سؤال هل اسس الامام الحسن لثورة الحسين

[منتصر]

بسمه تعالى
ربما طرق سمعي ان الامام الحسن عليه السلام اسس لثورة الامام الحسين ولكن كيف حدث ذلك فان المعروف ان الامام الحسن صالح معاوية الطليق؟

[خالد الاسدي]

بسم الله الرحمن الرحيم :
ان صلح الحسن عليه السلام لمعاوية لا يعني البيعة له والدليل ان النبي (صلى الله عليه وآله) قد صالح المشركين من قبل ...
كانت الناس في زمن معاوية مخدوعة به لأنه كان يتظاهر بأنه انسان تقي يقيم الصلاة ويساعد الضعيف وووو، فأراد الأمام الحسن الزكي عليه السلام ان يفضح معاوية وتحقق ذلك بمخالفة معاوية للشروط التي شرطها الإمام الحسن عليه السلام،
فتبين للناس ان معاوية ماهو إلّا انسان خداع ماكر ...

وفي هذا ينكشف لنا جانب من دور الإمام الحسن ( عليه السلام ) في الإعداد لعاشوراء الحسين( عليه السلام ) لأنه في كشفه للأمة حقيقتها ستراجع نفسها وتشعر بالندم وتصحح أخطائها ، وبكشفه حقيقة معاوية وحزبه قد مهد الطريق لإعداد عامة الجماهير وخاصتها لخوض حرب اخرى ، وهيأ الاستعداد لدى الأمة بقبول من يخرج رافضاً للسلطة الأموية القبلية وأثار في ضميرها شئ من الشعور بالتقصير أمام سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فكانت هذه خطوةً ساعدت ابا عبد الله الحسين ( عليه السلام ) لان تتهيأ له الظروف الملائمة للقيام بدوره على اتم وجه ، هذا من جانب ،

ومن جانب اخر لقد اعد الامام الجماهير ليوم عاشوراء إعداد آخر وذلك لانه بعد الصلح الذي أثمر ثماره المرجوه جاءت الوفود للامام الحسن ( عليه السلام ) تعلن ندمها وانها على استعداد لخوض حرباً جديدة ضد معاوية فكان ان أجابهم ( عليه السلام ) كما يروى عنه عليه السلام ( ليكن كل رجل منكم حلساً من احلاس بيته ما دام معاوية حياً فان هلك معاوية نظرنا ونظرتم )

وهذا يعني انه يحشد الناس الى ثورةً ضد الامويين ولكن ليس في زمن معاوية ، يا ترى لماذا لا تقوم هذه الثورة في زمن معاوية ؟

ان ذلك لعدة اسباب منها :

1 – انه ( عليه السلام ) يعرف ان معاوية كما قلنا اذا ظفر به وبأهل بيته لا يقتلهم فيفتضح امره كما فعل يزيد
2 – ان معاوية هو ابن ابي سفيان احد زعماء قريش وكانت القبلية لا تزال بأوجها هذا يعني ان الكثير من الامة تقدره وتحترمه وتكبره

3 – مكانة معاوية الدينية بانه كان ممن رأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ويقال عنه بأنه ممن كتب الوحي

4 – كان معاوية محاطاً بمجموعة من مراجع الدين ومن اصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن المقدسين لدى الامة ، الامر الذي يضيف شئ من الدين والقداسة لحكمه في أعين المخدوعين السطحيين من المسلمين 0

لذلك كانت هذه المقومات التي يمتلكها معاوية كفيلة بان يألب الرأي العام على الامام الحسن ( عليه السلام ) ولا يجعله يحقق أهدافه ، وكانت تجعل عملية فضحه ليست سهلة لذلك كان هذا اللعين يوصي ابنه يزيد ان اذا قبض على الحسين ( عليه السلام ) لا يقتله لانه يعرف يزيد ويعرف عاقبة قتل ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على ملكه

وفي هذا درس ان نتخير في الوقت الملائم للتضحية بالنفس لأنه ليس من الصحيح ان يكون الهدف هو مجرد التضحية بالنفس بأي ثمن كان وانما ان نضحي بها اذا كانت تطبيقاً للتكليف ووفقاً لما يتطلبه الواقع وما ستنتجه من ثمرات ، فلعل عدم التضحية بالنفس واختيار حلول أخرى اكثر ثمرة في سبيل تحقيق الاهداف الاسلامية والتمهيد لظهور صاحب العصر والزمان ( عجل الله فرجه ) .

وبهذا يتضح دوره عليه السلام من عدة جوانب :
1_ إظهار وإبراز السيرة الحقيقية لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وانه وأبيه على سيرته المباركة .

2_ إبراز زيف وخداع سيرة الطلقاء الأمويين .
3_ إعداد الأمة وتهيئتها لما بعد موت معاوية للثورة ضد ابنه يزيد.
وهذا ما حصل فعلا في عاشوراء الحسين(عليه السلام) فالسلام على إمامنا الحسن بن علي عليهم السلام والسلام عليه في مولده ويوم مات ويوم يبعث حيا.

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين.