هل اسماء الله توقيفية ام له كل اسم احسن ؟
يجيب العلامة في الميزان بما يلي نصه فيتفسير قوله تعالى و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها:
قوله تعالى: "و لله الأسماء الحسنىفادعوه بها" الاسم بحسب اللغة ما يدل به على الشيء سواء أفاد مع ذلك معنىوصفيا كاللفظ الذي يشار به إلى الشيء لدلالته على معنى موجود فيه، أو لم يفد إلاالإشارة إلى الذات كزيد و عمرو و خاصة المرتجل من، الأعلام و توصيف الأسماء الحسنى- و هي مؤنث أحسن - يدل على أن المراد بها الأسماء التي فيها معنى وصفي دون ما لادلالة لها إلا على الذات المتعالية فقط لو كان بين أسمائه تعالى ما هو كذلك، و لاكل معنى وصفي، بل المعنى الوصفي الذي فيه شيء من الحسن، و لا كل معنى وصفي حسن بلما كان أحسن بالنسبة إلى غيره إذا اعتبر مع الذات المتعالية: فالشجاع و العفيف منالأسماء الحسنة لكنهما لا يليقان بساحة قدسه لإنبائهما عن خصوصية جسمانية لا يمكن سلبها عنهما، و لو أمكن لم يكن مانع عن إطلاقهما عليه كالجواد و العدل و الرحيم.
فكون اسم ما من أسمائه تعالى أحسن الأسماءأن يدل على معنى كمالي غير مخالط لنقص أو عدم، مخالطة لا يمكن معها تحرير المعنىمن ذلك النقص و العدم و تصفيته، و ذلك في كل ما يستلزم حاجة أو عدما و فقداكالأجسام و الجسمانيات و الأفعال المستقبحة أو المستشنعة، و المعاني العدمية: فهذهالأسماء بأجمعها محصول لغاتنا لم نضعها إلا لمصاديقها فينا التي لا تخلو عن شوبالحاجة و النقص غير أن منها ما لا يمكن سلب جهات الحاجة و النقص عنها كالجسم واللون و المقدار و غيرها، و منها ما يمكن فيه ذلك كالعلم و الحياة و القدرة فالعلمفينا الإحاطة بالشيء من طريق أخذ صورته من الخارج بوسائل مادية، و القدرة فينا المنشأة للفعل بكيفية مادية موجودة لعضلاتنا، و الحياة كوننا بحيث نعلم و نقدر بمالنا من وسائل العلم و القدرة فهذه لا تليق بساحة قدسه غير أنا إذا جردنا معانيهاعن خصوصيات المادة عاد العلم و هو الإحاطة بالشيء بحضوره عنده، و القدرة هي المنشأة للشيء بإيجاده، و الحياة كون الشيء بحيث يعلم و يقدر، و هذه لا مانع منإطلاقها عليه لأنها معان كمالية خالية عن جهات النقص و الحاجة، و قد دل العقل والنقل أن كل صفة كمالية فهي له تعالى و هو المفيض لها على غيره من غير مثال سابقفهو تعالى عالم قادر حي لكن لا كعلمنا و قدرتنا و حياتنا بل بما يليق بساحة قدسهمن حقيقة هذه المعاني الكمالية مجردة عن النقائص.
و قد قدم الخبر في قوله: "و للهالأسماء الحسنى" و هو يفيد الحصر، و جيء بالأسماء محلى باللام، و الجمعالمحلى باللام يفيد العموم، و مقتضى ذلك أن كل اسم أحسن في الوجود فهو لله سبحانهلا يشاركه فيه أحد، و إذ كان الله سبحانه ينسب بعض هذه المعاني إلى غيره و يسميهبه كالعلم و الحياة و الخلق و الرحمة فالمراد بكونها لله كون حقيقتها له وحده لاشريك له.
و ظاهر الآيات بل نص بعضها يؤيد هذا المعنىكقوله: "إن القوة لله جميعا": البقرة: 165.
و قوله: "فإن العزة لله جميعا":النساء: 139، و قوله: "و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء": البقرة:255، و قوله: "هو الحي لا إله إلا هو": المؤمن: 66 فلله سبحانه حقيقة كل اسم أحسن لا يشاركه غيره إلا بما ملكهم منه كيفما أراد و شاء.
و يؤيد هذا المعنى ظاهر كلامه أينما ذكرأسماؤه في القرآن كقوله تعالى: "الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى":طه: 8 و قوله: "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماءالحسنى": إسراء: 110، و قوله: "له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السمواتو الأرض": الحشر: 24 فظاهر الآيات جميعا كون حقيقة كل اسم أحسن لله سبحانه وحده.
و ما احتمله بعضهم أن اللام في"الأسماء" للعهد مما لا دليل عليه و لا في القرائن الحافة بالآيات مايؤيده غير ما عهده القائل من الأخبار العادة للأسماء الحسنى، و سيجيء الكلام فيهافي البحث الروائي التالي إن شاء الله. اهــــ
يتبع>>>>
يجيب العلامة في الميزان بما يلي نصه فيتفسير قوله تعالى و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها:
قوله تعالى: "و لله الأسماء الحسنىفادعوه بها" الاسم بحسب اللغة ما يدل به على الشيء سواء أفاد مع ذلك معنىوصفيا كاللفظ الذي يشار به إلى الشيء لدلالته على معنى موجود فيه، أو لم يفد إلاالإشارة إلى الذات كزيد و عمرو و خاصة المرتجل من، الأعلام و توصيف الأسماء الحسنى- و هي مؤنث أحسن - يدل على أن المراد بها الأسماء التي فيها معنى وصفي دون ما لادلالة لها إلا على الذات المتعالية فقط لو كان بين أسمائه تعالى ما هو كذلك، و لاكل معنى وصفي، بل المعنى الوصفي الذي فيه شيء من الحسن، و لا كل معنى وصفي حسن بلما كان أحسن بالنسبة إلى غيره إذا اعتبر مع الذات المتعالية: فالشجاع و العفيف منالأسماء الحسنة لكنهما لا يليقان بساحة قدسه لإنبائهما عن خصوصية جسمانية لا يمكن سلبها عنهما، و لو أمكن لم يكن مانع عن إطلاقهما عليه كالجواد و العدل و الرحيم.
فكون اسم ما من أسمائه تعالى أحسن الأسماءأن يدل على معنى كمالي غير مخالط لنقص أو عدم، مخالطة لا يمكن معها تحرير المعنىمن ذلك النقص و العدم و تصفيته، و ذلك في كل ما يستلزم حاجة أو عدما و فقداكالأجسام و الجسمانيات و الأفعال المستقبحة أو المستشنعة، و المعاني العدمية: فهذهالأسماء بأجمعها محصول لغاتنا لم نضعها إلا لمصاديقها فينا التي لا تخلو عن شوبالحاجة و النقص غير أن منها ما لا يمكن سلب جهات الحاجة و النقص عنها كالجسم واللون و المقدار و غيرها، و منها ما يمكن فيه ذلك كالعلم و الحياة و القدرة فالعلمفينا الإحاطة بالشيء من طريق أخذ صورته من الخارج بوسائل مادية، و القدرة فينا المنشأة للفعل بكيفية مادية موجودة لعضلاتنا، و الحياة كوننا بحيث نعلم و نقدر بمالنا من وسائل العلم و القدرة فهذه لا تليق بساحة قدسه غير أنا إذا جردنا معانيهاعن خصوصيات المادة عاد العلم و هو الإحاطة بالشيء بحضوره عنده، و القدرة هي المنشأة للشيء بإيجاده، و الحياة كون الشيء بحيث يعلم و يقدر، و هذه لا مانع منإطلاقها عليه لأنها معان كمالية خالية عن جهات النقص و الحاجة، و قد دل العقل والنقل أن كل صفة كمالية فهي له تعالى و هو المفيض لها على غيره من غير مثال سابقفهو تعالى عالم قادر حي لكن لا كعلمنا و قدرتنا و حياتنا بل بما يليق بساحة قدسهمن حقيقة هذه المعاني الكمالية مجردة عن النقائص.
و قد قدم الخبر في قوله: "و للهالأسماء الحسنى" و هو يفيد الحصر، و جيء بالأسماء محلى باللام، و الجمعالمحلى باللام يفيد العموم، و مقتضى ذلك أن كل اسم أحسن في الوجود فهو لله سبحانهلا يشاركه فيه أحد، و إذ كان الله سبحانه ينسب بعض هذه المعاني إلى غيره و يسميهبه كالعلم و الحياة و الخلق و الرحمة فالمراد بكونها لله كون حقيقتها له وحده لاشريك له.
و ظاهر الآيات بل نص بعضها يؤيد هذا المعنىكقوله: "إن القوة لله جميعا": البقرة: 165.
و قوله: "فإن العزة لله جميعا":النساء: 139، و قوله: "و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء": البقرة:255، و قوله: "هو الحي لا إله إلا هو": المؤمن: 66 فلله سبحانه حقيقة كل اسم أحسن لا يشاركه غيره إلا بما ملكهم منه كيفما أراد و شاء.
و يؤيد هذا المعنى ظاهر كلامه أينما ذكرأسماؤه في القرآن كقوله تعالى: "الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى":طه: 8 و قوله: "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماءالحسنى": إسراء: 110، و قوله: "له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السمواتو الأرض": الحشر: 24 فظاهر الآيات جميعا كون حقيقة كل اسم أحسن لله سبحانه وحده.
و ما احتمله بعضهم أن اللام في"الأسماء" للعهد مما لا دليل عليه و لا في القرائن الحافة بالآيات مايؤيده غير ما عهده القائل من الأخبار العادة للأسماء الحسنى، و سيجيء الكلام فيهافي البحث الروائي التالي إن شاء الله. اهــــ
يتبع>>>>
تعليق