زيارة القبور
ان من الامور التي يتهموننا بها اعداء الدين (اتباع ابن تيمية) هي ان زيارة القبور بدعة ولم تكن في الاسلام من قبل وانها شرك بالله تعالى و لا يجوز هذا العمل بنظرهم وزائر القبور كافر وغيرها من الفتاوى التي جعلت الاسلام على شفا هاوية وعلى عكس هذا فأن القرآن قد اثبتها وكذلك السنة النبوية ومن رواياتهم أيضا فقد عرفت أنّ زيارة الانسان لمن له به صلة روحية أو مادية، ممّا تشتاق إليه النفوس السليمة، بل هي من وحي الفطرة، وهذا ما دعمه القرآن والسنّة بوجه خاص.
أمّا الكتاب فقوله سبحانه (ولا تُصَلِّ عَلى أحَد مِنْهُمْ ماتَ أبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ ورَسُولهِ وماتُوا وهَم فاسِقُونَ) (التوبة/84)
إنّ الآية تسعى لهدم شخصية المنافق، وهزّ العصا في وجوه حزبه ونظرائه. والنهي عن هذين الامرين بالنسبة إلى المنافق، معناه ومفهومه مطلوبية هذين الامرين (الصلاة والقيام على القبر) بالنسبة لغيره أي للمؤمن.
والآن يجب أن ننظر في قوله تعالى: (ولا تَقُم عَلى قَبره) ما معناه؟
هل المعنى هو القيام وقت الدفن فقط، حيث لا يجوز ذلك للمنافق ويستحب للمؤمن، أو المعنى أعم من وقت الدفن وغيره؟
إنّ بعض المفسّرين وإن خصّوا القيامَ نفياً وإثباتاً بوقت الدفن لكن البعض الاخر فسروه في كلا المجالين بالاعم من وقت الدفن وغيره.
قال السيوطي في تفسيره: ولا تَقم على قبره لدفن أو زيارة قال الالوسي البغدادي: ويفهم من كلام بعضهم أنّ «على» بمعنى «عند» والمراد: لاتقف عند قبره للدفن أو للزيارة.
وقال الشيخ إسماعيل حقّي البروسي: (ولاتَقُم على قبره) أي ولا تقف عند قبره للدفن أو للزيارة والدعاء
إلى غير ذلك من المفسرين، وقد سبقهم البيضاوي في تفسيره.
والحقّ مع من أخذ بإطلاق الاية وذلك لقوله تعالى : (ولا تصلّ على أحد منهم ماتَ أبداً).وإنّ لفظة «أحد» بحكم ورودها في سياق النفي تفيد العموم
النصوص:
1 ـ روى مسلم عن عائشة أنّها قالت: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) كلّما كان ليلتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجِّلون وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللّهمّ اغفر لاهل بقيع الغرقد»(1) .
2 ـ وعن عائشة في حديث طويل أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال لها: «أتاني جبرئيل فقال: إنّ ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم» قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: «قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ورحم الله المستقدمين منّا والمستأخرين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون»(2) .
3 ـ وروى ابن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يُعلِّمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول: ـ في رواية أبي بكر ـ «السلام على أهل الديار» وفي رواية زهير: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية»(3) .
وغيرها وغيرها مما لا يسعه المختصر والنتيجة ان زيارة القبور هي تقرب الى الله تعالى وخاصتاً اذا كان صاحب القبر من اولياء الله تعالى كالأنبياء والائمة عليهم السلام
اذن من اين اتيتم ببدعتكم انتم يا وهابية
____________(1) مسلم، الصحيح 7 : 41.
(2) مسلم، الصحيح 7 : 44 ـ النسائي، السنن 4 : 91.
(3) مسلم، الصحيح 7 : 45.
تعليق