بسم الله الرحمن الرحيم
ان بحث اتصال النفس بالمبادئ العالية هو بحث في غاية الاهمية والرصانة العلمية ونحن اذ نطرح مثل هذه الابحاث بطريقة لا تخلو من المسامحة بعض الشئ فلاظهار بعض ما يتعلق به البحث الفلسفي والنتائج التي توصل اليها لان هذه الابحاث لا يمكن الوصول اليها بحثيا الا من خلال الفلسفة لان التعامل مع المجردات عن المادة لايكون في المختبر كما هو معلوم ولهذا نجد ضعف التفسيرات التي توصل اليها بعض الباحثين الماديين وعدم امكانهم تفسير هذه الظواهر هذا اولا وثانيا لنشر بعض الثقافة الفلسفية بين اوساط القراء .المهم فكلامنا هو في تفسير كيفية اتصال النفس بالمبادئ العالية حال اليقضة :
اذا اتصلت النفس بالمبادئ العالية فانها تدرك من خلال هذا الاتصال صورا ومعاني فاذا كانت القوة المتخيلة للنفس قوية بحيث تكون قادرة على نزع قوة الحس المشترك من تعلقات الحواس الظاهرة التي تشدها الى عالم المادة فتحول دون ادراكها شيئا من المبادئ العالية فاذا كانت المتخيلة قوية وقادرة على نزع الحس المشترك من الشواغل المادية وتفريغه للالتفات الى عالم المجردات فتقوم القوة المتخيلة حينئذ بتلقي المعلومات والمعاني من المبادئ العالية فاذن تقوم القوة المتخيلة بوضيفتين:
الاولى هي انتزاع قوة الحس المشترك من متعلقاتها المادية .
الثانية ادراك العلوم والمعاني من المبادئ المقدسة.
وهذه المدركات او المعاني التي تتلقاها المتخيلة على اقسام:
1-قسم واضح وصريح ولا يدع مجالا للمتخيلة لكي تكسوه صورة من الصور فان مثل هذه الادراكات وحي صريح والهام صحيح .
2-قسم تناله يد التصرف والتبديل وهو على قسمين:
الاول :قسم يحتاج تاويله الى تكلف وعناء و امعان .
الثاني:قسم لايحتاج تاويله الى ذلك الامعان وانما يحتاج الى مناسبة مابين الصورة وبين ما ادركته النفس .
واما اذا كانت النفس اضعف من ان تستطيع انتزاع الحس المشترك من متعلقاته المادية فلابد لها من عامل خارجي يساعدها على ذلك وهذا العامل هو اما اختياري وهو ما يسمى ((مدهش القوى)) حيث يرتاض الانسان بحيث يقدر على ان يركز انتباهه باتجاه واحد .واخرى يكون قهريا كالمرض بحيث تصبح الحواس الظاهرة حالة ضعيفة مما يفسح المجال امام الحواس الباطنة لكي تتصل بالمبادئ العالية.
والحمد لله رب العالمين.
تعليق