بسم الله الرحمن الرحيم
النوم حالة تعرض للحيوان وليست امرا ذاتيا له كما هو واضح وهذه الحالة وليدة عوامل واسباب عدة سنذكرها لاحقا؛وبالنوم يتوقف الحس والحركة الارادية والمقصود من توقف الحس انما هو توقف الحواس الظاهرة دون الباطنة التي تكون اكثر رشاقة ونشاطا في النوم ؛وذلك لان اليقظة تصرف الانسان وتشغله عن الالتفات الى باطن نفسه ليرى ماتدركه من عالم المجردات الذي تتصل به لمسانختها له يقول الحكميم محمد تقي الاملي ((لان النفس كما ثبت بالوجدان كريم الاصل من عالم الامر وسنخ المجردات كما يدل عليه قوله {قل الروح من امر ربي}وقوله تعالى {ونفخت فيه من روحي}فهو بالفطرة ميال الى الترفع الى عالمه المجرد واتصاله بعالمه الملكوتي كما هو شأن كل مشاكل مع مشاكله))(1)
واما سبب النوم فقد ذكر له صاحب المنظومة الملا هادي السبزواري {قده}سببين هما:
اولا:اجتماع الروح الحيواني في الباطن طلبا للاستراحة:
وهذا ما يحتاج الى توضيح:
ذكر العلماء ان الروح الذي هو امر سبحاني ملكوتي لاتدبر البدن الكثيف مباشرة اذ كيف للنفس وهي من سنخ الملكوت ان تتصرف بالبدن الكثيف ؟اذن لايتم التدبير الا بتوسط امر ثالث بينهما وهو الروح البخاري الذي شمر الاعلام عن سواعد الجد والاجتهاد لاثبات وجوده بل ذهب البعض الى ضرورة ذلكوانها لاتحتاج الى برهان كما يقول صدر المتالهين ((ان النفس لا تتصرف بالاعضاء الكثيفة العنصرية الا بوسط مناسب للطرفين .....قريبة من الوضوح غير محتاجة الى البرهان)) (2)اذن هناك وسط بين النفس وبين البدن ويسمى الروح البخاري تدبر النفس البدن بواسطته والبدن الكثيف المشاهد المعروف هو قشر وغلاف للروح البخاري.هذه المقدمة الاولى.
المفدمة الثانية:انهم قسموا الروح البخاري الى ثلاثة اقسام:
1-الروح النفساني:حيث يكون منبعه الدماغ ومجراه الاعصاب وهو محل القوى الحساسة والمحركة؛ويمكن تسميته بلغة عصرية الجهاز العصبي للانسان.
2-الروح الطبيعي:حيث يكون منبعه الكبد ومجراه الاوردة وهو حامل للقوى النباتية وبلغة عصرية هو الجزء من الدورة الدموية العائدة للقلب .
3-الروح الحيواني :حيث يكون منبعه ومجراه الشرايين وهو حامل لقوتي الحس والحركة.وبعبارة عصرية هو الجزء الاخر من الدورة الدموية المرسل من القلب الى الاعضاء.
ملاحظة:ان هذهالنظريات مبنية على الطبيعيات القديمة وان قولنا (بلغة عصرية)قد يكون فيه مسامحة بل هو قطعا فيه بعض المسامحة لكننا احببنا ان نوضح المراد .
اذا علمت ما تقدم فاعلم ان الحيوان اذا عرضه النوم فان الروح الحيواني يكف عن الحركة والحس وهذا يؤدي الى توقف الروح النفساني عن العمل وانكماشه في منبعه وهو الدماغ لياخذ فيه قسطا من الراحة ثم ليعود بعد النوم لممارسة اعماله بليلقة وحيوية ونشاط اكبر.
ثانيا:تجويد هضم الطعام:
ان هضم الطعام هضما جيدا مفيدا للبدن ويحتاج الى توجه قوى النفس لكي تنجز هذا العمل على الوجه الاكمل حيث ان انصراف وانشغال هذه القوى يمنع من ذلك لذا نجد النفس تتثاقل وتتكاسل وتجنح الى النوم بعد تناول الطعام .
وخلاصة الكلام في النوم هي:انه عبارة عن حبس الروح البخاري في الدماغ بحبث لايمكن ان ينفذ الى الظاهر لان الابخرة العذبة المتصاعدة من تحلل الرطوبات في اليقضة تعمل على استرخاء الاعصاب فكيف اذا تكاثفت وصارت غليظة فانها ستكون حاجزا يعز على الروح اختراقه الا بعد ان ياخذ قسطا من الراحة ونصيبا وافرا من الاستجمام.
والحمد لله رب العالمين.
------------------------------------------------------------------------
((1))درر الفوائد ج2 ص205
((2))الاسفار ج9 ص74
النوم حالة تعرض للحيوان وليست امرا ذاتيا له كما هو واضح وهذه الحالة وليدة عوامل واسباب عدة سنذكرها لاحقا؛وبالنوم يتوقف الحس والحركة الارادية والمقصود من توقف الحس انما هو توقف الحواس الظاهرة دون الباطنة التي تكون اكثر رشاقة ونشاطا في النوم ؛وذلك لان اليقظة تصرف الانسان وتشغله عن الالتفات الى باطن نفسه ليرى ماتدركه من عالم المجردات الذي تتصل به لمسانختها له يقول الحكميم محمد تقي الاملي ((لان النفس كما ثبت بالوجدان كريم الاصل من عالم الامر وسنخ المجردات كما يدل عليه قوله {قل الروح من امر ربي}وقوله تعالى {ونفخت فيه من روحي}فهو بالفطرة ميال الى الترفع الى عالمه المجرد واتصاله بعالمه الملكوتي كما هو شأن كل مشاكل مع مشاكله))(1)
واما سبب النوم فقد ذكر له صاحب المنظومة الملا هادي السبزواري {قده}سببين هما:
اولا:اجتماع الروح الحيواني في الباطن طلبا للاستراحة:
وهذا ما يحتاج الى توضيح:
ذكر العلماء ان الروح الذي هو امر سبحاني ملكوتي لاتدبر البدن الكثيف مباشرة اذ كيف للنفس وهي من سنخ الملكوت ان تتصرف بالبدن الكثيف ؟اذن لايتم التدبير الا بتوسط امر ثالث بينهما وهو الروح البخاري الذي شمر الاعلام عن سواعد الجد والاجتهاد لاثبات وجوده بل ذهب البعض الى ضرورة ذلكوانها لاتحتاج الى برهان كما يقول صدر المتالهين ((ان النفس لا تتصرف بالاعضاء الكثيفة العنصرية الا بوسط مناسب للطرفين .....قريبة من الوضوح غير محتاجة الى البرهان)) (2)اذن هناك وسط بين النفس وبين البدن ويسمى الروح البخاري تدبر النفس البدن بواسطته والبدن الكثيف المشاهد المعروف هو قشر وغلاف للروح البخاري.هذه المقدمة الاولى.
المفدمة الثانية:انهم قسموا الروح البخاري الى ثلاثة اقسام:
1-الروح النفساني:حيث يكون منبعه الدماغ ومجراه الاعصاب وهو محل القوى الحساسة والمحركة؛ويمكن تسميته بلغة عصرية الجهاز العصبي للانسان.
2-الروح الطبيعي:حيث يكون منبعه الكبد ومجراه الاوردة وهو حامل للقوى النباتية وبلغة عصرية هو الجزء من الدورة الدموية العائدة للقلب .
3-الروح الحيواني :حيث يكون منبعه ومجراه الشرايين وهو حامل لقوتي الحس والحركة.وبعبارة عصرية هو الجزء الاخر من الدورة الدموية المرسل من القلب الى الاعضاء.
ملاحظة:ان هذهالنظريات مبنية على الطبيعيات القديمة وان قولنا (بلغة عصرية)قد يكون فيه مسامحة بل هو قطعا فيه بعض المسامحة لكننا احببنا ان نوضح المراد .
اذا علمت ما تقدم فاعلم ان الحيوان اذا عرضه النوم فان الروح الحيواني يكف عن الحركة والحس وهذا يؤدي الى توقف الروح النفساني عن العمل وانكماشه في منبعه وهو الدماغ لياخذ فيه قسطا من الراحة ثم ليعود بعد النوم لممارسة اعماله بليلقة وحيوية ونشاط اكبر.
ثانيا:تجويد هضم الطعام:
ان هضم الطعام هضما جيدا مفيدا للبدن ويحتاج الى توجه قوى النفس لكي تنجز هذا العمل على الوجه الاكمل حيث ان انصراف وانشغال هذه القوى يمنع من ذلك لذا نجد النفس تتثاقل وتتكاسل وتجنح الى النوم بعد تناول الطعام .
وخلاصة الكلام في النوم هي:انه عبارة عن حبس الروح البخاري في الدماغ بحبث لايمكن ان ينفذ الى الظاهر لان الابخرة العذبة المتصاعدة من تحلل الرطوبات في اليقضة تعمل على استرخاء الاعصاب فكيف اذا تكاثفت وصارت غليظة فانها ستكون حاجزا يعز على الروح اختراقه الا بعد ان ياخذ قسطا من الراحة ونصيبا وافرا من الاستجمام.
والحمد لله رب العالمين.
------------------------------------------------------------------------
((1))درر الفوائد ج2 ص205
((2))الاسفار ج9 ص74
تعليق