الحب الإلهي

[مهدي الخزاعي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
قال العلامة محمد حسين الطباطبائي قدس سره هناك مسلك مخصوص في القران الكريم لايوجد في شيء ممانقل الينا من الكتب السماوية وتعاليم الانبياء الماضين سلام الله عليهم اجمعين ولا في المعارف الماثورة من الحكماء الالهيين وهو تربية الانسان وصفا وعلما باستعمال علوم ومعارف لايبقى معها موضوع الرذائل اي بازالة الاوصاف الرذيلة بالرفع لابالدفع
فقد يريد الانسان جاها او عزا او ملكا او سمعة حسنة في هذه الدنيا ويتصور ان بامكان الله سبحانه وتعالى اعطاء هذه الامور له كما ان بامكان غير الله تبارك وتعالى ذلك فيميل الانسان وحسب طبعه الى مافي ايدي الناس فياتيه التحذير بانك سوف تخسر وتعذب يوم القيامة فيكون العذاب مانعا عن توجه النفس الى مافي ايدي الناس من قبيل المانع والمقتضي كالورقة المبتلة بالماء التي لاتحترق بالنار لالعدم وجود المقتض ( النار) بل لوجود المانع وهو رطوبة الورقة.
كما ان تهذيب النفس واصلاحها يمكن ان يكون بايجاد المانع من خلال الترهيب فانه يمكن ان يكون من خلال الترغيب ايضا فيقال لمن يرجو ويرغب بما في ايدي الناس بان هذا الذي ترجوه محدود ومنقطع وزائل وعليك ان تستبدله باجر افضل وهو اجر الاخرة الباقي الدائم عند الله جلا وعلا.
-قال تعالى (ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا اجرهم باحسن ما كانوا يعملون)النحل الاية 96.
وقال أبو جعفـر عليه السلام: اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : علمني يا رسول الله شيئاً، فقال: عليك باليأس مما في ايدي الناس فانه الغنى الحاضر، ...
اذن الواجب على الانسان ان يتوجه في حوائجه الى جناب العزة وباب الكبرياء ولايركن الى سبب بعد سبب وان كان ابى الله ان يجري الامور الا باسبابها.
---
مقدمة في علو الاخلاق, السيد كمال الحيدري.2004,دار فراقد.