بسم الله الرحمن الرحيم
ادخال السرور في قلب المؤمن
و ذلك ازالة الخوف عنه، و تفريج كربه. و ادخال السرور في قلبه. و هي من اعظم شعب النصيحة، و لا حد للثواب المترتب عليها، كما
نطقت به الاخبار. قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «من حمى مؤمنا من ظالم، بعث الله له ملكا يوم القيامة يحمي لحمه من نار جهنم» .-
و قال صلى الله عليه و آله: «من فرج عن مغموم او اعان مظلوما، غفر الله له ثلاثا و سبعين مغفرة» . و قال-صلى الله عليه و آله-:
«انصر اخاك ظالما او مظلوما» ، فقيل: كيف ينصره ظالما؟ قال: «تمنعه من الظلم» . و قال الامام ابو عبد الله الصادق-عليه السلام-:
«من اغاث اخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده، فنفس كربته و اعانه على نجاح حاجته، كتب الله تعالى له بذلك اثنتين و سبعين رحمة من
الله، يعجل له منها واحدة يصلح بها امر معيشته، و يدخر له احدى و سبعين رحمة لافزاع يوم القيامة و اهواله» . و قال-عليه السلام-: «من
نفس عن مؤمن كربة، نفس الله عنه كرب الآخرة، و خرج من قبره و هو ثلج الفؤاد»
و قال الرضا عليه السلام: «من فرج عن مؤمن، فرج الله قلبه يوم القيامة» . و قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «من سر مؤمنا فقد
سرني، و من سرني فقد سر الله» . و عن ابي عبد الله عليه السلام-قال:
«قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: ان احب الاعمال الى الله عز و جل ادخال السرور على المؤمنين» . و قال الباقر-عليه السلام-:
«تبسم الرجل في وجه اخيه حسنة، و صرفه القذى عنه حسنة، و ما عبد الله بشيء احب الى الله من ادخال السرور على المؤمن» . و قال-
عليه السلام- «ان فيما ناجى الله عز و جل به عبده موسى عليه السلام: قال: ان لي عبادا ابيحهم جنتي و احكمهم فيها، قال: يا رب، و من
هؤلاء الذين تبيحهم جنتك و تحكمهم فيها؟ قال: من ادخل على مؤمن سرورا. . .
ثم قال: ان مؤمنا كان في مملكة جبار، فولع به، فهرب منه الى دار الشرك، فنزل برجل من اهل الشرك فاظله و ارفقه و اضافه، فلما حضره
الموت، اوحى الله اليه: و عزتي و جلالى! لو كان لك في جنتي مسكن لاسكنتك فيها، و لكنها محرمة على من مات مشركا بى، و لكن يا نار هيديه و لا تؤذيه، و يؤتى برزقه طرفي النهار» ، قلت (27) : من الجنة؟
قال: «من حيثما شاء الله» . و قال عليه: «لا يرى احدكم اذا ادخل على مؤمن سرورا انه عليه ادخله فقط، بل و الله علينا، بل و الله على
رسول الله-صلى الله عليه و آله! -. عن ابان بن تغلب، قال: «سالت ابا عبد الله عليه السلام عن حق المؤمن على المؤمن. فقال: حق المؤمن
على المؤمن اعظم من ذلك، لو حدثتكم لكفرتم. ان المؤمن اذا خرج من قبره خرج معه مثال من قبره يقول له: ابشر بالكرامة من الله و
السرور فيقول له: بشرك الله بخير. قال: ثم يمضي معه يبشره بمثل ما قال، و اذا مر بهول قال: ليس هذا لك، و اذا مر بخير قال: هذا لك.
فلا يزال معه، يؤمنه مما يخاف و يبشره بما يحب، حتى يقف معه بين يدي الله عز و جل. فاذا امر به الى الجنة، قال له المثال: ابشر فان الله
عز و جل قد امر بك الى الجنة. قال: فيقول: من انت رحمك الله؟ تبشرني من حين خرجت من قبري، و آنستني في طريقي، و خبرتني عن
ربي! قال فيقول: انا السرور الذي كنت تدخله على اخوانك في الدنيا، خلقت منه لا بشرك و اونس وحشتك» . و روى ابن سنان، قال: «كان
رجل عند ابي عبد الله عليه السلام، فقرا هذه الآية:
«و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و اثما مبينا» (28) .
فقال ابو عبد الله-عليه السلام-: فما ثواب من ادخل عليه السرور فقلت: جعلت فداك! عشر حسنات. قال: اي و الله و الف الف حسنة! »
(29) .
جامع السعادات للشيخ النراقي
ادخال السرور في قلب المؤمن
و ذلك ازالة الخوف عنه، و تفريج كربه. و ادخال السرور في قلبه. و هي من اعظم شعب النصيحة، و لا حد للثواب المترتب عليها، كما
نطقت به الاخبار. قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «من حمى مؤمنا من ظالم، بعث الله له ملكا يوم القيامة يحمي لحمه من نار جهنم» .-
و قال صلى الله عليه و آله: «من فرج عن مغموم او اعان مظلوما، غفر الله له ثلاثا و سبعين مغفرة» . و قال-صلى الله عليه و آله-:
«انصر اخاك ظالما او مظلوما» ، فقيل: كيف ينصره ظالما؟ قال: «تمنعه من الظلم» . و قال الامام ابو عبد الله الصادق-عليه السلام-:
«من اغاث اخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده، فنفس كربته و اعانه على نجاح حاجته، كتب الله تعالى له بذلك اثنتين و سبعين رحمة من
الله، يعجل له منها واحدة يصلح بها امر معيشته، و يدخر له احدى و سبعين رحمة لافزاع يوم القيامة و اهواله» . و قال-عليه السلام-: «من
نفس عن مؤمن كربة، نفس الله عنه كرب الآخرة، و خرج من قبره و هو ثلج الفؤاد»
و قال الرضا عليه السلام: «من فرج عن مؤمن، فرج الله قلبه يوم القيامة» . و قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «من سر مؤمنا فقد
سرني، و من سرني فقد سر الله» . و عن ابي عبد الله عليه السلام-قال:
«قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: ان احب الاعمال الى الله عز و جل ادخال السرور على المؤمنين» . و قال الباقر-عليه السلام-:
«تبسم الرجل في وجه اخيه حسنة، و صرفه القذى عنه حسنة، و ما عبد الله بشيء احب الى الله من ادخال السرور على المؤمن» . و قال-
عليه السلام- «ان فيما ناجى الله عز و جل به عبده موسى عليه السلام: قال: ان لي عبادا ابيحهم جنتي و احكمهم فيها، قال: يا رب، و من
هؤلاء الذين تبيحهم جنتك و تحكمهم فيها؟ قال: من ادخل على مؤمن سرورا. . .
ثم قال: ان مؤمنا كان في مملكة جبار، فولع به، فهرب منه الى دار الشرك، فنزل برجل من اهل الشرك فاظله و ارفقه و اضافه، فلما حضره
الموت، اوحى الله اليه: و عزتي و جلالى! لو كان لك في جنتي مسكن لاسكنتك فيها، و لكنها محرمة على من مات مشركا بى، و لكن يا نار هيديه و لا تؤذيه، و يؤتى برزقه طرفي النهار» ، قلت (27) : من الجنة؟
قال: «من حيثما شاء الله» . و قال عليه: «لا يرى احدكم اذا ادخل على مؤمن سرورا انه عليه ادخله فقط، بل و الله علينا، بل و الله على
رسول الله-صلى الله عليه و آله! -. عن ابان بن تغلب، قال: «سالت ابا عبد الله عليه السلام عن حق المؤمن على المؤمن. فقال: حق المؤمن
على المؤمن اعظم من ذلك، لو حدثتكم لكفرتم. ان المؤمن اذا خرج من قبره خرج معه مثال من قبره يقول له: ابشر بالكرامة من الله و
السرور فيقول له: بشرك الله بخير. قال: ثم يمضي معه يبشره بمثل ما قال، و اذا مر بهول قال: ليس هذا لك، و اذا مر بخير قال: هذا لك.
فلا يزال معه، يؤمنه مما يخاف و يبشره بما يحب، حتى يقف معه بين يدي الله عز و جل. فاذا امر به الى الجنة، قال له المثال: ابشر فان الله
عز و جل قد امر بك الى الجنة. قال: فيقول: من انت رحمك الله؟ تبشرني من حين خرجت من قبري، و آنستني في طريقي، و خبرتني عن
ربي! قال فيقول: انا السرور الذي كنت تدخله على اخوانك في الدنيا، خلقت منه لا بشرك و اونس وحشتك» . و روى ابن سنان، قال: «كان
رجل عند ابي عبد الله عليه السلام، فقرا هذه الآية:
«و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و اثما مبينا» (28) .
فقال ابو عبد الله-عليه السلام-: فما ثواب من ادخل عليه السرور فقلت: جعلت فداك! عشر حسنات. قال: اي و الله و الف الف حسنة! »
(29) .
جامع السعادات للشيخ النراقي
تعليق