إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما معنى الوحدة في قولنا ( الله واحد ) ؟ رواية وشرح رئيس المحدثين الشيخ الصدوق ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما معنى الوحدة في قولنا ( الله واحد ) ؟ رواية وشرح رئيس المحدثين الشيخ الصدوق ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السؤال :

    سألني احد الاخوان السؤال التالي واحببت نقل السؤال والاجابة لتعم الفائدة فقال :

    ما معنى الوحدة في قولنا (الله واحد ) ؟

    الجواب : روى الشيخ الصدوق بسنده في كتابه الجليل ( التوحيد ) في باب معنى الواحد والتوحيد الحديث رقم 3 ..وبعد

    ان نقل الحديث قام بشرحه وانا بدوري سانقل الحديث بحذف السند ثم انقل لكم شرح الشيخ طيب الله ضريحه الطاهر

    للحديث :


    نص الحديث :

    إن أعرابيا قام يوم الجمل إلىأمير المؤمنين عليه السلام، فقال:

    يا أمير - المؤمنين أتقول: إن الله واحد؟

    قال:فحمل الناس عليه، قالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب،

    فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه، فإن الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده منالقوم،

    ثم قال:

    يا أعرابي إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام:

    فوجهان منها لا يجوزان على الله عزوجل، و وجهان يثبتان فيه،

    فأما اللذان لا يجوزان عليه،

    فقول القائل: واحد يقصد به باب الاعداد، فهذا مالا يجوز، لان مالا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد، أما ترى أنه كفر من قال : ثالث ثلثة.

    وقول القائل: هو واحد من الناس، يريد به النوع من الجنس، فبهذا مالا يجوز عليه لانه تشبيه، وجل ربنا عن ذلك و تعالى.

    وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه

    فقول القائل: هو واحد ليس له في الاشياء شبه، كذلك ربنا،

    وقول القائل: إنه عزوجل أحدي المعنى، يعنى به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عزوجل . إهــ

    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 10-07-2012, 05:41 AM. سبب آخر:

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

  • #2
    شرح الشيخ الصدوق للحديث :


    قال مصنف هذا الكتاب:

    سمعت من أثق بدينه ومعرفته باللغة والكلام يقول:

    إن قول القائل: واحدا واثنين وثلاثة إلى آخرهإنما وضع في أصل اللغة للابانة عن كمية ما يقال عليه، لا لان له مسمى

    يتسمى بهبعينه، أو لان له معنى سوى مايتعلمه الانسان بمعرفة الحساب ويدور عليه عقد الاصابععند ضبط الآحاد و

    العشرات والمئات الالوف، وكذلك متى أراد مريد أن يخبر غيره عنكمية شئ بعينه سماه باسمه الاخص ثم قرن لفظ

    الواحد به وعلقه عليه يدل به على كميتهلا على ما عدا ذلك من أوصافه، ومن أجله يقول القائل: درهم واحد، وإنما

    يعني به أنهدرهم فقط، وقد يكون الدرهم درهما بالوزن، ودرهما بالضرب، فاذا أراد المخبر أن يخبرعن وزنه قال:

    درهم واحد بالوزن، وإذا أراد ان يخبر عن عدده وضربه قال: درهم واحدبالعدد ودرهم واحد بالضرب، وعلى هذا

    الاصل يقول القائل: هو رجل واحد، وقد يكونالرجل واحدا بمعنى أنه إنسان وليس بانسانين، ورجل وليس برجلين،

    وشخص وليس بشخصين،ويكون واحد في الفضل واحدا في العلم واحدا في السخاء واحدا في الشجاعة، فاذا أرادالقائل

    أن يخبر عن كميته قال: هو رجل واحد، فدل ذلك من قوله على أنه رجل وليس هوبرجلين، وإذا أراد أن يخبر عن

    فضله قال: هذا واحد عصره، فدل ذلك على أنه لاثاني لهفي الفضل، وإذا أراد أن يدل على علمه قال: إنه واحد فيعلمه،

    فلو دل قوله: واحد بمجرده على الفضل والعلم كما دل بمجرده على الكمية لكانكل من أطلق عليه لفظ واحد أراد فاضلا

    لا ثاني له في فضله وعالما لاثاني له في علمهوجوادا لاثاني له في جوده، فلما لم يكن كذلك صح أنه بمجرده لايدل الا

    على كميةالشئ دون غيره وإلا لم يكن لما اضيف إليه من قول القائل: واحد عصره ودهره معنى،ولا كان لتقييده بالعلم

    والشجاعة معنى، لانه كان يدل بغير تلك الزيادة وبغير ذلكالتقييد على غاية الفضل وغاية العلم والشجاعة، فلما احتيج

    معه إلى زيادة لفظ واحتيج إلى التقييد بشئ صح ما قلناه، فقد تقرر أن لفظة القائل: واحد اذا قيل على الشئ دل بمجرده

    على كميته في اسمه الاخص، ويدل بما يقترن به على فضل المقول عليهوعلى كماله وعلى توحده بفضله وعلمه

    وجوده، وتبين أن الدرهم الواحد قد يكون درهماواحدا بالوزن، ودرهما واحدا بالعدد ودرهما وحدا بالضرب، وقد يكون

    بالوزن درهمين وبالضرب درهما واحدا، وقد يكون بالدوانيق ستة دوانيق وبالفلوس ستين فلسا ويكون بالاجزاء كثيرا،

    وكذلك يكون العبد عبدا واحدا ولايكون عبدين بوجه، ويكون شخصاواحدا ولا يكون شخصين بوجه، ويكون أجزاء

    كثيرة وأبعاضا كثيرة، وكل بعض من أبعاضهيكون جواهر كثيرة متحدة اتحد بعضها ببعض، وتركب بعضها مع بعض،

    ولايكون العبد واحداوإن كان كل واحد منا في نفسه إنما هو عبد واحد، وإنما لم يكن العبد واحدا لانهما من عبد إلا وله

    مثل في الوجود أو في المقدور، وإنما صح أن يكون للعبد مثل لانهلم يتوحد بأوصافه التي من أجلها صار عبدا مملوكا،

    ووجب لذلك أن يكون الله عزوجل متوحدا بأوصافه العلى وأسمائه الحسنى، ليكون إلها واحدا ولا يكون له مثل،

    ويكون واحدا لاشريك له ولا إله غيره، فالله تبارك وتعالى واحد لا إله الا هو، وقديم واحدلاقديم إلا هو، وموجود واحد

    ليس بحال ولامحل ولاموجود كذلك إلا هو، وشئ واحد لايجانسه شئ، ولايشاكله شئ، ولايشبهه شئ، ولاشئك ذلك إلا

    هو، فهو كذلك موجود غير منقسم في الوجود ولا في الوهم،



    وشئ لايشبهه شئ بوجه، وإله لا إله غيره بوجه، وصارقولنا: ياواحد ياأحد في الشريعة اسما خاصا له دون غيره

    لايسمى به إلا هو عزوجل،كما أن قولنا: الله اسم لايسمى به غيره.


    وفصل آخر في ذلك وهو أن الشئ قد يعد مع ماجانسه وشاكلهوماثله، يقال: هذا رجل، وهذان رجلان، وثلاثة رجال،

    وهذا عبد، وهذا سواد، وهذانعبدان، وهذان سوادان، ولايجوز على هذا الاصل أن يقال: هذان إلهان إذ لا إله إلاإله

    واحد، فالله لايعد على هذا الوجه، ولايدخل في العدد من هذا الوجه بوجه، وقديعد الشئ مع مالا يجانسه ولايشاكله،

    يقال: هذا بياض، وهذان بياض وسواد، وهذا محدث،وهذان محدثان، وهذان ليسا بمحدثين ولا بمخلوقين، بل أحدهما

    قديم والآخر محدثوأحدهما رب والآخر مربوب، فعلى هذا الوجه يصح دخوله في العدد، وعلى هذا النحو قالالله تبارك

    وتعالى: (مايكون من نجوى ثلثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهمولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما

    كانوا - الآية)وكما أن قولنا:إنما هو رجل واحد لايدل على فضله بمجرده فكذلك قولنا: فلان ثاني فلان.


    لايدل بمجرده إلا على كونه، وإنما يدل على فضله متى قيل:إنه ثانيه في الفضل أو في الكمال أو العلم.

    فأما توحيد الله تعالى ذكره فهو توحيده بصفاته العلى،وأسمائه الحسنى كان كذلك إلها واحدا لاشريك له ولاشبيه،

    والموحد هو من أقر به علىما هو عليه عزوجل من أوصافه العلى، وأسمائه الحسنى على بصيرة منه ومعرفة وإيقان

    وإخلاص، وإذا كان ذلك كذلك فمن لم يعرف الله عزوجل متوحدا بأوصافه العلى، وأسمائه الحسنى ولم يقر بتوحيده

    بأوصافه العلى، فهو غير موحد، وربما قال جاهل من الناس: إنمن وحد الله وأقر أنه واحد فهو موحد وإن لم يصفه

    بصفاته التي توحد بها لان من وحدالشئ فهو موحد في أصل اللغة، فيقال له: أنكرنا ذلك لان من زعم أن ربه إله واحد

    وشئواحد، ثم أثبت معه موصوفا آخر بصفاته التي توحد بها
    فهو عند جميع الامة وسائر أهل الملل ثنويغير موحد

    ومشرك مشبه غير مسلم، و إن زعم أن ربه إله واحد وشئ واحد وموجود واحد،وإذا كان كذلك وجب أن يكون الله تبارك

    وتعالى متوحدا بصفاته التي تفرد بالالهية منأجلها وتوحد بالواحدانية لتوحده بها ليستحيل أن يكون إله آخر، ويكون الله

    واحداوالا له واحدا لاشريك له ولا شبيه لانه إن لم يتوحد بها كان له شريك وشبيه كما أنالعبد لما لم يتوحد بأوصافه التي

    من اجلها كان عبدا كان له شبيه، ولم يكن العبدواحدا وإن كان كل واحد منا عبدا واحدا، وإذا كان كذلك فمن عرفه متوحدا

    بصفاته وأقربما عرفه واعتقد ذلك كان موحدا وبتوحيد ربه عارفا.
    والاوصاف التي توحد الله عزوجل بها وتوحد

    بربوبيته

    لتفرده بها هي الاوصاف التي يقتضي كل واحد منها أن لايكون الموصوف به إلاواحدا لايشاركه فيه غيره ولايوصف به

    إلا هو، وتلك الاوصاف هي كوصفنا له بأنه موجودواحد لايصح أن يكون حالا في شئ، ولا يجوز أن يحله شئ، ولا

    يجوز عليه العدم والفناءوالزوال، مستحق للوصوف بذلك بأنه أول الاولين، وآخر الآخرين، قادر يفعل مايشاءولايجوز

    عليه ضعف ولا عجز، مستحق للوصف بذلك بأنه أقدر القادرين وأقهر القاهرين،عالم لايخفى عليه شئ، ولايعزب عنه

    شئ، ولايجوز عليه جهل ولاسهو ولا شك ولانسيان،مستحق للوصف بذلك بأنه أعلم العالمين، حي لايجوز عليه موت

    ولا نوم، ولاترجع إليه منفعة ولاتناله مضرة، مستحق للوصف بذلك بأنه أبقى الباقين وأكمل الكاملين، فاعل لايشغله شئ

    عن شئ ولايعجزه شئ ولا يفوته شئ، مستحق للوصف بذلك بأنه إله الاولينوالآخرين وأحسن الخالقين وأسرع

    الحاسبين، غني لايكون له قلة، مستغن لايكون له حاجة، عدل لا يلحقه مذمة ولايرجع إليه منقصة، حكيم لاتقع منه

    سفاهة، رحيم لايكون لهرقة فيكون في رحمته سعة، حليم لايلحقه موجدة، ولا يقع منه عجلة، مستحق للوصف بذلكبأنه

    أعدل العادلين وأحكم الحاكمين وأسرع الحاسبين، وذلك لان أول الاولين لايكون إلا واحدا وكذلك إقدر القادرين وأعلم

    العالمين وأحكم الحاكمين وأحسن


    الخالقين، وكلما جاء على هذا الوزن، فصح بذلك ماقلناه،وبالله التوفيق ومنه العصمة والتسديد.
    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 10-07-2012, 05:49 AM. سبب آخر:

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

    تعليق

    يعمل...
    X