بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الصلاة وازكا التسليم على محمد وآله الطاهرين
بعد الصلاة وازكا التسليم على محمد وآله الطاهرين
ترى هل خلق الانسان من أجل ان يأكل ويشرب ويعمل وينتج وينشغل بسائر الأمور المادية ، وهل ستسد هذه الممارسات فراغ النفس وحاجتها الى ان تعيش مستقرة ومطمئنة،
ان النااس على صنفين في هذا المجال ؛ اي في هدفية هذه الحياة ، فهناك من استطاع ان يشبع حاجاته فاطمأنت معيشته وعرف كيف يتعامل مع الحياة حتى يحين أجله ويمضي الى ربه مطمئنا بالحقيقة التي عرفها ، وهؤلاء هم المؤمنون بالله من الناس وهم الصنف الأول .
اما الصنف الثاني - ولعله هو الغالب في المجتمعات الانسانية - فانهم يبقون على تيههم وضلالهم ومعاناتهم من فراغ الحياة مهما وفرت لهم من ملاذها وبهارجها وما تشتهيه انفسهم فيها ، فهم يبقون في حاجة مستمرة الى اشباع الجانب الروحي من
حياتهم ، ويظلون يعيشون فراغا في حياتهم فلا يصلون الى الشعور بالسعادة واللذة الحقيقية ، 0ذلك لانهم غير مؤمنين في واقع انفسهم وان ادّعوا الايمان ، ومثل هؤلاء يظلون يعانون من القلق العميق في انفسهم ، وتبقى قلوبهم في توتر ، واضطراب حتى يسلموا انفسهم الى بارئها .
وعلى هذا فان الأموال والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والقصور الفخمة ... كلها لايمكن ان تسد الحاجة الاساسية في النفس الانسانية ، ولايمكن ان تشعل فيها شمعة السعادة والطمأنينة الحقيقية ، ومن المستحيل ان توقف اضطراب الروح وقلق القلب ، فالذي يفعل كل ذلك انما هو الايمان بالله الواحد الاحدي ، الأبدي السرمدي ، الرحمان الرحيم ، واللطيف الكريم ، فعنده - سبحانه وتعالى - تجد النفس برد اليقين وفيء الايمان .
ولهذا يجدر بالانسان ان يكون من الصنف الاول جعلنا الله واياكم من العارفين
ولهذا يجدر بالانسان ان يكون من الصنف الاول جعلنا الله واياكم من العارفين
تعليق