معيار قبول الصلاة
هذا الأثر للصلاة له أهميه قصوىِ إلى درجةٍ أننا نجده في الرّوايات الإسلامية
معياراً لقبول الصلاة وعدمها،
إذ ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام)
أنّه قال:
" من أحبّ أن يعلم أقبلت صلاته
أم لم تقبل، فلينظر هل منعت صلاته عن الفحشاء والمنكر؟! فبقدر ما منعته قبلت منه!"
و يقول القرآن تعقيباً على ما ذكره من شأن الصلاة
{ولذكرُ الله أكبر} {سورة العنكبوت:45}
وظاهر الجملة هو بيان غاية وحكمة أخرى
في الصلاة،
أي أن أثراً آخر من آثار الصلاة وبركاتها
أهم من كونها تنهى عن الفحشاء والمنكر
هو تذكير الإنسان بربّه، هذا الذكر هو أساس السعادة والخير،
بل العامل الأصلي للنهي عن الفحشاء والمنكر أيضاً هو ذكر الله، وكونه أكبر لأنّه العلة والأساس للصلاة!
و أساساً ... فإنّ ذكر الله فيه حياة القلوب ودعتها، ولا شيء يبلغ مبلغه
{ ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب} {سورة الرعد:28}
ولا ريب أنّ روح العبادة بجميع أقسامهاـ صلاة كانت أم غيرهاـ هو ذكر الله،
فأذكار الصلاة، وأفعالها ومقدماتها،
جميعها في الواقع تحيي ذكر الله في
قلب الإنسان!
وممّا يلفت النظر أن في الآية (14)
من سورة طه
إشارة إلى هذه الحكمة الأساسية
من الصلاة،
إذ نلاحظ فيها الخطاب لموسى قائلاً:
{وأقم الصلاة لذكري}
في حديث عن معاذ بن جبل أنّه قال:
" لا شيء من أعمال ابن آدم لنجاته
من عذاب الله أكبر من ذكر الله"
فسألوه: حتى الجهاد في سبيل الله؟! فقال:
أجل، فاالله يقول: { ولذكر الله أكبر} .
تعليق