إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطبة الإمام علي عليه السلام إبنة أبي جهل كذب وإفتراء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطبة الإمام علي عليه السلام إبنة أبي جهل كذب وإفتراء

    بسم الله الرحـمن الرحيم

    اللهم صلّ على محــــــــــمد وآل محمد




    خطبة علي (ع) ابنة أبي جهل كذب وافتراء



    يمتاز الإنسان عن سائر أنواع الحيوان بلُبِّه وعقله

    فإذا سمع خبرا فهو لا يقبله إلا بعد ما يمضغه بفكره ويهضمه عقله ولبه، فإذا كان معقولا قبله، وإذا كان غير معقول رده، ولذا قال تعالى في كتابه الكريم: (فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب).

    هذا الخبر وهو خطبة علي (ع) ابنة أبي جهل، وغضب النبي (ص) لذلك ، نقله بعض أسلاف أهل السنة في كتبهم وهم على عاداتهم تلقوا الخبر ووزنوه ٌبعقولهم حتى وجدوه مردودا غير معقول ولا مقبول عند ذوي الألباب، وذلك لجهات منها:

    أولا: اجمع علمائهم وأعلام مفسريهم أن عليا (ع) داخل في من شملتهم آية التطهير، فهو بعيد وبرئ من كل رجس ورذيلة.

    ثانيا: أن الله سبحانه جعله في آية المباهلة نفس النبي (ص).

    ثالثا: كان علي (ع) باب علم الرسول كما أعلن ذلك هو صلى الله عليه وآله وسلم، و أخباره من مصادرهم.

    فكان (ع) أعلم الأمة بعد رسول الله (ص) بالقرآن وأحكامه وبالإسلام وفرائضه، وكان (ع) أحوط الناس في العمل بالقرآن وأجهدهم في كسب مرضات الله ورسوله (ص) والله سبحانه يقول: (وما كان لكم أن توذوا رسول الله).

    ثم كيف قبلت عقولكم أن رسول الله (ص) وهو صاحب الخلق العظيم يغضب على أفضل عباد الله بعده والذي يحب الله تبارك وتعالى كما عرفه حين أعطاه في خيبر، فيغضب عليه لا لشيء سوى أنه أراد أن يرتكب أمرا مباحا، أباحه الله سبحانه في كتابه لكل المسلمين من غير استثناء فقال: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع

    وعلى فرض أن عليا (ع) خطب ابنة أبي جهل، هل كان يحرم عليه ذلك أم يجوز؟! فكيف تقبل عقولكم أن يغضب سيد المرسلين وصاحب الخلق العظيم على سيد كريم مثل ابن عمه أمير المؤمنين لهذا الأمر المباح المشروع الذي سنه الله تعالى وعمل به هو أيضا (ص)؟!

    فالنبي صلوات الله وسلامه عليه أجل وأكرم من ذلك، ونفسه القدسية أزكى وأعظم من أن تتأثر بهكذا أمور.

    لذا فكل إنسان مؤمن وعاقل، يعرف كذب هذا الخبر وأنه افتراء على رسول الله (ص)، وهذا الخبر يحط من شخصيته وكرامته، صلوات الله عليه قبل أن يحط من شخصية الإمام علي (ع) وكرامته.

    لذلك : لا شك ولا ريب أن هذا الخبر وضعه بنو أمية لأنهم أعداء النبي (ص) وأعداء علي (ع). وهذا ليس هو رأينا فحسب بل هو رأي بعض أعلامهم أيضا.

    فقد نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج4 / 63 / طبع دار إحياء الكتب العربية / تحت عنوان [ فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي (ع) ] قال: وذكر شيخنا أبو جعفر الإسكافي رحمه الله تعالى... أن معاوية وضع قوما من الصحابة و قوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي (ع)، تقتضي الطعن فيه و البراءة منه، و جعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله، فاختلقوا ما أرضاه منهم أبو هريرة و عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة و من التابعين عروة بن الزبير ـ وبعد ما نقل نماذج من أحاديث كل واحد منهم قال ـ: و أما أبو هريرة فروي عنه الحديث الذي معناه أن عليا (ع) خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول الله (ص)، فأسخطه، فخطب على المنبر و قال: " لاها الله! لا تجتمع ابنة ولي الله و ابنة عدو الله أبي جهل! إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها، فإن كان علي يريد ابنة أبي جهل فليفارق ابنتي، و ليفعل ما يريد "، أو كلاما هذا معناه، و الحديث مشهور من رواية الكرابيسي.


    ثم قال ابن أبي الحديد: هذا الحديث أيضا مخرج في صحيحي مسلم و البخاري عن المسور بن مخرمة الزهري، و قد ذكره المرتضى في كتابه المسمى " تنزيه الأنبياء و الأئمة " و ذكر أنه رواية حسين الكرابيسي، و أنه مشهور بالانحراف عن أهل البيت (ع) و عداوتهم و المناصبة لهم، فلا تقبل روايته. انتهى كلام ابن أبي الحديد.


    إضافة على ما نقلته في الموضوع أقول: الأخبار التي تصرح بأن إيذاء فاطمة (ع) يكون إيذاء للنبي (ص) لا تختص بخبر خطبة (ع) ابنة أبي جهل! بل كما ورد في مصادركم وكتبكم أن النبي (ص) في موارد كثيرة ومناسبات عديدة صرح بهذا المعنى بعبارات مختلفة.
    كما نقبنا بعضها. أنقل إليكم الآن خبرا ما نقلته من قبل:

    روى أحمد بن حنبل في مسنده، والخواجة بارسا البخاري في كتابه فصل الخطاب، والمير سيد علي الهمداني الشافعي في المودة الثالثة عشر من كتابه مودة القربى، عن سلمان الفارسي عن رسول الله (ص) قال: حب فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر تلك المواطن الموت و القبر و الميزان و الصراط و الحساب، فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه و من رضيت عنه رضي الله عنه و من غضبت عليه ابنتي فاطمة غضبت عليه و من غضبت عليه غضب الله عليه، ويل لمن يظلمها و يظلم بعلها عليا (ع) و ويل لمن يظلم ذريتهما و شيعتهما.
    فليت شعري! ما هو تحليلكم للخبر الذي نقله جل أعلامكم وأصحاب الصحاح حتى البخاري ومسلم بأن فاطمة (ع) ماتت وهي ساخطة على أبي بكر وعمر؟!

    ولعل قائل يقول:هو أن هذه الأخبار والأحاديث المصرحة بأن إيذاء فاطمة إيذاء النبي (ص) وأن من أغضبها فقد أغضب رسول الله (ص). مقبولة ومحمولة فيما إذا كان غضبها لأمر ديني لا دنيوي، وأنتم تقولون أنها غضبت على أبي بكر وعمر من أجل فدك، إذ إنها ادعت تملكها فرداها ولم يقبلا منها، فكان سخطها لأمر شخصي وهذا أمر طبيعي فكل إنسان إذا أراد شيئا ولم يصل إليه فيتأثر نفسيا ، وكان سخط فاطمة من هذا القبيل، وهي بعد ما عادت المياه إلى مجاريها وسكنت الفورة ، ورضيت بحكم الخليفة وسكتت، ولذلك لما بويع علي وجهه بالخلافة وتمكن من استرداد فدك، لم يحرك ساكنا ولم يغير حكم أبي بكر وما استرد فدك وإنما تركه على ما كان في عهد الخلفاء الراشدين قبله. وهذا دليل على أنه كان راضيا بحكم أبي بكر لأنه كان حقا.


    ولتظهر النتيجة وانكشاف الحقيقة فالجواب:

    أولا: الموضوع في الأحاديث النبوية صريحة ومطلقة فتشمل الأمور الدنيوية وغيرها، فلا أدري من أين جاء الحافظ حفظه الله بهذا التفصيل؟
    ثانيا: كل علماء المسلمين من الشيعة وأهل السنة قد أجمعوا على أن فاطمة الزهراء (ع) كانت امرأة مثالية، وكانت في أعلا مرتبة من مراتب الإيمان بحيث أنزل الله تعالى في شأنها آيات من الذكر الحكيم وشملتها آية التطهير وآية المباهلة وسورة الدهر، وقد مدحها رسول الله (ص) وعرفها بأنها سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء أهل الجنة، وأنها امتلأت إيمانا، ومثلها لا تسخط لأجل أمر دنيوي ومادي ، بذلك السخط الذي لا يزول إلى آخر حياتها. وهي تعلم بأن كظم الغيظ والعفو عن الخاطئين من علائم الإيمان والمؤمن ليس بحقود، إلا أن يكون السخط من أجل الله تعالى، فإن المؤمن حبه وبغضه في الله ولله سبحانه وتعالى، فكيف بفاطمة وهي سيدة نساء العالمين ـ كما في الحديث الشريف ـ وقد طهرها الله عز وجل من الأرجاس والرذيلة والصفات الذميمة ولقبها أبوها بالطاهرة المطهرة، وهي ماتت ساخطة على أبي بكر وعمر ، كما هو إجماع أهل الصحاح والمحدثين؟ فما كان سخطها إلا لأمر ديني لا دنيوي، وإنها غضبت عليهما لأنهما غيرا دين الله وخالفا كتاب الله كما احتجت عليهما في خطبتها التي مر ذكرها بالآيات القرآنية.

    وأما قول القائل: إن فاطمة رضيت فسكتت، لا والله ما رضيت، ولكن حين رأت القوم الخصماء لها لا يلتفتون إلى كلامها ولا يسمعون دلائلها وهم مصرون على باطلهم وظلمهم فسكتت، وما كان لها إلا أن تسكت، ولكن أبدت سخطها عليهم، بأن أوصت إلى زوجها الإمام علي (ع) أن لا يحضر جنازتها وتشييعها أحد ممن آذاها وظلمها، ولا يدع أحدا يصلي عليها.

    وأما قول القائل ـ: بأن عليا (ع) حيث لم يرد فدكا إلى أولاد فاطمة.

    فقد أمضى حكم الخليفة، فهو خطأ، لأنه الامام علي (ع) ما تمكن من أن يغير ما ابتدعه الخلفاء قبله، فكان (ع) مغلوبا على أمره من طرف المخالفين والمناوئين وهم الناكثين والقاسطين فكانوا له بالمرصاد حتى يأخذوا عليه نقطة خلاف فيكبروها ضده ويجعلوا من تلك النقطة منطلقا إلى تضعيف حكومته الحقة، كما ظهر ذلك في بعض القضايا مثل تغيير مكان المنبر، حيث إن الخلفاء قبله غيروا مكان منبر رسول الله (ص) ونقلوه إلى مكان آخر في المسجد، فلما جاء الإمام علي (ع) وتسلم أمر الخلافة أراد أن يرجع المنبر إلى مكانه الذي كان على عهد النبي (ص) فضج المخالفون له وأحدثوا بلبلة حتى منعوه.

    وكذلك مثالا آخر، أراد (ع) أن يمنع الناس من إقامة صلاة التراويح جماعة، لأن النبي (ص) منع أن تقام النوافل جماعة، وإنما تختص الجماعة بالفرائض اليومية وغيرها من الفرائض، وإذا بالمناوئين ضجوا واجتمعوا يهتفون وا سنة عمراه!!

    وصلاة التراويح ـ كما روى البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري ـ ابتدعها عمر بن الخطاب، وقد عين أُبي بن كعب إمام لأهل المسجد في ليالي رمضان المبارك ليصلي بهم النوافل جماعة، فلما دخل المسجد ورأى الناس امتثلوا أمره، فقال: نعمة البدعة هذه!!
    فتركهم علي وشأنهم، لما رأى المنافقين اتخذوا هذا الأمر مستمسكا ضده لخلق الفتن.

    وكذلك في الكوفة لما أراد أن يمنعهم من إقامة صلاة التراويح جماعة، فهتفوا ضده، فتركهم!!
    فما تمكن علي (ع) في أيام خلافته أن يغير هذه الأمور البسيطة التي لا تنفعهم، فكيف كان يمكن له أن يسترد فدكا وقد انضمت إلى بيت المال؟!

    ولكي تعرفوا أن عليا (ع) ما أمضى حكم أبي بكر بل وكل وفوض حكم فدك ومحاكمة فاطمة وخصمائها إلى الله الحكم العدل.
    فراجعوا نهج البلاغة / كتابه إلى عثمان بن حنيف ال،صاري وكان عامله على البصرة وهو الكتاب رقم 45.

    يقول فيه الإمام (ع) بالمناسبة: "... فَوَاللَّهِ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً، وَ لا ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً، وَ لا حُزْتُ مِنْ أَرْضِهَا شِبْراً، بَلَى كَانَتْ فِي أَيْدِينَا فَدَكٌ مِنْ كُلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّمَاءُ، فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ، وَ سَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ آخَرِينَ، وَ نِعْمَ الْحَكَمُ اللَّهُ... ".
    فهذا كلام الإمام علي (ع) يقول: " وَ نِعْمَ الْحَكَمُ اللَّهُ "... ومعناه: أنني سوف أطالبهم حقي يوم الحساب... يوم لا تظلم نفس عن شيئا... والحكم يومئذ لله.

    وأما سيدتنا فاطمة (ع) فقد قالت لأبي بكر وعمر: فإني أشهد الله و ملائكته أنكما أسخطتماني و ما أرضيتماني، و لئن لقيت النبي (ص) لأشكونكما إليه ـ وقد مر تفصيل الكلام من رواية ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ـ.

    وكما نقل بعض المؤرخين كانت في أواخر أيام حياتها تخرج إلى قبر أبيها رسول الله (ص) وهناك تشكو اهتضامها وتقول: أبتاه أمسينا بعدك من المستضعفين ، و أصبحت الناس عنا معرضين!! ثم تأخذ تراب القبر فتشمه وتنشد:


    ماذا على من شم تربة أحمد أن لا يشم مدى الزمان غواليا
    صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا

    فماتت مقهورة مظلومة، في ربيع العمر وعنفوان الشباب، وأوصت إلى علي (ع) أن يغسلها ويجهزها ليلا، ويدفنها ليلا إذا هدأت الأصوات ونامت العيون ، وأوصت أن لا يشهد جنازتها أحد من ظلمها وآذاها.

    وامتثل الإمام علي (ع) أمرها وعمل بوصيتها.

    ولما وضعها في لحدها وأهال عليها التراب، هاج به الحزن فتوجه إلى قبر رسول الله (ص) يقول: السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك، والسريعة اللحاق بك... إلى أن يقول:

    فإنا لله و إنا إليه راجعون، فلقد استرجعت الوديعة، و أخذت الرهينة! أما حزني فسرمد، و أما ليلي فمسهد، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم، و ستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها، فأحفها السؤال، و استخبرها الحال، هذا و لم يطل العهد، و لم يخل منك الذكر، و السلام عليكما سلام مودع، لا قال و لا سئم... الخ.
    كنت في أواخر حديثي هذا مستعبرا باكيا، وكذلك أكثر أهل المجلس بل كلهم، وكان الحافظ حفظه الله منكسا رأسه إلى الأرض ودموعه تجري ويستغفر الله ويردد الآية الكريمة:
    (إنا لله وإنا إليه راجعون).
    *********************
    ليالي بيشاور




    ************************************************** ********************

    صبرا جميلا ما اقرب الفرج ****** من راقب الله في الامور نجا

    من صدق الله لم ينله اذى ***** ومن رجاه يكون حيث رجا

    لقد كتموا آثار آل محمد محبوهم خوفا وأعداؤهم بغضا


    فأبرز من بين الفريقين نبذة بها ملأ الله السماوات والأرضا

    http://alhussain-sch.org/forum/image...ine=1361119167
يعمل...
X