ملاحضه المقتل طويل فأجعله فصول الفصل الاول :مَقْتَلٌ.القِسْمُ الأَوَّلُ, مُسْلِمٌ بِنْ عَقِيلُ (عَلَيْهِ السَلَامُ). القِسْمُ الثَّانِي, الإِمَامُ الحُسَيْن (عَلَيْهِ السَلَامُ), وَأَصْحَابُهُ (عَلَيْهُمْ السَّلَامُ). القِسْمُ الثَّالِثُ, مَسِيرُ السَّبَايَا.(وَبِأُسْلُوبِهِ الجَدِيدِ).بِرِوَايَةِ أَبِي مخنف وَالسَّيِّدِ اِبْنُ طاووس. وَالشَّيْخُ عَبْدُ الزَّهْرَاء الكَعَبِي.تَأْلِيفٌ.الخَطِيبُ الشَّيْخُ حَيْدَرُ الأسديالأهداء.أَهْدَى كِتَابِي هَذَا إِلَى سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ الأَمَامُ الحُسَيْن (عَ) وَإِلَى أَصْحَابُهُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ فِي مَعْرَكَةٍ أَلْطَفَ الخَالِدَةِ الَّذِينَ افتدوه بِأَرْوَاحِهِمْ وَمَا يَمْلِكُونَ مَنْ كُلُّ غَالٍ وَنَفِيسٌ, وَرَفَضُوا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَأَصَرُّوا عَلَى البَقَاءِ مَعَ سَيِّدِهِمْ وَمَوَّلَاهُمْ دِفَاعًا عَنْهُ وَعَنْ الإِسْلَامِ العَظِيمُ, وَعَنْ المَبَادِئُ السَّامِيَّةَ وَالأَخْلَاقُ الإِنْسَانِيَّةَ المُحَمَّدِيَّةُ, وَهُمْ النُّخْبَةُ الفَاضِلَةُ الَّتِي اِخْتَارَهَا اللهُ لِنُصْرَةِ هَذَا المُجَاهِدِ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ المُسْلِمِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَعِدُونَ بِالمَلَايِينَ, وَاِسْتَخْلَصَ مِنْهُمْ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ أَوْ يَزِيدُونَ قَلِيلًا مِنْ بَيْنِ هَذَا الكَمِّ الهَائِلُ مِنْ المُسْلِمِينَ فِي عَصْرِهِمْ, وَقَدْ حَصَلُوا عَلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةُ العَالِيَةُ الَّتِي أَخَصُّهُمْ اللهُ بِهَا دُونَ غَيْرِهِمْ مِنْ المُسْلِمِينَ, وَالسَّلَامُ عَلَيْهُمْ يَوْمٌ وَلَدُوا وَيَوْمٌ اُسْتُشْهِدُوا وَيَوْمٌ يَبْعَثُونَ أَحْيَاءَ, وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهِ عَلَيْهُمْ وَعَلَى أَرْوَاحُهِمْ وَأَجْسَادُهِمْ وَعَلَى مَنْ زَارَهُمْ وَرَحْمَةَ اللهِ وَبَرَكَاتُهِ(( ))تَرْجَمَةٌ أَبُي مخنف مؤلف المقتل )). أَبُو مخنف هُوَ لُوطْ بِنْ يَحْيَى بِنْ سَعِيدٍ بِنْ مخنف بِنْ سَلِيمُ بِنْ الحَارِث بِنْ عَوْفٌ بِنْ ثعلبة بِنْ عَامِرُ بِنْ ذَهَلَ بِنْ مَازِنُ بِنْ ذبيان بِنْ ثعلبة الأزدي الْكُوفِيٌّ, وَكَانَ جِدَّة مخنف بِنْ سَلِيمُ صحابيا. وُلِدَ حَوَالَيْ سَنَةٌ (57 هَجِّ) وَتَوَفَّيْ عَامٌ (157 هَجِّ) قَالَ: الشَّيْخُ الكشي, وَالشَّيْخُ الطوسي: لُوطْ بِنْ يَحْيَى مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ (عَ) وَقَالَ: أخرون أَنَّهُ لَمْ يُلْقِ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ (عَ) وَ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ مِنْ أَصْحَابُهِ وَكَانَ يُقَاتِلُ إِلَى جَانَبَ أَمِيرٌ المُؤَمِّنِينَ (عَ) فِي حَرْبِ الجُمَلِ وَقُتِلَ فِيهَا. (وَتَوْثِيقُهِ)وَذَكَرَ اِسْمَهُ فِي كُتُبِ الرِّجَالِ الشِّيعِيَّةَ. قَالَ: الشَّيْخُ النجاشي: أَبُو مخنف, شَيْخُ أَصْحَابٍ الخبار بِالْكُوفَةُ وَوَجْهُهِمْ, وَكَانَ يَسْكُنُ إِلَى مَا يَرْوِيهُ (1) بَسّ هَذَا التَّوْثِيقُ مِنْ الشَّيْخِ النجاشي لِأَبِي مخنف كافًا. وَلَكِنَّ بَعْضُ العُلَماءِ وَثَّقُوهُ. وَقَالَ: السَّيِّدُ الخوئي: ثِقَةُ مَسِّكُون إِلَى رِوَايَتِهِ (2), وَقَالَ: عَبَّاسُ اُلْقُمِي: مِنْ أَعَاظِمِ مُؤَرِّخِي الشِّيعَةِ, وَمَعَ أشتهار تُشِيعُهُ أَعْتَمِدَ عَلَيْهِ عُلَمَاءَ السَّنَةَ فِي نَقْلٍ عَنْهُ كَالطَّبَرِي وَاِبْنِ الاَثِير وَغَيْرَهَا وَلِيَعْلَمَ أَنَّ لِأَبِي مخنف كَتَبَا كَثِيرَةً فِي التَّأْرِيخِ وَالسَّيْرِ (3). وَأَمَّا عُلَمَاءُ السَّنَةَ: قَالُوا بِضُعْفِهِ وَلَا يُوثِقُ بِرِوَايَتِهِ وَمِتْرُوكَ الحَدِيثُ وَلَيْسَ بِثِقَةٍ وَمِنْ المجاهيل وَغَيْرَهَا مِنْ الأَلْفَاظُ. بَلْ عُلَمَاءُ السَّنَةَ نَقَلَ عَنْهُ كَثِيرَ مِنْ كُتُبُ التَّارِيخِ وَلِأَنَّهُمْ طَعَنُوا فِيهُ وَالسَّبَبُ هُوَ فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ (581 / 9) قَالَ عَنْهُ: هُوَ رَافِضَيْ, وَقَالَ: الذَّهَبِيُّ فِي المِيزَانِ (508 / 5). شِيعِيُّ مِحْرَفٍ. لِآنِهِ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الشِّيعَةِ وومؤرخهم طَعَنُوا فِيهُ. وَلَهُ كَثِيرٌ مِنْ الكُتُبُ الَّتِي أَلَّفَهَا وَنَقَلَ عَنْهُ عُلَمَاءَ السَّنَةَ. فَهَذَا الكِتَابُ المَنْسُوبُ لِأَبِي مخنف المُسَمَّى بِ (مَقْتَلُ الحُسَيْن (عَ) المَوْجُودُ الآنَ هُوَ لَيْسَ لَهُ, وَالدَّلَائِلُ تُؤَكِّدُ إِنَّ كُتَّابُ أَبِي مخنف (مَقْتَلُ الحُسَيْن (عَ) الَّذِي نَقَلَتْ عَنْهُ المَصَادِرُ التَّارِيخِيَّةَ قَدْ اِنْدَثَرَ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٌ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٍ سِوَى مَا نَقَلَتْهُ تِلْكَ المَصَادِرُ كَالطَّبَرِي وَغَيْرَهُ._______________________1- رجال النجاشي / النجاشي / ص 320 / الرقم 8752- معجم الرجال الحديث / السيد الخوئي / ج 15 / ص 1423- الكنى والالقاب / عباس القمي / ج1 / ص 155_______________________________________________ __________________________________________________ _____مُقَدِّمَةً المُؤَلِّفَ.بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسِلِينَ أَبِي القَاسِمُ مُحَمَّدٌ وَاِلَهُ الطَّيِّبَيْنِ الطَّاهِرَيْنِ.. أَمَّا بَعْدُ: وَالَّذِي دَعَانِي لِتَأْلِيفِ هَذَا المَقْتَلِ لِأَنَّ الخَطِيبُ يَبْقَى مُتَحَيِّرًا مَاذَا يَقْرَأُ فِي يَوْمِ العاشرمن المُحَرَّمُ, وَالَّذِي يُمَيِّزُ هَذَا المَقْتَلَ عَنْ غَيْرِهِ, فَهُوَ لَا طَوِيلٌ مُمِلٌّ وَلَا قَصِيرًا مُخِلٌّ, وَأَكْثَرْتُ فِيهُ النَّعِيَّ وَالقَصَائِدَ فَيُلَبِّي اِحْتِيَاجَ الخَطِيبِ. وبقىا وَقَعَتْ أَلْطَفُ وَخُلُودُهَا ومصداقا لِقَوْلٍ: الحَوْرَاءُ زَيْنَبُ بِنْتُ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) مخاطبتًا لِيَزِيدَ اللَّعِينَ (فَوَاللهِ لَنْ تَمْحُو ذَكَرِنَا) وَبَقِيتَ كَلَّمَتْهَا خَالِدَةُ إِلَى كُلِّ زَمَانٍ وَتَتَوَارَثُ عَبْرَ الأَجْيَالُ لَا تَتَصَدَّعَ وَلَا يَنْتَهِي إِثْرَهَا نَعَمْ تَوَجَّهَتْ سَيِّدَةُ المُخَدِّرَاتِ بَعْدَ كُلٍّ ذَلِكَ نَحْوَ مُصَلَّاهَا تَشَكَّرَ اللهُ وَتَحْمَدُهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ نَعَمْ صِلَتُ مِنْ جُلُوسٍ حَيْثُ أَنْهَكَتْهَا المَصَائِبُ وَلَكِنَّ شُعَاعُهَا ظَلَّ وَهَاجَا لِكُلِّ الثَّائِرِينَ ، أَيُّهَا الأَحْرَارُ هَا أَنَا أَضَعُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ تَصْوِيرٌ لِأَعْظَمِ مَلْحَمَةٍ دَارَتْ إِحْدَاثَهَا الوَاقِعِيَّةِ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ وَقَضَى أَبْطَالُهَا شُهَدَاءَ مظرجين بِدِمَائِهِمْ الزاكيات لِيُنِيرُوا لِنَّا الدَّرْبَ كَيْ تَرَقِّي نُفُوسِنَا مِنْ عَالَمَ الظَّلَامِ إِلَى عالم النُّورُ وَالشَّهَادَةُ وَالصِّدْقُ وَالوَفَاءُ. أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَهُ لِنَّا وَلِكُلٍّ مَنْ يَقْرَأُهُ ذُخْرًا لِيَوْمِ اللِّقَاءِ, وَلِلأَمَانَةِ العِلْمِيَّةِ وَالدِّقَّةِ فِي نَقُلْ الوَقَائِعَ مِنْ أُمَّهَاتُ الكُتُبِ المعتبره سَائِلَيْنِ المَوْلَى عِزُّ شَأْنِهِ إِنْ يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا, وَكَمَا اُرْجُوا الشَّفَاعَةَ مِنْ َمُولاَي الأَمَامُ الحُسَيْن (عَلَيْهِ السَلَامُ). وَآنُي لَأَرِجُوا أَنْ يُكَوِّنَّ هَذَا الكِتَابَ مصداقا لِقَوْلِهِ تَعَالَى (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) العَبْدَ الفَقِيرَ الشَّيْخِ حَيْدَرُ الاسدي (تَمَّ بِعَوْنِ اللهِ تَعَالَى فِي يَوْمِ الأَحَدِ ) /26 / شعبان /1436هـ /14/6/2015م ).________________________________________________ _______________________( المراثي ) العَيْنُ عَبِّرِى دَمْعُهَا مسفوح *** وَالقَلْبُ مِنْ أَلَمٍ الأَسَى مقروح. مَا عُذْرُ ي يَوْمُ عاشورا إِذَا *** لَمْ أَبْكِ آلَ مُحَمَّدٍ وَأَنُوحُ. أَمْ كَيْفَ لَا أَبْكَى الحُسَيْن وَقَدْ *** غَدًا بِأَرْضٍ أَلْطَفَ وَهُوَ ذبيح. وَالطَّاهِرَاتُ حواسر مِنْ حَوْلِهُ *** كُلٌّ تَنُوحُ وَدَمْعُهَا مسفوح. هَذِي تَقُولُ أَخِي وَهَذِي وَالِدِي **** وَمِنْ الرزايا قَلْبُهَا مقروح. أَسَفِي لِذَاكَ الشَّيْبِ وَهُوَ مُخَضَّبَ *** بِدِمَائِهِ وَالطِّيبِ مِنْهُ يَفُوحُ. أَسَفِي لِذَاكَ الوَجْهِ مِنْ فَوْقُ أَلْقِنَا **** كَالشَّمْسِ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ يُلَوِّحُأَسَفِي لِذَاكَ الجِسْمِ وَهُوَ مِبْضَعٌ *** وَبِكُلِّ جَارِحَةٍ لَدَيْهُ جُرُوحٌ. ولفاطم تَبْكِي عَلَيْهِ بِحُرْقَةٍ **** وَتُقَبِّلُ الأَشْلَاءَ وَهِيَ تُصَيِّحُ. ظَلَّتْ تُوَلْوِلُ حاسرًا مسبية **** وَسَكِينَةٌ وَلَهَّى عَلَيْهِ تَنُوحُ. يَا وَالِدِي لَا كَانَ يَوْمُكَ أَنَّهُ **** بَابٌ لِيَوْمِ مَصَائِبِي مَفْتُوحٍ. أَتَرَى نُسَيِّرُ إِلَى الشَّامِ مَعَ العدى **** أُسَرِي وَأَنْتِ بِكَرْبَلَاء طَرِيحٌ. اليَوْمَ مَات مُحَمَّدٌ فَبَكَى لَهُ ذُو **** العَزْمِ مُوسَى وَالمَسِيحُ وَنُوحُ******************************************* *هَذَا حَالُ سَكِينَةَ بِنْتُ الحُسَيْن, فَكَيْفَ تَخَاطُبٌ أَبَاهَا, فَكَيْفَ حَالٌ عَمَّتْهَا زَيْنَبُ وَكَأَنَّي بِهَا تَخَاطُبُ أَخِيهَا الحُسَيْن وَهِيَ تَقُولُ:. خويه هَاي أَهَّلَهُ الدللوه *** وَبِرَأْيِهِ الهواشم حَجَبُوهُ. أشلون وي الشَّمَرُ تَمَشِّي رَضُوهُ ***. مَعْقُولَةٌ أبرضاهم فاركوه. ومعقوله اِلْتَهَوْا عَنْهُ وَنِسْوَةٌ.*** وَلَنْ صَوَّتَ هَاي تِشُوفُوهُ. زَيْنَبُ بِتِّ عَلَيَّ أَعَدَّاهُ سَبَوْهُ. *** وأشافوا طُولُهُ مَنَّ سَلَبُوهُوَسَمِعُوا صَوْتَهُ مَنَّ لَوَعَّوْهُ. *** اوبحبال خُشِّنْهُ جتفوه. وَضَرَبُوا مَتِّنَّهُ وَشَتِّمُوهُ. *** وداروعلى أُخْتُهُ العِدَّةُ وَرَكِبُوهُ. وَصَاحُوا زَيْنَبَ طَلَّعُوهُ. *** وَحَرَّكُوا كَلْبَهُ أبرأس أخوهه. وَسَبَوْا الزجيه أَوْ شَتَّمُوا أَبَوْهُ. *** فَرَيْتُ مَذْعُورَةً الولينه وَصَيَّحْنَ بالمعاره حُسَيْن وَيْنهُ. *** نَدَهْتُهُ وَلِيَة دَارُ عَيْنِهِ وظنيت حَصَلَ وَاحِدٌ يُعِينُهُ. *** مَنْ شَافنِي أُخْتُهُ الحَنِينَةُ أومه عَلَى أصوابه أبيمينه *** ظنيت أَخِيي طَعَنَهُ طاعنينه أَشَدَهَهُ أويكوم حَسِّين لِينَة *** اِثْأَرِي أَلَا عَادِي أمكطعينه****************************************** ******المُقَدِّمَةً يَقُولُ : أُبُو مَخْنَفْوَلِمَا هَلَكَ مُعَاوِيَةُ (لَعَنَهُ اللهُ), سَنَةَ سِتِّينَ مِنَ الهِجْرَةِ وَصَارَ بَعْدِهِ يَزِيدَ (لَعَنَهُ اللهُ), خًرَجَ وَالنّاسُ مِنْ حَوْلِهِ حَتَّى دَخَلَ المَسْجِدَ فَرَقَا المِنْبَرَ ثُمَّ قَالَ: وَقَدْ وُلِّيتُ هَذَا الأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ, وَقَدْ اَوْصاني بِالإِحْسَانِ إِلَيْكُمْ, وَ التَّجاوُزٍ عَنْ مُسيئَكُمْ وَلَسْتُ وَاللهِ مُعْتَذِرًا إِلَيْكُمْ. ثُمَّ نَزَلَ عَنْ المِنْبَرِ, وَكُتِبَ إِلَى الوَلِيدِ بُنُّ عَتَبِهِ وَكَانَ وَآلِيًّا عَلَى المَدِينَةِ, يَأْمُرُهُ بِأَخْذِ البَيْعَةِ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ عَامَّةً وَمِنْ الحُسَيْن بِنْ عَلَي خَاصَّةٍ, وَإِذَا لَمْ يُبَايِعْكَ فَأَنْفَذَ إِلَيَّ بِرَأْسِهِ, فِلْمًا وَصَلَ الكِتَابُ إِلَى الوَلِيدِ, بَعَثَ إِلَى مَرْوَانَ بِنْ الحُكْمُ (لَعْ) فَحَضَّرَ عِنْدَهُ وَإِسْتِشَارَهُ فِي أَمْرِ الحُسَيْن (عَ), فَقَالَ لَهُ مَرْوَانَ: أَنَّهُ لَا يَقْبَلُ البَيْعَةَ, وَلَوْ كُنْتَ مَكَانُكَ لَضَرَبْتَ عُنْقَهُ, ثُمَّ بَعَثَ إِلَى الحُسَيْن فِي اللَّيْلِ, فَعَرَفَ الحُسَيْن مَا يُرِيدُ مِنْهُ, فَأَرْسَلَ إِلَى بَنِيهِ وَمَوَالِيهِ, فَاِقْبَلُوا إِلَيْهُ, فَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى دَارِ الوَلِيدِ (لَعَنَهُ اللهُ) فَقَالَ لِهُمْ: إِنَّي دَاخِلَ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ, فَإِنْ سَمِعْتُم صَوْتِي قَدْ عَلَا فَاُهْجُمُوا عَلَيْهِ, وَأَلَّا لَا تَبْرَحُوا حَتَّى أَخْرُجُ إِلَيْكُمْ, ثُمَّ دَخَلَ عَلَى الوَلِيدِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَ عَلَيْهِ السَلَامُ, وَمَرْوَانُ جَالَسَ إِلَى جَنْبِهِ, فَقَالَ الحُسَيْن (عَ) أَصْلَحَ اللهَ حَالُكُمَا, فَلَمْ يُجَاوِبَاهُ بِشَيْءٍ, فِلْمًا اِسْتَقَرَّ بِهِ الجُلُوسُ أَقَرَّاهُ كُتَّابُ يَزِيدَ (لَعْ) وَنَعِي إِلَيْهُ مُعَاوِيَةُ, وَدُعَاةٌ إِلَى بَيْعَةِ يَزِيدَ (لَعْ) فَقَالَ: الحُسَيْن (عَ), إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ, أَنَّهَا لمصيبةٌ عَظِيمَةٌ وَلِنَّا فِيهَا شُغْلٌ عَنْ البَيْعَةِ), فَقَالَ: الوَلِيدُ لاَبُدَّ مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَ الحُسَيْن (عَ) إِنَّ مِثْلِي لَا يُبَايِعُ سِرًّا, وَلَا أَظُنُّكُمْ تَرْضَوْنَ بِهَذَا, فَقَالَ لَهُ الوَلِيدَ: أَنْصَرِفُ يَا أَبَا عَبْد الله وَإتنا غَدًا مَعَ النَّاسُ, فَقَالَ مَرْوَانُ: أَنْ فَاتَكَ الثَّعْلَبُ لَمْ تَرَىْ إِلَّا غُبَارًا, فَأُحَذِّرُ إِنَّ يَخْرُجُ حَتَّى يُبَايِعُكَ, أَوْ تَضْرِبُ عُنْقَهُ, فِلْمًا سَمِعَ الحُسَيْن كَلَامُهِ, وَثْبَ قَائِمًا وَقَالَ: يأبن الزّرقاء, أَنْتَ تَأْمُرُ بِقَتْلِي كِذْبَتَ يُبِنْ الخناء, ثُمَّ قَالَ: الحُسَيْن (عَ) لِلوَلِيدِ, أَنَا أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ, وَمَعْدِنُ الرِّسَالَةِ, وَمُخْتَلِفُ المَلَائِكَةِ, بِنَا فَتَحَ اللهُ وَبِنَا خَتْمٌ, وَيَزِيدُ رَجُلٌ فَاسِقٌ, شَارِبَ الخَمْرَ, قَاتَلَ النَّفْسَ المُحْتَرَمَةُ, مُعْلِنُ الفِسْقِ, وَمِثْلِي لَا يُبَايِعُ مِثْلَهُ, وَلَقَدْ سَمِعْتَ جَدِّي رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاِلَهُ) يَقُولُ: الخَلَافَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَى آلِ أَبِي سُفْيَانُ, ثُمَّ قَامَ مِنْ عِنْدَهُمَا وَاِنْطَلَقَ إِلَى مَنْزِلِهِ, فَقَالَ: مَرْوَانُ لِلوَلِيدِ عَصَيْتِنِي وَخَالَفْتَ أَمْرِي, وَاللهِ لَا قُدْرَتَ عَلَى مُثُلُهَا أَبَدًا. فَقَالَ لَهُ الوَلِيدَ: وَيَحُكُّ أَنْتَ اِخْتَرْتَ لِي مَا فِيهِ هَلَاكِي وَهَلَاكُ ذَرِّيَّتِي, وَاللهِ مَا أَحْبُ أَنْ يَكُونَ لِي مُلْكَ الدُّنْيَا وَأَنَا مُطَالِبٌ بِدَمِ الحُسَيْن يَوْمَ القِيَامَةِ. ( فِي خُرُوجَ الأَمَامِ الحُسَيْن (عَ) إِلَى قَبْرِ جَدَّةٍ) وَلِمَا خَرَجَ الحُسَيْن (عَ) مِنْ المَدِينَةِ, آتِى إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللهِ (ص) فَاِلْتَزَمَهُ وَبَكَى بُكَاءًا شَدِيدًا وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولُ اللهِ, أَنَا الحُسَيْن اِبْنُ فَاطِمَةُ, وَسِبْطُكَ الَّذِي, خَلَفَتْنِي فِي أُمَّتِكَ, فَأَشْهَدَ عَلَيْهُمْ, يَا نَبِيُّ اللهِ, أَنَّهُمْ قَدْ خَذَّلُونِي وَضَيَّعُونِي, وَلَمْ يَحْفَظُونِي, وَهَذِهِ شَكْوَاي إِلَيْكَ, حَتَّى أَلْقَاكَ, ثُمَّ نَامَ سَاعَةٌ فَرَأْى فِي مَنَامِهِ رَسُولِ اللهِ (ص) وَقَالَ: يَا بَنِي لَقَدْ لَحِقَ بِي أَبُوكَ وَأُمُّكَ, وَاخَوْكَ, وَلَكِنَّا مُشْتَاقُونَ إِلَيْكَ, فَعِجْلٌ بِالقُدُومِ إِلَيْنَّا وَأَعْلَمُ يَا بِنِّي إِنْ لَكَ دَرَجَةُ مغشاتاً بِنُورِ اللهِ وَلَسْتُ تَنَالُهَا إِلَّا بِالشَّهَادَةِ وَمَا أَقْرَبُ قُدُومِكَ عَلَيْنَا. لمن راد أبو السجاد يطلع من وطن جدهراح الكبره يودعه ويشكي من أمته عندهتعناله أبظلام الليل اويشكي الهظم عندهاويلي وخنكته العبره وذب روحه على كبره يكله أكعد يبو الزهرهيجدي انه العزيز احسين وانه مهجت والزهرهولنه بالمنام ايشوف جده ويسمع اونينهيكله مرددت جبدي بالبواجي يبو اسكينهيجدي ريتني حاظر ابوادي كربله يمكوشدن جرح البكلبك وخضب شيبتي ابدمكعليه امصيبتك يحسين مثل امصاب ظلع امكولابد ما اخاصمهم يجدي بساحة المحشروَخَرَجَ الحُسَيْن (عَ) كَمَا خَرَجَ مُوسَى اِبْنُ عِمْرَانُ خَائِفًاً يَتَرَقَّبُ مِنْ آلِ الفِرْعَوْنِ, وَهُوَ يَقْرَأُ. [ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ] (اُنْظُرُوا أَيُّهَا النَّاسَ إِلَى الحُسَيْن اِبْنُ عَلَي, لَمْ يَخَافُ عَلَى نَفْسِهُ, وَلَا عَلَى عِيَالُهُ, وَإِنَّمَا خَائِفَ عَلَى الدِّينِ, جَدَّهِ رَسُولِ اللهِ) (ص)خرج الحسين من المدينة خائفا كخروج موسى خائفا يتكتممثل ابن فاطمة يبيت مشردا ويزيد في لذاته متنعمويقدم الاموي وهو مؤخر ويؤخر العلوي وهو مقدميرقى منابر أحمدا متخاذلا في المسلمين وليس ينكر مسلموَرَكَّبَ الحُسَيْن (عَ) الجَادَةَ العُظْمَى, فَقَالَ لَهُ: أَهْلُ بَيْتِهِ, لَوْ سَلَكْتُ الطَّرِيقُ الأقرع لَكَانَ أَصْلَحَ فَقَالَ (عَلَيْهِ السَلَامُ): أَتَخَافُونَ الطَّلَبَ? قَالُوا: آجِلٌ وَأَنْشَأَ يَقُولُ:. إِذَا المَرْءُ لَا يُحَمِّي بَنِيهُ وَعَرْضَهُ. ** وَعَتْرَتهِ كَانَ اللَّئِيمَ المُسْبَبا. وَمِنْ دُونِ مَا يَبْغِي يَزِيدُ بِنَا غَدًا. ** نَخُوضُ بَحَّارَ المَوْتِ شَرْقًا وَمَغْرِبًا. وَنُضْرِبُ ضَرْبًا كَالحَرِيقِ مُقَدِّمًا. ** إِذَا مَا رَاه ضَيغمُ فَرَّ هَارِبًا( دُخُولُ الأَمَامِ الحُسَيْن (عَ) إِلَى مَكَّةَ )ثُمَّ تَوَجِّهَ سَائِرًا حَتَّى دَخْلَ مَكَّةَ وَهُوَ يَقْرَأُ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ فِلْمًا بَلَغَ أَهْلُ الْكُوفَةُ, وَفَاةُ مُعَاوِيَةَ (لَعْ) اِمْتَنِعُوا مِنْ البَيْعَةِ لِيَزِيدَ (لَعْ) وَقَالُوا: لَقَدْ اُمْتُنِعَ الحُسَيْن (عَ) مِنْ البَيْعَةِ لِيَزِيدَ (لَعْ) وَلَسْنَا نُبَايَعُ لِيَزِيدَ, وَكَانَ عَامَلَ الْكُوفَةُ يؤمئذٍ النُّعْمَانُ بِنْ بَشِير, فَاِجْتَمَعَ مِنْ الشِّيعَةِ جَمَاعَةً إِلَى, مَنْزِلُ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدِ الخُزاعي, وَقَالُوا: نَكْتُبُ إِلَى الحُسَيْن (عَ), فَقَالَ: يَا مَعْشَرُ النَّاسُ, إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ هَلَكَ, وَقَدْ اِمْتَنَعَ الحُسَيْن مِنْ البَيْعَةِ, وَنَحْنُ شِيعَتُهِ وَأَنْصَارُهِ فَإِنَّ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ, أَنَّكُمْ تُنَصِّرُونَهُ, وَتُجَاهِدُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ, فَاِفْعَلُوا وَإِنَّ خِفْتُمْ الوَهْنَ وَالتَّخَاذُلَ فَلَا تُغْرُوا الرَّجُلَ, فَقَالُوا: بَلْ نُقَاتِلُ عَدُوَّهُ, فَكَتَبُوا كِتَابًا فِيهُ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) إِلَى الحُسَيْن بِنْ عَلِيٌّ بِنْ أَبِي طَالِب (عَ) مِنْ سُلَيْمَانَ بِنْ صرد الخزاعي, وَحَبِيبَ اِبْنِ مُظَاهِرُ الاسدي, وَمِنْ مَعَهُ مَنْ المُسْلِمِينَ, أَنْ لَيْسَ لِنَّا إِمَامٌ غَيْرَكَ, يَا اِبْنِ رَسُولَ اللهِ, العُجُلَ العُجُلَ, قَدْ أَيَنْعَتُ الثِّمَارَ, فَأَقْدَمَ إِلَيْنَّا يَا بُنٌّ بَنَتْ رَسُولَ اللهِ مُسْرِعًا, وَتَوَاتَرَتْ الكُتُبُ, إِلَى الأَمَامِ الحُسَيْن, ثُمَّ كَتَبُوا مَعَ هَانِي وَسَعِيدَ وَكَأَنَآ أَخَّرَ الرُّسُلُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةُ, فَلِمَا قَرَأَ الكُتُبَ جَمِيعًا كَتَبَ الجَوَابَ. ( مقتل مسلم بن عقيل (عليه السلام ) مِنْ الحُسَيْن بِنْ عَلَي إِلَى المَلَأِ مِنْ المُؤْمِنِينَ, أَمَّا بَعْدُ: فَإِنْ هَانِئًا وَسَعِيدًا قُدُمًا إِلَيَّ بِكُتُبِكُمْ وَكَانَ أُخَرَ مِنْ قَدْمًا إِلَي مَنْ رُسُلُكُمْ وَقَدْ فَهِمْتُ مَا ذَكَّرْتُمُوهُ أَنَّهُ لَيْسَ لِكُمْ إِمَامَ ٌ غَيْرَي وَتَسْأَلُونِي القُدُومُ إِلَيْكُمْ لَعَلَّ اللهَ يَجْمَعُكُمْ عَلَى الحَقِّ وَالهُدَى, وَإِنَّي بَاعِثٌ إِلَيْكُمْ أَخِي وَاِبْنُ عَمَّيْ المُفَضَّلُ عِنْدَي مِنْ أَهْلِ بَيْتَيْ مُسْلِمٍ بِنْ عَقِيلُ (عَ), وَقَدْ أَمَرَتْهُ أَنْ يَكْتُبَ إِلَي بِحُسْنِ رَأْيِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَأَنَا أَقْدَمُ إِلَيْكُمْ إِنْشَاءَ الله تَعَالَى, ثُمَّ دُعِى بِمُسْلِمِ بِنْ عَقِيلُ (عَ) فَأَقْبَلَ وَوَدَعَ الحُسَيْن, (عَ) (في وصول مسلم الى الكوفة)وَسَارَ حَتَّى وَصَلَ الْكُوفَةُ فَنَزَلَ لَيْلًا فِي دَارٍ المُخْتَارَ بِنْ عُبَيْدَةُ الثقفي, فَجَعَلَ النَّاسُ يَخْتَلِفُونَ إِلَيْهُ فَأَقَرَّاهُمْ كِتَابُ الحُسَيْن (عَ) فَجَعَلُوا يَبْكُونَ حَتَّى بَايَعَهُ ثَمَانِيَةَ عَشْرَ أَلْفًا, فَكَتَبَ مُسْلِمًا بِنْ عَقِيلُ (عَ) إِلَى الحُسَيْن كُتَّابًا, قَالَ فِيهُ: أَمَّا بَعْدُ فَأَنَّ الرَّائِدُ لَا يُكَذِّبُ أَهْلُهُ وَقَدْ بايَعْنِي مِنْهُمْ ثَمَانِيَةُ عَشْرٌ أَلْفًا, فَعَجَّلَ بِالقُدُومِ حِينَ تَقْرَأُ كِتَابِي هَذَا وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهِ, فَبَلَغَ ذَلِكَ النُّعْمَانَ بِنْ بَشِير فَصَعِدَ المِنْبَرَ, وَحَمْد الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَرَ النَّبِيُّ فَصْلِيَّ عَلَيْهِ, ثُمَّ قَالَ: مَعَاشِرُ النَّاسِ إِنَّي وَاللهِ لَا أُقَاتِلُ مَنْ لَا يُقَاتِلُنِي, فَاِحْذَرُوا الفِتْنَةَ وَشَقَّ العَصَا عَلَى السَّلَاطِينُ فَإِنْ صَحٌّ ذَلِكَ عِنْدَي عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ لِّضَرَبْنَ عُنْقَهُ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لِي نَاصِرَ وَلَا مَعَي, ثُمَّ نُزِلُّ عَنْ المِنْبَرِ, وَكُتُبٌ مِنْ أَتْبَاعُ بَنِي أُمَيَّةُ وَمِنْهِمْ عَمْر بِنْ سَعَد إِلَى يَزِيدَ, أَمَّا بَعْدُ فَأَنَّ مُسْلِمًا بِنْ عَقِيلُ وَرَّدَ الْكُوفَةُ وَقَدْ بَايَعَهُ شِيعَةُ الحُسَيْن فَإِنْ كَانَ لَكَ فِي الْكُوفَةُ حَاجَّةً, فَأَنْفَذَ إِلَيْهَا رَجُلًا قَوِيًّا, فَإِنَّ النُّعْمَانُ ضَعِيفٌ, فِلْمًا اِجْتَمَعَتْ الكُتُبُ عِنْدَ يَزِيدَ (لَعْ) دَعِى بمولىً لَهُ يُقَالُ لَهُ: سَرْجُونٌ, وَقَالَ لَهُ: مَا تَنْظُرُ فِي الحُسَيْن, كَيْفَ أَرْسَلَ اِبْنُ عَمَّةٍ إِلَى الْكُوفَةُ يُبَايِعُهُمْ وَبَلَّغَنِي إِنَّ النُّعْمَانَ ضَعِيفٌ فِيهِمْ, فَأشَارهَ عَلَيْهِ بتوليةِ عَبِيد الله بِنْ زِيَادُ (لَعَنَهُ اللهُ ) وَعَزَلَ النُّعْمَانُ فَفَعَلَ ذَلِكَ وَضَمَّ إِلَيْهُ المِصْرَيْنِ البَصْرَةُ وَالْكُوفَةُ, فَكَتَبَ إِلَيْهُ.( في بيان كتاب يزيد (لع) إلى ابن زياد (لع)أَمَّا بَعْدُ فَآنُي وَلَيْتَكَ المُصِرِّينَ البَصْرَةُ وَالْكُوفَةُ, فَقَدْ بِلغَنِيِّ أَنْ أَهَلَ الْكُوفَةُ قَدْ اِجْتَمَعُوا عَلَى البَيْعَةِ لِلحُسَيْن, وَقَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ كِتَابًا فَإِنَّي لَا أَجِدْ سَهْمًا أَرْمِي بِهِ عَدْوِي أَجْرِأ مِنْكَ فَإِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي هَذَا فَأَرْتَحِلُ مِنْ وَقْتِكَ وَسَاعَتُكَ وَلَا تُبْقَ مِنْ نَسْلَ عَلِيٍّ بِنْ أَبِي طَالِب أَحَدًا وَأَطْلُبُ مُسْلِمًا بِنْ عَقِيلُ ، فَأَقْتُلُهُ وَأَبْعَثُ اِلِي بِرَأْسِهِ وَالسَّلَامِ ، وَدَفَعَ الكِتَابُ إِلَى مُسْلِمِ بِنْ عَمْرٍو أَلَبَّاهُلِي وَقَالَ لَهُ: اِمْضِ إِلَى البَصْرَةِ وَدَفْعٌ كِتَابِيٌّ هَذَا إِلَى عَبِيد الله بِنْ زِيَادُ (لَعْ) فَلِمَا أَخْذُهُ تَأَهَّبَ لِلمَسِيرِ إِلَى الْكُوفَةُ, فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ قَدَّمَ رَسُولُ الحُسَيْن إِلَى أَشْرَافُ البَصْرَةِ يَدْعُوهُمْ إِلَى نُصْرَتِهِ, فِلْمًا قَرَأَ لِهُمْ كِتَابَ الحُسَيْن (عَ) وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْ الإِشْرَافِ إِلَّا قَرَأَ الكِتَابَ وَكَتَّمَهُ مَا خَلَا المُنْذِرُ بِنْ الجارود (لَعْ) وَكَانَتْ اِبْنَتُهُ تَحْتَ اِبْنُ زِيَادُ, فِلْمًا قَرَأَ الكِتَابَ قَبَضَ عَلَى الرَّسُولِ وَأَدْخَلَهُ عَلَى بُنِّ زِيَادَ, فَاِمْرَه اِبْنِ زِيَادُ بِضَرْبِ عُنْقِهِ, فَضَرَبَتْ (رُضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ) وَكَانَ أَوَّلُ رَسُولٍ يُقْتَلُ فِي الإِسْلَامِ, ( في ذهاب ابن زياد من البصرة إلى الكوفة )ثُمَّ أَنَّ اِبْنَ زِيَادُ صَعِدَ المِنْبَرَ وَقَالَ: يَا أَهْلُ البَصْرَةِ إِنَّ يَزِيدُ قَدْ وَلِأَنَّي الْكُوفَةُ وَقَدْ عَزَمَتْ عَلَى المَسِيرِ إِلَيْهَا, وَقَدْ اِسْتَخْلَفْتَ عَلَيْكُمْ أَخِي عُثمَانُ بِنْ زِيَادُ, فَاِسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا وَإِيَّاكُمْ وَالأَرَاجِيفَ, فُو اللهِ إِنْ بِلغَنِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنْكُمْ خَالَفَ أَمْرَهُ لَا قَتَلْنَهُ, ثُمَّ خَرَجَ مِنْ البَصْرَةِ يُرِيدُ الْكُوفَةُ وَمَعَهُ عَشِيرَتُهُ وَمَوَالِيهُ وَمِنْهِمْ مُسْلِمٌ بِنْ عَمْرٍو الباهلى, وَ المُنْذِرُ بِنْ الجارود, فَسَارَ اِبْنُ زِيَادُ حَتَّى دَخَلَ الْكُوفَةُ وَكَانَ دُخُولُهُ مِمَّا يَلِي البَرَّ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ وَ عَمَامَةٌ سَوْدَاءُ وَهُوَ مُلَثَّمًا كَلِثَامِ الحُسَيْن, (عَ), وَهُوَ رَاكِبٌ بِغَلَّةِ شهباء وَبِيَدِهِ خَيْزُرَانٍ وَأَصْحَابُهِ مِنْ خَلْفِهُ, فَصَارَ لَا يَمُرُّ بِمُلَاءٍ مِنْ النَّاسُ إِلَّا وَيُسَلِّمُ عَلَيْهُمْ بِقَضِيبِهِ وَهْمٍ يَضِنُّونَ آنَّه الحُسَيْن, فَيَقُولُونَ: قَدَّمْتُ خَيْرَمُقَدِّمٍ يَا بُنٌّ بَنَتْ رَسُولَ اللهِ, فِلْمًا رَاْى اِبْنُ زِيَادُ تُبَاشِرُهُمْ بِالحُسَيْن سأئه ذَلِكَ, فِلْمًا قُرْبَ مِنْ قَصْرِ الإِمَارَةِ, قَالَ: لِهُمْ مُسْلِمٌ بِنْ عَمْرٍو أَلَبَّاهُلِي تَأَخَّرُوا يَا وَيْلُكُمْ عَنْ وَجَّهَ الأَمِيرُ فَلَيْسَ هُوَ ظَنَّكُمْ وَلَّا طَلَبْتُكُمْ, فَأُشَرِّفَ عَلَيْهِ النُّعْمَانَ مَنْ أَعْلَى القَصْرِ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ الحُسَيْن فَأَسْفَرَ اِبْنُ زِيَادُ عَنْ وَجْهِهِ, وَقَالَ: يَا نُعْمَانُ تَرَكْتَ مَصِّرْكَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: نَادَى فِي النَّاسِ للصلوة جَامِعَةٌ ، فَاِجْتَمَعَ خُلْقُ كَثِيرٍ فَصَعِدَ المِنْبَرَ وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسَ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَإِنَّي أَعْرِفُهُ بِنَفْسِيَّ أَنَا عَبِيد الله اِبْنُ زِيَادُ وَقَدْ وَلَّانِي مَصَّرَكُمْ هَذَا يَزِيدُ, وَاُمْرُنِي بِالإِنْصَافِ للمظلوم, وَإِعْطَاءٌ المَحْرُومُ, وَبِالإِحْسَانِ إِلَى مسيئكم, وَأَنَا مُتَّبَعٌ فِيكُمْ أَمْرُهُ, ثُمَّ نَزَلَ عَنْ المِنْبَرِ وَأَمْرٍ مُنَادِيَةً يُنَادِي فِي قَبَائِلِ العَرَبِ أَنَّ يثبتو على بَيْعَةُ يَزِيدَ قَبْلَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْكُمْ مِنْ الشَّامِ رُجَّالًا يَقْتُلُونَ رِجَالَكُمْ وَيَسْبُونَ حَرِيمَكُمْ, فِلْمًا سَمِعَ أَهْلُ الْكُوفَةُ جَعْلٌ يَنْظُرُ بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَيَقُولُونَ مَالِنَا وَالدُّخُولَ بَيْنَ السَّلَاطِينُ وَنَقَضُوا بَيْعَةَ الحُسَيْن, وَبِأَيُعْوَا يَزِيدُ ، وَتُفْرِقُ النَّاسَ عَنْ مُسْلِمِ بِنْ عَقِيلُ, فَاِنْتَقَلَ مُسْلِمٌ مِنْ دَارِ المُخْتَارُ إِلَى دَارِ هَانِي بِنْ عُرْوَةٌ, وَكَانَ هَانِي يَوْمَئِذٍ عَلِيلًا وَجَلَسَا يَتَحَدَّثَانِ ، ( فيما جرى لأبن زياد مع هاني ومسلم )فَقَالَ هَانِي: يَا سَيِّدِي أَنَّ عَبِيد الله بِنْ زِيَادُ مِنْ أَصْدِقَائي وَسَيَبْلُغُهُ مَرَضِي وَرُبَّمَا يَأْتِي وَيُعَوِّدُنِي فَإِذَا جَاءَ فَخْذَ هَذَا السَّيْفِ وَأَدْخَلَ المخدع فَإِذَا جَلَسَ فَأَقْتُلُهُ وَأُحَذِّرُ أَنْ يُفَوِّتَكَ, وَالعَلَّامَةُ بَيْنَي وَبَيْنَكَ إِذَا قَلْعَتُ عَمَامَتِي عَنْ رَأْسِي وَأَضَعُهَا عَلَى الأَرْضِ, فَأَخْرُجُ عَلَيْهِ وَأَقْتُلُهُ, فَقَالَ: مُسْلِمٌ أَفْعَلُ إِنْشَاءَ الله, وَأَقْبَلَ اِبْنُ زِيَادُ يَعُودُ هَانِي وَمَعَهُ حَاجِبُهُ فَقِيلَ لِهَانِي اِبْنُ زِيَادُ بِأَلْبَابٍ يُرِيدُ الدُّخُولَ عَلَيْكَ, فَقَالَ هَانِي لِجَارِيَتِهِ اِدْفَعِي السّيفَ لِمُسْلِمٍ (عَ) وَدَخْلَ المخدع ثُمَّ دَخَلَ اِبْنُ زِيَادُ (لَعْ) وَجَلَسَ إِلَى جَانِبِهِ, فَجَعْلُ يسئله عَنْ حَالِهِ وَهَانِي يَشْكُو لَهُ الَّذِي يَجِدُهُ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يستبطي, خُرُوجُ مُسْلِمٍ فَخَلْعُ عَمَامَتِهِ وَوَضْعِهَا عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ وَضَعْهَا عَلَى رَأَّسَهُ وَلَمْ يَزِلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَمُسْلِمٌ لَمْ يَخْرُجْ, فَجَعْلٌ يُرْفَعُ صَوْتُهُ لِيَسْمَعَ مُسْلِمًا مَا يِقُول: مَا إلا نْتِظارْ بِسَلْمى لا تُحَييهـــا حَيُّوا سُلًيمْى وَحَيُّوا مَنْ يُحَيِّيها هَلْ شُرْبَةٌ عَذْبَةٌ أَسْقِي عَلَى ظَمَأٍ وَلَوْ تَلْفَتُ وَكَانَتْ مَنِيَّتِي فِيهَافَإِنْ أَحَسَّتْ سُليمى مِنْكِ دَاهِيَةُ فلستَ تَأْمَنُ يَوْمًا مِنْ دَوَاهِيهَاوَجَعَلَ يُرَدِّ هَذِهِ الأَبْيَاتُ وَاِبْنُ زِيَادُ لَا يَفْطُنُ, فَقَالَ: مَا بِآلِ الرَّجُلِ يهذي, فَقِيلَ مِنْ شِدَّةَ المَرَضِ, ثُمَّ قَامَ اِبْنُ زِيَادُ وَاِنْصَرَفَ, فَخْرُج مُسْلِمٌ (عَ) فَقَالَ لَهُ: هَانِي مَا الَّذِي مَنْعُكِ مِنْ قَتْلِهِ? قَالَ: مَنَعَنِي خَبَرٌ سَمْعَتِهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ (ص) قَالَ: لَا إِيمَانَ لِمَنْ قَتَلَ مُسْلِمًا, فَقَالَ هَانِي: لَوْ قَتَلَتُهُ لَقَتَلْتَ كَافِرًا, ( فَأَنْظُرُ أيُها الناس إِلَى هَذِهِ القِيَمُ الإِنْسَانِيَّةَ, الَّتِي أَسَّسَهَا مُسْلِمٌ اِبْنُ عَقِيلَ (عَ), وَهُمْ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعِ الرِّسَالَةِ, لَا يَغْدِرُونَ حَتَّى بِعَدُوِّهِمْ), فِلْمًا دَخَلَ اِبْنُ زِيَادُ قصر الأمارة, دَعْى مولىً لَهُ يُقَالُ لَهُ: مَعْقِلٌ وَكَانَ دَاهِيَةٌ, فَأَعْطَاهُ, ثَلَاثَةٌ أُلَافِ دُرَّهُمْ, وَقَالَ لَهُ: خُذْ هَذِهِ الدَّرَاهِمَ وأسئل عَنْ مُسْلِمِ اِبْنٍ عَقِيلُ وَأَعْطِهَا لَهُ, وَقُلْ لَهُ اِسْتَعنّ بِهَا عَلَى عَدُوِّكَ, وَأَظْهَرَ لَهُ الإِخْلَاصُ وأئتني بِخَبَرِهِ, فَأَخْذُ مَعْقِلُ الدَّرَاهِمَ وَجَعْلَ يَدُورُ فِي الْكُوفَةُ حَتَّى أَرْشَدُوهُ إِلَى مُسْلِمِ اِبْنِ عوسجة الاْسَدي وَهُوَ يُصَلِّي فِي المَسْجِدِ, فِلْما فَرَغَ مِنْ صلوته قَامَ إِلَيْهِ مَعْقِلٌ (لَعْ) وعتنقهُ وَأَظْهَرَ لَهُ الإِخْلَاصُ, وَقَالَ: يَا عَبْد الله أَعْلَمُ إِنَّي رَجُلُ شَامِيٍّ وَقَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِحُبِّ أَهْلِ البَيْتِ, وَمِعَى ثَلَاثَةَ أُلَافِ دِرْهَمَ وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أُلْقِيَ الرَّجُلَ الَّذِي يُبَايِعُ النَّاسُ لِأُبِنْ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهُ) فَقَالَ: مَعْقِلٌ إِنْ كُنْتَ لَمْ تَطْمَئِنُّ بِي فَخْذُ المَوَاثِيقَ وَالعُهُودُ عَلَيَّ, وَلَمْ يَزِلْ يَحْلِفُ حَتَّى أَدْخُلُهُ عَلَى اِبْنِ عَقِيلَ, وَخَبَرُهُ بِخَبَرِهِ فَوَثَّقَ مُسْلِمٌ (عَ), وَأَخْذُ عَلَيَّه البَيْعَةُ وَقَبْضُ الأَمْوَالِ, فَصَارَ مَعْقِلٌ يَأْخُذُ أَسْرَاهُمْ, وَدَخَلَ عَلَى اِبْنُ زِيَادُ وَأَخْبَرَهُ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْ خَبَرِ مُسْلِمٍ اِبْنُ عَقِيلُ. مقتل هاني بن عروه المذحجي فِلْمًا صَحٌّ عِنْدَ اِبْنُ زِيَادُ (لَعْ) دَعِى بِمُحَمَّدٍ بِنَّ الأَشْعَثُ وَعَمْرٌو بِنْ الحِجَاجُ, وَقَالَ لِهُمْ: اِنْطَلَقُوا وَأَتَوْنِي بِهَانِي بِنْ عُرْوَةً, فَاِنْطَلَقُوا فَوَجَدُوهُ جَالَسَا عَلَى بَابِ الدّاره , فَقَالُوا لَهُ: يا هاني إِنَّ الأَمِيرُ يَدْعُوكَ, فَنَهَضَ مَعَ القَوْمِ وَسَارُوا حَتَّى دَخْلُ عَلَى اِبْنُ زِيَادُ, فِلْمًا رَاْى هَانِي أَعْرَضَ عَنْهُ وَلَمْ يُكْرِمْهُ, فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُرِدْ السَّلَامَ فَقَالَ: هَانِي بِمَاذَا أَصْلَحَ اللهَ الأَمِيرُ, فَقَالَ يَا هَانِي خُبِيتَ مُسْلِمٌ بِنْ عَقِيلُ, وَتَجَمَّعَ لَهُ الرِّجَالُ وَالسِّلَاحُ وَظَنَنْتَ ذَلِكَ يَخْفَى عَلَيَّ? فَقَالَ هَانِي: مُعَاذُّ اللهُ مَا فَعَلْتُ, فَقَالَ اِبْنُ زِيَادُ الَّذِي جائني أَصْدَقُ مِنْكَ عِنْدَي, ثُمَّ نَادِى يَا مَعْقِلٌ اُخْرُجْ إِلَيْهِ وَكِذْبُهِ, فَخْرُجَ مَعْقِلُ وَقَالَمَرْحَبًا بِكَ يَا هَانِي أَتَعْرِفُنِي قَالَ: نَعَمْ أَعْرِفُكَ فَاجِرًا كَافِرًا, فَقَالَ اِبْنُ زِيَادُ إِذًا لَا تُفَارِقُنِي او تأيني بِمُسْلِمِ اِبْنٍ عَقِيلُ أَوْ أَفْرَقَ بَيْنَ رَأْسِكَ وَبَدَنُكَ, فَغَضِبَ هَانِي مِنْ كَلَامِهِ وَقَالَ لَهُ: وَاللهِ مَا تُقَدِّرُ عَلَى ذَلِكَ, فَغَضِبَ اِبْنُ زِيَادُ (لَعْ) فَضَرْبُهِ بِقَضِيبِهِ فَجَذْبَ هَانِي سَيْفُهُ وَأُهْوِى بِهِ إِلَى اِبْنُ زِيَادُ وَجُرْحَةٌ جَرَّحَا مُنْكِرًا, فَقَال اِبْنُ زِيَادُ دُونَكُمْ الرِّجْلُ, فَجَعَلَ هَانِي يَضْرِبُ فِيهِمْ يَمِينًا وَشِمَالًا وَهُوَ يَقُولُ: وَيْلُكُمْ لَوْ كَانَتْ رَجُلِي عَلَى طِفْلٍ مِنْ آلِ الرَّسُولِ لَا اِرْفَعْهَا حَتَّى تَقَطُّعٍ, وَقَتِّلْ مِنْهُمْ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ مَلْعُونًا, فَتَكَاثَرْتُ عَلَيْهِ الرِّجَالُ وَأَخَذُوهُ أَسِيرَا وَأَوْقَفُوهُ بَيْنَ يَدَيْ اِبْنِ زِيَادُ, وَكَانَ بِيَدِهِ عَمُودٍ مِنْ حَدِيدٍ فَضَرْبُهِ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَرُمَاةٍ فِي الطامورة, فِلْمًا وَصَلَ خَبَرُ هَانِي إِلَى مذحج, فَأَقْبَلَ عَمْرٌو اِبْنُ الحجاج فِي أَرْبِعَةٍ أُلَافِ فَارِس فإحاطوا بِقَصْرِ الإِمَارَةِ, وَنَادُوا يَا اِبْنُ زِيَادُ تَقَتَّلَ صَاحَبْنَا وَلَمْ يُخَلِّعْ طَاعَةً وَلَمْ يُفَارِقْ جَمَاعَةً, فِلْمًا سَمِعَ اِبْنُ زِيَادُ كَلَامُهِمْ فَقَالَ: لشريح القَاضِي أَخْرَجَ إِلَيْهِمْ وَأَعْلَمَهُمْ أَنْ صَاحَبَهُمْ حَيَّ وَأَنَّ الأَمِيرُ قَدْ خَبَّأَهُ لِأَشْيَاءٍ يسئله عَنْهَا, فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ لِهُمْ: أَنَّ صَاحِبُكُمْ جَالَسَ مَعَ الأَمِيرِ يسئله عَنْ أَشْيَاءٌ وَهَذِهِ السَّاعَةُ يَخْرُجُ إِلَيْكُمْ, ( في وحدة مسلم بن عقيل) فِلْمًا سَمِعَ مُسْلِمٌ بِنْ عَقِيلُ (عَ) قَتَلَ هَانِي (رُضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ) خَرَجَ مِنْ دَارِهِ يَخْتَرِعُ الشَّوَارِعَ وَاتَى الحَيْرَةَ وَجَعَلَ يدورفيها حَتَّى بَلَغَ إِلَى دَارٍ عَالِيَةٌ البُنْيَانِ وَاِمْرَأَةٍ جَالِسَةٍ عَلَى البَابِ فَوَقَفَ مُسْلِمًا يَنْظُرُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ لَهُ: مَا وُقُوفُكَ يَا هَذَا فِي دارفيها حَرُمَ غَيْرَكَ? فَقَالَ: وَاللهِ مَا وَقْعٌ فِي قَلْبَيْ شَيْءٍ مِمَّا تَقُولِينَ وَلَكِنَّ أَنَا رَجُلٌ مَظْلُومٌ.طلعت جارية أمن الدار واكف شافته على البابرادت تكرب أتنشده لاجن غدت منه أتهابلمن شافه مسلم من عده الكلب مرتابكاللها أريدن ماي حر العطش فت أحشايكالتله ابوسط عيناي جابتله او شرب منهكالتله أرشد أبنيتك واكف لا تظل عالبابتدري الحرم ما تمن ومن الأجنبي ترتابشوف الليل يعيوني ذبله أعلى الوسيعه أحجابوخاف الناس تتعده وتكول واكف اشعده أوتدري العرب يوليدي تحافظ عن محارمهايكله وكفتي صعبه على الباب لامعوز أجيت اولاني طلاببني هاشم عمامي فخر الانساب او عمي المرتضى حامي الحميهتكله أعذرني يمسلم طال أنتظارك أتفظل سيدي والدار داركوتصيح مسلم ظيفنه يايوم المباركهله أبريحت علي اوسيد البريهوأعذرني سيدي خافن ظهتك صدكني يمسلم ماعرفتكلون أدري من هلك ما نشتكأشلون أعتذر أنه أمن الزجيهيكله وعينه مستديره انه لا اهل عندي ولا عشيرهوغريب وأعما مي بغير ديره ومثل حيرتي ما جرت حيره أنه مسلم الفاكد نصيره فَقَالَتْ لَهُ: مَنْ أَنْتَ? قَالَ لَهَا: أَنَا مُسْلِمُ بِنْ عَقِيلُ, فَقَالَتْ لَهُ: حبًا وَكَرَامَةٌ وَأَدْخَلَتْهُ فِي مخدع كَانَ فِي دَارَهَا وَعَرَضَتْ عَلَيْهِ الطَّعَامَ فَأَبَاهُ إِلَّا المَاءِ فَلِمَا ْجِنٌ عَلَيْهِ اللَّيْلُ, وَإِذَا بِوَلَدِهَا قَدْ أُقْبِلَ وَكَانَ مِنْ قَوَّادِ اِبْنُ زِيَادُ (لَعْ) فَنَظَرٌ إِلَى أُمِّهِ تُكَثِّرُ الدُّخُولَ وَالخُرُوجَ عَلَى ذَلِكَ المخدع, فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّاهُ مَا أَكْثَرُ دُخُولِكِ وَخَرَّجَكِ إِلَى هَذَا المخدع فَقَالَتْ لَهُ: أَعْرَضَ عَنْ هَذَا. فَقَالَ لَهَا: أَخْبِرِينِي عَنْ ذَلِكَ وَأَلِحَّ عَلَيْهَا. فَقَالَتْ لَهُ: يَا وَلَدُي أأ خُذْ عَلَيْكَ عَهْدَ اللهِ أَنَّكِ لَا تُفْشِي هَذَا الأَمْرُ. فِلْمًا أُصْبِحُ الغُلَامَ خَرَجَ مُسْرِعًا حَتَّى آتِي قِصَرُ الإِمَارَةِ وَنَادِي النَّصِيحَةُ النَّصِيحَةُ فَقَالَ لَهُ: أَبُوهُ وَآَيْ نَصِيحَةُ ٍ آتيت بِهَا فَقَالَ: أُمِّي صَارَتْ تُجِيرُ الأَعْدَاءَ, قَالَ: وَآَيْ عَدُوٍّ أَجَارَتْهُ قَالَ: مُسْلِمٌ بِنْ عَقِيلُ (عَ) فِي دَارِنَا فَسُمْعَةُ اِبْنِ زِيَادُ فَقَامَ إِلَيْهُ فَطَوْقُهُ بِطَوْقٍ مِنْ ذَهَبٍ وَتُوَجِّهُ بِتَاجٍ مِنْ لُجَيْنَ وَأَرْكُبِهِ عَلَى سَابَقَ مِنْ الخَيْلِ, ثُمَّ دُعِيَ بِمُحَمَّدٍ بِنَّ الأَشْعَثُ (لَعْ) وَضَمَّ إِلَيْهُ خَمْسُمِائَةِ فَارِس, وَقَالَ لَهُ: اِنْطَلَقَ مَعَ هَذَا الغُلَامِ وَاِتْنَيْ بِمُسْلِمِ بِنْ عَقِيلُ, قَتِيلًا أَوْ أَسِيرًا, فَسَارُوا حَتَّى أَتَوْا دَارَ, فَسَمِعَتْ طَوْعَهُ صَهِيلِ الخَيْلِ وَزُعُقَاتِ الرِّجَالِ فَأَخْبَرْتُ مُسْلِمًا (عَ) بِذَلِكَ فَقَالَ: مُسْلِمٌ مَا طَلَبُ القَوْمِ غَيْرَي, هَاتِي سَيْفَي, فَقَالَتْ لَهُ: يَا سَيِّدُي آراك تَأَهَّبْتَ لِلمَوْتِ قَالَ: وَاللهِ آجِلٌ لاَ بُدَّهُ مِنْ المَوْتِ.أنهض لفاك الجيش يا حيد ويردون يولونك يصنديداويردوك لابن ازياد ويزيد وأريد ن مراجل عمك أتعيديكلها يطوعه تشجعيني وابعمي حيدر تذكرينيأبعزم الله أرد جمع اليجيني مادام صمصامي ابيمينيمن شافته طوعه تحزم ووجب أباب الدار وزمنادت يمسلم ريت تسلملا لك أخي ولا أبني عمتمنيت لن حسين يعلم جان اعتناك اليوم مهتميمسلم وين ذاك اليوم عباس يجيك ابشيمته ومفرع الراسجا ما وصل واحد ليك امن الارجاس ولا هويت امن القصر فوك الوطيه( حملات مسلم بن عقيل )( عليه السلام ) ورجزه ) وَخَرَجَ إِلَى القَوْمِ وَقَاتِلُهِمْ قِتَالًا شَدِيدًا وَقَتْلٍ مِنْهُمْ مِائَةٍ وَثَمَانِينَ فَارِسًا وآنهزم البَاقُونَ فِلْمًا نَظَرَ اِبْنُ الأَشْعَثُ إِلَى شَجَاعَةَ مُسْلِمٍ (عَ) آرسل إِلَى اِبْنُ زِيَادُ (لَعْ) أَدْرِكْنِي بِالخَيْلِ وَالرِّجَالِ فآرسل إِلَيْهُ خَمْسُمِائَةِ فَارِسٍ, فَخَرَّجَ إِلَيْهِمْ مُسْلِمًا بِنْ عَقِيلُ (عَ) فَقَتَلَ مِنْهُمْ مُقَتَّلَةً عَظِيمَةً فَأَرْسَلَ اِبْنٌ الأَشْعَثَ إِلَى زِيَادَ (لَعْ) أَدْرَكَنِي بِالخَيْلِ وَالرِّجَالِ. فآنفذ إِلَيْهُ اِبْنُ زِيَادُ يَقُولُ: ثَكِلَتْكِ أُمُّكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ يَقْتُلُ مِنْكُمْ هَذِهِ المتلة العَظِيمَةُ? فَكَيْفَ لَوْ آرسلتك إِلَى مَنْ هُوَ أَشُدُّ بَاسًٌا وَأُصَعِّبُ مرسًا, يَعْنِي بِذَلِكَ الحُسَيْن (عَ) فَكَتَبَ إِلَيْهُ مُحَمَّدٌ بِنْ أَلَا شُعْثٌ يَقُولُ: أَتَظُنُّ أَنَّكِ أَرْسَلْتَنِي إِلَى بَقَالٍ مِنْ بقاقيل الْكُوفَةُ أَوْ إِلَى جرمقان مِنْ جرامقة الحَيْرَةُ, أَلَمْ تَعْلَمْ إِنَّكِ وَجَّهَتْنِي إِلَى بَطَلِ ضرغام وَلَيْثٌ هَمَّامُ وَسَيْفُ مِنْ آسياف رَسُولُ اللهِ (ص) فَأَرْسَلَ إِلَيْهُ خَمْسُمِائَةِ فَارِس وَقَالَ: يَا وَيْلُكُمْ أَعْطَوْهُ الأَمَانَ وَإِلَّا أَفْنَاكُمْ عَنْ أَخِّرْكُمْ, فَصَاحُوا يَا مُسْلِمٌ بِنْ عَقِيلُ (عَ) لَكَ الأَمَانُ, فَقَالَ لَا أَمَانٌ لَكُمْ يَا أَعْدَاءُ اللهِ وَأَعْدَاءُ رَسُولِهِ.ثُمَّ بِرُزِّ وَهُوَ يَقُولُ:أَقْسَمْتُ لَا أُقْتَلُ إِلَّا حَرًّا وَإِنَّ رَأَيْتَ المَوْتَ شَيْئًا نُكْرًا. أَخَافُ أَنْ أَخْدَعَ أَوْ أَغَرَّا رَدُّ شُعَاعِ الشَّمْسِ فَاِسْتَقَرَّا. أَضْرِبُكُمْ وَلَّا أَخَافُ ضُرًّا فَعَلَ غُلَامٌ قَطُّ لَنْ يَفِرَّاثُمَّ حَمَلَ عَلَى القَوْمِ وَقَاتِلُهِمْ قِتَالًا شَدِيدًا وَقَتْلٌ مِنْهُمْ خَلُقَا كَثِيرًا وَتَفَرَّقُوا عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ فَرْقٍ, فِرْقَةٌ تَرْمِيهُ مِنْ أَعَالِي السُّطُوحِ بِالنَّارِ وَالحِجَارَةِ, وَفِرْقَةٍ بِالسُّيُوفِ, وَفِرْقَةٌ بِالرُّمَاحِ, وَفِرْقَةٌ بِالسِّهَامِ, فَقَالَ لِهُمْ: مَالُكُمْ تَرْمُونَنِي بِالحِجَارَةِ كَمَا تَرْمِي الكُفَّارَ, وَأَنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الأَنْبِيَاءِ الأَبْرَارِ, أَلَا تُرَاعُونَ رَسُولَ اللهِ فِي عترته, وَقَدْ أَثْخَنَ بِالجِرَاحِ مِنْ كُلٍّ جَانَبَ, وَاِشْتَدَّ بِهِ العَطَشُ, فَوَقَفَ يَسْتَرِيحُ هنيئتًا, وَبَيْنَمَا هوَّ كَذَالِكَ إِذْ أَقْبَلَ إِلَيْهُ غيلتًا رَجُلُ ٌ مِنْ الأَعْدَاءُ فَطَعْنَةٌ مَوْلَانَا مُسْلِمٌ فِي ظَهْرِهِ, (وَقِيلَ: أَقْبَلَ عَلَيْهُمْ لَعِينٌ وَقَالَ لِهُمْ: نَحْفِرُ لَهُ حُفْرَةً وَنُغَطِّيهَا وَنَنْهَزِمُ بَيْنَ يَدَيْهِ, فَفَعَلُوا ثُمَّ حَمَلُوا عَلَيْهِ, وَحَمَلَ عَلَيْهُمْ فنهزموا بَيْنَ يَدَيْهِ فَوَقْعٌ فِيهَا. عمت عيني من وكع وسط الحفيره وبن حمران ضرب منه العرينين حاطوا بيه وجتفوه النصاره عمت عيني على الدمه ألي تجارهفَوْقَ حَاطُوا بِهِ مَنْ كُلُّ جَانِبٍ وَمَكَانِ فَوْقَ خَرَّجُوهُ إِلَيْهِمْ, فَضَرْبَةُ اِبْنٍ الأَشْعَثِ (لَعْ) عَلَى مَحَاسِنُ وَجِهَةٌ, وَأَخَذُوهُ أَسِيرًا إِلَى اِبْنُ زِيَادُ, فَدَمَّعَتْ عَيْنُهُ, فَقَالُوا لَهُ: لِمَاذَا تَبْكِي, فَقَالَ: لَا لِنَفْسِيَّ أَبْكِي, وَلَكِنَّ أَبْكَى حسينًا وَآلُ الحُسَيْن.وين الذي يوصل أبهل الحين لرض ألمدينه أو يخبر أحسينمسلم وحيد أو ماله أمعين ودارت عليه الكوم صوبينجتفوه وظل أيد ير بالعيناو حزوا ركبته يا مسلمينفِلْمًا أَتَوْا بِهِ إِلَى قِصَرِ الإِمَارَةِ نَظَرَ إِلَى بُرادَةٍ فِيهَا مَاءَ وَكَانَ لَهُ يَوْمَانِ مَا شَرِبَ المَاءَ لِأَنَّهُ كَانَ نَهَارُهِ يُجَاهِدُ وَلِيُلْهِ سَأُجْدَا فَقَالَ لِلسَّاقِي. يَا شَيْخٌ اِسْقِنِي شُرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ فَإِنْ عِشْتَ كَافَيْتُكَ وَإِنْ مُتُّ كَانَ المكافي رَسُولَ اللهِ (ص) فَدَفَعَ إِلَيْهُ بُردة فَلِمَا أَخَذَهَا وَوَضَعَهَا فِي فَمِهِ سَقَطَتْ أَضْرَاسُهُ فِي الإِنَاءِ فَرْدُهَا مُسْلِمٌ وَقَالَ: لَا حَاجَةً لِي بِالمَاءِ, ثُمَّ اُدْخُلُوهُ عَلَى اِبْنُ زِيَادُ, فِلْمًا نَظَرُ مُسْلِمٍ إِلَى تُجْبِرُهُ, قَالَ: السَّلَامُ عَلَى مَنْ أَتْبَعَ الهُدَى وَأَطَاعَ المَلَكَ الأَعْلَى. فَتَبَسَّمَ اِبْنُ زِيَادُ (لَعْ) قَالَ: بَعْضٌ يَا مُسْلِمُ أَمَّا تَرَى الأَمِيرَ ضَاحِكًا عَلَيْكَ لَوْ قِلَّتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيرَ, فَقَالَ: مُسْلِمٌ وَاللهِ مَا عَلِمْتُ أَنْ لِي أَمِيرًا غَيْرُ الحُسَيْن (عَ) وَإِنَّمَا يُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِالأَمَارَةِ مَنْ يَخَافُ مِنْهُ, فَقَالَ: اِبْنُ زِيَادُ سَوَاءً عَلَيْكَ سَلَّمْتَ أَوْ لَمْ تِسْلَمْ فَإِنَّكَ مَقْتُولٌ فِي هَذَا اليَوْمَ. فَقَالَ: مُسْلِمٌ إِذَا كَانَ لَا بُدَّ مِنْ قَتْلِي فَإِنَّي أُرِيدُ رَجُلًا قريشيا اوصيه بِوَصِيَّةٍ فَقَامَ إِلَيْهُ اِبْنُ سَعَد. فَقَالَ: (عَلَيْهِ السَلَامُ) أَوَّلُ وَصِيَّتِي شَهَادَةٍ إِنْ لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهِ لَا شَرِيكَ لَهُ وَاِشْهَدْ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدَة وَرَسُولُهِ وَأَنَّ عَلِيًّا وَلِي اللهُ, وَالثَّانِيَةُ تَبِيعُونَ دَرِّعِي هَذَا وَتُوفُونَ عَنِّي أَلْفَ دِرْهَمٍ اِقْتَرَضْتَهَا, وَالثَّالِثَةُ أَنْ تَكْتُبُوا إِلَى سَيِّدِي الحُسَيْن (عَ) أَنْ يَرْجِعَ عَنْكُمْ, فَقَالَ: عَمَّرَ بِنْ سَعَد أَمَّا ذَكَّرْتُ مِنْ الشَّهَادَةِ فَكِلْنَا نُقَرِّبُهَا, وَأَمَّا مِنْ بَيْعَ دِرْعِكَ وَقَضَاءِ دِينِكَ فَنَحْنُ أُولَى, وَأَمَّا الحُسَيْن فَلاَ بُدَّ أَنْ نُذِيقَهُ المَوْتُ غُصَّةٌ بَعْدَ غُصَّةٍ, ثُمَّ أَلْتَفِتُ إِلَى اِبْنُ زِيَادُ وَأَخْبَرَهُ بِمَا اوصاه. فَقَالَ: اِبْنُ زِيَادُ قَبَّحَكِ اللهُ مِنْ مُسْتَوْدَعٍ, وَاللهِ لَوْ أَنَّهُ بَاحَ إِلَى لَكَتَّمْتَ عَلَيْهِ وَقُضِيَتْ حَاجَتُهُ وَلَكِنَّ فَلَا يَخْرُجُ إِلَى حَرْبِ الحُسَيْن غَيْرَكَ, ثُمَّ أَمَرَ اِبْنُ زِيَادُ أَنْ يَصْعَدَ بِمُسْلِمٍ إِلَى أَعْلَى القَصْرِ.صاح النذل فوك الكصر صعدوه ومن اعله الكصر للكاع ذبوهومن عكب الجتل بحبال جروه وسط السوك خلي تنظرله الناسوَلِمَا صُعُدٌ بِهِ قَالَ: مُسْلِمٌ بِنْ عَقِيلُ (عَلَيْهِ السَلَامُ) دَعَّنِي أَصْلُي رَكْعَتَيْنِ وَأَفْعَلُ مَا بَدَا لَكَ. فِلْمًا فَرَغَ مُسْلِمٌ بِنْ عَقِيلُ مِنْ الصَّلَاةِ تَوَجَّهَ إِلَى جِهَةِ الحُسَيْن وَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْد الله, يُمَنَّا هُوَ كَذَلِكَ فَتَقَدَّمَ العَيْنَ وَرَفَّعَ سَيْفَهُ وَضَرْبَهُ فَقَطَّعَ رَأْسَهُ وَرِّمِي بِجَسَدِهِ مِنْ أَعْلَى القَصْرِ,. آَيْ رِحْمُ اللهِ مِنْ نَادَاهُ وَ مُسْلِمَاهُ, آَيْ رِحْمُ اللهِ مِنْ نَادَاهُ وَ مظلوماه.. ثُمَّ أَمَرُّهُ اِبْنُ زِيَادُ (لَعْ) بِهَانِي اِبْنُ عروة وَضَرِّبْ عُنْقَهُ (رُضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ(المكدر كضه وشاعة أخباره ورموه الكوم من كصر الامارهوهاني أنجتل بعده وبكت داره مظلمه ولا بعد واحد يصلهمصيبتهم مصيبه أتهدم الجبال ومن كبل المشيب الشيب الاطفالشفت ميت يجرونه بالاحبال يصاحب لا تظن صارت مثلهاعكب هذا افزعت مذحج امن الدور وشكت لعد هاني او مسلم اكبوربس جثة حسين بيوم عاشور ضلت بالشمس والدم غسلههيمسلم أمصابك جرح العين كظيت أو هلك عنك بعيدينوعليك يجري دمعه الحسين
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
مقتل الامام الحسين وأصحابه (ع) بأسلوبه الجديد برواية أبي مخنف والشيخ الكعبي وبن طاووس
تقليص
X
-
ومجمي حطب على بيت الذي***** لم يجتمع لولاه شمل الدين
http://rafed.net/e-cards/images/isla...lzahra/026.jpg
لعـن الله ظـاليـمـك فـاطـمـة
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد