إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مَن يشتري مَن ؟ !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مَن يشتري مَن ؟ !

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نقل الخيّر التقي الحاج مهدي البهبهاني الذي ساهم في تشييد حرم السيدة زينب عليها السلام مساهمة سخيّة في الشام : انني كنت جالساً عند المرجع العظيم المرحوم آية الله السيد أبي الحسن الاصفهاني (رحمه الله) المتوفّى سنة 1365 هـ و رأيت الحاج عبد الهادي الاسترابادي عنده و هو من الشخصيات المرموقة في العراِ آنذاك ، قد دخل و قبّل يد السيد الاصفهاني و قال : انه مُرسل من طرف نوري السعيد ـ رئيس الوزراء العراِ و كانت سلطته أوسع من سلطة ملك العراِ ـ يريد منكم لقاء لمدة دقائق للسفير البريطاني و مندوب بريطانيا الخاص القادم من لندن .
    و كان هذا بعد المعارك الدامية التي جرتْ على أرض العراِ بين المسلمين بقيادة علماء الدين و المرجعية الشيعية و بين جنود الاحتلال البريطاني .
    فقال له السيد الاصفهاني : انّ مندوب الحكومة البريطانية و سفيرها يريدوننا و نحن نتهرّب ، لأنهم خدعوا الناس و خانوا العهود و جنوا عليهم .
    فأصرّ الاسترابادي على أن يسمح السيد بهذا اللقاء .
    فقال السيد بعد تأمل قليل : لابأس .
    فقال الاسترابادي : اسمحوا أن يكون اللقاء سريّاً مغلقاً !
    فردّ السيد الاصفهاني بصرامة : أبداً ، لايمكن هذا الشيء .
    و هكذا أمر السيد أن يحضر في هذا اللقاء كلّ من آية الله ضياء الدين العراقي و آية الشيخ محمد حسين الكمپاني و المرحوم الخونساري و الشيخ محمد كاظم الشيرازي و المرحوم جمالي الخراساني و غيرهم من كبار الفقهاء و الاساتذة في الحوزة ، ذلك لأن المرجع الأعلى السيد الاصفهاني يؤمن بمبدأ الشورى و المشاركة الجماعية ، خاصة في الامور المتعلقة بالجميع و فيها مصير و سمعة الأمة و المذهب و الحوزة ، و الشورى صيغة لتتضيج رأي وليّ الفقيه و ليس بديلا عنه .
    و هكذا حان وقت اللقاء ، فدخل السفير البريطاني و مندوب الحكومة البريطانية و معهما رئيس وزراء العراِ نوري السعيد . . قبّلوا يد السيد الاصفهاني الكبير و جلسوا ثم قدّموا تحيات الحكومة البريطانية عبر المترجم المرافق ، و قالوا : ان بريطانيا في الحرب العالمية الثانية ( نذرتْ ) إنْ غلبتْ المانيا سوف تقدّم مساعدات مالية الى المعابد و كبار علماء الدين في العالم كله ، و ذلك شكراً لله على نعمة الغلبة على العدوّ ! و الآن حيث انتصرتْ بريطانيا في الحرب جئنا نقدّم الى زعماء الاديان الكبرى في العالم ما نذرناه ! فلقد ذهبنا الى البابا في الفاتيكان و قدّمنا اليه المنحة المنذورة ، و الآن جئنا الى سماحتكم في النجف الاشرف لنقدّم لكم المساعدة المنذورة !
    تأمل السيد الاصفهاني لحظات و قال : لامانع .
    فاستغرب العلماء الحاضرون من قبول السيّد بهذه المنحة البريطانية لأن المعهود منه و من المرجعية الشيعية رفض هذه الامور جملةً و تفصيلا . خاصة أن السفير و المندوب البريطانيَّيْن كانا قد أُخبَرا من قبل أن زعيم المسلمين الشيعة ليس كالبابا زعيم المسيحية .
    فأسرع المندوب البريطاني و أخرج الصكّ قبل أن يتغير رأي السيد الاصفهاني ، و فيه مائة ألف دينار عراقي يعادل ( ميليونَيْ تومان ) و هو مبلغ غير قليل بالنسبة الى ذلك الزمان . إلاّ أن السيد الاصفهاني فاجأ الجميع بأخذه الصكّ و الاطلاع على محتواه و كتابة حوالة قدرها مائة ألف دينار عراقي فقدّمه مع صكّه الى المندوب البريطاني قائلا : هذه مائتا ألف دينار مساعدة منا الى أهالي الجنود المسلمين الذين جنّدتهم بريطانيا من بلاد الهند و قُتلوا في حرب العراِ ، فالرجاء إيصالها و صرفها عليهم في الهند !
    هنا نكس أعضاء الوفد رؤوسهم دقائق ثم قاموا مودِّعين في الوقت الذي انبهر الحاضرون بحنكة السيد الاصفهاني .
    يقول الحاج ناقل هذه القصة : لمّا خرجوا من عند السيد عاد نوري السعيد بسرعة و قبَّل يد السيد الاصفهاني بشوِ و سرور و هو يقول له : أنا فداء لكم ، إنني من أهل البيت ( يقصد انه سيّد من ذرية رسول الله ) إن العلماء الذين يمتلكون هذه الروح الكبيرة قليلون مع الأسف . و أضاف هل تعلم ماذا قال مندوب بريطانيا بعد خروجنا من عندك ؟ !
    فقد قال بانبهار و دهشة : يجب على ( شرشيلنا ) أن يستقيل عن منصبه ، و يجلس مكانه هذا السيد العظيم . نحن نريد أن نستعمر الاسلام و قد غفلنا عن أن هذا السيد العظيم بعلمه و درايته و عقله و تدبيره جعل بريطانيا مستعمرة للاسلام .
    و على حدّ تعبير الخطيب الشهير سماحة الشيخ محمد تقي الفلسفي : إن المندوب البريطاني قال : جئتُ لأشتري مرجع الشيعة فاشتراني !
    الله *يا دمعة *رقيه *
    *شفاعتكم سادتي يوم الورود *

  • #2
    موضوع في غاية الروعة بارك الله بك يا مبدعة ونسأل الله أن يرزقك شفاعة الحسين عليه السلام

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      احسنت كثيرا فليعلم العالم منزله العلم والعلماء فكثير منهم يعتقدون بان المراجع بعيدون عن الخبره السياسيه والامور الاداريه فبوركت جهودكم

      تعليق


      • #4
        شكراً للأخ المؤمن والأخ علاء الربيعي على مرورهم الكريم سائلتاً المولى أن يرزقكم شفاعة الحسين عليه السلام
        الله *يا دمعة *رقيه *
        *شفاعتكم سادتي يوم الورود *

        تعليق


        • #5
          ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
          ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            والصلاة والسلام على سيد المرسلين واله الطيبين الطاهرين
            احسنتم اخوتي اجمعين على اظهار بعض من شخصية علمائنا الاعلام والتي جسدها السيد ابو الحسن الاصفهاني باروع مايكون، نعم ان للسيد شخصية قوية جدا ومتميزة،وله مواقف متعددة مع شخصيات كبيرةومن هذه المواقف:
            السيد ابو الحسن الاصفهاني ونهيه للملك عبد الله عن التذلل للأنجليز


            نقل الشيخ محمد حسن زين العابدين عن السيد باقر الذي كان يعمل في تشريفات البلاط الملكي في العراق ايام الملك فيصل الثاني الحادثة التالية، قال: لما ورد الملك عبد الله من الأردن وحل ضيفاً على الملك فيصل في بغداد، رُتبت له زيارة إلى حرم الإمام علي بن ابي طالبعليه السلام وكان من العادة أن يتم لقاء الضيوف والوفود مع مراجع الدين في الحرم الشريف أيضاً: المرجع الاعلى في ذلك الوقت كان السيد ابو الحسن الاصفهاني بينما آية الله العظمى الشيخ النائيني كان متصدياً للجانب العلمي والدراسي في حوزة النجف الاشرف خرجت مع الملك عبد الله في سيارة التشريفات الخاصة، ومعنا الحرس واعضاء الوفد المرافق .. وكان الموكب مهيباً للغاية وكان الملك من شدة تبختره لا يسعه ثوبه الملكي المزين بالجواهر والنياط، كان يتكلم بتكبر، ولا يرى قيمة لاحد من الجالسين حوله .. فقلت في نفسي كيف سيكون لقاء مثل هذا الانسان مع مرجع المسلمين الشيعة، اخشى أن يحصل ما لا يسر، فتوسلت بكل قلبي الى الله عز وجل بالامام علي(ع) ان يريه عظمة المرجعية عندنا، فكنت احاول في الطريق أن أمهد لهذا اللقاء بالكلام حول شخصية السيد أبي الحسن الاصفهاني ومكانته العلمية والدينية في العالم الإسلامي وانقياد المسلمين الشيعة إلى أوامره، وان النجف الاشرف مدينة العلم والعلماء ومركز الإشعاع الديني.فقال لي الملك وهو لم يعر بالاً لكلامي: أنت شيعي والشيعة يغالون في مدح علمائهم. قلت: من أين لك هذا الانطباع الخاطئ عن الشيعة؟ قال: أنا صديق للدولة العظمى انجلترا وقد اخبروني الانجليز عنكم كثيراً .. اضاف الوزير السيد باقر قائلاً: اخذ الملك عبد الله يتكلم باستهزاء وفي نفس الوقت يذكر حكومة بريطانيا باحترام وعظمة، حتى وجدته يشعر بالحقارة امام الانجليز فاستغربت لهذا الملك المتذلل للكافرين والمستكبر على المسلمين! وبينما كان موكبنا يقترب من النجف الاشرف زاد خوفي مما سيجري بينه وبين السيد الاصفهاني كنت متحيراً ماذا سيحدث بعد قليل؟فوضت امري الى الله وخاطبت الامام علياًعليه السلام في قلبي أن يحفظ ماء وجهي ويحافظ على عزتنا أمام هذا الملك المتبختر.ومن اجل احترام طرفي اللقاء كانت طريقة دخولهما تتم عبر بابين منفصلين ينفتحان على الضريح الشريف من جهتين متقابلتين، فيلتقي الطرفان عند الضريح في وقت واحد. واخيراً التقى الطرفان، بل التقى المتباينان، إذ كانت هيئة المرجع الديني الكبير السيد أبي الحسن الاصفهاني هيئة الزهاد، وهيئة الملك المتكبر هيئة المتجبرين! بعد العناق والتحيات وكلمات جانبية وجه السيد السؤال التالي إلى الملك: من أين تؤمن الموارد المالية للاردن؟ كان السؤال بالنسبة للملك محرجاً، وغير متوقع فأجابه قائلاً: نحن دول صغيرة، لابد لتأمين وضعنا سياسياً واقتصادياً أن نعتمد على الدول العظمى ولقد تكفلت بريطانيا بتزويدنا المياه الصالحة للشرب وتأسيس محطة للكهرباء، ونحن لها من الشاكرين الاوفياء!واستمر الملك يمجد الانجليز ويصفهم بانهم عقول مفتحة ومتطورة فرد عليه السيد ابو الحسن الاصهفاني: السيد من المؤسف أن نمد نحن المسلمين أيدينا إلى المشركين في اعتقادنا أن هذه ذلة واهانة، أنني مستعد أن أمدكم بالمال قدر ما تحتاجون لتعتمدوا على أنفسكم وتستغنوا عن الدعم البريطاني المقترن بالاستعباد. بهذا الكلام اضحى الملك صغيراً بين يدي السيد، فانكمش واعتدل في مجلسه بعد تلك الغطرسة والتكبر، إذ وجد نفسه أمام رجل ذي يد بيضاء لمصالح المسلمين وذي وعي سياسي لا يستهان، ينظر إلى أفق بعيد.ثم انتهى اللقاء بتوديع الملك ودعاء السيد الاصفهاني لعزة الإسلام والمسلمين وشكرت الله تعالى على توفيقه هذا المرجع الجليل لاتخاذه هذا الموقف المشرف وفي طريق العودة الى بغداد، قال لي الملك عبد الله وكان غارقاً في التفكير: يا سيد باقر كل ما ذكرته لي عن عظمة هذا السيد كان قليلاً انه في اعتقادي اعظم مما ذكرته".

            تعليق

            يعمل...
            X