للسنة الخامسة في مسيرة النشاطات القرآنية في مدرسة الإمام الحسين(عليه السلام) الدينية
افتتحت المسابقة القرآنية النسوية في الترتيل في العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك لسنة 1433هـ
وذلك على قاعة خاتم الأنبياء في الصحن الحسيني المطهر
وقد ألقى سماحة الشيخ أحمد الصافي مدير المدرسة والمشرف العام على جميع نشاطاتها القرآنية
كلمة أخلاقية وضح فيها الهدف من إقامة المسابقة هذا نصها:
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم
إلى قيام يوم الدين اللهم وفقنا وسائر المشتغلين بالعلم والعمل الصالح بمحمد وآله الطاهرين.
من أعظم نعم الله على الإنسان هو القرآن الكريم وهذه النعمة كغيرها تحتاج إلى الشكر كي تدوم والقرآن جاء لإسعاد البشر
وتلبية احتياجاته وهدايته في حياته الممتدة من عالم الميثاق إلى عالم الخلود إلى ما شاء الله.
ومن جملة عطاءات هذا الكتاب العزيز؛ أن علمنا كيف نقرؤه وهو بنفسه أعطانا قانوناً وبرنامجاً لكيفية تلاوته
وتأتي السنة النبوية وامتدادها الأئمة المعصومين(عليهم السلام) لتوضح المراد من الآية الكريمة((ورتل القرآن))
بالقول والعمل لتقول أن الترتيل هو أن تتمكث فيه وتحسن فيه صوتك,وكذا عندما نقرأ الآية الكريمة
((الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به..)) تدل على أن حق التلاوة للكتاب هو الايمان بما جاء به وما أدراك ماالايمان.
ومن معطيات أحكام التلاوة ووجوه القراءات أن بينت لنا بعض الأحكام الفقهية في دراستنا وتدريسنا للفقه والأصول.
وما تقوم به الأخوات في هذه المسابقة؛ اللجنة التحكيمية ولجنة الاختبار والمشتركات
هو إستجابة للنداء الالهي ((ورتل القرآن))الذي خاطب به نبيه الكريم, وتتفاوت الإمكانيات في أداء الترتيل
للوصول إلى القراءة الصحيحة التي قرأها الأمين جبرائيل على نبينا وقرأها (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله))
على المسلمين لذا تقام المسابقات لاكتشاف الطاقات الحقيقية من خلال المنافسة على الفوز في المراتب الأولى في التلاوة
للوصول إلى القمة في حسن الأداء من خلالها.
ومن ناحية العمل في المجال القرآني للعنصر النسوي فقد كانت المرأة متأخرة فيه منذ سنين
وأردنا أن نلحقها بركب الرجال لأنها لا تقل عنهم امكانية ولزيادة الثقة بنفسها مع الأخذ بالمحاذير في صوت المرأة
وما يتركه من أثر في أدائها, فأقمنا برامج خاصة لتطوير قابلياتهن وصقل مواهبهن
من خلال الدروس التخصصية والدورات التأهيلية لإعدادهن للعمل في هذا المجال
ومنها هذه المسابقة وللسنة الخامسة وهي اليوم بحمد الله تعالى تديرها نخبة من الأستاذات في مدرستنا
وهذا المشروع هو الأول من نوعه في العتبة وفي الحوزات بفضل الله علينا وبركات سيد الشهداء (عليه السلام).
وعليه لابد أن يكون القصد إلى هذا العمل قربي وخالص لله تعالى, ولا تفلح أي واحدة منكن إذا لم يكن عملها قربة إليه تعالى
وان نجحت ظاهراً فهي فاشلة باطناً لأن التوفيق منه جل وعلا.
وهذه المسابقة تعد من الصناعات المنطقية التي تسيطر عليها بعض الآفات كالغرور والعجب والزهو
وإذا فقد الإنسان فيها نية القربة الخالصة سوف لن يستطيع تداركها بالإعادة كما يتدارك الخلل في نيته لأداء الصوم والصلاة مثلاً
وبالتالي تفشل المتسابقة ويكون ما حصلت عليه من مكافأة وامتيازات لا يخلو من شبهة والعياذ بالله.
كما ينبغي للمتسابقة أن تتحلى بالعقل والتأني وتكون حكيمة ودقيقة في خطواتها لا أن تشترك لأجل الهوى والسمعة,
ولو سألت عن سبب مشاركتها ينبغي لها أن تجيب بكل قناعة وتحدد هدفها ولا تناقض نفسها وتتجنب المشاركات
التي تهدف إلى تغيير أخلاقها وزعزعة ثوابتها فقد تكون المشاركة أحياناً طريق للانحراف عن الخلق الإسلامي
وتربية الأسرة وتصير الفتاة العوبة بيد الآخرين لتحقيق غاياتهم الدنيوية وأغراضهم الدنية
ولو خرجت البنت عن فطرتها دب الخراب في الأسرة واستشرى في المجتمع,
ولعل البعض منكن يقول لا أريد المال ولا الهدية بل أريد الفوز بالمرتبة الأولى فقط ,
وما فائدة الفوز إذا كان فيه ذلة ومهانة وتملق ؟ في حين يكون جلوسها في الدار أكرم وأصون وأشرف لها,
وتكون في منجى من الصراعات النفسية التي تخلفها المنافسات الغير مشروعة.
نسأله تعالى أن يهدينا للسير في خطى الأنبياء والعمل بتوصياتهم ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا..))
وأن نستعين به تعالى لأجل التغيير واتباع القول الحسن ونسأله تعالى وهو مقلب القلوب والأبصار أن يحول حالنا إلى أحسن حال
فيتحول فينا الكره إلى محبة والطمع إلى قناعة والغواية إلى رشد
وأن يمكننا لخدمة المتعلمين للإرتقاء بقراءاتهم إلى أفضل ما يكون
ويوفقنا للعمل بما جاء به كتابه الكريم بفضله وبفضل الصلاة على محمد وآله الطاهرين.
تعليق