إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اشتباه الرازي في سلب العموم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اشتباه الرازي في سلب العموم

    اشتباه الرازي في سلب العموم
    تستدل الشيعة الإمامية على نفي رؤية الله تعالى بقوله تعالى:(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الأنعام : 103]، وأمَّا الرازي فكابر وقال: S إنَّ لفظ ( الْأَبْصَارَ ) صيغة جمع دخل عليها الألف واللام فهي تفيد الاستغراق فقوله : ( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ) يفيد أنه لا يراه جميع الأبصار ، فهذا يفيد سلب العموم ولا يفيد عموم السلب.
    إذا عرفت هذا فنقول : تخصيص هذا السلب بالمجموع يدلّ على ثبوت الحكم في بعض أفراد المجموع ، ألا ترى أن الرجل إذا قال: إنَّ زيداً ما ضَرَبَهُ كلُّ الناسِ، فإنه يفيد أنَّه ضَرَبَهُ بعضُهم .
    فإذا قيل : إنَّ محمداً (ص) ما آمَنَ به كلُّ الناسِ، أفاد أنه آمن به بعضُ الناسِ ، وكذا قوله : (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ) معناه : أنه لَا تُدْرِكُهُ جميع الأبصار ، فوجب أن يفيد أنه تدركه بعضُ الأبصار . أقصى ما في الباب أن يقال : هذا تمسك بدليل الخطاب . فنقول : هَبْ أنه كذلك إلا أنه دليل صحيح لأن بتقدير أن لا يحصل الإدراك لأحد البتة كان تخصيص هذا السلب بالمجموع مِن حيث هو مجموع عبثاً ، وصون كلام الله تعالى عن العبث واجبR[1] .
    الجواب
    إنَّ الألف واللام الداخلة على كلمة (الأبصار) ليست لتعريف الجنس كي تفيد الاستغراق كما توهَّم الرازي، وإنَّما هي لتعريف العهد أي الأبصار المعهودة وهي أبصار الناس، والدليل على ذلك أن المراد من الأبصار في الآية الكريمة هي أبصار العقلاء،لا جميع أبصار المخلوقات التي منها العاقل وغير العاقل كي يقول أنها تفيد استغراق جميع الأبصار،فالألف واللام في (الأبصار) هي للعهد الذهني،أي: الأبصار المعهودة في أذهاننا،وهم العقلاء، وهذه الألف واللام إذا دخلت على صيغة الجمع لا تفيد الاستغراق لجميع أفراد الجنس،فقوله تعالى: (لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ )لا يفيد سلب العموم، كما توهم الرازي.
    زيادة إيضاح: عموم السلب يكون النفي فيه لكلِّ فرد ويسمَّى شمول النفي ويكون بتقديم أداة العموم كــ(كل و جميع) على أداة النفي نحو: كلُّ ظالم لا يفلح، المعنى: لا يفلح أحد من الظلمة، ويشترط أن تكون أداة العموم غير معمولة لما بعدها كما مثِّل،فإن كانت معمولة للفعل سواء تقدمت لفظاً أو تأخرت أفاد الكلام سلب العموم ونفي الشمول غالباً نحو: كلَّ ذنبٍ لم أصنعْ، ولم أصنعْ كلَّ ذنبٍ.
    وسلب العموم يكون النفي فيه للمجوع غالباً ويسمَّى نفي الشمول، ويكون بتقديم أداة النفي على أداة العموم نحو: لم يضرب زيدٌ كلَّ الأولاد. فيحتمل أنَّه ضرب بعض الأولاد، ويحتمل نفي الضرب عن الجميع كما جاء نفي محبة الله تعالى عن الجميع في قوله تعالى:(إِنَّ الله لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان : 18].وأمَّا في قوله تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ) فقد تقدمت أداة النفي فقط ولا توجد أداة للعموم، فزعم الرازي غير صحيح لعدم العموم في لفظ ( الْأَبْصَارُ) فيسقط استدلاله.

    إضافة إلى ذلك أنَّ سلب العموم لا يكون مطَّرداً في كلِّ موضع تقدَّم فيه النفي على أداة العموم، فعلماء البلاغة يَرُدُّونَهُ إلى الذوق السليم أو القرائن لأنَّه قد يقدَّم النفي على العموم والمراد عموم السلب لا سلب العموم كقوله تعالى: ( إِنَّ الله لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان : 18]،فالنفي هنا شامل لكلّ فرد، وبهذا يتضح عدم صحة قول الرازي.لأنَّه غير مطَّرد بل مقيَّد بالذوق السليم و القرائن.



    [1]التفسير الكبير(مفاتيح الغيب) للرازي:13/102[سورة الانعام/الآية: 103]،دار الكتب العلمية،بيروت-لبنان،ط.الثانية؛2004م- 1425هـ.

  • #2
    احسنتم سيدنا الكريم على هذا الطرح المتين بارك الله بكم ولكن يرد اشكال كيف ننفي رؤية غير العقلاء الى الله اذا كان حسب زعمكم ان الالف واللام عهدية لابصار العقلاء فقط بارك الله في مسعاكم ووفق الجميع لكل خير

    تعليق


    • #3
      احسنتم .. وقد تعرض علامتنا القدير الشيخ السبحاني حفظه الله لشبهة الرازي اعلاه واقتلعها من جذورها

      في كتابه رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل في صفحة 47 تحت عنوان " الشبهة الثانية " وانقله لكم

      لزيادة الفائدة في الرابط ادناه :

      رابط الكتاب الذي فند فيه العلامة السبحاني لشبهة الرازي


      ورد في الكافي :
      زيد الشحام عن ابي عبدالله عليه السلام قال قلت له: إن عندنا رجلا يقال له كليب، لا يجيئ عنكم شئ إلا قال: أنا اسلم، فسميناه كليب

      تسليم .قال: فترحم عليه، ثم قال: أتدرون ما التسليم؟ فسكتنا، فقال: هو والله الاخبات، قول الله عزوجل: " الذين آمنوا وعملوا

      الصالحات وأخبتوا إلى ربهم . إهـــ


      الإخبات / الخشوع في الظاهر و الباطن، و التواضع بالقلب و الجوارح ، و الطاعة في السر و العلن من الخبت و هي الأرض المطمئنة ..

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة المرتضى مشاهدة المشاركة
        احسنتم سيدنا الكريم على هذا الطرح المتين بارك الله بكم ولكن يرد اشكال كيف ننفي رؤية غير العقلاء الى الله اذا كان حسب زعمكم ان الالف واللام عهدية لابصار العقلاء فقط بارك الله في مسعاكم ووفق الجميع لكل خير
        شكراً للأخ المرتضى على الاهتمام بالموضوع، وأمَّا الجواب على الإشكال الذي تفضلتم به فيقال:
        إنَّ الله تبارك وتعالى فضلَّ العقلاء على غير العقلاء، وفضل العلماء على الجهلاء ؛ قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر : 9]، وذم الله تبارك وتعالى الجهلاء بقوله: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )[الفرقان : 44]، فإذا كان أشرف الخلق ، وهم الأنبياء والملائكة لا يتمكنون من رؤية الله تعالى ، فغير العقلاء أولى بعدم الرؤية. وقد قال العلم السني محمد رشيد: (رَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ: سَأَلْتُ جِبْرِيلَ هَلْ تَرَى رَبَّكَ ؟ قَالَ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سَبْعِينَ حِجَابًا مِنْ نُورٍ ، وَلَوْ رَأَيْتُ أَدْنَاهَا لَاحْتَرَقْتُ " وَرَوَاهُ عَنْهُ سَمَّوَيْهِ بِلَفْظِ : سَبْعِينَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ وَنَارٍ " وَفِي النِّهَايَةِ لِابْنِ الْأَثِيرِ أَنَّ جِبْرِيلَ(ع) قَالَ : ِلله دُونَ الْعَرْشِ سَبْعُونَ حِجَابًا لَوْ دَنَوْنَا مِنْ أَحَدِهَا لَأَحْرَقَتْنَا سُبُحَاتُ وَجْهِ رَبِّنَا " وَهَذِهِ الرِّوَايَاتُ صَحِيحَةُ الْمَعْنَى ، وَإِنْ كَانَتْ ضَعِيفَةَ الْإِسْنَادِ لِمَا يُؤَيِّدُهَا مِنَ الصِّحَاحِ)[1].
        ومن هنا يُفْهَم بأنَّ الله تعالى لو كان يُرَى لرأته الملائكة قبل كلِّ مخلوق لأنها الأقرب مِن الله تعالى،فهي تسمع كلام الرحمن وتتكلَّم معه،وعلى اتصال مستمرٍّ مع الله تعالى،تُنَفِّذُ أوامره،ومنهم حملة العرش،و ( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)[المعارج : 4]، فإذاً لن تتمكَّن الملائكة من رؤيته كما دلّ على ذلك صريح الحديث المتقدم.
        فكيف تراه أدنى المخلوقات وهم غير العقلاء ؟!


        [1]تفسير المنار لمحمد رشيد:9/124[سورة الأعراف/آية: 144]، الهيئة المصرية العامة للكتاب،سنة النشر : 1990 م.





        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة كليب تسليم مشاهدة المشاركة
          احسنتم .. وقد تعرض علامتنا القدير الشيخ السبحاني حفظه الله لشبهة الرازي اعلاه واقتلعها من جذورها

          في كتابه رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل في صفحة 47 تحت عنوان " الشبهة الثانية " وانقله لكم

          لزيادة الفائدة في الرابط ادناه :

          رابط الكتاب الذي فند فيه العلامة السبحاني لشبهة الرازي
          شكراً للأخ كليب تسليم على الالتفاتة الرائعة ضاعف الله تعالى لكم الأجر والثواب.

          تعليق


          • #6
            احسنتم سيدنا الجليل على هذا الطرح المتين والرد المقنع بارك الله في مسعاكم ووفق الجميع لكل خير

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة المرتضى مشاهدة المشاركة
              احسنتم سيدنا الجليل على هذا الطرح المتين والرد المقنع بارك الله في مسعاكم ووفق الجميع لكل خير
              أشكر الأخ المرتضى على تواصله وإهتمامه بالموضوع، وعلى أخلاقه النبيلة ، واسلوبه الرفيع، أسأل الله تعالى أن يوفقكم لخير الدنيا والآخرة.

              تعليق

              يعمل...
              X