معنى الامامه لغه:
ام القوم اى تقدمهم، والامام كل من ائتم به قوم سواء اكانوا على الخطا ام على الصواب.
وامام كل شىء قيمه والمصلح له، والامام يعنى المثال، ويعنى المقصود.
والامام هو الخيط الذى يمد على البناء ويسوى عليه (لادراك استقامه البناء). والحادى امام الابل، لانه الهادى لها .
(والامام، فى اللغه، هو الانسان الذى يوتم به، ويقتدى بقوله او فعله محقا كان او مبطلا)
معنى الامامه فى القرآن الكريم وردت كلمه (امام) و (اماما) و (امامهم) و(ائمه)، فى القرآن الكريم، اثنتى عشره مرهع2(ع32ع2)، وقد انطبق المقصود منها انطباقا تاما على المعنى اللغوى لكلمه الامامه، وتفصيل ذلك قوله تعالى:
(فانتقمنا منهم وانهما لبامام مبين)، «الحجر/79».
(وكل شىء احصيناه فى امام مبين)،«يس/12».
(ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمه..)، «هود/17».
(ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمه..)، «الاحقاف/12».
(يوم ندعوا كل اناس بامامهم)، «الاسراء/71».
فكلمه امام، الوارده فى هذه الايات الخمس، تكشف عن معنى: الكتاب، والمرجع، والقيم، والمصلح، والهادى، والرمز، والمحيط.
( واجعلنا للمتقين اماما)، «الفرقان/74».
( قال انى جاعلك للناس اماما، قال ومن ذريتى، قال لا ينال عهدى الظالمين)، «البقره/124».
(وجعلناهم ائمه يهدون بامرنا..)، «الانبياء/73».
(ونجعلهم ائمه ونجعلهم الوارثين)، «القصص/5».
(وجعلنا منهم ائمه يهدون بامرنا لما صبروا..)، «السجده/24».
فكلمه امام، الوارده فى الايات الخمس الثانيه(ذات الون الاخضر) التى سقناها، تكشف جليا عن معنى المثل الاعلى، والقدوه الحسنه، والقياده الراشده والمرجعيه الموثوقه، والهدايه التى تقود حتما الى الصواب. او بتعبير ادق انها تعنى الزعامه او الوجاهه المومنه المرتبطه باللّه سبحانه وتعالى.
(فقاتلوا ائمه الكفر انهم لا ايمان لهم)، «التوبه/12».
وائمه الكفر المعنيين بهذه الايه، وبالدرجه الاولى، هم زعماء بطون قريش.
(وجعلناهم ائمه يدعون الى النار ويوم القيامه لا ينصرون)، «القصص/41».
والائمه الذين يهدون الى النار هم فرعون وجنوده فالايتان سلطتا الاضواء الكاشفه على طبيعه القياده الفاسده، والمرجعيه الضاله، وقدوه السوء التى تجر اتباعها الى دار البوار.
نوعا الامامه فى القرآن الكريم من يتتبع الايات القرآنيه المتعلقه بالامامه والتى اوردناها فى الفقره السابقه يتبين له، بيسر، ان القرآن الكريم قد حدد الامامه بنوعين، ورسم لها صورتين، فكل امامه، على وجه الارض، تندرج بالضروره فى احد هذه النوعيين وتظهر باحدى هاتين الصورتين، فالامامه اما ان تكون شرعيه، واما ان تكون غير شرعيه.
الامامه الشرعيه فقد ساق اللّه تعالى مثالا لهذا النوع من الامامه امامه ابراهيم والائمه الذين جاءوا من بعده، والقرآن الكريم يوضح بما لا يدع مجالا للتاويل ان هذا النوع من الامامه هو:
ا- عهد من اللّه، فالامامه عهد اللّه، وهذا العهد لا تناله الا الصفوه من عباد اللّه، وهو حرام على الظالمين.
ب- ان اللّه، سبحانه وتعالى، هو الذى يختار الائمه، ويجعلهم ائمه، لانه هو وحده القادر على معرفه الصفوه معرفه قائمه على الجزم واليقين. انظر الى قوله تعالى مخاطبا ابراهيم (انى جاعلك للناس اماما) فاللّه تعالى هو الذى اسند منصب الامامه لابراهيم، وكلفه القيام باعباء هذا المنصب، وكذلك قوله تعالى عن الائمه الذين جاءوا من بعد ابراهيم، حيث قال (وجعلناهم ائمه)، (ونجعلهم ائمه)، فاستعمل كلمه (جاعلك، ونجعلهم، وجعلناهم).
ج- ان الائمه طراز صالح من ذريه ابراهيم، فاسحاق هو ابن ابراهيم ويعقوب حفيده، ووصلت الامامه الى محمد، وهو حفيد اسماعيل واسماعيل هو ابن ابراهيم، ذريه بعضها من بعض.
د- والعلامه الرابعه للامامه الشرعيه ان الامام الشرعى يهدى بامر اللّه ان يسوس ويوجه ويقود وفق التعاليم الالهيه العالم بها علما قائما على الجزم واليقين. ودليل ذلك قوله تعالى: (وجعلناهم ائمه يهدون باءمرنا) وقوله تعالى: (وجعلنا منهم ائمه يهدون بامرنا لما صبروا).
الامامه غير الشرعيه بعد ان بين اللّه، سبحانه وتعالى، معالم الامامه الشرعيه، وساق لها مثلا امامه ابراهيم والائمه من بعده، وضح معالم الامامه غير الشرعيه، وساق مثلا لها امامه فرعون وجنوده، وائمه الكفر من قبلهم، ومن بعدهم كزعامه بطون قريش التى اخرجت النبى وحاربته وصدت عن سبيل اللّه حتى احيط بها، وقد حدد، سبحانه وتعالى، مميزات تلك الامامه غير الشرعيه ومعالمها تحديدا يحتمل التاويل.
ا- الامام غير الشرعى رجل ظالم، وعرفه بالظلم لان الظلم جماع كل قبح وعدوان، وهو غير جدير بالامامه التى هى عهد اللّه، فضلا عن عدم اتصافه بصفاتها، وعدم اهليته لها، لكل هذا فهى محرمه عليه.
ب- وعلى الرغم من ان الامام غير الشرعى يعلم بعدم اهليته للامامه الشرعيه ويعلم بحرمتها عليه، وعدم اهليته لها، ومع علمه بوجود الامام الشرعى الا ان هذا الرجل تجاهل الشرعيه تجاهلا كاملا وجمع اسباب القوه والتغلب والقهر، واستولى على منصب الامامه الشرعيه بالغصب والقهر، بعد ان اقصى الامام الشرعى عن منصبه وحمل الناس بالقوه على القبول بهذا الوضع الشاذ الذى فرضه.
ج- ومن مميزات امامه فرعون وجنوده وائمه الكفر من بعدهم، ومن قبلهم، ان الامام المتغلب يعطل الشرع الالهى، اى التعاليم الالهيه: (امر اللّه) ويستبدله، بارائه الخاصه، واجتهاداته الشخصيه، ويفرض بالقوه والقهر تلك الاراء والاجتهادات حتى تكون، مع الايام، بمثابه شرع بديل للشرع الالهى خاصه القواعد المتعلقه بمنصب الامام.
د- ومن مميزات امامه فرعون القدره على تحريف الكلم عن مواضعه وقلب الحقائق، فهو يسمى الصلاح الالهى فسادا، ويدعو فساده صلاحا، انظر الى قوله تعالى، على لسان فرعون، مخاطبا قومه: (انى اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر فى الارض الفساد) «غافرر26». ونرى فرعون يطعن بالامام الشرعى، ويصفه بانه مهين، ولا يكاد يبين. ولا مجال للمقارنه بين الفرعون وموسى. انظر الى قوله تعالى، وهو ينقل هذه الظاهره على لسان فرعون، مخاطبا الملا من اهل مصر (ام انا خير من هذا الذى هو مهين) «الزخرفر52». وقد يتلطف الغاصب لمنصب الامامه بالقوه فيقول: ان الامام الشرعى هو الافضل، ولكن قدم المفضول على الافضل لمصلحه رآها الناس، او ان العرب لا تجتمع على امام من بنى هاشم، لانها تانف ان تكون النبوه والامامه معا فى البطن الهاشمى!! الى آخره من خزعبلات الامام الغاصب التى يسخر كل وسائل الاعلام لتضليل الناس وابعادهم عن الشرع الالهى..
تعليق