فن الكلمات أصدر أحد ملوك فرنسا قرارا يمنع فيه النساء من لبس الذهب والحلي والزينة فكان لهذا القرار ردة فعل كبيرة وامتنعت النساء فيها عن الطاعة وبدأ التذمر والتسخط على هذا القرار وضجت المدينة وتعالت أصوات الاحتجاجات وبالغت النساء في لبس الزينة والذهب وأنواع الحلي فاضطرب الملك واحتار ماذا سيفعل فأمر بعمل اجتماع طارئ لمستشاريه فحضر المستشارون وبدأ النقاش فقال أحدهم أقترح التراجع عن القرار للمصلحة العامة ثم قال آخر كلا إن التراجع مؤشر ضعف ودليل خوف ويجب أن نظهر لهم قوتنا وانقسم المستشارون إلى مؤيد ومعارض فقال الملك : مهلاً مهلاً ... احضروا لي حكيم المدينة فلما حضر الحكيم وطرح عليه المشكلة قال له أيها الملك لن يطيعك الناس إذا كنت تفكر فيما تريد أنت لا فيما يريدون هم . فقال له الملك وما العمل ..؟ أأتراجع إذن ..؟قال لا ولكن أصدر قرارا بمنع لبس الذهب والحلي والزينة لأن الجميلات لا حاجة لهن إلى التجمل .. ثم أصدر استثناءً يسمح للنساء القبيحات وكبيرات السن بلبس الزينة والذهب لحاجتهن إلى ستر قبحهن ودمامة وجوههن ... فأصدر الملك القرار .... وما هي إلا سويعات حتى خلعت النساء الزينة وأخذت كل واحدة منهن تنظر لنفسها على أنها جميلة لا تحتاج إلى الزينة والحلي فقال الحكيم للملك الآن فقط يطيعك الناس عندما تفكر بعقولهم وتدرك اهتماماتهم وتطل من نوافذ شعورهم. إن صياغة الكلمات فن نحتاج إلى إتقانه وعلم نحتاج إلى تعلمه في خطابنا الدعوي والتربوي والتعليمي لندعوة إلى ما نريد من خلال ربط المطلوب منهم بالمرغوب لهم ومراعاة المرفوض عندهم قبل طرح المفروض عليهم. وأن نشعر المتلقي بمدى الفائدة الشخصية التي سيجنيها من خلال إتباع كلامنا أو الامتناع عنه. ولا شيء يخترق القلوب كلطف العبارة وبذل الإبتسامة ولين الخطاب وسلامة القصد. قال تعالى:{ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } فكن سياسيا مع زوجتك وكوني سياسيه مع زوجك بل كما قال ابو الحسن عليه السلام المداراة نصف العقل.. |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
القرار الفرنسي و فن الكلمات
تقليص
X
-
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
احسنتم اخونا الجليل على هذه المواضيع الرائعة والشيقة بارك الله عملك وجعله ذخرا لأخرتك انه حميد مجيب
ولنا في ائمتنا قدوة حسنة، يروى أنّ الإمام الحسن كان راكباً ذات يوم على بغلته وحوله أصحابه وإخوانه وأبناؤه وأهل بيته ، ومرّ شخص شامي وسأل : من هذا ؟
فقيل له : هذا الحسن بن علي بن أبي طالب .
فبدأ يسبه ويشتمه ويشتم أباه بدون مناسبة ، حتى سار إليه المحيطون بالإمام ليقتلوه، لكن الإمام نهاهم قائلاً : رويداً، والتفت إلى الشامي بكل وداعة وابتسام، وقال له : "أظنك غريبا فإن كنت جائعاً أطعمناك، وإن كنت عطشاناً سقيناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت فقيراً أغنيناك، يا غلمان اذهبوا به إلى المنـزل فأحسنوا مطعمه ومشربه وملبسه "فذهبوا به والرجل لا يصدّق ما يرى ويسمع ، ولكنه بعد أن دخل بيت الإمام وأكرموه، تطلع إلى البيت الرسالي ، فوجد الخلق العظيم وحسن الوفادة ، فخرج وهو يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته .
وفي مداراة الرجل لزوجته يقول ابو الدرداء لزوجته: (إذا غضبت فرضيني، وإذا غضبت رضيتك، فإذا لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق) .
تعليق
تعليق