بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سال نبي الله ابراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام ان يلحقه ربه بعباده الصالحين
وذلك قوله تعالى ((رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)) [الشعراء : 83]
وكذلك نبي الله سليمان سال ذلك بقوله تعالى ((وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)) [النمل : 19] اي مع عبادك الصالحين
فهل هذا يعني انهما كانا عليهما السلام او غيرهما من الانبياء الذين طلبوا ذلك غير صالحين (لاسمح الله)
قبل الاجابة على هذا الاشكال علينا ان نتعرف على معنى الصلاح لغويا
لقد جاء في مفردات الراغب الاصفهاني معنى الصلاح::
الصلاح: ضد الفساد، وهما مختصان في أكثر الاستعمال بالأفعال، وقوبل في القرآن تارة بالفساد، وتارة بالسيئة. قال تعالى: }خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا{ [التوبة/102]، }ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها{ [الأعراف /56]، }والذين آمنوا وعملوا الصالحات{[البقرة/82]، في مواضع كثيرة. والصلح يختص بإزالة النفار بين الناس، يقال منه: اصطلحوا وتصالحوا، قال: }أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير{ [النساء/128]، }وإن تصلحوا وتتقوا{ [النساء/129]، }فأصلحوا بينهما{ [الحجرات/9]، }فأصحلوا بين أخويكم{[الحجرات/10].
بعد ان عرفنا معنى الصلاح لغة فهل هذا المعنى هو المراد؟؟؟
كيف يكون هو المعنى المراد وان النبي لايكون نبيا الا ان كان صالحا بل من خلّص الصلحاء ، والقران الكريم يشهد لنبي الله ابراهيم وسليمان وباقي الانبياء بذلك من ذكر صفات ونعوت لاتوجد في الناس مثلها الا في الانبياء لذلك اختارهم الله تبارك وتعالى
فقد قال تعالى ((وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)) [الصافات : 112] ، وقوله تعالى ((أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)) [آل عمران : 39] وغيرها من الايات التي تمتدح الانبياء عليهم السلام.
فاذا كان ذلك كيف يسال نبي الله سليمان ان يكون مع الصالحين وهو من الصالحين؟؟؟
يتوضح لنا مما سبق بان الصلاح الذي يريده سليمان وغيره من الانبياء هو ليس الصلاح المقابل للفساد لانه حاصل لهم باختيارهم من قبل الله ، بل يعني ان هناك مقام عال وسام يريد الوصول اليه الانبياء
وهذا المقام بالطبع لايناله اي شخص بل من اختاره الله واصطفاه من اوليائه ليكون مع هذه الثلة المؤمنة الصالحة
لذلك هناك من الانبياء من اختارهم الله وذكرهم بان لهم ذلك المقام السامي حيث قال تعالى ((وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)) [البقرة : 130] وقال تعالى في موضع آخر ((وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)) [العنكبوت : 27] وفي مكان آخر قال تعالى ((وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)) [النحل : 122]
اذن هو مقام اخروي لايناله اي واحد من المؤمنين.
وبعد ان عرفنا ذلك فمن هم الصالحون الذين يطلبون الانبياء اللحوق بهم والوصول الى درجتهم؟؟؟
الصالحون هم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين وذلك بقوله تعالى ((إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)) [الأعراف : 196] فالظاهر من الاية الكريمة بان محمدا صلى الله عليه واله وسلم هو المتحقق بالصلاح الذي يدعيه بموجب الآية لنفسه.
ومايؤيد ذلك الروايات الواردة عنهم صلوات الله عليهم
فعن أسماء بنت عميس سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول وصلّح المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام)
وعن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما " إلى قوله: " وصالح المؤمنين " قال: صالح المؤمنين علي عليه السلام.
اللّهم انلنا شفاعة اوليائك الصالحين والحقنا بدرجاتهم العليا آمين ربّ العالمين
***********************
اللهم صلّ على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سال نبي الله ابراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام ان يلحقه ربه بعباده الصالحين
وذلك قوله تعالى ((رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)) [الشعراء : 83]
وكذلك نبي الله سليمان سال ذلك بقوله تعالى ((وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)) [النمل : 19] اي مع عبادك الصالحين
فهل هذا يعني انهما كانا عليهما السلام او غيرهما من الانبياء الذين طلبوا ذلك غير صالحين (لاسمح الله)
قبل الاجابة على هذا الاشكال علينا ان نتعرف على معنى الصلاح لغويا
لقد جاء في مفردات الراغب الاصفهاني معنى الصلاح::
الصلاح: ضد الفساد، وهما مختصان في أكثر الاستعمال بالأفعال، وقوبل في القرآن تارة بالفساد، وتارة بالسيئة. قال تعالى: }خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا{ [التوبة/102]، }ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها{ [الأعراف /56]، }والذين آمنوا وعملوا الصالحات{[البقرة/82]، في مواضع كثيرة. والصلح يختص بإزالة النفار بين الناس، يقال منه: اصطلحوا وتصالحوا، قال: }أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير{ [النساء/128]، }وإن تصلحوا وتتقوا{ [النساء/129]، }فأصلحوا بينهما{ [الحجرات/9]، }فأصحلوا بين أخويكم{[الحجرات/10].
بعد ان عرفنا معنى الصلاح لغة فهل هذا المعنى هو المراد؟؟؟
كيف يكون هو المعنى المراد وان النبي لايكون نبيا الا ان كان صالحا بل من خلّص الصلحاء ، والقران الكريم يشهد لنبي الله ابراهيم وسليمان وباقي الانبياء بذلك من ذكر صفات ونعوت لاتوجد في الناس مثلها الا في الانبياء لذلك اختارهم الله تبارك وتعالى
فقد قال تعالى ((وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)) [الصافات : 112] ، وقوله تعالى ((أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)) [آل عمران : 39] وغيرها من الايات التي تمتدح الانبياء عليهم السلام.
فاذا كان ذلك كيف يسال نبي الله سليمان ان يكون مع الصالحين وهو من الصالحين؟؟؟
يتوضح لنا مما سبق بان الصلاح الذي يريده سليمان وغيره من الانبياء هو ليس الصلاح المقابل للفساد لانه حاصل لهم باختيارهم من قبل الله ، بل يعني ان هناك مقام عال وسام يريد الوصول اليه الانبياء
وهذا المقام بالطبع لايناله اي شخص بل من اختاره الله واصطفاه من اوليائه ليكون مع هذه الثلة المؤمنة الصالحة
لذلك هناك من الانبياء من اختارهم الله وذكرهم بان لهم ذلك المقام السامي حيث قال تعالى ((وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)) [البقرة : 130] وقال تعالى في موضع آخر ((وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)) [العنكبوت : 27] وفي مكان آخر قال تعالى ((وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)) [النحل : 122]
اذن هو مقام اخروي لايناله اي واحد من المؤمنين.
وبعد ان عرفنا ذلك فمن هم الصالحون الذين يطلبون الانبياء اللحوق بهم والوصول الى درجتهم؟؟؟
الصالحون هم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين وذلك بقوله تعالى ((إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)) [الأعراف : 196] فالظاهر من الاية الكريمة بان محمدا صلى الله عليه واله وسلم هو المتحقق بالصلاح الذي يدعيه بموجب الآية لنفسه.
ومايؤيد ذلك الروايات الواردة عنهم صلوات الله عليهم
فعن أسماء بنت عميس سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول وصلّح المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام)
وعن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما " إلى قوله: " وصالح المؤمنين " قال: صالح المؤمنين علي عليه السلام.
اللّهم انلنا شفاعة اوليائك الصالحين والحقنا بدرجاتهم العليا آمين ربّ العالمين
***********************
تعليق