بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم احبتي الكرام ورحمة الله وبركاته :
ورد في كتاب عيون اخبار الرضا ان المامون العباسي سال الامام الرضا (عليه السلام )عن قول الله عز و جل (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ )قال الرضا (عليه السلام ) لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله (صلى الله عليه واله ) لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة و ستين صنما فلما جاءهم (صلى الله عليه واله ) بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم و عظم ((و قالوا أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْ ءٌ عُجابٌ وَ انْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَ اصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْ ءٌ يُرادُ ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِإِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ ))
فلما فتح الله على نبيه( صلى الله عليه واله ) مكة قال له يا محمد ((إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ)) عند مشركي أهل مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم و ما تأخر لأن مشركي مكة أسلم بعضهم و خرج بعضهم عن مكة و من بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عله إذا دعي الناس إليه فصار ذنبه في ذلك عندهم مغفورا بظهوره عليهم فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز و جل ((عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ)) قال الرضا (عليه السلام ) هذا مما نزل بإياك أعني و اسمعي يا جارة خاطب الله عز و جل نبيه (صلى الله عليه واله ) و أراد به أمته و كذلك قول الله عز و جل ((لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ))و قوله عز و جل ((وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا ))قال صدقت يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله ((وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ ))قال الرضا (عليه السلام ) إن رسول الله (صلى الله عليه واله ) قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها سبحان الذي خلقك و إنما أراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله فقال الله عز و جل(( أَ فَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَ اتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيماً ))فقال النبي (صلى الله عليه واله ) فلما رآها تغتسل سبحان الذي خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير و الاغتسال فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته بمجي ء رسول الله (صلى الله عليه واله ) و قوله لها سبحان الذي خلقك فلم يعلم زيد ما أراد بذلك و ظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها فجاء إلى النبي (صلى الله عليه واله ) فقال يا رسول الله امرأتي في خلقها سوء و إني أريد طلاقها فقال له النبي ص أمسك عليك زوجك و اتق الله و قد كان الله عز و جل عرفه عدد أزواجه و إنما تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه و لم يبده لزيد و خشي الناس أن يقولوا إن محمدا يقول لمولاه إن امرأتك ستكون لي زوجة فيعيبونه بذلك فأنزل الله عز و جل وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ يعني بالإسلام و أنعمت عليه بالعتق أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ ثم إن زيدا طلقها و اعتدت منه فزوجها الله من نبيه ص و أنزل بذلك قرآنا فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا علم عز و جل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ .
السلام عليك يا مولاي يا علي بن موسى الرضا وجزاك الله عن الاسلام واهله خير الجزاء بما دافعت عن حرمة رسول الله وبينت اياته للعالمين
هذا ودمتم سالمين ..
تعليق