هل يدل قوله(إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) النظر إلى الله تعالى
الردّ الأول
وهو ما صرح به إمام المفسرين عند السنَّة، وهوS مجاهد بن جَبْر المكي أبو الحجاج المخزومي المقري مولى السائب ابن أبي السائب، قال السيوطي:Sأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة/23] قال : تنتظر منه الثوابR[1].
ولم ينفرد مجاهد بهذا التفسير ،بل في تفسير عكرمة[2] ، والصحابي عبد الله بن عمر: Sتنتظر أمر ربهاR؛قال القرطبي في تفسيره :S وقيل : إن النظر هنا انتظار ما لهم عند الله من الثواب. وروي عن ابن عمر ومجاهد. وقال عكرمة : تنتظر أمر ربها. حكاه الماوردي عن ابن عمر وعكرمة أيضاًR[3].
وكذلك فسَّرها أبو صالح؛قال ابن أبي شيبة: Sحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ) قَالَ : حَسَنَةٌ (إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة/22، 23]قَالَ : تَنْتَظِرُ الثَّوَابَ مِنْ رَبِّهَاR[4].
وأخرجه ابن جرير أيضاً[5].
ومما يؤيِّد تفسير مجاهد،و عكرمة، وعبد الله بن عمر، وأبي صالح أنَّ اسْتِعْمَالَ النَّظَرِ بِمَعْنَى الِانْتِظَارِ كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ الكريم ، كَقَوْلِهِ تعالى:
(مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) [يس/49]،
وقوله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ الله فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ) [البقرة/210]،
وقوله تعالى(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ) [الأنعام/158]،
(هَلْ يَنْظُرُونَإِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)[الأعراف/53]، (هَلْ يَنْظُرُونَإِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ الله وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [النحل/33]،
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [الزخرف/66]،
(وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) [النمل : 35]،
(وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌإِلَى مَيْسَرَةٍ ) [البقرة : 280].
وهو ما صرح به إمام المفسرين عند السنَّة، وهوS مجاهد بن جَبْر المكي أبو الحجاج المخزومي المقري مولى السائب ابن أبي السائب، قال السيوطي:Sأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة/23] قال : تنتظر منه الثوابR[1].
ولم ينفرد مجاهد بهذا التفسير ،بل في تفسير عكرمة[2] ، والصحابي عبد الله بن عمر: Sتنتظر أمر ربهاR؛قال القرطبي في تفسيره :S وقيل : إن النظر هنا انتظار ما لهم عند الله من الثواب. وروي عن ابن عمر ومجاهد. وقال عكرمة : تنتظر أمر ربها. حكاه الماوردي عن ابن عمر وعكرمة أيضاًR[3].
وكذلك فسَّرها أبو صالح؛قال ابن أبي شيبة: Sحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ) قَالَ : حَسَنَةٌ (إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة/22، 23]قَالَ : تَنْتَظِرُ الثَّوَابَ مِنْ رَبِّهَاR[4].
وأخرجه ابن جرير أيضاً[5].
ومما يؤيِّد تفسير مجاهد،و عكرمة، وعبد الله بن عمر، وأبي صالح أنَّ اسْتِعْمَالَ النَّظَرِ بِمَعْنَى الِانْتِظَارِ كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ الكريم ، كَقَوْلِهِ تعالى:
(مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) [يس/49]،
وقوله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ الله فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ) [البقرة/210]،
وقوله تعالى(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ) [الأنعام/158]،
(هَلْ يَنْظُرُونَإِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)[الأعراف/53]، (هَلْ يَنْظُرُونَإِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ الله وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [النحل/33]،
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [الزخرف/66]،
(وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) [النمل : 35]،
(وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌإِلَى مَيْسَرَةٍ ) [البقرة : 280].
تفسير ابن راهويه
Sوقوله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) [القيامة : 22 ، 23] يقول : يومئذ مشرقة إلى الله ، ناظرة إلى الجنة[6]R.
ومن خلال تفسير الصحابي عبد الله بن عمر، والتابعي عكرمة، وإمام المفسرين عند السنة مجاهد وغيرهم من أئمة علماء السنَّة يتضح أن الآية لا دلالة فيها على رؤية الله تعالى،فهي غير محكمة،ولا يصحُّ بناء عقيدة الرؤية عليها.
[1]الدر المنثور في التفسير المأثور للسيوطي:6/476[سورة القيامة/الآيات: 20-25]،دار الكتب العلمية ،بيروت-لبنان،ط.الثانية؛ط.2004م-1424هـ.
[2]عكرمة مولى بن عباس الذي قالوا عنه أنه من أوعية العلم،وإمام في التفسير، ووثقه غير واحد، قال عكرمة: "كل شيء أحدثكم في القرآن، فهو عن ابن عباس".
[3]الجامع لأحكام القرآن:19/74[سورة القيامة/آية: 22-25]،اعتنى به وصححه: الشيخ هشام سمير البخاري،دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان،ط. الأولى؛1422هـ-2002م.
[4]الكتاب المصنّف في الأحاديث والآثار لابن أبي شيبة:7/209[حديث عبد الأعلى/ح. 35356]،ضبطه وصححه: محمد عبد السلام شاهين، دار الكتب العلمية،بيروت- لبنان،ط.الثانية؛ 2005م- 1426هـ.
[5]الدر المنثور في التفسير المأثور للسيوطي:6/476[سورة القيامة/الآيات: 20-25]،دار الكتب العلمية ،بيروت-لبنان،ط.الثانية؛ط.2004م-1424هـ.
[6]مسند ابن راهويه:3/673،تحقيق : الدكتور عبد الغفور عبد الحق حسين برد البلوسي، مكتبة الإيمان ،المدينة المنورة،ط. الأولى؛1412