إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعدد الزوجات بين ظلم الازواج وعدالة الشريعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعدد الزوجات بين ظلم الازواج وعدالة الشريعة

    تعدد الزوجات بين ظلم الازواج وعدالة الشريعة
    عندما كنت صغيرة كان لنا جار لديه زوجتين وكنت في ذلك الوقت اتعجب كيف يكون للمرء زوجتان كانت كلتا زوجتيه ذات جمال واولاد كانت الزوجة الثانية دائما سعيدة ومعتدة بنفسها اما الزوجة الاولى فكنت دائما ما ارى في وجهها الانكسار وفي عينيها الدموع وكانت احيانا تزور والدتي وتشكي حالها وبحكم حب الاستطلاع والفضول الطفولي كنت اجلس مستمعة لشكواها كانت تشتكي من اهمال زوجها لها وعدم اهتمامه بها فكان لا يجالسها واولادها الطعام ويفضل زوجته الثانية واولادها عليها وعلى اولادها ولا يشتري لهم ما يحتاجونه كما يفعل مع الاخرى ويستأنف ان يخرج معها في زياراته للأقارب كما يفعل مع الثانية. من ذلك الوقت ترسخ في ذهني ان كل من يتزوج زوجتين يظلم الزوجة الاولى واولاده منها وكلما كبرت ازدادت هذه الفكرة رسوخا في ذهني بسبب ما اراه واسمعه عن مشاكل الزوجات بعد زواج ازواجهن بأخرى حتى كنت اظن ان الزوجة الاولى ربما تتمنى ان تموت افضل من ان يأتي لها زوجها (بضرة)وفهمت معنى كلمة(ضرة)فهي ما خوذة من كلمة المضرة أي الاذى وكنت اسأل لماذا اباح الاسلام الزواج بأكثر من زوجة اليس في ذلك ظلم للزوجة (حاشا الله ان يكون ظالما لعبيده)
    وعندما كبرت اكثر واطلعت اكثر علمت ان الله سبحانه لا يضع قاعدة الا ان تكون فيها الفائدة لعباده لكن المشكلة في من يطبقون احكام الله مجزأة حسب اهوائهم .ان الله تعالى حين أحل الزواج بأكثر من واحدة اشترط تحقق العدالة في ذلك لكننا نرى ان غياب العدالة في حال تعدد الزوجات ثابت واقعاً، فلا نرى مساواة بين الزوجات سواء في النفقة أو في المعاشرة فضلاً عن المساواة في الميل والرغبة ونرى القرآن الكريم يحذر من الزواج الثاني إذا أفضى إلى غياب العدالة، قال تعالى: ( وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ). إنما يجوز للرجل أن يتزوج أكثر من زوجة إذا كان يجد نفسه قادراً على التعامل معهن بعدالة، بأن لا يجور على حقوق واحدة لصالح الأخرى، في النفقة أو في المبيت، حيث يجب عليه أن يتحمل نفقات زوجاته، فلا يصح له أن يجحف باحتياجات واحدة منهن، ونفقة كل واحدة بحسب وضعها وشأنها، فليس المقصود بالعدالة المساواة في العاطفة فهذا امر خارج عن سيطرة الانسان وإنما توفير المستلزمات، فلو كانت حياة إحداهن تتطلب نفقة أكثر من الأخرى، وجب عليه ذلك, مع توفير حاجة الأخرى ضمن احتياجها وكذلك بالنسبة للمبيت فإن عليه أن يعدل في القسمة بين زوجاته، وحق الزوجة أن يبيت عندها زوجها ليلة من كل أربع ليال
    ولدي كلمة اخيرة من الناحية الشرعية فالإسلام قد أجاز تعدد الزوجات ضمن الحدود والضوابط المقررة، ولا يستطيع مسلم أن يعترض على تشريعات الإسلام، وما دامت المسألة في إطار الجواز والإباحة، فالأمر متروك لوضع كل إنسان وظروفه، وللأعراف والاعتبارات السائدة في المجتمع.. ولكن اريد ان اقول اذا كان الشخص متوافق مع زوجته نفسيا وعاطفيا ولا يوجد مبرر لزواجه بأخرى فما الداعي لان يفعل كما انه من الواضح أن ظروف الحياة اليوم أصبحت أكثر تعقيداً من السابق، فأخذ زوجة أخرى، يعني إدارة عائلة وأسرة أخرى، تستلزم نفقات مادية، وجهوداً في الرعاية والتربية،
    لكن هناك أشخاصاً في المجتمع تستدعي ظروفهم الشخصية والعائلية اتخاذ زوجة أخرى، وبخلاف ذلك قد يجعل هذا الرجل أمام ثلاث خيارات: إما أن يكبت رغبته، ويتجاهل حاجته، اوقد يلجأ إلى طريق الحرام. او يتزوج زوجة اخرى
    واخيرا اود ان اضيف ان المشكلة ليست في الزواج من الثانية ولكن في النماذج والتجارب السيئة التي قد تحصل من قبل من يتزوجون زوجة أخرى ثم لا يمارسون العدالة، بل يهملون الزوجة الأولى، ويجحفون بحقوقها، وتتضاءل حتى رعايتهم واهتمامهم بأبنائهم منها. وإذا كان مفهوماً وجود مبررات للميل العاطفي نحو الزوجة الجديدة، عبرت عنه الآية الكريمة ﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ﴾ حيث تعني استحالة العدالة في الميل النفسي والعاطفي، ولكنه ليس منطقياً أن لا يعدل الإنسان في الجانب الممكن، وهو العدالة في النفقة والرعاية وأداء الحقوق الشرعية.
    ورد عن الإمام محمد الباقر عن جده رسول الله (صلى اللَّه عليه وآله) أنه قال: « من كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما في القسم من نفسه وماله جاء يوم القيامة مغلولاً مائلاً شقّه حتى يدخل النار »



  • #2
    بارك الله فيك ووفقك موضوع جميل
    sigpic

    تعليق


    • #3
      شكرا لمرورك الكريم اخي فراس وبارك الله بك ايضا

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        والحمد لله وصلى الله على محمد واله الطاهرين
        موضوع جميل ومعبر شكرا اختنا الفاضله على هذا الطرح الرائع وصار موضوعك بسبب تحسن الوضع المعيشي من المواضيع المنتشره في المجتمع والصوره التي ارتسمت في ذهنك عندما كنت صغيره لعلها مرتسمه عند الاغلب ولكن بعض الناس ( غير شخصكم الكريم )يخلط بين النظريه والتطبيق فتعاليم القران وكلام المعصومين عليهم السلام نظريات ومفاهيم وافضل من طبق هذه المفاهيم هم عليهم السلام فلو نظر الناس الى تطبيق تعدد الزوجات في حياة االنبي صلى الله عليه واله او حياه الامام علي عليه السلام او غيره ممن تزوج باكثر من امراه لفهم عداله الخالق جل جلاله ودائما اسأل نفسي ( من باب فرض المحال ليس بمحال )لو سمح الله للمرأه ان تتزوج بأكثر من رجل ولم يسمح للرجل الا امراه واحده ماكان شعورنا كرجال من الناحيه النفسيه ام نتمى الموت ؟؟ حقا امتحانا صعبا؟؟
        اقول لقد حفظ الناس النظريه واخطأوا في التطبيق علما ان تعدد الزوجات سابقا امرا متعارف لكثره الحروب او القحط او او الخ..ولعل المرأه تراه وتعيشه كعاده جاريه مألوفه اما اليوم وان بدأت الظاهره بالانتشار البطيء الا ان المرأه التي تعيشه وتقتنع به من غير مشاكل ولا غيرها من المجاهدات التي ابتلاها الله بلاء حسنا
        اعتذر كثيرا فمواضيعك شيقه وتحتاج قراءه بتمعن وشكري واعتذاري مره اخرى

        تعليق


        • #5
          شكرا لمرورك اخي (علاء الربيعي) ولاضافتك الجميلة التي دائما ما تكمل بها الموضوع شكري وتقديري لتواصلك مع مواضيعنا المتواضعة مع ما تقدمون جزاك الله خير

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبن الطاهرين
            بوركت أناملك المبدعة ياأختي خادمة أم العباس على كل ماتكتبين من مواظيع جميلة وذات معاني كبيرة وأنا معجبه بأسلوبك في الكتابة وأختيا رالمواظيع موفقة أن شاء الله .
            http://im13.gulfup.com/jTFe2.jpg

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              وصلى الله على محمد واله الطاهرين
              الشكر لك يا اختاه (ام فاطمة الزهراء) على كلامك الطيب والجميل حقا انها كلمات اعتز بها شكرا لك مرة اخرى وحفظك الله ووفقك وتقبل اعمالك

              تعليق

              يعمل...
              X