بسم الله الرحمن الرحيم
قبل ان يشرع الانسان في ذلك السفر الطويل الى خالقه فانه يكون ملتفتا الى الكثير من الامور كالتفاته لطلب العلم والتفاته لمعاشه ونحوها الكثير بحيث يكون التفاته لهذه الكثرة حجابا يمنعه من رؤية الوحدة ومرادنا من الوحدة وهو ما يعبر عنه بلسان الحكماء والعرفاء ب(الفناء) هو عدم الالتفات الى الذات وصفاتها وافعالها فالانسان في مقام الفناء لايشاهد ذاته وصفاتها وافعالها مع ان هذه موجودة جميعا فمن افنى ذاته في خالقه لا يرى ذاتا تستحق الالتفات الا ذاته تعالى وكذلك بالنسبة للافعال فالفاني لا يرى الا فعل الله تعالى فيرى افعال العباد كلها فعل الله تبارك وتعالى فيكون راضيا قانعا بمايجري عليه (اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضائك) فاذن معنى الفناء هو ان يرى الفاني ان جميع الموجودات مرايا وعكوس وتجليات لصفات الله واسمائه .
فاذا سار الانسان بقدم الاخلاص تلقاء ربه في سفره الاول تاخذ الكثرة (وهي الالتفات لغير الله) وتاخذ الوحدة (الالتفات لله فقط) تتالق بينما تاخذ الكثرة في الاضمحلال والتلاشي حتى تسد الوحدة كل منفذ للكثرة .
اما الخصائص التي يمكن ان تذكر لهذا السفر:
1-التناهي لان مبدأ هذا السفر هو الخلق والخلق متناه ومحدود.
2-الكثرة تكون محجوبة بعد ان كانت حاجبة.
3-الفناء في الله تعالى فلا يرى المسافر في الوجود الا الله تعالى .
4-صدور بعض الشطحات من بعض المسافرين التي لا تناسب مقام العبودية .
تعليق