بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله الطاهرين
فدك وما ادراك ما فدك
فدك قرية بخيبر .
وفي المصباح : فدك - بفتحتين - بلدة بينها وبين مدينة النبي ( صلى الله عليه واله ) يومان ، وبينها وبين خيبر
دون مرحلة وهي مما أفاء الله على رسوله ( صلى الله عليه واله ) .
وفي معجم البلدان للحموي ، باب الفاء والدال -: فدك : بالتحريك ، وآخره كاف قرية بالحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، وقيل ثلاثة ، أفاءها الله على رسوله ( ص ) في سنة سبع صلحاً ،ذلك أن النبي ( ص ) لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا ثلاث ، واشتد بهم الحصار أرسلوا إلى رسول الله ( ص ) يسألونه أن ينزلهم على الجلاء ، وفعل ، وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله ( ص ) أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم ، فأجابهم إلى ذلك فهو مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله ( ص ) .
وأما كيف صارت فدك خالصة لرسول الله ( ص ) ؟ فقد قال تعالى: ( وما أفاء الله على رسوله منهم فماأوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير)
روى الطبرسي عن ابن عباس قال : نزل قوله تعالى ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى . . . ) في أموال كفار أهل القرى ، وهم قريظة وبني النضير وهما بالمدينة وفدك هي في المدينة على ثلاثة أميال ، وخيبر وقرى عرينة وينبع جعلها الله لرسوله ، يحكم فيها ما أراد ، وأخبر أنها كلها له ، فقال أناس : فهلا قسمها ؟ فنزلت الآية .
ذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة ، والشيخ السمهودي في تاريخ المدينة أن عمر قال : إني أحدثكم عن هذا الأمر : إن الله خص نبيه في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحداً غيره فقال : ( ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير ) ، فكانت هذه خالصة لرسول الله . . . الخ .
وهذا يدل على أن فدك كانت لرسول الله ( ص ) خالصة ، وأن النبي ( ص ) أعطى فاطمة فدكاً بعنوان النحلة والعطية بأمر الله تعالى حيث أمره بقوله ( وآت ذا القربى حقه ) .فكانت السيدة فاطمة الزهراء تتصرف في فدك ، وأن فدك كانت في يدها .ودليل ذلك تصريح الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب الذي أرسله إلى عثمان بن حنيف وهو عامله على البصرة فإنه ذكر فيه . . . بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء ، فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ، ونعم الحكم الله . . . ألخ .
وذكر ابن حجر في ( الصواعق المحرقة ) في الباب الثاني : إن أبا بكر انتزع من فاطمة فدك . . . الخ .
ومعنى كلام ابن حجر أن فدك كانت في يد الزهراء عليها السلام من عهد أبيها الرسول فانتزعها أبو بكر منها .
وقد روى العلامة المجلسي عن كتاب ( الخرائج ) : فلما دخل رسول الله ( ص ) المدينة ( بعد استيلائه على فدك ) دخل على فاطمة عليها السلام فقال : يا بنية إن الله قد أفاء على أبيك بفدك ، واختصه بها ، فهي له خاصة دون المسلمين ، أفعل بها ما أشاء ، وإنه قد كان لأمك خديجة على أبيك مهر ، وإن أباك قد جعلها لك بذلك ، وأنحلها لك ولولدك بعدك قال : فدعا بعلي بن أبي طالب فقال : أكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول الله . فشهد على ذلك علي بن أبي طالب ومولىً لرسول الله وأم أيمن .
ولما توفى رسول الله ( ص ) واستولى أبو بكر على منصة الحكم ومضت عشرة أيام . واستقام له الأمر بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله على الرغم من انها أنها كانت تستحق فدك بالإرث من أبيها الرسول فقد كانوا مدعين في ذلك وعليهم ايتاء البينة لان البينة على من ادعى ولكن القوم خالفوا ، فقد طالبوها بالبينة ، وطالبوها بالشهود على النحلة ، وأنكروا وراثة الأنبياء .
ولهذا طالبت الزهراء بفدك عن طريق النحلة أولاً ، ثم طالبت بها عن طريق الإرث ثانياً كما صرح بذلك الحلبي في سيرته ج 3 ص 39 قال : إن فاطمة أتت أبا بكر بعد وفاة رسول الله ( ص )
وقالت : إن فدك نحلة أبي ، أعطانيها حال حياته . وأنكر عليها أبي بكر وقال : أريد بذلك شهوداً فشهد لها علي ، فطلب شاهداً آخر فشهدت لها أم أيمن فقال لها : أبرجلٍ وإمرأة تستحقينها ؟؟
وذكر الطبرسي في الاحتجاج : فجاءت فاطمة عليها السلام إلى أبي بكر ثم قالت : لِمَ تمنعني ميراثي من أبي رسول الله ؟ وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله ( ص ) بأمر الله تعالى ؟
فقال : هاتي على ذلك بشهود فجاءت أم أيمن فقالت : لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتج عليك بما قال رسول الله ( ص ) أنشدك بالله ألست تعلم أن رسول الله قال: أم أيمن امرأة من أهل الجنة ؟
فقال : بلى . قالت : فاشهد أن الله عز وجل أوحى إلى رسول الله ( ص ) وآت ذا القربى حقه . فجعل فدك لها طعمة بأمر الله تعالى . فجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتاباً
ودفعه إليها فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب ؟ فقال : إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن
وعلي ، فكتبته لها . فأخذ عمر الكتاب من فاطمة ، فتفل فيه فمزقه ، فخرجت فاطمة عليها السلام تبكي .
وفي سيرة الحلبي ج 3 ص 391 أن عمر أخذ الكتاب فشقه .
نعود إلى ما ذكره الطبرسي قال : فلما كان بعد ذلك جاء علي ( ع ) إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار
فقال : يا أبا بكر لِمَ منعت فاطمة ميراثها من رسول الله ( ص ) وقد مَلَكته في حياة رسول الله؟؟
فقال : يا أبا بكر لِمَ منعت فاطمة ميراثها من رسول الله ( ص ) وقد مَلَكته في حياة رسول الله؟؟
فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين ، فإن أقامت شهوداً أن رسول الله جعله لها وإلا فلا حق لها فيه !
فقال علي : يا أبا بكر تحكم بيننا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟
فقال : لا .
قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه فادعيت أنا فيه من تسأل البينة ؟
قال : إياك أسأل ،
قال : فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يديها ، وقد مَلَكته في حياة رسول الله وبعدة , ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوها شهودا كما سألتني على ما ادعيت عليهم ؟؟
فسكت أبو بكر فقال : يا علي دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حجتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلا فهي فيء للمسلمين ، لا حق لك ولا لفاطمة فيه !!
فقال علي عليه السلام : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله ؟
قال : نعم .
قال : اخبرني عن قول الله عز وجل : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً . فيمن نزلت ؟ فينا أو في غيرنا ؟
قال : بل فيكم !
قال : فلو شهدوا على فاطمة بنت رسول الله ( ص ) بفاحشة ما كنت صانعاً بها ؟
قال : كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على نساء المسلمين ! !
قال علي : كنت إذن عند الله من الكافرين !
قال : لِمَ ؟
قال : لأنك رددت شهادة الله بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل لها فدك وزعمت أنها فيء للمسلمين وقد قال رسول الله ( ص ) : البينة على المدعي ، واليمين على من ادعي عليه .
قال : فدمدم الناس ، وأنكر بعضهم بعضاً ، وقالوا : صدق - والله - علي .
وقد روى العلامة في كشكوله عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ( الصادق ) عليه السلام رواية لا تخلو من فائدة أو فوائد نذكرها بصورة موجزة قال : لما قام أبو بكر بن أبي قحافة بالأمر نادى مناديه : من كان له عند رسول الله دين أو عدة فليأتي حتى أقضيه .
وجاء جابر بن عبد الله وجرير بن عبد الله البجلي ، وادعى كل منهما على رسول الله ( ص ) فأنجز أبو بكر لهما .
فجاءت فاطمة إلى أبي بكر تطالب بفدك والخمس والفيء فقال : هاتي بينة يا بنت رسول الله ، فاحتجت فاطمة عليها السلام بالآيات وقالت : قد صدقتم جابراً بن عبد الله وجرير بن عبد الله البجلي ولم تسألوهما البينة وبينتي في كتاب الله ، وأخيراً طالبوها بالشهود ، فبعثت إلى علي والحسن والحسين وأم أيمن وأسماء بنت عميس وكانت تحت أبي بكر ( أي زوجة أبي بكر ) وشهدوا لها بجميع ما قالت . فقالوا : أما علي فزوجها ، وأما الحسن والحسين فابناها وأما أم أيمن فمولاتها ، وأما أسماء بنت عميس فقد كانت تحت جعفر بن أبي طالب فهي تشهد لبني هاشم ، وقد كانت تخدم فاطمة وكل هؤلاء يجرون إلى أنفسهم .
فقال علي : أما فاطمة فبضعة من رسول الله ومن آذاها فقد آذى رسول الله ، ومن كذبها فقد كذب رسول الله .
وأما الحسن والحسين فابنا رسول الله وسيدا شباب أهل الجنة ، ومن كذبهما فقد كذب رسول الله , إذ كان أهل الجنة صادقين
وأما انا فقد قال رسول الله : أنت مني وأنا منك ، وأنت أخي في الدنيا والآخرة ، والراد عليك هو الراد علي من أطاعك فقد أطاعني ومن عصاك فقد عصاني .
وأما أم أيمن فقد شهد لها رسول الله بالجنة ، ودعى لأسماء بنت عميس وذريتها .
فقال عمر : أنتم كما وصفتم به أنفسكم ، ولكن شهادة الجار إلى نفسه لا تقبل !
فقال علي : إذا كنا نحن كما تعرفون ولا تنكرون وشهادتنا لأنفسنا لا تقبل وشهادة رسول الله لا تقبل فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإذا ادعينا لأنفسنا تسألنا البينة فما من معين يعين ، وقد وثبتم على سلطان الله وسلطان رسوله فأخرجتموه من بيته إلى بيت غيره من غير بينة ولا حجة , وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
ثم قال لفاطمة : إنصرفي حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين .
ولما رأت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام أن القوم أبطلوا شهودها الذين شهدوا لها بالنحلة ولم تنجح مساعيها ، جاءت تطالب حقها عن طريق الإرث ، واتخذت التدابير اللازمة لتقومبأكبر حملة دعائية واسعة النطاق وهي تعلم أن السلطة لا يخضعون للدليل الواضح والبرهان القاطع
وعلى كل حال فللسيدة فاطمة هدف آخر ، وهو يتحقق قطعاً ، وهدفها تسجيل مظلوميتها في سجل التاريخ ، وكشف الغطاء عن أعمال القوم ونواياهم ، فقررت أن تذهب إلى المسجد وتخطب خطبة تتحقق بها أهدافها الحكيمة .
منقول من شبكة الشيعة العالمية باختصار
اللهم صلي على محمد واله الطاهرين
فدك وما ادراك ما فدك
فدك قرية بخيبر .
وفي المصباح : فدك - بفتحتين - بلدة بينها وبين مدينة النبي ( صلى الله عليه واله ) يومان ، وبينها وبين خيبر
دون مرحلة وهي مما أفاء الله على رسوله ( صلى الله عليه واله ) .
وفي معجم البلدان للحموي ، باب الفاء والدال -: فدك : بالتحريك ، وآخره كاف قرية بالحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، وقيل ثلاثة ، أفاءها الله على رسوله ( ص ) في سنة سبع صلحاً ،ذلك أن النبي ( ص ) لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا ثلاث ، واشتد بهم الحصار أرسلوا إلى رسول الله ( ص ) يسألونه أن ينزلهم على الجلاء ، وفعل ، وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله ( ص ) أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم ، فأجابهم إلى ذلك فهو مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله ( ص ) .
وأما كيف صارت فدك خالصة لرسول الله ( ص ) ؟ فقد قال تعالى: ( وما أفاء الله على رسوله منهم فماأوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير)
روى الطبرسي عن ابن عباس قال : نزل قوله تعالى ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى . . . ) في أموال كفار أهل القرى ، وهم قريظة وبني النضير وهما بالمدينة وفدك هي في المدينة على ثلاثة أميال ، وخيبر وقرى عرينة وينبع جعلها الله لرسوله ، يحكم فيها ما أراد ، وأخبر أنها كلها له ، فقال أناس : فهلا قسمها ؟ فنزلت الآية .
ذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة ، والشيخ السمهودي في تاريخ المدينة أن عمر قال : إني أحدثكم عن هذا الأمر : إن الله خص نبيه في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحداً غيره فقال : ( ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير ) ، فكانت هذه خالصة لرسول الله . . . الخ .
وهذا يدل على أن فدك كانت لرسول الله ( ص ) خالصة ، وأن النبي ( ص ) أعطى فاطمة فدكاً بعنوان النحلة والعطية بأمر الله تعالى حيث أمره بقوله ( وآت ذا القربى حقه ) .فكانت السيدة فاطمة الزهراء تتصرف في فدك ، وأن فدك كانت في يدها .ودليل ذلك تصريح الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب الذي أرسله إلى عثمان بن حنيف وهو عامله على البصرة فإنه ذكر فيه . . . بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء ، فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ، ونعم الحكم الله . . . ألخ .
وذكر ابن حجر في ( الصواعق المحرقة ) في الباب الثاني : إن أبا بكر انتزع من فاطمة فدك . . . الخ .
ومعنى كلام ابن حجر أن فدك كانت في يد الزهراء عليها السلام من عهد أبيها الرسول فانتزعها أبو بكر منها .
وقد روى العلامة المجلسي عن كتاب ( الخرائج ) : فلما دخل رسول الله ( ص ) المدينة ( بعد استيلائه على فدك ) دخل على فاطمة عليها السلام فقال : يا بنية إن الله قد أفاء على أبيك بفدك ، واختصه بها ، فهي له خاصة دون المسلمين ، أفعل بها ما أشاء ، وإنه قد كان لأمك خديجة على أبيك مهر ، وإن أباك قد جعلها لك بذلك ، وأنحلها لك ولولدك بعدك قال : فدعا بعلي بن أبي طالب فقال : أكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول الله . فشهد على ذلك علي بن أبي طالب ومولىً لرسول الله وأم أيمن .
ولما توفى رسول الله ( ص ) واستولى أبو بكر على منصة الحكم ومضت عشرة أيام . واستقام له الأمر بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله على الرغم من انها أنها كانت تستحق فدك بالإرث من أبيها الرسول فقد كانوا مدعين في ذلك وعليهم ايتاء البينة لان البينة على من ادعى ولكن القوم خالفوا ، فقد طالبوها بالبينة ، وطالبوها بالشهود على النحلة ، وأنكروا وراثة الأنبياء .
ولهذا طالبت الزهراء بفدك عن طريق النحلة أولاً ، ثم طالبت بها عن طريق الإرث ثانياً كما صرح بذلك الحلبي في سيرته ج 3 ص 39 قال : إن فاطمة أتت أبا بكر بعد وفاة رسول الله ( ص )
وقالت : إن فدك نحلة أبي ، أعطانيها حال حياته . وأنكر عليها أبي بكر وقال : أريد بذلك شهوداً فشهد لها علي ، فطلب شاهداً آخر فشهدت لها أم أيمن فقال لها : أبرجلٍ وإمرأة تستحقينها ؟؟
وذكر الطبرسي في الاحتجاج : فجاءت فاطمة عليها السلام إلى أبي بكر ثم قالت : لِمَ تمنعني ميراثي من أبي رسول الله ؟ وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله ( ص ) بأمر الله تعالى ؟
فقال : هاتي على ذلك بشهود فجاءت أم أيمن فقالت : لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتج عليك بما قال رسول الله ( ص ) أنشدك بالله ألست تعلم أن رسول الله قال: أم أيمن امرأة من أهل الجنة ؟
فقال : بلى . قالت : فاشهد أن الله عز وجل أوحى إلى رسول الله ( ص ) وآت ذا القربى حقه . فجعل فدك لها طعمة بأمر الله تعالى . فجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتاباً
ودفعه إليها فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب ؟ فقال : إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن
وعلي ، فكتبته لها . فأخذ عمر الكتاب من فاطمة ، فتفل فيه فمزقه ، فخرجت فاطمة عليها السلام تبكي .
وفي سيرة الحلبي ج 3 ص 391 أن عمر أخذ الكتاب فشقه .
نعود إلى ما ذكره الطبرسي قال : فلما كان بعد ذلك جاء علي ( ع ) إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار
فقال : يا أبا بكر لِمَ منعت فاطمة ميراثها من رسول الله ( ص ) وقد مَلَكته في حياة رسول الله؟؟
فقال : يا أبا بكر لِمَ منعت فاطمة ميراثها من رسول الله ( ص ) وقد مَلَكته في حياة رسول الله؟؟
فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين ، فإن أقامت شهوداً أن رسول الله جعله لها وإلا فلا حق لها فيه !
فقال علي : يا أبا بكر تحكم بيننا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟
فقال : لا .
قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه فادعيت أنا فيه من تسأل البينة ؟
قال : إياك أسأل ،
قال : فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يديها ، وقد مَلَكته في حياة رسول الله وبعدة , ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوها شهودا كما سألتني على ما ادعيت عليهم ؟؟
فسكت أبو بكر فقال : يا علي دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حجتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلا فهي فيء للمسلمين ، لا حق لك ولا لفاطمة فيه !!
فقال علي عليه السلام : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله ؟
قال : نعم .
قال : اخبرني عن قول الله عز وجل : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً . فيمن نزلت ؟ فينا أو في غيرنا ؟
قال : بل فيكم !
قال : فلو شهدوا على فاطمة بنت رسول الله ( ص ) بفاحشة ما كنت صانعاً بها ؟
قال : كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على نساء المسلمين ! !
قال علي : كنت إذن عند الله من الكافرين !
قال : لِمَ ؟
قال : لأنك رددت شهادة الله بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل لها فدك وزعمت أنها فيء للمسلمين وقد قال رسول الله ( ص ) : البينة على المدعي ، واليمين على من ادعي عليه .
قال : فدمدم الناس ، وأنكر بعضهم بعضاً ، وقالوا : صدق - والله - علي .
وقد روى العلامة في كشكوله عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ( الصادق ) عليه السلام رواية لا تخلو من فائدة أو فوائد نذكرها بصورة موجزة قال : لما قام أبو بكر بن أبي قحافة بالأمر نادى مناديه : من كان له عند رسول الله دين أو عدة فليأتي حتى أقضيه .
وجاء جابر بن عبد الله وجرير بن عبد الله البجلي ، وادعى كل منهما على رسول الله ( ص ) فأنجز أبو بكر لهما .
فجاءت فاطمة إلى أبي بكر تطالب بفدك والخمس والفيء فقال : هاتي بينة يا بنت رسول الله ، فاحتجت فاطمة عليها السلام بالآيات وقالت : قد صدقتم جابراً بن عبد الله وجرير بن عبد الله البجلي ولم تسألوهما البينة وبينتي في كتاب الله ، وأخيراً طالبوها بالشهود ، فبعثت إلى علي والحسن والحسين وأم أيمن وأسماء بنت عميس وكانت تحت أبي بكر ( أي زوجة أبي بكر ) وشهدوا لها بجميع ما قالت . فقالوا : أما علي فزوجها ، وأما الحسن والحسين فابناها وأما أم أيمن فمولاتها ، وأما أسماء بنت عميس فقد كانت تحت جعفر بن أبي طالب فهي تشهد لبني هاشم ، وقد كانت تخدم فاطمة وكل هؤلاء يجرون إلى أنفسهم .
فقال علي : أما فاطمة فبضعة من رسول الله ومن آذاها فقد آذى رسول الله ، ومن كذبها فقد كذب رسول الله .
وأما الحسن والحسين فابنا رسول الله وسيدا شباب أهل الجنة ، ومن كذبهما فقد كذب رسول الله , إذ كان أهل الجنة صادقين
وأما انا فقد قال رسول الله : أنت مني وأنا منك ، وأنت أخي في الدنيا والآخرة ، والراد عليك هو الراد علي من أطاعك فقد أطاعني ومن عصاك فقد عصاني .
وأما أم أيمن فقد شهد لها رسول الله بالجنة ، ودعى لأسماء بنت عميس وذريتها .
فقال عمر : أنتم كما وصفتم به أنفسكم ، ولكن شهادة الجار إلى نفسه لا تقبل !
فقال علي : إذا كنا نحن كما تعرفون ولا تنكرون وشهادتنا لأنفسنا لا تقبل وشهادة رسول الله لا تقبل فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإذا ادعينا لأنفسنا تسألنا البينة فما من معين يعين ، وقد وثبتم على سلطان الله وسلطان رسوله فأخرجتموه من بيته إلى بيت غيره من غير بينة ولا حجة , وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
ثم قال لفاطمة : إنصرفي حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين .
ولما رأت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام أن القوم أبطلوا شهودها الذين شهدوا لها بالنحلة ولم تنجح مساعيها ، جاءت تطالب حقها عن طريق الإرث ، واتخذت التدابير اللازمة لتقومبأكبر حملة دعائية واسعة النطاق وهي تعلم أن السلطة لا يخضعون للدليل الواضح والبرهان القاطع
وعلى كل حال فللسيدة فاطمة هدف آخر ، وهو يتحقق قطعاً ، وهدفها تسجيل مظلوميتها في سجل التاريخ ، وكشف الغطاء عن أعمال القوم ونواياهم ، فقررت أن تذهب إلى المسجد وتخطب خطبة تتحقق بها أهدافها الحكيمة .
منقول من شبكة الشيعة العالمية باختصار
تعليق