتَتَلوا وَلَكنَّ اللَّهَ يَفعَل مَا يريد )) (البقرة: من الآية 253) .
أما بالنسبة إلى الصحابة فإنهم كما هو معلوم بشر وغير معصومين بالاتفاق، وأنهم يخطئون ويصيبون، وفيهم الصالحون، وفيهم العصاة، وفيهم المنافقون، ومنهم المرتدون، ومنهم من نزلت فيه آية الفسق، ومنهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم، ومنهم من حذرهم الله تعالى وأنذرهم من الردة، فقال لهم تعالى وهو يخاطبهم: (( وَمَا محَمَّدٌ إلاّ رَسولٌ قَد خَلَت من قَبله الرّسل أََفإن مَاتَ أَو قتلَ انقَلَبتم عَلَى أَعقَابكم وَمَن يَنقَلب عَلَى عَقبَيه فلَن يَضرَّ اللَّهَ شَيئاً وَسَيَجزي اللَّه الشَّاكرينَ )) (آل عمران:144)، فإمكانية الردة أيضاً موجودة وممكنة عند الجميع، وإلا فخطاب الله تعالى إلى من متوجه وإلى من يحذر وينذر؟! فالله تعالى قد مدح المؤمنين سواء الصحابة أو من قبلهم من الأمم السالفة ومن جاء بعدهم إلى يوم القيامة من دون تمييز ووعد الجميع بالقبول والجنة والنعيم، وكذا حذر الجميع جميع خلقه من مخالفته تعالى ومعصيته والكفر به كائناً من كان، فلا فرق عند الله تعالى بين الصحابة وغيرهم فإنهم مكلفون حالهم حال أي مكلف وهم غير معصومين، فيجب أن يكون فيهم الصالح وفيهم الطالح قطعاً وإلاً قلنا بعصمتهم جميعاً أو قلنا بالمعجزة، وهذا الأمر غير ثابت بأي دليل قط ! فافهم وتأمل لأن الله تعالى عاملهم وخاطبهم وكذلك رسوله (ص) وكذلك عامل بعضهم بعضاً بالوضع الاعتيادي وإمكان صدور الخطأ والمعصية منهم بل النفاق والكفر والردة أيضاً فيجب الإنصاف واتباع الدليل بدلاً من الانجراف وراء تهريج المهرجين وعواطف المنفعلين والمتعصبين أو المغرضين لأن الله تعالى أقام علينا الحجج وأعطانا عقلاً نميز به بين الحق والباطل، وأمرنا باتباع الحق واجتناب الباطل، وأقام علينا الحجة البالغة، فلم نَرَه تعالى يثبت عصمة الصحابة أو وقوع المعجزة عليهم أو رفع التكليف عنهم، بل أخذنا نحن نفس التكليف الذي وجه لهم ونزلت الأحكام عليهم فلا ندري وجه جعلهم عدولاً كلهم مع مخالفة الواقع لذلك. خذ على سبيل المثال سؤال عمر لحذيفة حافظ سرّ رسول الله (ص) في المنافقين وقوله له: ((يا حذيفة بالله هل أنا منهم؟)) ، وقوله كما في البخاري: ((ليتني خرجت منها كفافاً لا لي ولا عليَّ))، فأقواله هذه وأفعاله هل تدل على اعتقاده بنفسه العدالة واستحقاق الجنة وأنه مبشر بالجنة وأنه شهيد؟ بالله عليكم أجيبونا بانصاف بعد أن تتفكروا لعلكم تتفكّرون؟!
أما أبو الغادية قاتل عمار فهو صحابي ومع ذلك هو مبشر بالنار من قبل رسول الله(ص)، وكذلك بعض الخوارج، وكذلك معاوية وعمرو بن العاص فإن النبي أخبرهم بأنهم دعاة إلى النار، فلا ندري هل يوجد دعاة إلى النار عدولاً معصومين مأجورين من أهل الجنة والنعيم ؟!
السؤال: تعريف الصحابي عند الشيعة
ماهو تعريف الصحابي لدى الشيعة الإمامية ؟
الجواب:
تعريف الصحابي بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) : الصاحب وجمعه : صحب، وأصحاب وصحاب وصحابة.
والصاحب: المعاشر والملازم ولا يقال الا لمن كثرت ملازمته (انظر الراغب) وان المصاحبة تقتضي طول لبثه وبما ان الصحبة تكون بين اثنين يتضح لنا انه لابد ان يضاف لفظ (الصاحب) وجمعه (الصحب و...) الى اسم مافي الكلام، وكذا ورد في القرآن في قوله تعالى: (يا صاحبي السجن) و(اصحاب موسى) وكان يقال في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله) (صاحب رسول الله) و(أصحاب رسول الله) مضافاً الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما كان يقال (اصحاب بيعة الشجرة) و(اصحاب الصفة) مضاف الى غيره، ولم يكن لفظ الصاحب والاصحاب يوم ذلك اسماءاً لاصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) ولكن المسلمين من اصحاب مدرسة الخلافة تدرجوا بعد ذلك على تسمية أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالصحابي والأصحاب وعلى هذا فان هذه التسمية من نوع تسمية المسلمين ومصطلح المتشرعة.
تعليق على الجواب (1)
هل يدخل في هذا التعريف المنافقين امثال عبدالله بن سلول ...؟
الجواب:
اذا ثبت ان عبد الله بن ابي سلول كثرت ملازمته للنبي فهو صحابي ولكن هذا لا يعطيه قدسية وحصانه من النفاق والعصيان والارتداد فحتى الصحابي بهذا التعريف ليس له قدسية او عدالة كما يدعيها المخالفون لكل من راى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) .
يتبع
السؤال: المعنى اللغوي والاصطلاحي (للصحابي)
بسم الله الرحمن الرحيم
1- ما الفرق بين المعنى اللغوي والاصطلاحي لكلمة (الصحابي) ؟
2- المنافقون من الصحابة والذين وردت في حقهم احاديث الحوض من ان الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) يقول يوم القيامة اصحابي اصحابي فيقال له انك لا تدري ما احدثوا بعدك فيقول بعدا او سحقا لما احدثوا بعدي
السؤال :هل هؤلاء اصحاب بالمعنى اللغوي ام الاصطلاحي ؟
واذا كان بالمعنى اللغوي فهل يسند نظرية عدالة الصحابة عند اخواننا ابناء العامة ؟
ارجو ان تذكروا لي المصادر اثناء الاجابة لتتم الفائدة .
الجواب:
ان معنى الصحابي لغةً هو من طالت مجالسته مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على طريق التتبع له والأخذ عنه بخلاف من وفد إليه وانصرف بلا مصاحبة ولا متابعة.
قال الراغب الأصفهاني: الصاحب الملازم.. والمصاحبة والأصطحاب ابلغ من الاجتماع لأجل أن المصاحبة تقتضي طول لبثه فكل اصطحاب اجتماع وليس كل اجتماع اصطحاباً.
لكن أهل السنة وسعوا معنى الصحابي اصطلاحاً فصار كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله صحابياً أو بتعريف آخر لادخال ابن أم مكتوم: كل من لقي النبي مؤمناً به ومات على الإسلام فيدخل في من لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت.
لكن هذا الاختلاف بين المعنيين لا يغير شيئاً من عدالة جميع الصحابة لأن مراد النبي (ص) بكلامه هو المعنى اللغوي لا المعنى الاصطلاحي الذي هم أحدثوه فيتحدث بذلك النبي عن أصحابه الذين طالت مجالسته معهم فوصفهم بالارتداد وإذا كان حال من طالت مصاحبته كذلك فكيف هو حال من لقيه لمرة أو مرتين الذي عدّوه ايضاً صحابي.
وإن الاعتقاد بعدالة جميع الصحابة لا يتلائم مع الحديث المذكور عن النبي(ص) أيّأً كان المعنى (لأصحابي) المعنى اللغوي أو الأصطلاحي عند أهل السنة لأنه سوف يخرج بعضهم وهذا ما يخالف اعتقادهم إلا أن يتنازلوا عن عدالة بعضهم دون البعض،وهذا ما نقوله من ان بعض الأصحاب لم يغيروا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
السؤال: معنى عدالة الصحابة
ما هو مفهوم عدالة الصحابة عند السنة ؟؟ نسألكم الدعاء
الجواب:
إن العدالة التي يقول بها أهل السنة لجميع الصحابة ذكر وصفها إمام الجرح والتعديل أبو حاتم الرازي حيث قال: ((أما أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل وعرفوا التفسير والتأويل وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقه فرضيهم له صحابة وجعلهم لنا أعلاما وقدوة فحفظوا عنه صلى الله عليه وآله ما بلغهم عن الله عز وجل وما سن وشرع وحكم وقضى وندب وأمر ونهى وحظر وأدب ووعوه وأتقنوه ففقهوا في الدين وعلموا أمر الله ونهيه ومراده بمعاينة رسول الله ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله وتلقفهم منه واستنباطهم عنه، فشرفهم الله بما من عليهم وأكرمهم به من وضعه أياهم موضع القدوة فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة والفخر واللمز وسماهم عدول الأمة)).
ومن هذه الصفات التي ذكرها الرازي يكون معنى العدالة قريب من العصمة إنْ لم يكن مطابقاً لها ولذا قال ابن الأثير: ((والصحابة يشاركون كافة الرواة... إلا في الجرح والتعديل فانهم عدول لا يتطرق إليهم الجرح)) والذي لا يتطرق إليه الجرح لابد أن يكون معصوماً أو قريباً منه.
السؤال: الكلام في عدالة الصحابة في النقل
ما رأيكم بقول عدالة الصحابة على اعتبار العدالة هي في التبليغ عن ما سمعوا عن الرسول(صلى الله عليه وآله) ـ اي انهم عدول في نقل الحديث ـ مع احتجاج السنة على ذلك بعدم ورود مثل هذا التجريح في الصحاح.
الجواب:
لابدّ وأن يكون لكلّ دعوى دليل ، وإلاّ لابتعدنا عن المباني العلمية ، وهذا المدّعى لا يتمّ إلاّ بإثبات الدليل ، بل الدليل على خلافه .
وهنا أسئلة نطرحها حول المدّعى :
1- هل كل ماورد في الصحاح صحيح ؟! بالأخصّ عند البحث في الاسانيد الواردة في الصحاح ، ففيها من الرواة الوضاعين والكذابين والمدلّسين ، ولأجل هذا اعترف قسم كبير من علماء أهل السنة مؤخراً بعدم صحة كل ما ورد في الصحاح .
2- هل الصحابة كلّهم عدول ؟ سواء في ذلك العدالة المطلقة أو في نقل الحديث ؟ بالأخصّ عند مراجعة سيرة حياة بعضهم المليئة : بمخالفة سنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والنفاق ، وتكفير بعضهم بعضاً ، وتكذيب بعضهم بعضاً ، والجهل !!!
3- إذا ثبت بالدليل عدم عدالة جميع الصحابة ، أيّ دليل يوجد في الفرق بين العدالة المطلقة والعدالة في النقل ؟! بالأخصّ إذا لاحظنا أن بعض الصحابة حارب السنّة ومنع من تدوينها وقال : (( حسبنا كتاب الله )) .
السؤال: جميع الصحابة بين الجرح والتعديل
الذي اعرفه ويعرفه الكثيرون ان اصول مذهبكم يقوم على سب ابي بكر وعمر رضي الله عنهم وعن جميع صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
الجواب:
إن مقتضى الإنسانية أن يكون الإنسان ذا إنصاف في الحكم على من يعتقد غير عقيدته، وأن يتفحّص أولاً ويقرأ كتب علماء المتخاصمين ثمّ يحكم، لا أن يتكلم بجهل وعدم دراية.
نوصيك بمطالعة كتب الشيعة أولاً … ثمّ تحكيم العقل.
فالشيعة تحترم صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) وتعظمهم، ولكن تجري قواعد الجرح والتعديل عليهم، فالصحابة غير معصومين باتفاق جميع المسلمين، فأيّ عقل يقبل أن تكون مجرّد رؤية الرسول (صلى الله عليه وآله) - حيث يكون بها الانسان صحابياً - ترفع قانون البحث عن الرجل وأفعاله.
فالشيعة تجري قواعد الجرح والتعديل عليهم، فمن بقي على الدين بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) ومات على الملّة ولم يغيّر ولم يبدّل فالشيعة تعظمه، ومن لا فلا.
تعليق على الجواب (1)
هل يجوز اخضاع من رضى الله عنهم للجرح والتعديل?
الجواب:
لا يجوز إخضاع من رضي الله عنه مطلقاً للجرح والتعديل فانه يكون تكذيبا لله ورسوله كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الله يرضى لرضا فاطمة ويسخط لسخطها).
وأما من رضي الله عنه لفعل معين أتاه فيكون الرضا ظرفيا فلا مانع من جرحه وتعديله، بل هو ضروري إذا كان ممن يأخذ منه الدين. إذ لا يخلو أي إنسان مهما كان من أن يرضى الله عن بعض فعله ولكن ينقسم البشر إلى أقسام:
1- أن يرضى الله عن كل أفعاله فيكون رضاه عنه مطلقاً وهذا هو المعصوم.
2- أن يرضى عن أكثر أفعاله وهو أنشاء الله من الناجين.
3- أن تتساوى أفعاله بين الرضا والسخط وهو مرجو إلى فضل الله ورحمته.
3- أن يرضى عن بعض أفعاله ولا يرضى عن أكثرها وهو مرجو إلى عفو الله إلا أن يسخط عليه الله فهو إلى الجحيم.
السؤال: آية بيعة الرضوان لا تدل على عدالة الصحابة جميعا
قال الله تعالى في كتابه الكريم (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا )) (سورة الفتح : 18).
كل المفسرين يتفقون على انهم صحابة رسول الله اكثر من ألف صحابي,فكيف لا يكونوا كلهم عدول؟و الله عزوجل رضى عنهم؟
الجواب:
1- هذه الآية لا يمكن الاستدلال بها على عدالة جميع الصحابة, لان الآية مختصة بأهل بيعة الرضوان (بيعة الشجرة) ولا علاقة لها بسائر الصحابة, والنزاع الأساسي هو في مسألة عدالة جميع الصحابة-لا بعضهم- الذي يقول به أهل السنة, والشيعة لا تقول بعدالة جميع الصحابة مادام لم تثبت.
2- في الآية المباركة قيود, في الآية رضي الله سبحانه وتعالى عن المؤمنين الذين بايعوا, وليس كل من بايع كان مؤمناً, الآية ليست في صدد إثبات أن كل من بايع فهو مؤمن, هي في صدد بيان شمول رضوان الله ونزول السكينة على المؤمنين منهم لا كلهم .
3- ثمّ إن هناك شرطاً آخر, وهو موجود في القرآن الكريم أيضا : (( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد الله … )). فالآية لا تدلّ على الأصل الذي انتم قائلون به وهو (عدالة جميع الصحابة) ولابد من توفر الشروط والقيود المذكورة فيها لمن نريد تزكيته منهم .
وان المزكّى منهم لابدّ وأن لا يكون ممن بايع ونكث البيعة فيما بعد . فمسألة الصحابة مسألة مهمّة جدّاً لابد من التأمل فيها ودراسة النصوص القرآنية دراسة معمّقة والبحث في السنة النبوية من ناحية السند والدلالة في هذا الموضوع, ومن ثمّ تحكيم العقل بعيداً عن التعصب … واتّخاذ القرار الحاسم والعقيدة الصحيحة : في أن الصحابة كلهم عدول ؟ ام يجوز اجراء قواعد الجرح والتعديل عليهم و تمييز العدول منهم ؟
تعقيب على الجواب (1)
امور حول الصحابة :
بعضهم تخلف عن جيش اسامة (السيرة الحلبية 3 / 34) وأيضاً : (( قالت الاَعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلَمنا ولمّا يَدخل الايمان في قلوبكم... إنّما المؤمنونَ الَّذينَ آمنوا بالله وَرَسوله ثمَّ لم يَرتابوا وجَاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئكَ هم الصادقونَ )) (الحجرات:14-15) . ويلحق بهم المؤلّفة قلوبهم من الصحابة, فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعطيهم الأموال ليتألفهم على الاسلام, ومنهم أبو سفيان وأولاده (ربيع الاَبرار 1 : 788 . ومختصر تاريخ دمشق 11 : 64 . وسير أعلام النبلاء 2 : 106 وهذا كله وتقولون كلهم عدول) . وأيضاً الآية : (( أَفمَن كانَ مؤمناً كَمَن كانَ فاسقاً لايَستَوونَ )) (السجدة:18) .
قال عبدالله بن عباس : ( يعني بالمؤمن عليّاً, وبالفاسق الوليد بن عقبة ) (أسباب نزول القرآن, للواحدي 363) .
وأيضا : (( يا أيّها الَّذينَ آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنَبأ فتَبَيَّنوا أن تصيبوا قَوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعَلتم نادمينَ )) (الحجرات:6) .
وسبب النزول أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله بعث الوليد بن عقبة لجمع صدقات بني المصطلق, فلمّا شارف ديارهم ركبوا مستقبلين له فحسبهم مقاتليه, فرجع لرسول الله صلى الله عليه وآله, وقال له إنّهم قد ارتدّوا ومنعوا الزكاة, فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبروه بعدم صحة قول الوليد, فنزلت الآية . وهي محل اتّفاق بين المفسرين والمؤرخين في نزولها في الوليد بن عقبة, وفي تسميته فاسقاً،،،، (السيرة النبوية, لابن هشام 3 : 309 . وأسباب نزول القرآن, للواحدي : 407 . والكشّاف 3 : 559 . وتفسير القرآن العظيم 4 : 224 . والافصابة 6 : 321 . وأسباب النزول, للسيوطي : 347) .
وعن عطاء قال : كانوا مؤمنين, وكانوا في أنفسهم أن يزنوا و... (الدر المنثور 6 : 662 ـ 663) .
عمر بن الخطاب قال لحفصة : ( أتغاضبنَّ إحداكنَّ رسول الله يوماً إلى الليل ؟) قالت : نعم, قال : ( أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله فيهلكك ؟) (الطبقات الكبرى, لابن سعد 8 : 182 . وبنحوه في المعجم الكبير 23 : 209).
تعقيب على الجواب (2)
يقول الله تعالى : ويل للمصلين ,فتثبث حرمة الصلاة عند من يجتزىء القرآن الكريم ...
يجب أن نتدبر الآية جيدا , إن الله يقول : لقد رضي الله عن المؤمنين ولم يقل عن المسلمين لأن من المسلمين من كان يقول آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم .
تعقيب على الجواب (3)
اعترافات الصحابة من كتب السنة المعتبرة
عن أبي سعيد الخُدري قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلّى, فأوّل شيء يبدأ به الصلاة, ثمّ ينصرف فيقوم مقابل الناس, والناس جلوس على صفوفهم, فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم, فإن كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه أو يأمر بشيء أمر به ثمّ ينصرف.
قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتّى خرجت مع مروان ـ وهو أمير المدينة ـ في أضحى أو فطر, فلمّا أتينا المصلّى إذا منبر بناه كثير بن الصلت, فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلّي, فجذبت بثوبه, فجذبني, فارتفع, فخطب قبل أن يصلّي, فقلت له: غيّرتم والله؟!
فقال: أبا سعيد قد ذهب ما تعلم.
فقلت: ما أعلم والله خير ممّا لا أعلم.
فقال: إنّ الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة
- صحيح البخاري 1:134, كتاب مواقيت الصلاة, الصلوات الخمس, تعليق التعليق 2:250 التعديل والتجريح 2:1016, البداية والنهاية 9:106.
قال أنس بن مالك: ما عرفت شيئاً ممّا كان على عهد النبي (صلى الله عليه وآله)!
قيل: الصلاة,
قال: أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها.
وقال الزهري: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي, فقلت: ما يبكيك؟
فقال: لا أعرف شيئاً ممّا أدركت إلاّ هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيّعت وحتى لا يتوهّم أحد أنّ التابعين هم الذين غيّروا ما غيروا بعد تلك الفتن والحروب أود أن أذكّر بأنّ أوّل من غيّر سنّة الرسول في الصلاة هو خليفة المسلمين نفسه عثمان بن عفّان, وكذلك أم المؤمنين عائشة, فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله), صلّى بمنى ركعتين, وأبو بكر بعده, وعمر بعد أبي بكر, وعثمان صدراً من خلافته, ثمّ إنّ عثمان صلى بعد أربعاً
صحيح البخاري 2:4, كتاب العيدين, باب الخروج إلى المصلّى بغير منبر, المصنف للصنعاني 3:284, الاستذكار 2:383, إرواء الغليل 3:98, الاصابة في تمييز الصحابة 6: 203, وكذلك ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمته, وأثبتا له الرؤية والصحبة
وهناك اكثر واكثرانظر الى هذا:
وعن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: لقيت البراء بن عازب ـ رضي الله عنهما ـ فقلت: طوبى لك, صحبت النبي (صلى الله عليه وآله) وبايعته تحت الشجرة, فقال: يا ابن أخي إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده
صحيح البخاري 5: 56 باب غزوة الحديبية, وفي الاصابة 3: 67, وتاريخ دمشق 20: 391, عن أبي سعيد الخدري.
وإذا كان هذا الصحابي من السابقين الأوّلين الذين بايعوا النبي (صلى الله عليه وآله)تحت الشجرة, ورضي الله عنهم وعلم ما في قلوبهم فأثابهم فتحاً قريباً, يشهد على نفسه وعلى أصحابه بأنّهم أحدثوا بعد النبي, وهذه الشهادة هي مصداق ما أخبر به (صلى الله عليه وآله) وتنبأ به من أنّ أصحابه سيحدثون بعده ويرتدون على أدبارهم, فهل يمكن لعاقل بعد هذا أن يصدّق بعدالة الصحابة كُلّهم أجمعين ـ أكتعين أبصعين ـ على ما يقول به أهل السنّة والجماعة؟
والذي يقول هذا القول, فإنّه يخالف العقل والنقل, ولا يبقى للباحث أيّ مقاييس فكريّة يعتمدها للوصول إلى الحقيقة. وكذلك:
روى أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال للأنصار: (( إنكم سترون بعدي إثرة شديدة, فاصبروا حتّى تلقوا الله ورسوله على الحوض )).
قال أنس: فلم نصبر
تعليق على الجواب (1)
ما بالكم يا من تدعون حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتدعون حب اهل بيته ما بالكم تتههمون الصحابة الكرام بالفسوق فوالله لو انكم تحبون رسول الله وسيدنا علي والحسن والحسين لكنتم احببتم واجللتم اصحابه, هل من المعقول ان رسول الله عجز على ان ينتقي اصحابه ويربيهم على اخلاق القران وهو الذي قال في ابو بكر عندما قدم عمر وقد جاء بنصف ماله في سبيل الله وجاء ابو بكر بماله كله قال رسول الله لعمر ما ابقيت لاهلك يا عمر قال نصف مالي يا رسول الله قال وانت يا ابو بكر قال ابقيت الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضر ما فعل ابو بكر بعد اليوم ايجدر بكم ان تتهموهم فانتم بذلك تسيؤون الى رسول الله واهل بيته ؟
الجواب:
نحن لا نتهم أحدا بالفسوق إلا إذا ثبت ذلك بدليل فإذا اطلعنا على أعمال الصحابة من خلال الروايات الصحيحة نجد بعضهم يقتل بعضاً، وبعضهم يشرب الخمر وبعضهم يرتكب الفواحش وتقام عليه الحدود، فكيف نحكم بعدالة هؤلاء؟! ونحن إذ نحب عليّاً والحسن والحسين (عليهم السلام) نحب أيضاً أصحابه الرسول(صلى الله عليه وآله) الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وثبتوا على العهد والميثاق الذي أخذ عليهم من أتباع وصي الرسول وطاعته.
وأما ارتداد بعض الصحابة أو عدم انصياعهم لتعاليم الرسول(صلى الله عليه وآله فهو ليس لنقص في الرسول بل لعدم قابليتهم للهداية ولنقص فيهم لا فيه (صلوات الله عليه وآله).
وأما ما نقلته من رواية فيها فضيلة لأبي بكر وعمر فإنها لم يثبت عندنا صحتها و لا يثبت عندكم أيضاً صحتها.
تعقيب على الجواب (4)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أحب أن أضيف رد على كلام الأخ محب, أن الطعن في الصحابة وذكر مواقفهم يعدُّ طعناً في النبي لعدم سوء اختياره أصحابه... فنقول:
لو كان الأمر كما تقول فيمكننا أن نقول بأن النبي آدم لم يحسن تربية ابنه قابيل، قاتل هابيل.
وكذلك النبي نوح لم يحسن تربية ابنه كنعان.
وكذا أصحاب النبي موسى عليه السلام الذين عبدوا العجل أثناء الميقات.
وقس عليه غيره.
بل نقول: بأن الأشخاص استعدادهم متفاوت، فمنهم تكون له قابلية للصلاح والبعض لا.
تعليق على الجواب (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
تعليق على التعليق الثاني :كيف تورد من القران وتلبس على الناس وتوهمهم بأنه من القرآن وتقول لأن من المسلمين من كان يقول آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم اتق الله, فالقران لا يستطيع أن يحرفه أحد لان أي مسلم يعود للقرآن الكريم فيجد أنك مفتري على الله فالآية الصريحة (( وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا و إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم أنما نحن مستهزئون )) (البقرة:14), تدلس وتفتري على الله لتثبت بأي شكل من الأشكال ما يوافق هواك بعدم عدالة الصحابة, ثم ارجع الى الاية 8 من نفس السورة والتي تقول ومن الناس ولم تقل من المسلمين, وشكرا
الجواب:
قال الله تعالى في أول هذه الآيات: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِاليَومِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤمِنِينَ )) (البقرة:8).
ومن الواضح أن هؤلاء الناس هم المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويسترون الكفر, فهذا هو النفاق والمنافق ظاهراً داخل في عموم المسلمين لأنه يستر الكفر ويظهر الإيمان والإسلام.
ويؤيده ما قاله تعالى: (( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا )) أي في العلن: (( وَإِذَا خَلَوا إِلَى شَيَاطِينِهِم قَالُوا إِنَّا مَعَكم إِنَّمَا نَحنُ مُستَهزِئُونَ )) (البقرة:14).
أي في الخفاء, وهذا هو حال المنافقين وهم جزء من جمهور المسلمين كما هو معلوم وقد صرح كافة المفسرين بذلك في تفاسيرهم.
روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبن عباس في تفسير الآية: يعني المنافقين من الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم (تفسير ابن أبي حاتم: تفسير سورة البقرة: ج102) ثم ما بعده إلى عدة روايات, وتفسير مقاتل (32:1), والكشاف للزمخشري (1: 54), وابن كثير في تفسيره (صفحة90), وزاد الميسر (صفحة 40), وتفسير البغوي (صفحة 17), وفتح القدير للشوكاني (صفحة 61), وروح المعاني للآلوسي (1: 181) قال: وقد سيقت هذه الآية إلى ثلاثة عشر آية لنعي المنافقين الذين ستروا الكفر وأظهروا الإيمان, انتهى.
وفي جواب الآلوسي عليك الكفاية.
السؤال: الموقف من الصحابة
ما هو موقف الشيعة من الشيخين علماً أن ابناء العامة يتهمون الإمامية بشتم الصحابة؟ وكذلك التكلم بفضاضة عن امهات المؤمنين (عائشة) ؟ على حد قولهم.
الجواب:
لقد أخذت الأدلة القاطعة بأعناق المؤمنين بوجوب موالاة الأئمة الإثنى عشر (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتعظيمهم ومحبتهم مع الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) ، وسيدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فليس للإمامية موقف مع أحد من الناس سواء كان الشيخان أو غيرهما إلا فيما يتعلق بالموارد الشرعية المتقدمة ومواقفهم منها، وهذا مطلب شرعي, لا يعني عندما يجعله أهل الإيمان ميزاناً لتقييم الشخصيات من خلاله، انهم يسبّون احداً أو ينتقصون منه، فليس عندنا في هذا المورد من أمر سوى هذا التقييم.
ووفق ما تقدم ذكره، بعد أن دلت الأدلة القاطعة على لزوم مراعاته والأخذ به وقد جاء بما ذكرناه هنا من تقييم المواقف للصحابة آيات متضافرة وأحاديث متواترة، ولعل أحاديث الحوض خير شاهد على ما نقول، فلتراجع ثمة.
تعليق على الجواب (1)
يفهم من الاجابة شتم الصحابة لانكم تستدلون بالحيث التالي ان اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم بدلوا بعد وقته / عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم), يقول: ( أنا فَرطُكُم - أي أتقدمكم - على الحوض فمن ورده شرب منه, ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا . ليردنَّ علي أقوامٌ أعرفهم ويعرفوني, ثم يحال بيني وبينهم, فأقول: إنهم مني, فيقال: إنك لا تدري ما بدلوا بعدك, فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي ).
الجواب:
نعم, إن هناك جملة من الصحابة قد بدّلوا بعد نبيهم, فارجع إلى كتب التاريخ لتشهد كم هو مقدار التبديل والتغيير والانحراف الذي حدث بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ونضرب لك مثالاً واحداً على ذلك, حينما جعل عمر الشورى في ستة, دبّ الخلاف بينهم, وقد كاد أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يفوز بالخلافة لولا أنهم اشترطوا عليه السير على سنة أبي بكر وعمر فأبى إلا السير على سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنحوه وانتخبوا عثمان.
فما نذكره من المواقف والأفعال ليس شتماً, فإن الشتم له معنى آخر, وإن كنت تصر على أن هذا من الشتم فإن من قال الحديث والذي تسميه شتماً هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلك أن تعترض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا علينا, فنحن والله لا نجرؤ بل يستحيل أن نفكر بالاعتراض على رسول الله(صلى الله عليه وآله).
السؤال: العدالة لا تحصل من آية التوبة
قد يستدل على عدالة ثلاثون الف صحابي خرجوا مع رسول الله ص في غزوة تبوك بقوله تعالى (( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار اللذين اتبعوه في ساعة العسرة )) (التوبة)
الجواب:
التوبة معناها التجاوز عن فعل غير مرضي منه تعالى صدر من العبد بعدم المحاسبة عليه، فالتوبة إذن لا تعطي تزكية لذلك الشخص في الماضي والمستقبل، فحتى لو كانت التوبة عامة لجميع ما صدر من ذنوب ومخالفة من قبل الصحابة فهي لا تعطي ضمانة للمستقبل، بعدم المخالفة، وكيف تعطي هكذا ضمانة وصريح الحديث النبوي أن بعض الصحابة سوف يرتدون بعد رحيل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
السؤال: موقف الإمامية من الصحابة
ما هو الموقف الامامية من كبار الصحابة ـ من دون تقية ـ سواء قبل وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو بعدها
الجواب:
عقيدتنا واضحة وأدلتنا أوضح، فالقرآن يبين أصناف وأقسام الصحابة، ففيهم المؤمنون وفيهم المنافقون، وفيهم أصحاب الاطماع والمصالح، وقد بين سبحانه أحوالهم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله فيهم: (( أَفَإِن مَّاتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلَى أَعقَابِكُم )) (آل عمران:144).
وأما السنة النبوية الشريفة، فنكتفي منها بايراد حديث صحيح في البخاري عن أبي هريرة يبين واقع الصحابة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتبديلهم لدينهم واجتهادهم في مقابل النصوص:
عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله): (... ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم قال: هلم قلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أعقابهم القهقرى. فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم).
والعبرة أيها الأخ بالخاتمة، نسأل الله حسن الخاتمة، فلا ينفع السبق بالاسلام - ان ثبت انه كان اختياراً لا طمعاً - ولا بجهاد ولا بكثرة صلاة أو صيام أو حفظ للقرآن - وهي غير ثابتة لهما أيضاً - وإنما العبرة بالعبادة على الوجه المطلوب من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وعدم إنكار بعض والايمان ببعض فذلك الايمان البعضي لا يرتضيه الله تعالى لخلقه كما هو معروف.
تعليق على الجواب (1)
لم تسأل عن معنى الايه ولا عما ورد في البخاري سئلت عن رأي الاماميه في كبار الصحابه قل هم كفار بنظركم ام مسلمون
الجواب:
إذا أنت لم تقبل من الإحتجاج عليكم بالقرآن وبأصح الكتب عندكم البخاري فهل تقبل منا أذا أجبنا ك بروايات من كتبنا؟! ونحن من أجل إختصار الطريق عليكم لم نأت برواياتنا ولا برأينا في الصحابة بل نقلنا لك واقع الصحابة من القرآن والسنة المقبولة عندكم فهل تراك بعد هذا تعقل ما نقول؟!.
السؤال: لا دلالة لقول رسول الله(صلى الله عليه و آله): (الا فليبلغ منكم الشاهد الغائب) على عدالة الصحابة
هل يمكن اعتبار قول النبي في حجة الوداع ( الا فليبلغ منكم الشاهد الغائب) وارساله الصحابة الى بعض البلدان ليعلموا الذين لاهلها دلالة على عدالة الصحابة ؟
الجواب:
إن قول الرسول (صلى الله عليه وآله) : (فليبلغ الشاهد الغائب) لا يدل على عدالة الصحابة ، لأنه مراده لا يدل على الأخذ بقول كل مخبر، بل على السامع أن يأخذ بالخبر الذي يولد عنده العلم، وقد يحصل ذلك من إجماع مجموعة من المخبرين الذين يمتنع اجتماعهم على الكذب، فيحصل التواتر، فلعله (صلى الله عليه وآله) بقوله ذاك أراد تحقيق التواتر.
ثم إنه لم يثبت عندنا أنه أرسل أحداً من الصحابة ممن لا يثق به أو بدينه لتعليم الناس معالم الدين، وأيضاً حتى لو أرسل أحداً في تبليغ آية أو رواية فأن حدود الثقة تكون بمقدار أداء تلك الآية أو الرواية دون غيرها، فلا تتحقق العدالة عند شخص بمجرد إرسال الرسول (صلى الله عليه وآله) له في آية أو رواية. وعلى كل حال أمر النبي (صلى الله عليه وآله ) تشريعي، وهناك المطيع للأمر والعاصي له، فمن عصى يقع عليه وبال عصيانه، فهل يا ترى بلغوا ما أراد الرسول(صلى الله عليه وآله) أم منعوا من الحديث كما فعل عمر!!
السؤال: رأي الشيعة في الصحابة
ما هو دليلكم بعدم عدالة الصحابة.
الجواب:
إن سؤالك يعطي انطباعاً عن الشيعة أنّهم لا يعترفون بعدالة الصحابة على الاطلاق. وهذا التصور بعيد عن الحقيقة، مجانب للواقع ، فليس الأمر كما تتصورين أو يتصوره البعض، فالشيعة يقولون في حقّ الصحابة ما يلي :
إن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى و دين الحقّ وشرّع له شريعة ليبلغها الى المسلمين، قال تعالى: (( يا أيّها الرسول بلّغْ ما أنزل إليك من ربّك )) (المائدة:67) . فمن التزم بهذه الشريعة - بكل أبعادها من الأوامر والنواهي ـ فهو مؤمن بحقّ، ويجب على جميع المسلمين احترامه وتقديره والترحّم عليه .
ومن ضّيع هذه الأوامر أو بعضها، فإن كان عن جهل وقصور فهو معذور وإن كان عن عمد و عناد واستخفاف بأوامر الله و رسوله، فهو و إن لم يخرج عن الاسلام ـ إذا بقي ملتزماً بالشهادتين ـ لكن يعتبر خارجاً عن طاعة الله و رسوله . و موجباً للحكم عليه بالفسق. وهذا أمر نعتقد أنك توافقين عليه بشكل كامل .
وهنا نقول : إنّ من ضمن الأوامر التي أمرنا الله و رسوله باتباعها والالتزام بها هي قوله تعالى: (( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى )) (الشورى:23).
فمودّة أهل بيت النبي (صلى الله عليه و آله) من الواجبات على كل مسلم بنصّ القرآن الكريم والسنّة القطعيّة، والتارك لها مخالف لأمر الله تعالى . كما أنّ التارك لغيرها من الواجبات كالصلاة والصوم و… يعتبر فاسقاً عند المسلمين كافّة .
وعلى كل حال، فالإشكال هو في عدالة جميع الصحابة على الاطلاق والبحث في الكليّة, ولاشك في عدالة بعضهم، لأن الصحابي من رأى الرسول أو سمع صوته، ولا يوجد دليل صحيح صريح يقول بعدالة كل هؤلاء، بل نجري قواعد الجرح والتعديل عليهم.
السؤال: لا طعن بالنبي لعدم عدالة صحابته
خلاصة كلامكم , بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان لم يعرف كيف يربي أصحابه ؟
الجواب:
بالنسبة لقولك بأن هناك تلازماً بين الصحابة ورسول الله (ص)، فهذا من أوضح الباطل! لأن بني إسرائيل مثلاً كانوا يقتلون الأنبياء لمجرد ظهور نبي للدعوة والكلام مع الناس، وقد قال رسول الله (ص) عن بعض الأنبياء بأنه يحشر لوحده ومنهم من يحشر ومعه الفرد الواحد والفردان ممن آمن به، فهل هؤلاء الأنبياء فاشلون؟ وهل بعث الله لهم كان لغواً أو عبثاً أو لعباً أو عدم علم أو عدم وجود مصلحة أو فشل لله ولأنبيائه ورسله؟ فما لكم كيف تحكمون؟! ثم إن الله تعالى أوضح في كتابه وبيّن بأن رسول الله (ص) عليه البلاغ والهادي هو الله تعالى، والنبي (ص) لا يستطيع هداية حتى من أحب وحرص على هدايته، فالأمر لا علاقة له بالبيان والفشل والعجز وإنما الهداية والضلال بيد الله تعالى فافهم أخي وتأمل:
قال تعالى: (( مَن يَهد اللَّه فهوَ المهتَدي وَمَن يضلل فأولَئكَ هم الخَاسرونَ )) (الأعراف:178), وقوله عز وجل: (( إنَّكَ لا تَهدي مَن أَحبَبتَ وَلَكنَّ اللَّهَ يَهدي مَن يَشَاء )) (القصص: من الآية56), وقوله تعالى: (( وَمَا أَكثَر النَّاس وَلَو حَرَصتَ بمؤمنينَ )) (يوسف:103), وقوله عز وجلّ: ((إنَّ اللَّهَ يضلّ مَن يَشَاء وَيَهدي مَن يَشَاء فلا تَذهَب نَفسكَ عَلَيهم حَسَرَات إنَّ اللَّهَ عَليمٌ بمَا يَصنَعونَ )) (فاطر: من الآية8)، وقال تعالى: (( مَن يَهد اللَّه فهوَ المهتَد وَمَن يضلل فلَن تَجدَ لَه وَليّاً مرشداً )) (الكهف: من الآية17)، وقوله تعالى: (( يَا أَيّهَا الَّذينَ آمَنوا عَلَيكم أَنفسَكم لا يَضرّكم مَن ضَلَّ إذَا اهتَدَيتم )) (المائدة: من الآية105)، وقوله تعالى: (( فَإنَّمَا عَلَيكَ البَلاغ وَعَلَينَا الحسَاب )) (الرعد: من الآية40)، وقوله تعالى لنبيّه (ص) : (( إنّما أنت منذر ولكل قوم هاد )). فأين هذا التلازم الذي تدعونه بين النبي أو الرسول وبين أصحابه أو الناس الذين في زمانه، فأمامكم الأمم السالفة وكل الأنبياء تقريباً لم يحصلوا على أصحاب خلص وأتباع صادقين مخلصين يحملون الدين بصدق واخلاص وتفان إلا نقل القليل، فلماذا تطالبون الإسلام ونبي الإسلام بما لم يتحقق لأحد من أنبياء الله ورسله (ع) فإن كانوا معلمين فاشلين فمنبعهم واحد وحجتهم واحدة ومدرسهم واحد ومصطفيهم ومجتبيهم واحد لا غير!
وإن كانوا أنبياء الله حقاً وبلغوا أممهم وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس ولم يقصروا في واجبهم شيئاً بل حرصوا على هداية الناس أجمع، ولكن المشكلة في الناس لا فيهم فالأمر واحد والأنبياء أنبياء والأصحاب أصحاب حتى وصف الله تعالى أصحاب عيسى من بعده بقوله عزوجل: (( وَآتَينَا عيسَى ابنَ مَريَمَ البَيّنَات وَأَيَّدنَاه بروح القدس وَلَو شَاءَ اللَّه مَا اقتَتَلَ الَّذينَ من بَعدهم من بَعد مَا جَاءَتهم البَيّنَات وَلَكن اختَلَوا فمنهم مَن آمَنَ وَمنهم مَن كََفرَ وَلَو شَاءَ اللَّه مَا اقتَتَلوا وَلَكنَّ اللَّهَ يَفعَل مَا يريد )) (البقرة: من الآية 253) .
أما بالنسبة إلى الصحابة فإنهم كما هو معلوم بشر وغير معصومين بالاتفاق، وأنهم يخطئون ويصيبون، وفيهم الصالحون، وفيهم العصاة، وفيهم المنافقون، ومنهم المرتدون، ومنهم من نزلت فيه آية الفسق، ومنهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم، ومنهم من حذرهم الله تعالى وأنذرهم من الردة، فقال لهم تعالى وهو يخاطبهم: (( وَمَا محَمَّدٌ إلاّ رَسولٌ قَد خَلَت من قَبله الرّسل أََفإن مَاتَ أَو قتلَ انقَلَبتم عَلَى أَعقَابكم وَمَن يَنقَلب عَلَى عَقبَيه فلَن يَضرَّ اللَّهَ شَيئاً وَسَيَجزي اللَّه الشَّاكرينَ )) (آل عمران:144)، فإمكانية الردة أيضاً موجودة وممكنة عند الجميع، وإلا فخطاب الله تعالى إلى من متوجه وإلى من يحذر وينذر؟! فالله تعالى قد مدح المؤمنين سواء الصحابة أو من قبلهم من الأمم السالفة ومن جاء بعدهم إلى يوم القيامة من دون تمييز ووعد الجميع بالقبول والجنة والنعيم، وكذا حذر الجميع جميع خلقه من مخالفته تعالى ومعصيته والكفر به كائناً من كان، فلا فرق عند الله تعالى بين الصحابة وغيرهم فإنهم مكلفون حالهم حال أي مكلف وهم غير معصومين، فيجب أن يكون فيهم الصالح وفيهم الطالح قطعاً وإلاً قلنا بعصمتهم جميعاً أو قلنا بالمعجزة، وهذا الأمر غير ثابت بأي دليل قط ! فافهم وتأمل لأن الله تعالى عاملهم وخاطبهم وكذلك رسوله (ص) وكذلك عامل بعضهم بعضاً بالوضع الاعتيادي وإمكان صدور الخطأ والمعصية منهم بل النفاق والكفر والردة أيضاً فيجب الإنصاف واتباع الدليل بدلاً من الانجراف وراء تهريج المهرجين وعواطف المنفعلين والمتعصبين أو المغرضين لأن الله تعالى أقام علينا الحجج وأعطانا عقلاً نميز به بين الحق والباطل، وأمرنا باتباع الحق واجتناب الباطل، وأقام علينا الحجة البالغة، فلم نَرَه تعالى يثبت عصمة الصحابة أو وقوع المعجزة عليهم أو رفع التكليف عنهم، بل أخذنا نحن نفس التكليف الذي وجه لهم ونزلت الأحكام عليهم فلا ندري وجه جعلهم عدولاً كلهم مع مخالفة الواقع لذلك. خذ على سبيل المثال سؤال عمر لحذيفة حافظ سرّ رسول الله (ص) في المنافقين وقوله له: ((يا حذيفة بالله هل أنا منهم؟)) ، وقوله كما في البخاري: ((ليتني خرجت منها كفافاً لا لي ولا عليَّ))، فأقواله هذه وأفعاله هل تدل على اعتقاده بنفسه العدالة واستحقاق الجنة وأنه مبشر بالجنة وأنه شهيد؟ بالله عليكم أجيبونا بانصاف بعد أن تتفكروا لعلكم تتفكّرون؟!
أما أبو الغادية قاتل عمار فهو صحابي ومع ذلك هو مبشر بالنار من قبل رسول الله(ص)، وكذلك بعض الخوارج، وكذلك معاوية وعمرو بن العاص فإن النبي أخبرهم بأنهم دعاة إلى النار، فلا ندري هل يوجد دعاة إلى النار عدولاً معصومين مأجورين من أهل الجنة والنعيم ؟!
السؤال: تعريف الصحابي عند الشيعة
ماهو تعريف الصحابي لدى الشيعة الإمامية ؟
الجواب:
تعريف الصحابي بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) : الصاحب وجمعه : صحب، وأصحاب وصحاب وصحابة.
والصاحب: المعاشر والملازم ولا يقال الا لمن كثرت ملازمته (انظر الراغب) وان المصاحبة تقتضي طول لبثه وبما ان الصحبة تكون بين اثنين يتضح لنا انه لابد ان يضاف لفظ (الصاحب) وجمعه (الصحب و...) الى اسم مافي الكلام، وكذا ورد في القرآن في قوله تعالى: (يا صاحبي السجن) و(اصحاب موسى) وكان يقال في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله) (صاحب رسول الله) و(أصحاب رسول الله) مضافاً الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما كان يقال (اصحاب بيعة الشجرة) و(اصحاب الصفة) مضاف الى غيره، ولم يكن لفظ الصاحب والاصحاب يوم ذلك اسماءاً لاصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) ولكن المسلمين من اصحاب مدرسة الخلافة تدرجوا بعد ذلك على تسمية أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالصحابي والأصحاب وعلى هذا فان هذه التسمية من نوع تسمية المسلمين ومصطلح المتشرعة.
تعليق على الجواب (1)
هل يدخل في هذا التعريف المنافقين امثال عبدالله بن سلول ...؟
الجواب:
اذا ثبت ان عبد الله بن ابي سلول كثرت ملازمته للنبي فهو صحابي ولكن هذا لا يعطيه قدسية وحصانه من النفاق والعصيان والارتداد فحتى الصحابي بهذا التعريف ليس له قدسية او عدالة كما يدعيها المخالفون لكل من راى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) .
يتبع
تعليق