بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد
عبد الله بن عبّاس بن عبد المطلب أبو العبّاس القرشي الهاشمي ، وُلِدَ بمكّة في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، وذهب إلى المدينة سنة 8 هـ ، عام الفتح .والصلاة والسلام على محمد وآل محمد
حبر الأُمّة وفقيه العصر وإمام التفسير تلميذ الاِمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، صحب النبي نحواً من ثلاثين شهراً وحدّث عنه وعن علي ( عليهما السلام ) .
كان عمر يستشيره في أيّام خلافته ، وعندما ثار الناس على عثمان ، كان مندوبه في الحج .
ولمّا آلت الخلافة إلى الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) كان صاحبه ، ونصيره ، ومستشاره ، وأحد ولاته وأمرائه العسكريّين ، وكان على مقدّمة الجيش في معركة الجمل ، ثمّ ولي البصرة بعدها .
قبل أن تبدأ حرب صفين ، استخلف ابن عباس أبا الأسود الدؤلي على البصرة وتوجّه مع الإمام ( عليه السلام ) لحرب معاوية ، وكان أحد أمراء الجيش في الأيام السبعة الأولى من الحرب ، كما أنه لازم الإمام ( عليه السلام ) بثباتٍ على طول الحرب .
اختاره الإمام ( عليه السلام ) ممثّلاً عنه في التحكيم ، بَيْدَ أنّ الخوارج والأشعث عارضوا ذلك قائلين : لا فرق بينه وبين علي ( عليه السلام ).
حاورَ الخوارج مندوباً عن الإمام ( عليه السلام ) في النهروان مراراً ، وأظهر في مناظراته الواعية عدمَ استقامتهم ، وتزعزع موقفهم ، كما أبان منزلة الإمام الرفيعة السامية.
بايع الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) ، وتوجه إلى البصرة من قِبَله.
لم يشترك مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) في كربلاء ، وعلّل البعض ذلك بعماه.
لم يبايع عبدَ الله بن الزبير حين استولى على الحجاز ، والبصرة ، والعراق تضامناً مع محمد بن الحنفية ، فكَبُرَ ذلك على ابن الزبير حتى همّ بإحراقهما.
كان ابن عباس عالماً له منزلته الرفيعة العالية في التفسير ، والحديث ، والفقه ، وكان تلميذ الإمام ( عليه السلام ) في العلم مفتخراً بذلك أعظم افتخار.
كان بينه وبين عبد الله بن الزبير منافرات شديدة ، ولما دعا ابن الزبير لنفسه بالخلافة في مكة أبى ابن عباس أن يبايعه فنفاه من مكة إلى الطائف.
توفي ابن عبّاس في منفاه بالطائف سنة 68 هـ وهو ابن إحدى وسبعين سنة،وهو يكثر من قوله اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بمحمّدٍ وآله ، اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بولاية علي بن أبي طالب).
والله ولي التوفيق
تعليق