إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أدلة عـــــــــــــدم تحريف القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أدلة عـــــــــــــدم تحريف القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم

    اللهمّ صلّ على محمد وآل محمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد




    إنّ مصونية القرآن الكريم من التحريف بمعنى النقيصة هي من الاَُمور البديهية الثابتة على صفحات الواقع التاريخي، والتي لا تحتاج إلى مزيد استدلالٍ وتوضيحٍ وبيان، حتّى إنّ بعض المنصفين من علماء وأساتذة غير المسلمين صرّحوا بعدم وقوع التحريف في القرآن الكريم؛ فالاستاذ لوبلو يقول: «إنّ القرآن هو اليوم الكتاب الربّاني الوحيد الذي ليس فيه أي تغيير يذكر» (1).

    ويقول السير وليام موير: «إنّ المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يدٍ ليدٍ حتّى وصل إلينا بدون تحريفٍ، وقد حُفِظ بعنايةٍ شديدةٍ بحيث لم يطرأ عليه أي تغييرٍ يُذكَر، بل نستطيع القول أنّه لم يطرأ عليه أيّ تغييرٍ على الاطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد الاِسلامية الواسعة» (2).

    وبمثل ذلك صرّح بلاشير أيضاً (3).

    وقد أستدلّ العُلماء المحقّقون على عدم وقوع التحريف في القرآن بجملة من الاَدلّة الحاسمة، هي من القوّة والمتانة بحيث يسقط معها ما دلّ على التحريف بظاهره عن الاعتبار، لو كان معتبراً، ومهما بلغ في الكثرة،____________

    (1) تاريخ القرآن للصغير: 94 عن كتاب: المدخل إلى القرآن لمحمد عبدالله دراز: 39 ـ 40.(2) تاريخ القرآن للصغير: 93.(3) القرآن نزوله، تدوينه، ترجمته وتأثيره لبلاشير: 37.**************

    وتدفع كلّ ما أُلصق بجلال وكرامة القرآن الكريم من زعم التحريف وتُفنّد القول بذلك وتُبطِله حتّى لو ذهب إليه الكثيرون فضلاً عن القلّة النادرة الشاذّة،
    وفيما يلي نذكر أهمّها:

    1 ـ حِفظ الله سبحانه للقرآن الكريم، ولذا لم يتّفق لاَمرٍ تاريخي من بداهة البقاء مثلما اتّفق للقرآن الكريم، فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي تعهّدت المشيئة الاِلهية ببقائه مصوناً من تلاعب أهل الاَهواء ومن التحريف وإلى الاَبد حيثُ قال تعالى: (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر15: 9).

    فالمراد بالذكر ـ كما يقول المفسّرون ـ في هذه الآية: القرآن الكريم، وصيانة القرآن من التحريف من أبرز مصاديق الحفظ المصُرّح به في هذه الآية، ولولا أن تكفّل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم وصيانته عن الزيادة والنقصان لدُسّ فيه ما ليس منه، كما دُسّ في الكتب المتقدّمة المنزلة من عند الله، فلم يبقَ فيها سوى مادخل عليها من ركيك الكلام وباطل القول، ولكن الكتاب الكريم قد نفى كلّ غريب، وسلم من الشوائب والدخل، فلم يبق إلاّ كلام الربّ سليماً صافياً محفوظاً.

    2 ـ نفي الباطل بجميع أقسامه عن الكتاب الكريم بصريح قوله تعالى: (وَإنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ * لا يأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت 41: 41 ـ 44).

    والتحريف من أظهر مصاديق الباطل المذكور في الآية، وعليه فالقرآن مصونٌ عن التحريف وعن أن تناله يد التغيير منذ نزوله وإلى يوم القيامة، لاَنّه تنزيلٌ من لدن حكيم حميد، ويشهد لدخول التحريف في الباطل


    الذي نفته الآية عن الكتاب، أنّ الآية وصفت الكتاب بالعِزّة، وعزّة الشيء تقتضي المحافظة عليه من التغيير والضياع والتلاعب، ومن التصرف فيه بما يشينه ويحطّ من كرامته وإلى الاَبد.3 ـ قوله تعالى: (إنَّ عَلَينا جَمعَهُ وقُرآنَهُ * فإذا قَرَأناهُ فَاتَّبِعْ قُرآنَهُ * ثُمَّ إنَّ عَلَينا بَيَانَهُ) (القيامة 75: 17 ـ 19).فعن ابن عباس وغيره: إنّ المعنى: إنّ علينا جَمْعَهُ وقُرآنَهُ عليك حتّى تحفظه ويمكنك تلاوته، فلا تخف فوت شيءٍ منه (1)

    .
    4 ـ حديث الثقلين، حيث تواتر من طرق الفريقين أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنّي تاركٌ فيكم الثقلين: كتابُ الله، وعترتي أهل بيتي، ما إنّ تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي» (2).

    وهذا يقتضي أن يكون القرآن الكريم مدوّناً في عهده صلى الله عليه وآله وسلم بجميع آياته وسوره حتّى يصحّ إطلاق اسم الكتاب عليه، ويقتضي أيضاً بقاء القرآن كما كان عليه على عهده صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة لتتمّ به ـ وبالعترة ـ الهداية الاَبدية للاَُمّة الاِسلامية والبشرية جمعاء ماداموا متمسّكين بهما، وإلاّ فلا معنى للاَمر باتّباع القرآن والرجوع إليه والتمسّك به، إذا كان الآمر____________

    (1) مجمع البيان 10: 600.(2) هذا الحديث متواتر مشهور، رواه الحفّاظ والمحدّثون عن نحو ثلاثين صحابياً، وللحافظ ابن القيسراني (448 ـ 507 هـ) كتاب في طرق هذا الحديث، وقد بحث السيد علي الميلاني هذا الحديث سنداً ودلالة في ثلاثة أجزاء من كتابه (نفحات الازهار في خلاصة عبقات الاَنوار في إمامة الاَئمة الاَطهار)، وأُنظر أهل البيت في المكتبة العربية رقم 298 للسيد عبدالعزيز الطباطبائي رضوان الله عليه يعلم بأنّ قرآنه سيُحرّف ويبدّل في يومٍ ما !
    ا
    5 ـ الاَحاديث الآمرة بعرض الحديث على الكتاب، ليُعرَف بذلك الصحيح منه فيُؤخذ به، والسقيم فيُتْرَك ويُعْرَض عنه، وهي كثيرة، منها: حديث الاِمام الصادق عليه السلام، قال: «خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنى فقال: أيُّها الناس، ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قُلتُه، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقُله» (1).

    وعنه أيضاً بسندٍ صحيح، قال عليه السلام: «إذا ورد عليكم حديثان مختلفان، فأعرضوهما على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فردّوه» (2).

    وهذه القاعدة تتنافى تماماً مع احتمال التحريف في كتاب الله، لاَنّ المعروض عليه يجب أن يكون مقطوعاً به، لاَنّه المقياس الفارق بين الحقّ والباطل، فلا موضع للشكّ في نفس المقياس، ولولا أنّ سور القرآن وآياته مصونة من التحريف ومحفوظة من النقصان منذ عصر الرسالة الاَوّل وإلى الاَبد، لما كانت هذه القاعدة، ولا أمكن الركون إليها والوثوق بها.قال المحقق الكركي المتوفّى سنة (940 هـ) في رسالته التي أفردها لنفي النقيصة عن القرآن الكريم: «لا يجوز أن يكون المراد بالكتاب المعروض عليه غير هذا المتواتر الذي بأيدينا وأيدي الناس، وإلاّ لزم التكليف بما لايطاق، فقد وجب عرض الاَخبار على هذا الكتاب، وأخبار النقيصة إذا عُرِضت عليه كانت مخالفة له، لدلالتها على أنّه ليس هو، وأيّ تكذيب____________

    (1) الكافي 1: 69 | 5.(2) الوسائل 27: 118 | 62،333 تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام.
    **************************

    يكون أشدّ من هذا»
    (1)

    .
    6 ـ إنّ ثبوت قرآنية كلّ سور القرآن وآياته، لا يتمّ إلاّ بالتواتر القطعي منذ عهد الرسالة وإلى اليوم، ممّا يقطع احتمال التحريف نهائياً، لاَنّ ماقيل بسقوطه من القرآن نقل إلينا بخبر الواحد، وهو غير حجةٍ في ثبوت قرآنيته، حتّى مع فرض صحّة إسناده.قال الحرّ العاملي المتوفّى سنة (1104 هـ): «إنّ من تتبّع أحاديث أهل البيت عليهم السلام، وتصفّح التأريخ والآثار، عَلِم علماً يقينياً أنّ القرآن قد بلغ أعلى درجات التواتر، فقد حِفِظه الاَُلوف من الصحابة ونقله الاَُلوف، وكان منذ عهده صلى الله عليه وآله وسلم مجموعاً مؤلّفاً».(2)

    وقال الشيخ محمد جواد البلاغي المتوفّى سنة (1352 هـ): «ومن أجل تواتر القرآن الكريم بين عامّة المسلمين جيلاً بعد جيل، استمرّت مادته وصورته وقراءته المتداولة على نحوٍ واحد» (3).

    .
    7 ـ إجماع العلماء على عدم التحريف إلاّ من لا اعتداد به، كما صرّح بذلك المحقّق الكلباسي المتوفى سنة (1262 هـ) بقوله: «انّ الروايات الدالّة على التحريف مخالفةٌ لاجماع الاَُمّة إلاّ من لا اعتداد به» (4).

    وقال الشيخ جعفر كاشف الغطاء، المتوفّى سنة (1228 هـ) في (كشف____________

    (1) أورده السيد محسن البغدادي في (شرح الوافية) عن المحقق الكركي، أُنظر البرهان، للميرزا مهدي البروجردي: 116 ـ 117.(2) الفصول المهمة ـ للسيد شرف الدين: 166.(3) آلاء الرحمن 1: 29، المقدمة.(4) البيان في تفسير القرآن: 234.


    الغطاء): «جميع ما بين الدفّتين ممّا يُتلى كلام الله تعالى، بالضرورة من المذهب، بل الدين وإجماع المسلمين، وأخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة الطاهرين عليهم السلام، وإن خالف بعض من لايُعتدّ به» (1).

    8 ـ إنّ التحريف ينافي كون القرآن المعجزة الكبرى الباقية أبد الدهر.قال العلاّمة الحلّي المتوفّى سنة (726 هـ): «إنّ القول بالتحريف يوجب التطرّق إلى معجزة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنقولة بالتواتر» (2).

    وذلك لفوات المعنى بالتحريف، ولاَنّ مدار الاِعجاز هو الفصاحة والبلاغة الدائرتان مدار المعنى، وبالنتيجة لا إعجاز حينما يوجد التحريف. فاحتمال الزيادة أو التبديل باطل، لاَنّه يستدعي أن يكون باستطاعة البشر إتيان ما يماثل القرآن، وهو مناقض لقوله تعالى: (وَإن كُنْتُم في رَيْبٍ ممّا نَزَّلنا عَلى عَبْدِنا فأتُوا بسورَةٍ من مِثْلِهِ)(البقرة2: 23)ولغيرها من آيات التحدي. وكذلك احتمال النقص بإسقاط كلمة أو كلمات ضمن جملةٍ واحدةٍ منتظمةٍ في أُسلوب بلاغي بديع، فإنّ حذف كلمات منها سوف يؤدّي إلى إخلال في نظمها، ويذهب بروعتها الاَُولى، ولايَدَع مجالاً للتحدّي بها.

    9 ـ ثبوت كون القرآن الكريم مجموعاً على عهد الرسول الاَعظم صلى الله عليه وآله وسلم، كما يدلّ على ذلك كثيرٌ من الاَخبار في كتب الفريقين، حيث كان صلى الله عليه وآله وسلم يأمر أصحابه بقراءة القرآن وتدبّره وحفظه، وعرض مايُروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم عليه، كما أنّ جماعة من الصحابة ختموا القرآن على عهده وتلوه وحفظوه، وأنّ جبرئيل عليه السلام كان يعارضه صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن كلّ عامٍ____________

    (1) كشف الغطاء: 298.(2) أجوبة المسائل المهناوية: 121.

    ا
    مرة، وقد عارضه به عام وفاته مرتين، وهذا الدليل يُسقِط جميع مزاعم القائلين بالتحريف والتغيير، وما تذرّعوا به من أنّ كيفية جمع القرآن ومراحل ذلك الجمع، تستلزم في العادة وقوع هذا التحريف والتغيير فيه؛ وسنأتي على تفصيل ذلك في موضوع جمع القرآن بإذن الله تعالى.

    10 ـ اهتمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين بالقرآن، فقد كان (ص) حريصاً على نشر سور القرآن بين المسلمين بمجرد نزولها، مؤكّداً عليهم حفظها ودراستها وتعلّمها، مبيّناً فضل ذلك وثوابه وفوائده في الدنيا والآخرة، وقد بذل المسلمون عناية فائقة واهتماماً متواصلاً بكلام الله المجيد بشكل لم يسبق له مثيل في الكتب السماوية السابقة، فكان كلّما نزل شيءٌ من القرآن هَفَت إليه القلوب، وانشرحت له الصدور، وهَبَّ المسلمون إلى حفظه وتلاوته، بما امتازوا به من قُوّة حافظة فطرية، لاَنّ شعار الاِسلام وسمة المسلم حينئذٍ هو التجمّل والتكمّل بحفظ القرآن الكريم، معجزة النبوّة الخالدة، ومرجع الاَحكام الشرعية، واستمروّا على ذلك حتّى صاروا منذ صدر الاِسلام يُعَدّون بالاَُلوف وعشراتها ومئاتها، وكلّهم من حَمَلة القرآن وحُفّاظه وكُتّابه، فكيف يُتَصوّر سقوط شيءٍ منه والحال هذه؟!

    11 ـ دقّة وتحرّي المسلمين لاَي طارىءٍ جديدٍ في القران، حيثُ إنّ العناية قد اشتدّت، والدواعي قد توفّرت لحفظ القرآن وحراسته حتّى في حروفه وحركاته، ويكفي أن نذكر أنّ عثمان حينما كتب المصاحف، أراد حذف حرف الواو من (والَّذِينَ) في قوله تعالى (وَالَّذِينَ يَكنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ ولا يُنفِقُونَها في سَبِيلِ اللهِ...)(التوبة9: 34) . فقال أُبيّ: لتلحقنّها أو


    لاَضعنّ سيفي على عاتقي؛ فألحقوها (1).

    وروي أيضاً أنّ عمر بن الخطّاب قرأ (والسَّابقُونَ الاولُونَ مِن المُهاجِرينَ وَالاَنْصَار الَّذِينَ اتَّبَعُوهُم باحْسَانٍ)(التوبة9: 100) فرفع (الانصار) ولم يلحق الواو في (الذين) فقال له زيد بن ثابت:(وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم باحْسَانٍ)! فقال عمر: (الَّذِينَ اتَّبَعُوهُم باحْسَانٍ). فقال زيد: أمير المؤمنين أعلم. فقال عمر: ائتوني بأُبيّ بن كعب، فأتاه فسأله عن ذلك، فقال أُبيّ: (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهم باحْسَانٍ) فقال عمر: فنعم، إذن نتابع أُبيّاً (2).

    فإذا كان الخليفة لا يستطيع أن يحذف حرفاً، فهل يجرؤ غيره على التصرّف بزيادةٍ أو حذفِ آياتٍ أو سورٍ من القرآن وتحريفها ؟!
    12 ـ ويمنع من دعوى التحريف، الواقع التاريخي أيضاً، فإنّه إن كان التحريف في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو غير معقول بعد أن كان يشرف بنفسه على كتابته وحفظه وتعليمه، ويُعْرَض عليه مرات عديدة.وإنّ كان بعد زمانه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى يد السلطة الحاكمة، أو على يد غيرها، فلم يكن يسع أمير المؤمنين عليه السلام والخيرة من صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم السكوت على هذا الاَمر الخطير الذي يمسّ أساس الاِسلام، ويأتي على بنيانه من القواعد، ولو كان ذلك لاحتجّ به الممتنعون عن بيعة أبي بكر وعمر والمعترضون عليهما في أمر الخلافة، كسعد بن عبادة وأصحابه، ولكان على أمير المؤمنين عليه السلام وسائر الصحابة أن يُظْهِروا القرآن الحقيقي، ويبيّنوا مواضع التحريف في هذا الموجود وإن حدث ما حدث، لكنّنا لم____________

    (1) الدرّ المنثور 4: 179.(2) تفسير الطبري 11: 7، الدر المنثور 4: 268.


    نجد ذكراً لذلك، لا في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام المعروفة بالشقشقية، ولافي غيرها من خُطبَهِ وكلماته وكتبه التي اعترض بها على من تقدّمه، ولافي خطبة الزهراء عليها السلام المعروفة بمحضر أبي بكر، كما لم نجد أحداً من الصحابة أو من غيرهم، قد طالبهما بإرجاع القرآن إلى أصله الذي كان يُقْرَأ به في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو نبّه على حدوث التحريف ومواطنه، وفي ترك ذِكر ذلك دلالةٌ قطعيةٌ على عدم التحريف.أمّا دعوى وقوع التحريف في زمن عثمان، فهو أمر في غاية البُعد والصعوبة، لاَنّ القرآن في زمانه كان قد انتشر وشاع في مختلف أرجاء البلاد، وكثر حُفّاظه وقُرّاؤه، وإنّ أقلّ مساسٍ بحرمة القرآن لسوف يُثير الناس ضدّه، ويُوجِب الطعن عليه وإدانته بشكلٍ قويّ ومعلنٍ، ولا سيما من الثائرين عليه الذين جاهروا بإدانته فيما هو أقلّ أهميةً وخطراً بكثير من التحريف، لكنّنا لم نسمع أحداً طعن عليه في ذلك، فهل خفيت هذه الآيات أو السور التي يُدّعى سقوطها من القرآن، على عامّة المسلمين، ولم يطّلع عليها سوى أفراد قلائل ؟!

    ولو كان ذلك لكان على أمير المؤمنين عليه السلام إظهار هذا الاَمر، وإرجاع الناس إلى القرآن الحقيقي بعد أن صار خليفةً وحاكماً، ولم يعد ثمّة مايمنع من ذلك، وليس عليه شيء يُنْتَقَد به، بل ولكان ذلك أظهر لحُجّته على الثائرين بدم عثمان. فكيف صحّ منه عليه السلام وهو الرجل القويّ الذي فقأ عين الفتنة أن يهمل هذا الاَمر الخطير، وهو الذي أصرّ على إرجاع القطائع التي أقطعها عثمان، وقال في خطبةٍ له عليه السلام: «والله لو وجدته قد تُزوِّج به النساء وُملِك به الاِماء لرددته، فانّ في العدل سَعَة، ومن ضاق عليه العدل


    فالجور عليه أضيق» (1).

    مع أنّ ذلك أقلّ أهمية وخطورة من أمر تحريف القرآن بكثير ؟!

    إذن فإمضاؤه عليه السلام للقرآن الموجود في عصره دليلٌ قاطعٌ على عدم وقوع التحريف فيه.

    13 ـ اهتمام أهل البيت عليهم السلام البالغ في القرآن الكريم وحثُّ أصحابهم على تلاوة القرآن الكريم وختمه، وبيانهم عليهم السلام لمنزلة قارىء القرآن تارة، وفضائل القرآن تارة أُخرى، كُلّ ذلك يدلُّ على نفي التحريف، لعدم توجّه مثل هذه العناية إلى كتاب محرّف.

    14 ـ اعتقاد الكل بكون القرآن حجّة بالغة ينافي التحريف من كلِّ وجه، ولا يعقل اتخاذ ماهو محرّف حجة، ولو فرض حصول التحريف لسقط الاستدلال به لاحتمال التحريف بالدليل، ولا يوجد فرد واحد قط استدل بالقرآن وأشكل عليه آخر بتحريف الدليل.

    15 ـ وأخيراً فإنّ صلاة الاِمامية بمجرّدها دليلٌ على نفي التحريف في كتاب الله العزيز؛ لاَنّهم يوجبون بعد فاتحة الكتاب ـ في كلِّ من الركعة الاَولى والركعة الثانية من الفرائض الخمس ـ سورةً واحدةً تامّة غير الفاتحة من سائر السور التي بين الدفتين، وفقههم صريح بذلك، فلولا أنّ سور القرآن بأجمعها كانت في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما هي الآن عليه في الكيفية والكمية ما تسنّى لهم هذا القول، ولا أمكن أن يقوم لهم عليه دليل.____________

    (1) نهج البلاغة ـ صبحي الصالح: 57 الخطبة 15.
    التعديل الأخير تم بواسطة المحسن ; الساعة 06-09-2012, 06:19 PM. سبب آخر:
    ************************************************** ********************

    صبرا جميلا ما اقرب الفرج ****** من راقب الله في الامور نجا

    من صدق الله لم ينله اذى ***** ومن رجاه يكون حيث رجا

    لقد كتموا آثار آل محمد محبوهم خوفا وأعداؤهم بغضا


    فأبرز من بين الفريقين نبذة بها ملأ الله السماوات والأرضا

    http://alhussain-sch.org/forum/image...ine=1361119167

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    احسنت اخي الغالي الحبيب المحسن وفقكم الله لكل خير وفي ودي ان اضيف رأي علمائنا في مسالة التحريف ولو هذا تجاوز على مقامكم المبارك لكي يرى الاخ السني عقيدتنا في القران فبلاضافه الى موضوع الاخ المحسن انقل اقوال بعض علمائنا في المسالة :

    الإمام الخميني (ر) - تهذيبب الأصول - الجزء : ( 2 )
    فقد قال : أن الواقف على عناية المسلمين بجمع الكتاب وحفظه وضبطه ، قراءة وكتابه ، يقف على بطلان تلك المزعومة وما ورد فيه من أخبار حسبما تمسكوا .... أما ضعيف لا يصلح للإستدلال به ، أو مجعول تلوح عليه إمارات الجعل ، أو غريب يقضي بالعجب ، أما الصحيح منها فيرمي إلى مسألة التأويل والتفسير ، وأن التحريف أنما حصل في ذلك لا في لفظه وعبارته وتفصيل ذلك يحتاج إلى تأليف كتاب حافل ببيان تاريخ القرآن والمراحل التي قضاها طيلة القرون ، ويتلخص في أن الكتاب العزيز هو عين ما بين الدفتين ، لا زيادة ولا نقصان .... إلى آخره.

    علي بن إبراهيم القمي - تفسير القمي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 26 )
    علي بن إبراهيم القمي : وهذا بخلاف القرآن الحكيم فإن مكتوباًً مدوناً في زمان الرسول (ص) عند أمير المؤمنين (ع) على قول أو كان مكتوباًً متفرقاً على الواح وعسب والفه الخلفاء على قول آخر مع إجماع الفريقين على أن ما بين الدفتين كله من الله تعالى فهو باق على إعجازه منزه عن الدخل في حقيقته ومجازه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، متحد على إعلانه القويم القديم : قل لئن إجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.


    العلامة المجلسي - بحار الأنوار - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 113 )
    - العلامة المجلسي: إنا نحن نزلنا الذكر ، أي القرآن : وإنا له لحافظون ، عن الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف ، وقيل : نحفظه من كيد المشركين فلا يمكنهم إبطاله ولا يندرس ولا ينسى ، وقيل : المعنى : وإنا لمحمد حافظون
    لشيخ علي الكوراني العاملي - تدوين القرآن - رقم الصفحة : ( 40 )

    - رأي الشيخ علي الكوراني العاملي : وفتاوى علماء الشيعة بعدم تحريف القرآن الذين يمثلون الشيعة في كل عصر هم علماؤهم ، فهم الخبراء بمذهب التشيع لأهل البيت (ع) الذين يميزون ما هو جزء منه وما هو خارج عنه ... وعندما نقول علماء الشيعة نعني بالدرجة الأولى مراجع التقليد الذين يرجع إليهم ملايين الشيعة ويقلدونهم ، ويأخذون منهم أحكام دينهم في كيفية صلاتهم وصومهم وحجهم ، وأحكام زواجهم وطلاقهم وإرثهم ، معاملاتهم .. فهؤلاء الفقهاء ، الذين هم كبار المجتهدين في كل عصر ، يعتبر قولهم رأي الشيعة ، وعقيدتهم عقيدة الشيعة ، ويليهم في الإعتبار بقية العلماء ، فهم يعبرون عن رأي الشيعة نسبياً .. وتبقى الكلمة الفصل في تصويب آرائهم وأفكارهم لمراجع التقليد ، وقد صدرت فتاوى مراجع الشيعة في عصرنا جواباً على تهمة الخصوم فأجمع مراجعهم على أن إتهام الشيعة بعدم الإعتقاد بالقرآن إفتراء عليهم وبهتان عظيم ، وأن الشيعة يعتقدون بسلامة هذا القرآن وأنه القرآن المنزل على رسول الله (ص) دون زيادة أو نقيصة
    الطبرسي - تفسير مجمع البيان - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 15 و 42 )

    - رأي الشيخ علي الطبرسي : فإن العناية إشتدت ، والدواعي توفرت على نقله وحراسته ، وبلغت إلى حد لم يبلغه فيما ذكرناه ، لأن القرآن معجزة النبوة ، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية ، حتى عرفوا كل شئ إختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيراً ، أو منقوصاً مع العناية الصادقة ، والضبط الشديد.
    - ومن ذلك : الكلام في زيادة القرآن ونقصانه فإنه لا يليق بالتفسير ، فأما الزيادة فيه : فمجمع علي بطلانه ، وأما النقصان منه : فقد ررى جماعة من أصحابنا ، وقوم من حشوية العامة ، أن في القرآن تغييراً أو نقصاناً ، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه.
    الشيخ جعفر كاشف الغطاء - كشف الغطاء - رقم الصفحة : ( 298 )

    - رأي الشيخ جعفر كاشف الغطاء : لا زيادة فيه من سورة ، ولا آية من بسملة وغيرها ، لا كلمة ولا حرف ، وجميع ما بين الدفتين مما يتلى كلام الله تعالى بالضرورة من المذهب بل الدين ، وإجماع المسلمين ، وأخبار النبي (ص) والأئمة الطاهرين (ع) وإن خالف بعض من لا يعتد به في دخول بعض ما رسم في إسم القرآن ... لا ريب في أنه محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما دل عليه صريح القرآن ، وإجماع العلماء في جميع الأزمان ، ولا عبرة بالنادر
    وكذلك قول العلامة الحلي والعلامة الشيخ البلاغي وغيرهم فان مدرسة اهل البيت وليس هنا محل عرض جميع الاراء الا ان مدرسة اهل البيت عليهم السلام قائمة على ان هذا القران الذي بين الدفتين هو القران المنزل من الله وهو الخالي من الزياده والنقصان نعم ذهب بعض الشيعه الى القول بالتحريف لكن احذر فليس التحريف المقصود بالزيادة والنقصان في متن القران وانما في معنى القران في تفسير القران وقع التحريف والاختلاف والا متن القران فهو هو لايدلس عليك بعض من مشايخ السلفيه الوهابيه وقال البعض ان التحريف وقع في ترتيب السور اي ان السور ليست في مكانها الصحيح وهذا قال به بعض اهل السنة كذلك ولا يدعوا للتحريف الذي يكفر على اساسه الانسان جيد ؟ ايها الحبيب الغالي واليك بعض من مؤلفات الشيعه في تنزيه القران :

    - السيد حامد حسين : صاحب كتاب عبقات الأنوار المتوفى سنة 1306 هـ له موسوعة في عشرة مجلدات : ( إستفتاء الأحكام ) إستقصى فيها البحث في عدم التحريف وأتي فيها بما لا مزيد عليه.

    2 - الميرزاء محمود بن أبي القاسم الطهراني : من أعلام القرن الرابع - له كتاب : ( كشف الإرتياب عن تحريف كتاب رب الأرباب ) رد فيه على الزاعمين بالتحريف ، أعيان الشيعة ترجمة المذكور أعلاه.

    3 - الشيخ رسول جعفريان : له كتاب : ( أكذوبة تحريف القرآن ) ، طبع سنة 1406 هـ.
    4 - الميرزاء مهدي البروجردي : له كتاب : ( كتابات ورسالات حول إثبات عدم التحريف ) ، طبع في إيران.
    5 - السيد هبه الدين الشهرستاني : له كتاب : ( التنزيه في إثبات صيانة المصحف الشريف من النسخ والنقص والتحريف ) ، معجم ريان الفكر في النجف الأشرف : ( ج2 ص 762 ).
    6 - محمد علي بن السيد محمد صادق الإصفهاني : له ( عدم التحريف في الكتاب ) ، المصدر السابق : ( ج2 ص 789 ).
    7 - علي محمد الآصفى : له : ( فصل الخطاب في نفي تحريف الكتاب ) ، المصدر السابق : ( ج1ص 46 ).
    8 - السيد محمد حسين الجلالي : له : ( نفي التحريف والتصحيف ) ، المصدر السابق : ( ج1 ص 357 ).
    9 - السيد مرتضى الرضوي : له : ( البرهان على عدم تحريف القرآن ) ، طبع في بيروت.
    10- العلامة الشعراني : رد على الكتاب المؤلف في التحريف ونقضه فصلاً فصلاً ، طبع ضمن كتاب : ( ثمان رسائل ) عربي.
    11- العلامة حسن الآملى : له كتاب : ( فصل الخطاب في عدم تحريف كتاب رب الأرباب ) ، طبع ضمن كتاب ( ثمان رسائل عربي ).
    12- السيد علي الميلاني : له كتاب : ( التحقيق في نفي التحريف ، عن القرآن الشريف ) ، طبع في إيران وهو متداول.
    13- الشيخ محمد هادي معرفه : له كتاب : ( صيانة القرآن من التحريف ) ، طبع في إيران وهو متداول.
    14- السيد أمير محمد القزويني : له كتاب : ( القائلون بتحريف القرآن ) ، جاء فيه أما الشيعة فقد أثبتوا من عصر نزول القرآن الكريم على النبي (ص) ، وحتى قيام الساعة أنهم يتبرؤون أشد البراءة ممن يقول بتحريفه.
    15- المرجع الديني الكبير السيد صدر الدين الصدر : له : ( رسالة في إثبات عدم التحريف ) ، علماء ثغور الإسلام : ( ج2 ص 535 ).
    16- الشيخ آغابزرك الطهراني : له : ( النقد اللطيف في نفي التحريف ) ، الذريعة : ( 16 ص 232 ).
    17- مؤسسة سلسلة المعارف الإسلامية : ( سلامة القرآن من التحريف ) ، إصدار مركز الرسالة إيران.
    18- السيد علاء الدين السيد أمير محمد القزويني : له كتاب : ( شبهة القول بتحريف القرآن عند أهل السنة ) ، طبع في بيروت.
    وهناك الكثير الكثير هذا ليس الا مجمل والحمد لله رب العالمين

    لا تَسَلْنِي مَن أنا وَ الأهْلُ أينْ ... هاك إسْمِي خَادِمَاً عِنْدَ الحُسَين


    هاك إسْمِي خَادِمَاً عِنْدَ الحُسَين

    http://i46.servimg.com/u/f46/13/76/93/58/1414.jpg

    لاي سؤال او استفسار راسلونا على الخطيب الكربلائي في منتدى مدرسة الامام الحسين عليه السلام او على al-karbalaay_14_1 في الغدير



    ابشروا بالحاطمة ... يا أعادي فاطمة

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة الخطيب الكربلائي مشاهدة المشاركة
      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
      احسنت اخي الغالي الحبيب المحسن وفقكم الله لكل خير وفي ودي ان اضيف رأي علمائنا في مسالة التحريف ولو هذا تجاوز على مقامكم المبارك لكي يرى الاخ السني عقيدتنا في القران فبلاضافه الى موضوع الاخ المحسن انقل اقوال بعض علمائنا في المسالة


      بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــــــــــــــــم

      أحسنتم أخي الطيب الخطيب الكربلائي على ماطرحته من آرآء العلماء الأعلام رضوان الله عليهم
      وقد أسعدني ذلك واستفدتُ منه.

      وفقك الله لكل خير

      ************************************************** ********************

      صبرا جميلا ما اقرب الفرج ****** من راقب الله في الامور نجا

      من صدق الله لم ينله اذى ***** ومن رجاه يكون حيث رجا

      لقد كتموا آثار آل محمد محبوهم خوفا وأعداؤهم بغضا


      فأبرز من بين الفريقين نبذة بها ملأ الله السماوات والأرضا

      http://alhussain-sch.org/forum/image...ine=1361119167

      تعليق

      يعمل...
      X