بسم الله الرحن الرحيم
روي ان رجلا ركب البحر مع اهله فكسر بهم فلم ينج ممن كان في السفينة الا امرأة الرجل ، فانها نجت على لوح من الواح السفينة حتى لجأت الى جزيرة من جزائر البحر ، وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق ولم يَدع لله حرمة الا انتهكها.
فلم يعلم الا والمرأة قائمة على رأسه ، فرفع رأسه اليها فقال : انسية ام جنية ؟ فقالت : انسية ، فلم يكلمها كلمة حتى جلس منها مجلس الرجل من اهله.
فلما ان هم بها اضطربت ، فقال لها : مالك تضطربين ؟ فقالت : اخاف من هذا ـ واومأت بيدها الى السماء ـ قال : فصنعت من هذا شيئا ؟ قالت : لا وعزته ، قال : فانت تخافين منه هذا الخوف ولم تصنعي من هذا شيئا وانما استكرهتك استكراها فانا والله اولى بهذا الخوف واحق منك ، فقام ولم يحدّث شيئا ، ورجع الى اهله وليس له همة الا التوبة والمراجعة.
فبينما هو يمشي اذ صادف راهب يمشي في الطريق ، فحميت عليهما الشمس ، فقال الراهب للشاب : ادع الله يظلنا بغمامة فقد حميت علينا الشمس.
فقال الشاب : ما اعلم ان لي عند ربي حسنة فاتجاسر على ان اسأله شيئا ، قال : فادعو انا وتؤمن انت ، قال : نعم ، فاقبل الراهب يدعو والشاب يؤمّن. فما كان باسرع من ان اظلتهما غمامة فمشيا تحتها مليا من النهار ، ثم انفرجت الجادة جادتين فأخذ الشاب في واحدة ، واخذ الراهب في واحدة ، فاذا السحابة مع الشاب.
فقال الراهب : انت خير مني لك استجيب ولم يستجيب لي ، فخبرني ما قصتك ؟ فأخبره بخبر المرأة.
فقال : غفر لك ما مضى حيث دخلك الخوف ـ من الله ـ فانظر كيف تكون فيما تستقبل (1).
________________________________________
1 ـ فروع الكافي :2 ـ 69.
تعليق