تويت
بسم الله الحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وال محمد
من المعلوم أن الطفل يمر بمراحل مختلفة في حياته ، ففي البداية غير قادر على التفكير بمقدار معتد به ، ثم يوماً بعد يوم تنموا عنده خلايا الدماغ تدريجياً ، وبعد مرور أسابيع يصبح قادراً على التمييز بين أفراد عائلته ، وبعد سنتين فاكثر يحاول أن يثبت وجوده بين أفراد أسرته ، فإذا كانوا منشغلين عنه يقوم بإصدار صوته ، كأن يبكي أو يضحك أو يضرب شيئاً من محتويات المنزل كالأواني ...و...و...
محاولاً بذلك إثبات أنه موجود ، ويا أبي وأمي انتبهوا إلي فأنا هنا :
: : : : : نعم على كل أب وأم أن تتفّهم نفسية وذهنية إبنها الصغير ، لإنه في هذه المرحلة ( 3...6 سنوات ) لأنه من الواضح أن في هذه المرحلة يتصور الطفل أنه كل مايراه حقيقة ولوكان في الواقع خرافة ، فنلاحظه لو رأى وحشاً في أفلام الكارتون ففي الليل لايجرأ أن يتعدى باب الغرفة التي فيها أسرته ، لأنه يتصورأن الوحش الذي شاهده في التلفاز سيخرج له ويلقي القبض عليه ويأكله ! وهكذا حال هذا البريء لو سمع بعض الخرافات (كالسعلوة والشبح والطنطل ...و... ) ، لذلك لو قال لك رأيتُ كذا وكذا ، وقوله ليس له واقع فلا تضربه ولاتقل له (كذاب!) ، لأنه يقول ما في وجدانه ولم يقل غير ذلك ، فهو عند نفسه صادقاً ، ولو فعلت فحينئذٍ سيحقد عليك تدريجياً ، إلى أن تصبح في نظره عدواً من حيث لا تدري !
يوصي التربويون بالابتعاد عن تأنيب الأطفال ولومهم على إبتكاراتهم الخاطئة، وبعدم تعرضهم للحماية المبالغ فيها، أو الإسراف في التدليل، والتعامل مع أسئلة وخيال الأطفال باحترام، وإظهار الاهتمام المباشر بما يقدمونه ويطرحونه ويتساءلون حوله، لأجل تنمية إحساسهم من خلال توجيه انتباههم إلى كل ما هو رائع ومنسق ومنتظم داخل البيت أو الحضانة والمدرسة والشارع أو في الأماكن العامة.
والتركيز على المواد المقدمة في برامج الأطفال السليمة فقط ، وضرورتها لما له من إيجابيات وبالخصوص في السنوات المبكرة من عمره، فالخيال يوسع من ذهن الطفل، وإذا ما تركناه دون محاولة منا لكي يتفتح فلن يستطيع أن يستوعب الكثير فإذا اتسع عقل الطفل، وكثرت المدركات أصبح من الأمور اليسيرة علينا أن نجد فراغا يملأ بالمعرفة والعلم .
ولايتصور أحد أنه يجب تدليل الطفل زيادة عن الحد المعقول ، أوأنه يتركه كالعصفور يعطيه الماء والغذاء ويترك تربيته ، فإن ذلك عين الخطأ وأعظمه ، وإنما يجب معاملته معاملة يتساوى فيها اللين والشدة ، وأن يربيه كما ربى أهل البيت عليهم السلام أولادهم ، وأن يصطحبه إلى دورات ومحافل القرآن الكريم ، والى الدورات الفقيهية ، وتعلم مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات ، ليميز حينئذٍ بين الحسن والقبيح ، وبين النافع والضار ، وأن يرشده فينبهه على الخطأ إن فعل الصبي ذلك ، وأن يشجعه إن فعل فعلاً طيباً ، كحفظه لسورة الحمد ، أو تعلمه كيف يتوضىء ويصلي ، أو مساعته لأمّه في الأمور اليسيرة من شؤن المنزل .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين (عليه السلام)
