إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى؟

    بسم الله الرحمن الرحيم وسلام على عباده الذين اصطفى؟

    قال تعالى في كتابه المجيد:(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى و من يقترف حسنة نزد
    له فيها حسنا إن الله غفور شكور) . (الشورى/23)
    أوضح الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) من هم المعنيون بهذه الآية المباركة،و
    من هم الذين وجب حبهم و طاعتهم،و السير على نهجهم.
    روى المفسرون و المحدثون وأرباب السير أن (قربى النبي) المقصودين في
    هذه الآية هم (علي و فاطمة و الحسن و الحسين) .
    قال الزمخشري في تفسيره الكشاف ما نصه: «روي أنه اجتمع المشركون في مجمع لهم فقال بعضهم لبعض:أترون محمدا
    يسأل على ما يتعاطاه أجرا؟فنزلت الآية:
    (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) » (1) . ثم قال الزمخشري:«و روي أنها لما نزلت قيل:يا رسول الله (ص) من
    قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟قال:علي و فاطمة و ابناهما».و في مسند أحمد بن
    حنبل ـبإسناده المذكورعن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رض) قال:لما نزل قوله تعالى:
    (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) . قالوا:يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟قال (صلى الله عليه واله) :«علي
    و فاطمة و ابناهما» (2) .
    و ثبت الفخر الرازي في (التفسير الكبير) بعد أن ذكر قول الزمخشري
    (صاحب الكشاف) في آل محمد (ص) ما نصه:
    «و أنا أقول:آل محمد (ص) هم الذين يؤول أمرهم إليه،فكل من كان أمرهم
    إليه أشد و أكمل كانوا هم (الآل) ،و لا شك أن فاطمة و عليا و الحسن و الحسين كان
    التعلق بينهم و بين رسول الله (ص) أشد التعلقات،و هذا كالمعلوم بالنقل
    المتواتر،فوجب أن يكونوا هم (الآل) .
    و أيضا اختلف في (الآل) ،قيل:هم الأقارب،و قيل هم امته،فإن حملناه
    على القرابة فهم (الآل) ،و ان حملناه على الامة (3) الذين قبلوا دعوته
    فهم أيضا (الآل) ،فثبت أن على جميع التقديرات هم (الآل) .
    و أما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظة (الآل) ؟فمختلف فيه،و روى صاحب
    الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية،قيل:يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا
    مودتهم؟فقال: (علي و فاطمة و ابناهما) ،فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي (ص) ،و
    إذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم،و يدل عليه وجوه:
    الأول: قوله تعالى: (إلا المودة في القربى) ،ووجه الاستدلال به ما سبق.
    الثاني: لا شك،أن النبي (صلى الله عليه واله) كان يحب فاطمة (عيها السلام ) ،قال (صلى الله عليه واله ) : (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها) . كما ثبت بالنقل المتواتر عن الرسول(صلى الله عليه واله) أنه كان يحب عليا و الحسن و
    الحسين،و إذا ثبت ذلك وجب على كل الامة مثله،لقوله تعالى:
    (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) . (آل عمران/31) (و اتبعوه لعلكم تهتدون) . (الأعراف/158) . و لقوله: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) . (النور/63) و لقوله سبحانه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) . (الأحزاب/21) الثالث: إن الدعاء للآل منصب عظيم،و لذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد
    في الصلاة،و هو قوله: (اللهم صل على محمد و آل محمد،و ارحم محمدا و آل محمد) .
    و هذا التعظيم لم يوجد في حق غير (الآل) ،فكل ذلك يدل على أن حب آل
    محمد (صلى الله عليه واله) واجب، وكما قال الإمام الشافعي (رض) :
    يا راكبا قف بالمحصب من منى‏ و اهتف بساكن خيفها و الناهض‏
    سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى‏ فيضا كما نظم الفرات الفائض‏
    إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي» (4)
    و أخرج ابن المنذر،و ابن أبي حاتم،و ابن مردويه،و الطبراني في
    (المعجم الكبير) عن ابن عباس قال:لما نزلت هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا
    المودة في القربى) .
    قالوا:يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟قال (ص) :علي و فاطمة و ولداهما (5) .
    و فيه صح عن الحسن بن علي (ع) أنه خطب الناس فقال في خطبته: «أنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم،فقال: (قل لا
    أسألكم عليه أجراء إلا المودة في القربى) ».
    «و قد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس: (و من يقترف حسنة...)
    قال:المودة لآل محمد» (6) .
    في آية التطهير ثبت القرآن طهارة أهل البيت (ع) ،و نقاءهم،و بهذا
    استحقوا المودة و الإخلاص اللذين أمر بهما القرآن في هذه الآية.
    ولا يعني القرآن بهذه المودة:الارتباط العاطفي،و الحب القلبي
    فقط،فلا قيمة للحب و الود الذي يعيش في النفس و الوجدان،و لا يجد له المصاديق و
    التحقق.
    وتحقيق الود و الحب لذوي القربىـقربى الرسول (ص) ـيكون في الاقتداء
    بهم،و السير على منهجهم،و الالتزام بمدرستهم،و ما صدر عنهم،و وضعهم في الامة موضع
    القدوة و الريادة.و لو لا ضمان الاستقامة في أهل البيت (ع) ،و قدرتهم على قيادة
    الامة في طريق الهدى،و ضمان ذلك،لما نزل به قرآن،و لما أمر الرسول (ص) بأن يجعل
    حقه على الامة ود أهل البيت (ع) .
    و تلك الإضمامة التي أوردناها من أقوال المفسرين و الرواة و أصحاب
    الحديث نقلت إلينا تفسير رسول الله (ص) لهذه الآية المباركة،و وضعت مودة أهل البيت
    (ع) في القلوب،و جعلتها حقيقة تعيش في وجدان كل مسلم،و تتجسد في سلوكه،و تظهر على
    مشاعره و عواطفه و تحدد موقفه من أهل البيت (ع) ،و من أعدائهم،و أحبائهم،و
    منهجهم،و ما ثبت عنهم من حديث و فقه،و تفسير،و فكر،و توجيه،و بيان للعقيدة و
    الشريعة،و منهج للعمل في القيادة و السياسة.
    و هذا الوسام و الشرف،له مغزاه،و دلالته الخاصة،ينبغي أن يعيه المسلمون
    و يدركوا عمقه .
    -------------
    1-الفخر الرازي/التفسيرالكبير/تفسير سورة الشورى/الآية .23




    2-غاية المرام/تفسير الآية
    3-.واضح لدى القارئ الكريم انهذا التفسير فيه بعد عن المعنى الحقيقي،و ان معنى (الآل) واضح في لغة العرب،و لايمكن أن يقال نصها على أن (الآل) هم:علي و فاطمة و الحسن و الحسين

    تفسير (الآل) الامة،و للمزيد من المصادر التي جاءت في تفسير الآية و


    4- الفخر الرازي/التفسير الكبير/تفسير سورة الشورى/الآية .23
    5-احياء الميت بفضائل أهل البيت للسيوطي/ (مؤسسة الوفاءـبيروت 1404 ه) /ص 8،و رواه السيوطي في الدر المنثور/ج 6/ص 7 عن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس،و أخرجه الطبراني في المعجم الكبير/مسند الإمام الحسن/ج 1/ص 125 (نسخة مخطوطة بالمكتبة الظاهرية بدمشق) مع اختلاف في النص:«علي و فاطمة و ابناهما»،و نقله بهذا النص عن الطبراني الهيثمي في مجمع الزوائد/ج 9/ص 168.كما ذكر الحديث الطبري في ذخائره/ص 25،و قال:أخرجه أحمد في المناقب .كما نقله ابن الصباغ المالكي عن البنوي مرفوعا بسنده عن ابن عباس/ص 29.و ذكره القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن برواية سعيد بن جبير عن ابن عباس،ج
    16/ص

    6- الطباطبائي عن الطوسي في مجمعه.
يعمل...
X