إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الابعاد الروحية في المسائل الاخلاقية (التوبة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الابعاد الروحية في المسائل الاخلاقية (التوبة )


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد المصطفى واله الطاهرين

    نعتمد في تناول هذه الابعاد على كتاب الاربعون للامام الخميني (قدس) اساسا وبعض الكتب في هذا المجال

    ندخل في ابعاد التوبة انطلاقا من الحديث الاتي :

    عن معاوية بن وهب قال سمعت الامام الصادق (عليه السلام ) يقول : (اذا تاب العبد توبة نصوحا احبه الله فستر عليه

    في الدنيا والاخرة فقلت وكيف يستر عليه قال: يٌنسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ثم يوحي الى جوارحه اكتمي عليه

    ذنوبه ويوحي الى بقاع الارض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء

    من الذنوب )

    وهنا عدة فروع :

    الاول :

    ان الله تعالى تظهر رحمته في هذا الحديث وتتجلى تجل واضح من خلال ان الانسان المذنب الذي هتك الستر والحجاب

    وجميع الاوامر التي امرالله تعالى بها وتمرد على الساحة القدسية وخالف ماخالف فهذا الانسان مع كل الذي فعله

    فأن الله تعالى يمحي سيئاته ويفرح بتوبة عبده ويقلب سيئاته الى حسنات وينسي ملكيه عن ذنوبه وحتى بقاع الارض

    التي شهدت عليه بالذنب تكتم ذلك وهنا تظر الرحمة الالهية الرحيمية .وهذه احد مصاديقها

    الثاني :

    على السالك لطريق المعرفة ان ينتبه الى امر مهم وهو ان التوفيق للتوبة الصحيحة الكاملة مع توفر الشروط من

    الامور الصعبة بل ان اقتراف الذنوب وخاصة المعاصي الكبيرة يجعلان الانسان غافلا عن ذكر التوبة اي لايوفق للتوبة

    واذا ازدادت المعاصي ونبتت في قلب الانسان وقويت شوكتها وتحكمت جذورها في القلب يصبح الانسان لايفكر في

    التوبة من ذنوبه والعودة الى الله تعالى وان افضل ايام التوبة وربيعها ايام الشباب وذلك لان الانسان بعد لم تنغرس في

    قلبه الاثام والذنوب وعمره اطول واضافه الى ذلك بعدُ لم تصبح الرذائل الاخلاقية عنده ملكه يصعب التخلص منها

    واذا اراد الانسان ان يتوب في سن الشيخوخة فما هو الضمان للوصول الى هذا السن لعله يدركه الموت قبلها اذاً هي

    مخاطرة وحتى ان ضمن الوصول الى هذا السن (وهو لم يضمن ولكن من باب الفرض ) ف>نبه تكون قد كثرة

    وتاخير توبته الى هذا العمر ايضا يعد ذنبا اضافة الى ذنوبه

    فيا ايها العزيز اشدد حيازيمك وانهض لكي ترجع الى الله تعالى وعجَل في هذا الامر واستغل ايام شبابك قبل هرمك فأن

    الدنيا زائلة ومنتهية وهناك الحياة افهل يعقل ان يبدل الانسان جنة الخلد ورضوان من الله اكبر بايام معدودات

    الثالث :

    اركان التوبة :

    اعلم ان للتوبة اركان وشروط كما في الحديث المروي عن امير المؤمنين واهم ركن فيها هو الندامة على مافرطت في جنب الله حيث ورد في الدعاء ان كان الندم عن الذنب توبة فوعزتك اني لمن النادمين

    والركن الثاني العزم على عدم العودة الى الذنوب ثانيتاً

    ايها العزيز اياك ان تجعل الشيطان يوسوس لك في ان عملية التوبة صعبة وكبيرة ولها وقتها وغير ذلك من الوساوس

    ولكن قل له ان لي رباً رحيما يساعدني في ذلك فالذي هداني للتوبة ووفقني للرجوع اليه افهل ينساني تائها في الطريق

    وحدي كلا والف كلا لن ولم ينساني واغرب عن وجهي فأنك عدوي الى يوم الحساب

    الرابع :

    شروط التوبة :


    في هذا الباب نورد اهم حديث في هذا المجال
    وقال عليه السّلام لقائل قال بحضرته

    « أستغفر اللَّه » :ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَ تَدْرِي مَا اَلاِسْتِغْفَارُ اَلاِسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ اَلْعِلِّيِّينَ وَ هُوَ اِسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ أَوَّلُهَا اَلنَّدَمُ عَلَى مَا

    مَضَى وَ اَلثَّانِي اَلْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ اَلْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً وَ اَلثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى اَلْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى

    اَللَّهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ وَ اَلرَّابِعُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا وَ اَلْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اَللَّحْمِ اَلَّذِي

    نَبَتَ عَلَى اَلسُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ اَلْجِلْدَ بِالْعَظْمِ وَ يَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ اَلسَّادِسُ أَنْ تُذِيق

    اَلْجِسْمَ أَلَمَ اَلطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ اَلْمَعْصِيَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ أقول : رواه تحف عقول ابن أبي شعبة الحلبي هكذا :

    قال كميل بن زياد قلت لأمير المؤمنين عليه السّلام : العبد يصيب الذنب فيستغفر اللَّه فما حد الاستغفار ؟

    قال : التوبة . قلت : بس . قال : لا . قلت : فكيف . قال : إنّ العبد إذا أصاب ذنبا يقول « أستغفر اللَّه » بالتحريك . قلت : و

    ما التحريك ؟ قال : الشفتان و اللسان ، يريد أن يتبع ذلك بالحقيقة . قلت : و ما الحقيقة ؟ قال :

    تصديق في القلب و إضمار أن لا يعود إلى الذنب الّذي استغفر منه . قال كميل : فاذا فعلت ذلك فأنا من المستغفرين ؟ قال :

    لا . قال : فكيف ذلك ؟ قال : لأنّك لم تبلغ الأصل بعد . قال :فأصل الاستغفار ما هو ؟ قال : الرجوع

    من الذنب الذي استغفرت منه ، و هي أول درجة العابدين ، و الاستغفار اسم واقع لمعان ست : أوّلها الندم على ما مضى ،


    وهنا كل تائب بحسبه ياخذ من معين امير المؤمنين (عليه السلام ) والاحاديث التي وردت حول التوبة كثيرة منا (التائب من

    الذنب كمن لاذنب له ) وهي اول السلوك الى الله تعالى فهي مزيل لشوك الطريف واصللاح العلاقة مع الله تعالى فكل واحدة من

    الخصال الذميمة تشكل حجاباً بين المخلوق والخالق
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
    المصادر :
    1ـ اصول الكافي ج2
    2ـ كتاب الاربعون حديثاً للامام الخميني
    3 ـ نهج البلاغة
    4ـ مقالات في العرفان


يعمل...
X