ام العباس(عليها السلام) سيدة العطاء والتضحية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، نبينا وحبيب قلوبنا ، وطبيب نفوسنا ، محمد وعلى آله الأطياب الميامين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حين نتكلم عن ام العباس (ام البنين)فنحن نتكلم عن سيدة العطاء والتضحية والكرامات ، وأن طرقنا باب أم العباس فنحن نطرق باب دوحة الإيمان والتقوى ، وحين نتعرض لسيرتها العطرة فاننا نتعرض للوهج العلوي الإيماني :
ما هي مميزات ام البنين؟
وهذه المرأة الجليلة (أم البنين) كانت تتميز بصفات عن النساء الكثيرات في زمانها :
الصفة الأولى : قوية الإيمان.
الصفة الثانية : الذوبان والتسليم في حب أهل البيت عليهم السلام .
الصفة الثالثة : أنها باب من أبواب طلب الحوائج .
** إذن من هي أم البنين ؟
هي فاطمة بنت حزام بنت خالد بن ربيعة الكلابية العامرية ، وهي من بيت عريق في العروبة والشجاعة ، وليس في العرب أشجع من أبائها وأصل كريم ، على تعبير عقيل بن أبي طالب رضوان الله عليه . ـ1
فهي زوجة سيدنا ومولانا بطل الإسلام الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
وكانت أم البنين شاعرة فصيحة لاحت بوادر شاعريتها في الأفق ، بشعرها السهل الممتنع ، والإيماني ، فقد كانت تعوذ ولدها أبا الفضل العباس وهو رضيع صغير ، فقد كانت له الأم الحانية ، تخاف وتخشى عليه من أعين الحساد من أن تصيبه بأذى أو مكروه ، وكانت تعوذه بالله تعالى ، وتقول هذه الأبيات :
أعيـذه بـالـواحــد من عين كل حاسد
قائـمـهـم والقاعـد مسلمهم والجاحـد
صادرهم والوارد مولـدهـم والـوالـد ـ 2
سؤال : ما سبب اشتهارها بالكنية (أم البنين) عن اسمها (فاطمة) ؟
الجواب :
لحسها العاطفي الرفيع ، ولحبها الكبير للحسن والحسين سلام الله عليهما ، فقد روت بعض الأخبار ، أنها طلبت من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، أن يعهد إلى أهل بيته بأن لا يدعوها أحداً بعد ذلك ـ تقصد بعد زواجها من الإمام ـ بإسمها (فاطمة) مخافة أن يتذكر أبناء الزهراء عليها السلام أمهم ، فيتجدد لهم حزنهم ، ويعود عليهم مصابهم ، ويتذكروا غصصهم وأشجانهم ، وإنما أرادت من الإمام عليه السلام أن يدعوها بكنيتها (أم البنين) وكذلك فعل . ـ3
** أولادها **
الأول : العباس
الثاني : عبد الله
الثالث : عثمان
الرابع : جعفر
وكان بين العباس وعبد الله قرابة تسع سنوات ، وبين عبد الله وأخيه عثمان سنة واحدة ، وبين عثمان وجعفر خمس سنوات . ـ 4
وذهب المحقق الطبرسي أن العباس قد أستشهد بالطف وله 34 سنة وقيل 38 سنة ، وأن عبد الله كان له 25 سنة ، وأن جعفر قتل وله 19 سنة . ـ 5
ويذهب المؤرخ مؤلف كتاب العباس بن علي (المقرم) أن عثمان بن علي كان له يوم الطف أربعة وعشرون عاما 6
** لمقام أم البنين هل نقول معجزة أم كرامة ؟
يخلط الكثير وبحسن نية بين تفسير معنى المعجزة والكرامة ، كما لا يفرق البعض في النتائج ، والصحيح أن بينهما فرق .
فالمعجزة : إنما هي من مختصات الأنبياء عليهم السلام ، لهدف التحدي للمعاندين والمنكرين ، ويأتي مدلولها خلاف العادة ، وقيل أنها للأئمة عليهم السلام .
ولقد ذكر المحقق الشيخ الطوسي قدس سره ، أن المعجزة إنما تتحقق بأربعة شروط ، وذكر منها ، أن تكون خارقة للعادة ، وأن تكون من فعل الله تعالى أو جارياً مجرى فعله . ـ 7
وقد أشبع العلامة البحراني موضوع الإعجاز والمعجزة في كتابه البديع وهو من عدة مجلدات ، حيث ذكر المئات من المعاجز ، تحت عنوان "مدينة المعاجز". ـ 8
أما الكرامة : فهي تأتي للنبي والأئمة الأطهار والأولياء تكريما لهم ، ومن مصاديق الكرامة تجسدت في أم البنين سلام الله عليها . ـ 9
** التوسل بأم البنين **
لا يخفى إن مسألة الدعاء والتوسل من أهم الضروريات الروحية والعقائدية في حياة الإنسان المؤمن ، فلا ينبغي للمؤمن التغاضي و البرود ، كما لا ينبغي للمؤمنة التهاون والخمول .
ولقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أتقوا الله وأبتغوا إليه الوسيلة) . ـ 10
سار علمائنا العظام في نهج التوسل والتقرب إلى لله تعالى ، للتجلي المعنوي مع الروح ، ولتحقيق المطالب والحاجات ، وكان من لطفه وكرمه ، نالت فاطمة العامرية (أم البنين) مرتبة أن تكون باباً من أبواب الإجابة والقبول عند الله .
1ـ يقول المرجع الكبير السيد محمود الشهرودي ، المتوفي في 17 شعبان من سنة 1394هـ : إني أصلي على محمد وآل محمد مائة مرة وأهديها إلى أم البنين عليها السلام فتُقضى حاجتي .
2ـ وينقل أحد العلماء واسمه الشيخ محمد علي إسلامي ، يقول كنت أقرأ ختمة القرآن وأتوسل بالسيدة أم البنين عليها السلام ، إذا راجعت أي دائرة من الدوائر ، فأجد أن أموري تتيسر والسُبل مفتوحة والوجوه معي طلقة ، وكأن لم يكن شيئاً مذكورا ، وكل ذلك من بركاتها عليها السلام . ـ11
3ـ ومما أشتهر بين الناس سيما من يعرف منهم مقام أم البنين عليها السلام ومنزلتها ، أنه إذا فقد حاجة وضاعت منه ، وأراد أن يبحث عنها فإنه يقرأ سورة الفاتحة ويصلي على محمد وآل محمد ويهديها لأم البنين عليها السلام فإنه يجد ضالته بإذن الله تعالى ، وقد جرب ذلك مراراً .
وهناك العشرات بل المئات من هذه الكرامات الحقيقية ، والتي تتجلى لمكانة وعظمة تلك المرأة ، وهي فاطمة العامرية وكنيتها أم البنين ...... فسلام الله عليها ورزقنا الله تعالى برحمته شفاعتها .
المصادر
ـــــــــــــــــ
(1) أم البنين والكرامة الإلهية ـ الشيخ عبد الستار الكاظمي.
(2) العباس بن علي ـ الشيخ عبد الحميد المهاجر.
(3) الخصائص العباسية ـ آية الله الحاج محمد إبراهيم الكلباسي.
(4) نساء حول أهل البيت ـ فوزي آل سيف.
(5) أعلام الورى ـ الطبرسي.
(6) العباس عليه السلام ـ عبد الرزاق المقرم.
(7) الإقتصاد فيما يتعلق بالإعتقاد ـ شيخ الطائفة المحقق الطوسي.
(8) مدينة المعاجز ـ السيد هاشم البحراني.
(9) هذا الرأي إتفاقي بين علمائنا الأعلام تقريباً.
(10) سورة المائدة ـ آية 35
(11) نقلا عن أم البنين والكرامة الالهية.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، نبينا وحبيب قلوبنا ، وطبيب نفوسنا ، محمد وعلى آله الأطياب الميامين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حين نتكلم عن ام العباس (ام البنين)فنحن نتكلم عن سيدة العطاء والتضحية والكرامات ، وأن طرقنا باب أم العباس فنحن نطرق باب دوحة الإيمان والتقوى ، وحين نتعرض لسيرتها العطرة فاننا نتعرض للوهج العلوي الإيماني :
ما هي مميزات ام البنين؟
وهذه المرأة الجليلة (أم البنين) كانت تتميز بصفات عن النساء الكثيرات في زمانها :
الصفة الأولى : قوية الإيمان.
الصفة الثانية : الذوبان والتسليم في حب أهل البيت عليهم السلام .
الصفة الثالثة : أنها باب من أبواب طلب الحوائج .
** إذن من هي أم البنين ؟
هي فاطمة بنت حزام بنت خالد بن ربيعة الكلابية العامرية ، وهي من بيت عريق في العروبة والشجاعة ، وليس في العرب أشجع من أبائها وأصل كريم ، على تعبير عقيل بن أبي طالب رضوان الله عليه . ـ1
فهي زوجة سيدنا ومولانا بطل الإسلام الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
وكانت أم البنين شاعرة فصيحة لاحت بوادر شاعريتها في الأفق ، بشعرها السهل الممتنع ، والإيماني ، فقد كانت تعوذ ولدها أبا الفضل العباس وهو رضيع صغير ، فقد كانت له الأم الحانية ، تخاف وتخشى عليه من أعين الحساد من أن تصيبه بأذى أو مكروه ، وكانت تعوذه بالله تعالى ، وتقول هذه الأبيات :
أعيـذه بـالـواحــد من عين كل حاسد
قائـمـهـم والقاعـد مسلمهم والجاحـد
صادرهم والوارد مولـدهـم والـوالـد ـ 2
سؤال : ما سبب اشتهارها بالكنية (أم البنين) عن اسمها (فاطمة) ؟
الجواب :
لحسها العاطفي الرفيع ، ولحبها الكبير للحسن والحسين سلام الله عليهما ، فقد روت بعض الأخبار ، أنها طلبت من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، أن يعهد إلى أهل بيته بأن لا يدعوها أحداً بعد ذلك ـ تقصد بعد زواجها من الإمام ـ بإسمها (فاطمة) مخافة أن يتذكر أبناء الزهراء عليها السلام أمهم ، فيتجدد لهم حزنهم ، ويعود عليهم مصابهم ، ويتذكروا غصصهم وأشجانهم ، وإنما أرادت من الإمام عليه السلام أن يدعوها بكنيتها (أم البنين) وكذلك فعل . ـ3
** أولادها **
الأول : العباس
الثاني : عبد الله
الثالث : عثمان
الرابع : جعفر
وكان بين العباس وعبد الله قرابة تسع سنوات ، وبين عبد الله وأخيه عثمان سنة واحدة ، وبين عثمان وجعفر خمس سنوات . ـ 4
وذهب المحقق الطبرسي أن العباس قد أستشهد بالطف وله 34 سنة وقيل 38 سنة ، وأن عبد الله كان له 25 سنة ، وأن جعفر قتل وله 19 سنة . ـ 5
ويذهب المؤرخ مؤلف كتاب العباس بن علي (المقرم) أن عثمان بن علي كان له يوم الطف أربعة وعشرون عاما 6
** لمقام أم البنين هل نقول معجزة أم كرامة ؟
يخلط الكثير وبحسن نية بين تفسير معنى المعجزة والكرامة ، كما لا يفرق البعض في النتائج ، والصحيح أن بينهما فرق .
فالمعجزة : إنما هي من مختصات الأنبياء عليهم السلام ، لهدف التحدي للمعاندين والمنكرين ، ويأتي مدلولها خلاف العادة ، وقيل أنها للأئمة عليهم السلام .
ولقد ذكر المحقق الشيخ الطوسي قدس سره ، أن المعجزة إنما تتحقق بأربعة شروط ، وذكر منها ، أن تكون خارقة للعادة ، وأن تكون من فعل الله تعالى أو جارياً مجرى فعله . ـ 7
وقد أشبع العلامة البحراني موضوع الإعجاز والمعجزة في كتابه البديع وهو من عدة مجلدات ، حيث ذكر المئات من المعاجز ، تحت عنوان "مدينة المعاجز". ـ 8
أما الكرامة : فهي تأتي للنبي والأئمة الأطهار والأولياء تكريما لهم ، ومن مصاديق الكرامة تجسدت في أم البنين سلام الله عليها . ـ 9
** التوسل بأم البنين **
لا يخفى إن مسألة الدعاء والتوسل من أهم الضروريات الروحية والعقائدية في حياة الإنسان المؤمن ، فلا ينبغي للمؤمن التغاضي و البرود ، كما لا ينبغي للمؤمنة التهاون والخمول .
ولقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أتقوا الله وأبتغوا إليه الوسيلة) . ـ 10
سار علمائنا العظام في نهج التوسل والتقرب إلى لله تعالى ، للتجلي المعنوي مع الروح ، ولتحقيق المطالب والحاجات ، وكان من لطفه وكرمه ، نالت فاطمة العامرية (أم البنين) مرتبة أن تكون باباً من أبواب الإجابة والقبول عند الله .
1ـ يقول المرجع الكبير السيد محمود الشهرودي ، المتوفي في 17 شعبان من سنة 1394هـ : إني أصلي على محمد وآل محمد مائة مرة وأهديها إلى أم البنين عليها السلام فتُقضى حاجتي .
2ـ وينقل أحد العلماء واسمه الشيخ محمد علي إسلامي ، يقول كنت أقرأ ختمة القرآن وأتوسل بالسيدة أم البنين عليها السلام ، إذا راجعت أي دائرة من الدوائر ، فأجد أن أموري تتيسر والسُبل مفتوحة والوجوه معي طلقة ، وكأن لم يكن شيئاً مذكورا ، وكل ذلك من بركاتها عليها السلام . ـ11
3ـ ومما أشتهر بين الناس سيما من يعرف منهم مقام أم البنين عليها السلام ومنزلتها ، أنه إذا فقد حاجة وضاعت منه ، وأراد أن يبحث عنها فإنه يقرأ سورة الفاتحة ويصلي على محمد وآل محمد ويهديها لأم البنين عليها السلام فإنه يجد ضالته بإذن الله تعالى ، وقد جرب ذلك مراراً .
وهناك العشرات بل المئات من هذه الكرامات الحقيقية ، والتي تتجلى لمكانة وعظمة تلك المرأة ، وهي فاطمة العامرية وكنيتها أم البنين ...... فسلام الله عليها ورزقنا الله تعالى برحمته شفاعتها .
المصادر
ـــــــــــــــــ
(1) أم البنين والكرامة الإلهية ـ الشيخ عبد الستار الكاظمي.
(2) العباس بن علي ـ الشيخ عبد الحميد المهاجر.
(3) الخصائص العباسية ـ آية الله الحاج محمد إبراهيم الكلباسي.
(4) نساء حول أهل البيت ـ فوزي آل سيف.
(5) أعلام الورى ـ الطبرسي.
(6) العباس عليه السلام ـ عبد الرزاق المقرم.
(7) الإقتصاد فيما يتعلق بالإعتقاد ـ شيخ الطائفة المحقق الطوسي.
(8) مدينة المعاجز ـ السيد هاشم البحراني.
(9) هذا الرأي إتفاقي بين علمائنا الأعلام تقريباً.
(10) سورة المائدة ـ آية 35
(11) نقلا عن أم البنين والكرامة الالهية.
تعليق