مختارات من الرباعيات
ربيع السعيد عبد الحليم

دوما راقب!
كُنْ حَارِسَاً لِلْقَلْبِ دَوْماً رَاقـِبْ ** إِنَّ الهَوَى ـ فِي غَفْلَةٍ لَـكَ ـ غَــالِبْ
ربيع السعيد عبد الحليم
دوما راقب!
كُنْ حَارِسَاً لِلْقَلْبِ دَوْماً رَاقـِبْ ** إِنَّ الهَوَى ـ فِي غَفْلَةٍ لَـكَ ـ غَــالِبْ
لاتَحْقِـــرَنَّ صَغِيْــرَةً فَخِلالَهَـــا ** يَسْرِي اللَّعِيــــنُ بِرَاجِـلٍ وَبِـرَاكِبْ
شَيْئـــاً فَشَيْئـــاً يَفْقِــــدُ الحِصْنُ المَنَـاعَةَ : يُستَبَــاحُ لِنَاعِـــقٍ وَلِكَـاذِبْ
دُمْ ذَاكِرَاً..لا يَنْطَفِي نُورُالهُدَى ** يَحْمِيكَ مِنْ فِتَنِ اللَّعـُوبِ الكَـاعِبْ
كن واعيا!
كن واعيا!
لا فَضْــلَ إِلا بِالتُّقَـــى ** فَــــــازَ التَّقِــيُّ وَوُفِّــقَــــا
لا تَزْهُو بِالْمَـــــالِ الْوَفِيـــــــــــرِ وَإِنْ أَتَـى مُتَدَفِّقَــــا
وَانْظُرْ إِلَى أَعْبَــائِــهِ ** سَتَـــرَاكَ دَوْمــاً مُشْفِقَـــا
هُوَ مِحْنَــةٌ لا مِنْحَـــةٌ ** كُـــنْ وَاعِيـاً! لَـــنْ تُخْفِقَــا
سبيل النجاة
سبيل النجاة
رَأَيْتُ الْمِرَاءَ يُضِيعُ الإِخَاءَ ** وَيُلْقِي بِنَا في مَهَـاوِي الْفَشَــلْ
فَبَشِّرْ وَيَسِّرْ وَسَدِّدْ وَقَارِبْ ** وَنَمِّي الْمَحَبَّةَ يَحْلُو الْعَمَــــلْ
فَعُمْرٌ قَصِيرٌ وَوَقْتٌ قَلِــيلٌ ** حَذَارِيكَ يَمْضِي عَدِيمَ الأَمَــلْ
وَذِكْرُ الإِلَهْ سَبِيلُ النَّجَاةِ ** ضِيَاءُ الْقُلُوبِ شِفَـاءُ الْعِلَـلْ
يا نفس مهلا!
يا نفس مهلا!
أَيَا نَفْــسُ مَهْــلاً ثُمَّ مَهــْلاً تَأَدَّبــِي ** أَحَاطَتْ بِكِ الأَهْـوَاءُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
بِطَبْـــلٍ وَزَمْــرٍ وَانْبِهَـــارِ مُـــرَوِّجٍ ** وَإِغْــرَاءِ فَتَّـانٍ وَتَزْيِــينِ مُـعْجــَبِ
تَقُولِينَ: "طاوع، مثلَ غيرك، برهة ** كَبَحْتَ جِمَاحِي عَنْ شَهِيِّ رَغَائِبِي"!
أَيَا نَفْـسُ ذَا زَيْفٌ قَرِيــبٌ زَوَالُــهُ ** وَثَمَّتَ خُلْـــدٌ فِي نَعِيـــــمٍ، فَـرَحِّبِي
السهم المارق
السهم المارق
صلي الفجر خلف إمام قرأ، بخشوع، هذه الآية :" أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون…" وفي طريق عودته من المسجد وجد نفسه يردد هذه الأبيات:
سَـــارِعْ إِلـــى الخَيْرَاتِ دَوْمـاً سَابِــقْ ** إِنَّ الـرَّدَى عَمَّـ ـا قَلِيـــلٍ لاحِــــقْ
لا مَـــالَ يَبْقَـى دَائِمــاً وَالْجَاهُ حَتْـــــــــ ـــمـــاً زَائِـلٌ.. وَأَرَاهُمَـــا لَكَ عَـــائِقْ
إِنَّ الهَـــــوَى يُثْنِيـــكَ عَنْ طَلَبِ العُلا ** وَالعُـــمْرُ مُنْفَلِــتٌ كَسَهْـــمٍ مَــارِقْ
وَالخُلْـــــدُ مُنْتَظِــــرٌ لَنَــا.. إِمَّـا جَحِيــــــمٌ فِـي لَظَــى، إِمَّــــا نَعِيــــمٌ رَائِـــقْ
سراب كذوب
سراب كذوب
حَيَاتِي لِمَوْتِي وَدُنْيَــــايَ ذِكْرِى ** مَمَــرٌ سَرِيـعٌ .. مَقَـرٌ بِأُخْـــرَى
خَسِرْتُ إِذَا غَابَ عَنِّي مَصِيرِي ** وَعِشْـــتُ لِيَوْمِي أَمَانِيَّ حَسْرَى
أَأَجْرِي وَرَاءَ سَــرَابٍ كــَذُوبٍ ** وَأَتْـــرُكُ زَاداً وَأَفْقِــدُ عُمْرَا ؟!
فَيَـــا نَفْسُ دَوْمــاً أَعِدِّي لِبَعْثٍ ** هُنَاكَ الْخُلُودُ .. هَنِيئاً وَبُشْرَى
كنز العمر
كنز العمر
يَا صَاحِبِي! فَلْتَغْتَنِـمْ وَقْتَ الْفَـرَاغِ وَلا تَنِي فِي صَـرْفِهِ نَحْوَ العُلا
أعْبَاؤُنَا كَثُرَتْ عَلَـى أَوْقَاتِنَا ** إِيَّـاكَ مِنْ تَأْجِـــــيلِهَا، لَنْ تُمْهَلا!
وَالْعُمْرُ كَنْزٌ فَاتِحٌ لَـكَ بَابَــهُ ** هَيَّـا اغْتَنِمْـهُ، مُبَــــادِراً أَنْ يُقْفَلا
وَغَداً نُحَاسَبُ، يَا فَتَـى، وَنَرَى الكِتَــابَ مُدَوِّنـاً أَعْمَالَنَا، مَا أَهْمَلا
أين السعادة؟!
أين السعادة؟!
يَا صَاحِبِي! خُدِعَ الَّذِي ظَنَّ السَّعَادَةَ ** فِي الْغِنَــى، ضَــــــلَّ الطَّرِيقَ لِرَبِّـــهِ
إِنَّ السَّعَـادَةَ فِي القُلـــُوبِ يُنِـــيرُهــَا ** ذِكْـــــرُ الإِلَــــهِ وَتَطْمَئـِـــنُّ بِحُبِّـــــهِ
قَلْــــبٌ سَلِيـــمٌ نَابِــضٌ بِالخَيْـــرِ، لا حِقْـــدٌ ولا غِــــــــلٌ ولا حَـسَــــــــدٌ بــِــهِ
رُوْحٌ صَـفَــــتْ وَسَـرِيــرَةٌ سَمْحَـــــــــاءُ يَحْـــفَـظُهَا الإلهُ مِنَ الْغَرُورِ وَحِزْبِـهِ
سَعَادَةُ الإِنْسَانِ
سَعَادَةُ الإِنْسَانِ
يَاصَاحِبِي قَدْ جُبْتُ شَرقاً ثُمَّ غَرْبَا ** وَسَلَكْتُ أَسْبَابَ العُلا سَهْلاً وَصَعْبَا
وَجَنَيْتُ مِنْ كُلِّ المُنَى ثَمَراً أَطَــــــــــــــابَ مَذَاقُهُ نَبْــعٌ جَرَى صَفْـواً وَعَذْبَا
وَبَلَوْتُ دُنْيَانَا وَزُخْرُفَهَــا، خَبِــَـــرْتُ نُجُــــــودَهَـــا وَشِعَابَـــهَـا دَرْباً فَــدَرْبَا
فَوَجَدْتُ أَنَّ سَعَادَةَ الإِنْسَانِ فِي ** تَقْـــوَى الإِلَهِ، جَلَـتْ لَهُ عَقْلا وَقَلْبَـا
تعليق