إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سؤال حول نظرية اتحاد العلم والعالم والمعلوم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤال حول نظرية اتحاد العلم والعالم والمعلوم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم اخوتي ورحمة الله
    اسالكم وخصوصا الاخ المشرف ان تفيدوني في مسالة اتحاد العالم والمعلوم فقد قرات عنها كثيرا ولم يتبين لي مقصود الفلاسفة منها .
    هذا واسال الله لكم دوام التوفيق.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لبحث مسالة اتحاد العاقل والمعقول تاريخ طويل واول شخص تنسب له هذه النظرية هو((فرفوريوس))وهو من فلاسفة ما قبل الاسلام ومن اتباع مدرسة ارسطو .وابان المرحلة الاسلامية ناصر بعض الفلاسفة هذه النظرية وخالفها البعض الاخر .فقد كان الفارابي وصدر المتالهين من انصار هذه النظرية بينما كان الشيخ الرئيس ابن سينا معارضا عنيدا لها.ولجلاء هذه النظرية نقدم مجموعة امور:
    الامر الاول:ان عملية الادراك تتقوم بثلاثة امورهي:
    1-المدرِك (بالكسر) .
    2-المدرَك (بالفتح) .
    3-الادراك وهو حصول المدرَك (بالفتح) عند المدرِك (بالكسر).
    فمثلا اذا اردت ان تدرك السماء فعملية الادراك متقومة بوجود مدرِك وهي النفس ومدرَك وهي السماء وحصول صورة السماء في النفس وهي الادراك.
    الامر الثاني:ان المراد من المدرَك (بالفتح) هو المعلوم بالذات اي صورة السماء الذهنية ؛توضيحه:
    انهم اصطلحوا على السماء الخارجية بالمعلوم بالعرض وعلى صورتها في الذهن بالمعلوم بالذات لانك تعلم بالسماء الخارجية بواسطة وعرض صورتها في الذهن .
    فالمراد من المدرَك (بالفتح) هو الصورة الذهنية للسماء لا السماء الخارجية.
    الامر الثالث:وبما ان المراد من المدرَك (بالفتح) هو الصورة الذهنية فاذن يكون العلم عين المعلوم لان المعلوم هو الصورة الذهنية اي الوجود الذهني وهو ليس شيئا اخر غير حصولها في النفس وهذا لم يخالف فيه الا العلامة القوشجي شارح التجريد فقد قال بمغايرتهما .
    فاذن ينحصر محل النزاع في العالم والمعلوم هل هما شئ واحد والاختلاف بينهما اعتباري ام ان لكليهما وجود مستقل؟
    فاذا قلنا باتحادهما فقد قلنا باتحاد العالم والمعلوم .
    وقد انكر الفلاسفة السابقون القول باتحادهما فيما ذهب صدر المتالهين الى ذلك.

    تعليق


    • #3
      شكرا والف شكر للشيخ الربيعي واتمنى عليه زيادة ايضاح راي الطرفين في المسالة وجزاكم الله خير الجزاء

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        نظرا لضيق الوقت سابين لكم نظرية الفلاسفة السابقين وفي مشاركة لاحقة اذكر نظرية صدر المتالهين التي هي العمدة في المقام.
        رأي الفلاسفة السابقين:
        ذهب الفلاسفة المتقدمون الى ان العلم متى كان حصوليا فهو بالضرورة مغاير للعالم فالعلم هي نفس الصورة الذهنية وهي من مقولة الكيف والعالم هي النفس وهي من مقولة الجوهر فاذن العالم هو غير المعلوم.
        توضيح ذلك:
        بحسب نظريتهم فان عملية الادراك تتم من خلال ثلاثة عوامل:
        1-النفس التي هي جوهر مجرد.
        2-القوى الادراكية للنفس والتي هي قوى موجودة في النفس بالفعل قبل وجود اي ادراك فكما ان للنفس قوى وحواس ظاهرة التي هي الحواس الخمس كذلك لها قوى باطنة التي هي قوة الحس المشترك وقوة الخيال وقوة العقل وقوة الوهم والقوة الحافظة فهذه القوى بحسب هذه النظرية موجودة بالفعل قبل حصول اي ادراك .
        3-الصور الذهنية التي هي من مقولة الكيف.
        وبملاحظة هذه العوامل الثلاث فان ظاهرة الادراك تتحقق بحلول الصور الذهنية في قوى النفس الباطنة كل الصورة تحصل في القوة المناسبة لها فالصور الجزئية تحصل في قوة الحس المشترك والصور المجردة تجرد ناقص اي تجرد مثالي بان تكون خالية من المادة لكن فيها اثار المادة تحصل في قوة الخيال والصور الكلية المجردة تجردا تاما تحصل في قوة العقل وبهذا الحلول تتلقى النفس هذه الصور من خلال قواها الباطنة وبواسطتها .
        فحتى لو قلنا بان النفس متحدة مع قواها فان تغلير العلم وهو الصور الذهنية مع العالم وهو النفس موجود لان العلم من مقولة الكيف والنفس جوهر مجرد.
        والحمد لله رب العالمين.

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          رأي صدر المتالهين:
          يتبنى صدر المتالهين القول باتحاد العالم والمعلوم ويرى ان العلاقة بينهما هي علاقة الصورة بالمادة فالتركيب بينهما اتحادي وهذا البحث يتوقف فهمه على تصور عدة مطالب ينبغي مراجعتها والا لا مجال لبيانها هنا فنظرية صدر المتالهين متوقفة على:
          1-نظريته في قوى النفس فهو قدس سره يرى ان القوى الادراكية للنفس والتي عبرنا عنها فيما سبق بالحواس الباطنة ليست قوى مستقلة عن النفس بل هي مراتب من مراتب النفس فكما ان الانسان يمر في نموه بمراتب كالنطفة والعلقة والمضغة والجنين وكما تمر التفاحة بمراتب كما لو كلنت خضراء ثم صفراء ثم حمراء كذلك النفس تمر بمراتب فهي تمر بمرتبة العلم الحسي ثم الخيالي ثم الوهمي ثم العقلي فهذه الحواس او القوى الباطنة هي مراتب من مراتب النفس لا كما كان يعتقد الحكماء السابقون بان هذه القوى هي قوى للنفس منطبعة في اعضاء الادراك فهذه القوى مرتبطة باجزاء معينة من الدماغ فكل قوة منها لها محلها الذي تنطبع به من الدماغ فهو قدس سره يعتقد بان الادراكات التي تحصل في الحواس الظاهرة والاعصاب وبعدها في الدماغ كلها معدات ومهيئات لحصول العلم في النفس فبعد ان تدرك العين الشئ الخارجي ترسل المعلومات بواسطة الاعصاب الى الجزء الخاص في الدماغ الذي بواسطته تحصل حالة العلم في النفس فالنفيس حال كونها واحدها هي كثيرة ولذا قيل(( النفس في وحدتها كل القوى ))ويمكن تشبيه الامر بالنور الواحد المسلط على زجاجة متعددة الالوان فسوف يحصل لدينا نور بعدة مراتب فالنور المار من خلال زجاجة بيضاء نجده شديد والنور المار من خلال زجاجة صفراء اضعف والمار من زجاجة حمراء اضعف والمار من زجاجة زرقاء اضعف والمار من زجاجة سوداء اضعف من الجميع مع انه نور واحد ولكن له مراتب متعددة فالنفس في حال كونها وجود مجرد بسيط لكن لها عدة مراتب بحسب المدركات التي تدركها .
          2-بما ان النفس موجود مجرد وبسيط فلا يمكن فرض وجود هذه القوى في النفس بالفعل بل هي موجودة فيها بالقوة والا لزم وجود فعليات متعددة وهذا خلاف بساطتها .
          3-وبما ان مبنى صدر المتالهين ان العلم يحصل في النفس فيكون العلم موجود مجرد وليس مادي لاستحالة حلول المادي في المجرد كما هو مبين في محله .
          4-ان الاتحاد بين الصورة الذهنية والقوة المدركة لها هو من قبيل الوحدة الاتحادية اي من قبيل اتحاد المادة والصورة فالمادة هي القوى المدركة والصورة الدهنية هي الصورة التي تعطي الفعلية للمادة.
          5-الصور الدهنية هي وجودات لا اعراض من مقولة الكيف كما يذهب السابقون.
          اذا علمت ما تقدم نقول:
          عند ادراك الحواس الظاهرة للمعلوم الخارجي ((المعلوم بالعرض)) يحصل استعداد في النفس اي في قوى النفس لايجاد صورة مطابقة للشئ الخارجي ((المعلوم بالذات)) فيهب واهب الصور ((وهو عقل مجرد)) الصورة للنفس فتكون قوى النفس مادة ((فهي ليست موجودة بالفعل بل بالقوة بحسب ما تقدم في المقدمة الثانية)) وما وهبه واهب الصور صورة ((بحسب المقدمة الخامسة لان الصور الذهنية وجود وفعلية))ومن المعروف ان الاتحاد بين المادة والصورة اتحادي اي يتكون منهما شئ واحد ووجود واحد هو باعتبار ولحاظ ما وهبه واهب الصور ومطابقته للشئ الخارجي نسميه معلوم وباعتبار قوة النفس التي كانت مادته نسميه عالم فاتحد العالم والمعلوم .
          بقيت ملاحظات ينبغي الالتفات لها:
          1-اننا قلنا في المقدمة الاولى ان للنفس قوى متعددة فكل قوة من هذه القوى تدرك ما يناسبها من الصور فالصور الجزئية المادية تدركها وتتحد مع قوة الحس المشترك وقوة الخيال والتي هي مرتبة المثال الخيالي في النفس تتحد مع الصور الخيالية وقوة العقل التي هي مرتبة العقل في النفس تتحد مع الصور العقلية.
          2-ان عملية الادراك عند صدر المتالهين تتقوم بعاملين :
          الاول النفس وهي وجود مجرد ذو مراتب .
          الثاني واقعية واحدة وبسيطة هي في عين وحدتها وبساطتها قوة ادراكية للنفس ومرتبة منها زهي المدرِك (بالكسر)اللصور اي العالم ؛وباعتبار اخر صورة ادراكية منطبقة على المعلوم بالعرض ومدرَك (بالفتح) اي المعلوم .
          بخلاف راي الحكماء السابقين فان عملية الادراك عندهم تتقوم بثلاثة عوامل:
          1-النفس 2-القوى المدركة وهي منطبعة في اجزاء من الدماغ كما تقدم 3-الصورة الذهنية .
          والحمد لله رب العالمين

          تعليق


          • #6
            الله يبارك فيكم شيخنا اجدتم وافدتم فقد كان هذا المبحث من المباحث الشائكة عندي والان اصبحت من القضايا الواضحة.
            اشكر فضلكم وارجو منكم التواصل والاستمرار بالاجابة عن اسالتنا .
            وفقكم الله لكل ما يحب ويرضا.

            تعليق

            يعمل...
            X