بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في الحديث القُدسيّ
يا أحمد ... : " هل
تدري اي عيش اهنى واي حياء ابقى؟؟؟
قال : "اللهمّ لا ."
... ...
قال : " أمّا العيشُ الهنيء هو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري ، و لا ينسى نعمتي عني ، و لا يجهل حقّي ، يطلبُ رضاي ليله و نهاره .
و أمّا الحياة الباقية فهي التي يعمل صاحبها لنفسه حتى تهون عليه و تصغر في عينيه ، و تعظم الآخرة عنده ، و يؤثر هوايَ على هواه ، و يبتغي مرضاتي ، و يعظمني حق عظمتي ، و يذكر علمي به ، و يراقبني بالليل و النهار عند كل معصية ، و ينقّي قلبه عن كل ما أكره ، و يبغض الشيطان و وسواسه ، و لا يجعل لإبليس على قلبه سلطاناً و سبيلاً ،
فإذا فعلَ ذلك أسكنتُ فيه حُـبّاً حتى أجعل قلبه لي و فراغه و اشتغاله و همه و حديثه من النعمة التي أنعمتُ بها على اهل محبّتي من خلقي ، و أفتح عينَ قلبه و سمعه حتى يسمع بقلبه و ينظر بقلبه بجلالتي و عظمتي ،
فأضيّق عليه الدنيا و ابغّض إليه ما فيها من اللّذات ، فأُحذّره من الدّنيا و ما فيها كما يحذّر الراعي غنمه من مراتع الهلكة ، فإذا كان هكذا يفرّ من الناس فراراً و ينقل من دار الفناء إلى دار البقاء ، و من دار الشيطان إلى دار الرحمن !
يا أحمد ... و لأزيّنّنه بالهيبة و العظمة فهذا هو العيشُ الهنيء و الحياةُ الباقية ، هذا مقامُ الراضين ،
فمن عمل برضاي ، أُلزمه ثلاث خصال : أعرّفه شكراً لا يُخالطه الجهل ، و ذكراً لا يُخالطه النسيان ، و محبّة لا يؤثر على محبّتي محبّة المخلوقين .
فإذا أحبّني أحببته ، و أفتح عين قلبه إلى نور جلالي ، فلا اخفي عليه خاصة خلقي ، و أُناجيه في ظُلَم اللّيل و نور النّهار حتى ينقطع حديثه مع المخلوقين و مجالسته معهم ، و اسمعه كلامي و كلام ملائكتي ، و أُعرّفه السر الذي سترته عن خلقي ، و أُلبسه الحياء حتى يستحي منه الخلق و يمشي على الأرض مغفوراً له ، و أجعل قلبه واعياً و بصيراً ، و لا أُخفي عليه شيئاً من جنّة و لا نار ، و أعرّفه ما يمر على الناس يوم القيامة من الهول و الشّدة ،و ما أُحاسب به الأغنياء و الفقراء و الجهّال و العلماء ، و انوّمه في قبره و أُنزل عليه منكراً و نكيراً حين يسألان
و لا يرى غم الموت و ظلمة القبر و اللّحد و هول المطلع ،
ثمّ أنصب له ميزانه و أنشر له ديوانه و أضع كتابه في يمينه فيقرأه منشوراً ، ثمّ لا أجعل بيني و بينه ترجماناً
و هذهِ صفاتُ المُحبّين . "
المصدر : الجواهر السَّنيّة في الأحاديث القُدسيّة
للشيخ محمّد بن الحسن بن علي الحرّ العاملي
جاء في الحديث القُدسيّ
يا أحمد ... : " هل
تدري اي عيش اهنى واي حياء ابقى؟؟؟
قال : "اللهمّ لا ."
... ...
قال : " أمّا العيشُ الهنيء هو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري ، و لا ينسى نعمتي عني ، و لا يجهل حقّي ، يطلبُ رضاي ليله و نهاره .
و أمّا الحياة الباقية فهي التي يعمل صاحبها لنفسه حتى تهون عليه و تصغر في عينيه ، و تعظم الآخرة عنده ، و يؤثر هوايَ على هواه ، و يبتغي مرضاتي ، و يعظمني حق عظمتي ، و يذكر علمي به ، و يراقبني بالليل و النهار عند كل معصية ، و ينقّي قلبه عن كل ما أكره ، و يبغض الشيطان و وسواسه ، و لا يجعل لإبليس على قلبه سلطاناً و سبيلاً ،
فإذا فعلَ ذلك أسكنتُ فيه حُـبّاً حتى أجعل قلبه لي و فراغه و اشتغاله و همه و حديثه من النعمة التي أنعمتُ بها على اهل محبّتي من خلقي ، و أفتح عينَ قلبه و سمعه حتى يسمع بقلبه و ينظر بقلبه بجلالتي و عظمتي ،
فأضيّق عليه الدنيا و ابغّض إليه ما فيها من اللّذات ، فأُحذّره من الدّنيا و ما فيها كما يحذّر الراعي غنمه من مراتع الهلكة ، فإذا كان هكذا يفرّ من الناس فراراً و ينقل من دار الفناء إلى دار البقاء ، و من دار الشيطان إلى دار الرحمن !
يا أحمد ... و لأزيّنّنه بالهيبة و العظمة فهذا هو العيشُ الهنيء و الحياةُ الباقية ، هذا مقامُ الراضين ،
فمن عمل برضاي ، أُلزمه ثلاث خصال : أعرّفه شكراً لا يُخالطه الجهل ، و ذكراً لا يُخالطه النسيان ، و محبّة لا يؤثر على محبّتي محبّة المخلوقين .
فإذا أحبّني أحببته ، و أفتح عين قلبه إلى نور جلالي ، فلا اخفي عليه خاصة خلقي ، و أُناجيه في ظُلَم اللّيل و نور النّهار حتى ينقطع حديثه مع المخلوقين و مجالسته معهم ، و اسمعه كلامي و كلام ملائكتي ، و أُعرّفه السر الذي سترته عن خلقي ، و أُلبسه الحياء حتى يستحي منه الخلق و يمشي على الأرض مغفوراً له ، و أجعل قلبه واعياً و بصيراً ، و لا أُخفي عليه شيئاً من جنّة و لا نار ، و أعرّفه ما يمر على الناس يوم القيامة من الهول و الشّدة ،و ما أُحاسب به الأغنياء و الفقراء و الجهّال و العلماء ، و انوّمه في قبره و أُنزل عليه منكراً و نكيراً حين يسألان
و لا يرى غم الموت و ظلمة القبر و اللّحد و هول المطلع ،
ثمّ أنصب له ميزانه و أنشر له ديوانه و أضع كتابه في يمينه فيقرأه منشوراً ، ثمّ لا أجعل بيني و بينه ترجماناً
و هذهِ صفاتُ المُحبّين . "
المصدر : الجواهر السَّنيّة في الأحاديث القُدسيّة
للشيخ محمّد بن الحسن بن علي الحرّ العاملي
تعليق