بسم الله الرحمن الرحيم
الدليل الاول:
جاء في رسالة السعادة (ص261) استدل على أن السعادة ليست هي الالتذاذات الحسية -الأعم من الحس الظاهر والباطن- :
الاول: كل واحد من الالتذاذات العاجلة لا يخلوا من نقائص هي:
1- عدم خلوّه من شوب المكروه كالتعب والجهد والمرض والألم.
2- لايؤمَن من زواله فلا يحس ببقائه دوما.
3- يعقبه الملال وتغير الموضات وتنوع الأطعمة وغير ذلك شاهد ذلك.
4- لايقنع به ويرجى ما فوقه.
5- يزيل السكينة عن القلب ويلمس ذلك جيدا أهل المعنى حيث يرون أن الهدوء والسكينة لا يعيشها القلب الذي همه الالتذاذ الدنيوي.
6- يمكن التقاصر عنها من دون أن يمنع ذلك الفيض الربوبي مما يدل على أنها ليست الكمال الأصلي.
الثاني: وكل ما لا يخلو من نقائص لا يكون مطلوبا لذاته بالارتكاز والوجدان.
الثالث: وكل ما لا يكون مطلوبا لذاته لا يكون سعادة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدليل الثاني:
في شرح الإشارات استدل بدليل آخر على عدم كون السعادة هي اللذات الحسية بالحس الظاهر:
أ- بعض اللذات غير الحسية آثر عند الإنسان وأرجح من اللذات الحسية مثل:
لذة الغلبة الوهمية آثر من اللذة الحسية ومن ثم تجد الطفل يفضل الغلبة الوهمية على الأكل والشرب.
لذة الجاه وحفظ الكرامة آثر من لذة أكل الفاخر بنهم المخالف للأعراف من هنا يفهم (آخر ما يخرج من قلوب الصديقين حب الجاه والرئاسة).
لذة الإنعام على المستحق آثر من لذة الأكل والشرب حتى انه قد يصل الى حد (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)الى غير ذلك من الامثلة.
ب- وكل ما هو آثر عند الإنسان فهو ألذ.
ج- واللذة إدراك -والحق أنها ملازم للإدراك-.
د- والإدراك العقلي أقوى من الإدراك الحسي بالحس الباطن, وهو أقوى من الإدراك الحسي بالحس الظاهر.
هـ- فاللذة العقلية أقوى وأشد اللذائذ,فالسعادة تحصل بالحصول على تلك اللذة لأنها أكمل مراتب اللذة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
يلاحظ على هذا الدليل كما جاء في كلمات الآخوند الملا صدر الدين الشيرازي في الاسفار: أن اللذة العقلية إذا انضمت الى الحسية فلا ريب أنهما أشد من العقلية المحضة وعلى هذا الأساس لم يحصر الآخوند السعادة باللذة العقلية كيف! وهو يرى أن الكثير لا يحصل على اللذة العقلية.
وعلى هذا فالسعادة نوعان:
· من له قابلية اللذة العقلية حسية عقلية معا.
· ومن ليست له هذه القابلية حسية فقط.
فـ(جنات تجري من تحتها الأنهار)للجميع و (رضوان من الله أكبر)للبعض القليل.
والحمد لله رب العالمين
تعليق