تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
دـ كمال أبوالحمد
قليل ما يقابل الأسرة طارئ مفاجئ بأن يبتلع أحد الأبناء عملة معدنية قد أعطاه إياه والده ليشتري شيئاً ما يأكله فإذا بالطفل لا يستطيع أن يأكل وقد يفاجئ الأسرة طارئ أصعب في أثناء تناولهم إحدى وجباتهم فإذا بأحد الأطفال يدخل في نوبة شديدة من الكحة والازرقاق والاختناق وإذا بالأسرة تترك وجبة الأكل وتسرع إلى الطبيب فيخبرهم بأن طفلهم قد ابتلع جسماً غريباً قد تكون بذرة بطيخ·
اللهم صل على محمد وآل محمد
دـ كمال أبوالحمد
قليل ما يقابل الأسرة طارئ مفاجئ بأن يبتلع أحد الأبناء عملة معدنية قد أعطاه إياه والده ليشتري شيئاً ما يأكله فإذا بالطفل لا يستطيع أن يأكل وقد يفاجئ الأسرة طارئ أصعب في أثناء تناولهم إحدى وجباتهم فإذا بأحد الأطفال يدخل في نوبة شديدة من الكحة والازرقاق والاختناق وإذا بالأسرة تترك وجبة الأكل وتسرع إلى الطبيب فيخبرهم بأن طفلهم قد ابتلع جسماً غريباً قد تكون بذرة بطيخ·
إن ابتلاع الجسم الغريب قد يؤدي إلى وفاة الطفل ويعتبر السبب السادس من أسباب موت الأطفال المفاجئ ويعتبر أهم سبب لوفاة الأطفال تحت عمر السادسة، ويتوفى سنوياً في الولايات المتحدة الأمركية نحو 600 طفل أقل من عمر 15 سنة نتيجة ابتلاع الأجسام الغريبة، والبنين أكثر عرضة من البنات إلى درجة الضعف لهذه الحالة·
ويصيب الأطفال غالباً في عمر سنة إلى ثلاث سنوات ويحدث ابتلاع الأجسام الغريبة أثناء تناول الأطفال أكل البطيخ أو الفول السوداني أو بذور عباد الشمس، حيث إن حنجرة الطفل تكون في مستوى علوي من الرقبة كما أن الأطفال دائماً ما يلعبون في أثناء الأكل فيحدث خلل عصبي أثناء البلع فينزلق الجسم الغريب إلى الحنجرة بدلاً من المريء مما يؤدي إلى:
ـ مرحلة أولى وتستمر نصف ساعة: حيث يصاب الطفل بنوبة شديدة من الكحة والارزقاق والاختناق والشنقة وقد يتوفى الطفل في هذه المرحلة إذا سد الجسم الغريب المسافة بين الحبلين الصوتيين·
ـ مرحلة الهدوء: وقد تستمر هذه المرحلة أياماً حيث لا يظهر أي شيء غريب بالطفل فتراه يتنفس بصورة طبيعية ولا يسمع أي شيء على صدره، وغالباً ما يكون الجسم الغريب مادة خاملة مثل مسمار ، أما إذا كانت مادة عضوية مثل البذور، فإن الطفل يصاب بالتهاب رئوي حاد مع ارتفاع في درجة حرارة الطفل وكحة وصعوبة في التنفس·
ـ مرحلة ظهور الأعراض: وتختلف تبعاً لاختلاف حجم وشكل ونوعية الجسم الغريب ومكان وقوف الجسم الغريب بالقصبة الهوائية والرئة فقد يكون الجسم الغريب كبيراً بحيث يقوم بسد إحدى الرئتين مما يؤدي إلى ازرقاق الطفل وصعوبة تنفسه كما أن الجسم الغريب قد يكون متوسط الحجم فيعمل كصمام يسمح يدخل الهواء إلى الرئة ويمنع خروج الهواء مما يؤدي إلى امتداد الرئة وقلة عملية تبادل الغازات داخلها مما يؤدي إلى صعوبة التنفس·
فعند وصول الطفل إلى الطبيب قد يكون في حالة شديدة من الاختناق والازرقاق فيقوم الجراح بعمل شق قصبي للطفل لحين تجهيزه لعمل منظار حنجري وللقصبة الهوائية·
أما إذا كان الطفل في حالة مستقرة فيقوم الطبيب بعمل أشعة على صدر الطفل فيظهر الجسم الغريب ، أما إذا كان الجسم الغريب من مادة لا تظهر في الأشعة فتظهر الرئة إما منتفخة أو مبططة أو ملتهبة ثم يقوم الطبيب بعمل منظار تحت تخدير كلي لاستخراج الجسم الغريب عن طريق المنظار الصوتي بالجفت الخاص بذلك·
أما ابتلاع الجسم الغريب فإنه يصيب الأطفال والكبار والكهول فقد يبتلع الطفل عملة معدنية في أثناء لعبه بها، أما الكبار وخصوصاً السيدات فقد تبتلع إبرة تثبيت الحجاب ، حيث إن الفتيات يقمن ما غالباً بوضع أكثر من إبرة بفمهم أثناء تثبيتهم الحجاب، وقد تنادي عليها أختها أو أمها فتقوم بالرد عليهم فتنزلق الإبرة من فمها إلى البلعوم ثم إلى المريء، كما أن كبار السن قد يقومون بأكل السمك أو الدجاج دون المضغ الجيد فتقف الأكلة في بداية المريء لانزلاق شوكة سمك أو عظمة فراخ وقطعة كبيرة من اللحم مما يؤدي إلى صعوبة البلع وعدم القدرة على الأكل وبعمل أشعة على الرقبة يظهر الجسم الغريب ، ثم يقوم الطبيب بعمل منظار للمريء تحت تخدير كلي لاستخراج الجسم الغريب باستخدام الجفت الخاص بالجسم الغريب·
وفي دراسة أجريتها بكلية طب سوهاج، في مصر على الحالات التي تمت مناظرتها بقسم الأنف والأذن والحنجرة في كلية طب سوهاج خلال عام كامل بداية من شهر مايو 2002م حتى بداية شهر مايو 2003م، لقد تم استقبال ودخول 34 مريضاً لابتلاع جسم غريب دخل الرئة، و231 مريضاً لابتلاع جسم غريب في البطن، وبعد أخذ التاريخ المرضي من هذه الحالات وإجراء الكشف الطبي عليها وإجراء بعض الفحوصات اللازمة من أشعات على الصدر خلفي وأمامي وجانبي، وتحديد أماكن وجود الجسم الغريب، تم إجراء عملية استخراج لهذه الأجسام الغريبة، وفي نجد اختلاف أنواع الأجسام الغريبة التي تم استخراجها مثل شوكة سمك (طول 33 مم)، ورأس إبرة تثبيت حجاب (طول 51مم)، >وياي< قلم جاف (طول 12 مم)، ونجمة حديدية (قطر 20 مم)، وخلفية قلم جاف (طول 52مم)، وجزء من معدن هوائي مذياع (طول 55مم)·
ومن هذه الدراسة استنتجت التالي:
1 ـ إن معظم حالات ابتلاع الجسم الغريب تحدث في مرحلة عمرية أقل من خمس سنوات كما أن معظمها إما بذرة عباد الشمس >اللب الأسمر< (8 حالات 24%)، وبذرة البطيخ (5 حالات 51%)، والفول السوداني (6 حالات 18%)·
ـ إن معظم حالات ابتلاع الجسم الغريب تحدث في مرحلة عمرية إما من خمس سنوات إلى 12 سنة أو من 55 سنة إلى 60 سنة، كما أن معظمها في الصغار عملة معدنية (89 حالة 74%)، وفي الكبار ابتلاع كمية كبيرة من اللحوم (12 حالة 9%)، أو شوك السمك (8 حالات 6%)·
ـ بعض الحالات قد تأتي في صورة طبية مشابهة لاستنشاق جسم غريب ثم بإجراء المنظار نجد الجسم الغريب بالمريء وحالات أخرى قد تأتي في صورة طبية مشابهة لبلع الجسم الغريب ثم نجد الجسم الغريب بالقصبة الهوائية، فيجب مراعاة ذلك عند إجراء المناظير·
ـ يجب تدقيق الرقابة على الأطفال وإبعاد الأجسام الغريبة من متناول أيديهم·
ـ يجب على الكبار عدم السرعة عند الأكل ومضغ الأكل جيداً قبل البلع·
هذه نبذة مختصرة عن طارئ ابتلاع الجسم الغريب لعلنا نلاحظ أطفالنا بعدم توفير الفول السوداني أو بذور البطيخ أو بذور عباد الشمس لديهم أو التنبيه على الكبار بمضغ الأكل جيداً حتى لا تصيبهم هذه الورطة·
تعليق