بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
الأخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الشبه المثاره من قبل الأخرين في خصوص حديث الغدير ,حيث انهم يقولون لو كان حديث الغدير واضح الدلالة على إمامة وخلافة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فكيف أعرض عنه هذا العدد من الصحابة ؟!
والإجابة على هذه الشبهة تكون في عدة نقاط منها :
أولا : يكفي أن الصحابة قد فهموا مدلول حديث الغدير ، ويتضح ذلك في الحادثتين الآتيتين :
1-تهنئة أبي بكر وعمر لأمير المؤمنين "ع" بالولاية ، وقد ذكر ذلك من علماء السنة : الحافظ ابن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، والحافظ أبو يعلى ، والحافظ ابن عقدة ، والدارقطني ، والبيهقي ، والخطيب البغدادي ، وابن حجر ، وغيرهم .
2- جاء في كتاب ( وقعة صفين ) للحافظ السني إبراهيم بن ديزيل بسنده عن رباح بن الحارث النخعي ، قال : "كنت جالسا عند علي عليه السلام ، إذ قدم عليه قوم متلثمون ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا ، فقال لهم : أو لستم قوما عربا ! قالوا : بلى ، ولكنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله .
قال : فلقد رأيت عليا عليه السلام ضحك حتى بدت نواجذه ، ثم قال : اشهدوا .
ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم فتبعتهم ، فقلت لرجل منهم : من القوم ؟ قالوا : نحن رهط من الانصار ، وذاك - يعنون رجلا منهم - أبو أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : فأتيته فصافحته" .
ورجال السند كلهم ثقات .. وقد روى هذه الحادثة أيضاً : أحمد بن حنبل في ( فضائل الصحابة ) ، وذكره الألباني في ( سلسلة الأحاديث الصحيحة ) وقال : "وهذا إسناد جيد رجاله ثقات" ، ورواها الطبراني في المعجم الكبير .
ثانياً : لقد صحّ عن الإمام علي عليه السلام أنه قال : "إنه مما عهد إليّ النبي : أن الأمة ستغدر بي بعده" ، رواه الحاكم في المستدرك وصححه ، وكذلك الذهبي في تلخيصه ، وممن رواه أيضاً : ابن أبي شيبه والبزار والدارقطني والخطيب والبيهقي وغيرهم .
فالإنقلاب على علي "ع" حقيقة أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ثالثاً : امتلأت صحاح أهل السنة – كالبخاري ومسلم - بالروايات النبوية التي تذكر الانقلاب على الأعقاب والتغيير والتبديل بعد النبي "ص" ، فمنها "ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا ... فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم" . وفي رواية أخرى "فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم" . فلماذا العجب من الانقلاب على أمير المؤمنين عليه السلام بعد مبايعته يوم الغدير ؟!
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . رواه الطبراني الحاكم النيسابوري وصحّحه . فاتباع علي عليه السلام واجب ، وإن قلّ متبعوه .
وبالتالي فان حديث الغدير ثابت وصحيح واحتج به امير المؤمنين عليه السلام لكن نقول سوف يعلم الذي ظلموا اي منقلب ينقلبون .
تعليق