بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
لا نريد في هذا المقال أن نثبت أفضليةالشيعة ، أو فضلهم بكثرة عددهم وانتشارهم في البلدان وأكثريتهم في بعضها ، لأنالكثرة لا تكشف عن الحق ، والقِلَّة لا تدل على الضلال . وقديماً قيل : ( إن الكِرَام قليل ) . وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذييدور الحق معه كيفما دار : لا تزيدني كثرة الناس حولي عِزَّة ، ولا تَفَرُّقُهُمعنِّي وَحشة . ولو كانت الكثرة تغني عن الحق شيئاًلكانت الطوائف غير الإسلامية أفضل ديناً ، وأصح عقيدة من المسلمين . وإنما الغرض الأول أن نثبت أن الشيعةكسائر الفرق والطوائف التي لها كيانها وتأثيرها. فإن الذين يتجاهلون وجود الشيعة وينظرونإليها كفئة قليلة يمكن استئصالها ، هم في الحقيقة بعيدون عن الواقع كل البعد ، ولايعبرون إلا عن رغباتهم وأحلامهم . لإن القضاء على الشيعة لن يكون إلابالقضاء على جميع المسلمين ، ولن يكون ذلك حتى لا يبقى على وجه الأرض ديار . لمحة تاريخية :
كانت الدول فيما مضى - شرقية كانت أمغربية - تقوم على أساس الدين ، فتخوِّل لنفسها حق التدخل في شؤون الإنسان الداخليةوالخارجية ، لأنها نائبة عن الله . ومن هنا كانت تعامل الناس على أساسأديانهم ومعتقداتهم ، لا على المؤهلات العلمية والخلقية . فتحب أبناء دينها ، وتضطهد الآخرين ، أوتتجاهل وجودهم كرعايا ومواطنين . ومن هنا كان التفاوت في عدد الشيعةوالسنة قلة وكثرة حسب الدول القائمة الحاكمة ديناً ومذهباً . ففي عهد الأمويين والعباسيين كان السنةأكثر عدداً من الشيعة ، وفي عهد البويهيين والفاطميين كانت الكثرة في جانب الشيعة ،وفي عهد السلجوقيين والأيوبيين والعثمانيين ازداد عدد السنة حتى أصبحوا على تعاقبالأجيال والقرون أضعاف عدد الشيعة . والغريب حقاً أن يكون للشيعة هذا العددبعد أن ظلوا هدفاً لاضطهاد الحكومات مئات السنين ، وتعرضوا لموجات من تعصب السنةفي كثير من البلدان والأزمان . ومن أراد التوسع في هذا المجال فعليهمراجعة كتاب ( الشيعة والحاكمون ) لمؤلفه الشيخ محمد جواد مَغنِيَّة . من بلدان الشيعة :
الأولى : العراق : ونسبةالشيعة فيها إلى مجموع السكان أكثر من 65% ، ينتشرون في وسط وجنوب البلاد . الثانية : إيران : ونسبةالشيعة فيها 91% ، أي أن معظم السكان هم من الشيعة . الثالثة : آذربايجان : وهيبلد تقع في قارة آسيا ، وعاصمتها ( باكو ) ، ونسبة الشيعة فيها أكثر من 70% . الرابعة : أندنوسيا : وهيبلد تقع في جنوب شرق قارة أسيا ، وفيها أكثر من مليون شيعي . الخامسة : البرازيل : وهيبلد تقع في وسط قارة أمريكا الجنوبية ، ونسبة الشيعة فيها أكثر من 40% من نسبةالمسلمين في البلاد ، ففيها أكثر من مليون شيعي . السادسة : باكستان : وهي بلدتقع في قارة أسيا ، وفيها من الشيعة ما يعادل ربع سكان البلاد البالغ عددهم ( 150) مليون نسمة ، أي أن فيها أكثر من ( 35 ) مليون شيعي ، وينتشرون في شمال البلاد . السابعة : تنزانيا : وهي بلدتقع في جنوب شرق أفريقيا ، ونسبة الشيعة فيها أكثر من 10% من نسبة المسلمين فيالبلاد ، أما نفوس البلاد فقد بلغ أكثر من ( 30 ) مليون نسمة . الثامنة : زائير : وهي بلدتقع في وسط قارة أفريقيا ، وتقدَّر نسبة الشيعة فيها بـ20% من نسبة المسلمين فيالبلاد ، أما نفوس البلاد فهي ( 50 ) مليون نسمة . التاسعة : غانا : وهي بلدتقع في غرب قارة أفريقيا ، وفيها حوالي مليون شيعي ، أما نفوس البلاد فهي ( 20 )مليون نسمة . العاشرة : غينيا : وهي بلدتقع في قارة أفريقيا ، ونسبة الشيعة فيها 5% من نسبة السكان ، أما نفوس البلاد فهي( 10 ) ملايين نسمة . الحادية عشرة : اليمن : وهيبلد تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية ، ونفوس سكان البلاد هي ( 19 ) مليون نسمة ،ونسبة الشيعة فيها هي : الشيعة الزيدية 28% من السكان ، والشيعة الإسماعيلية 5% منالسكان ، والشيعة الإمامية 2% من السكان ، وينتشرون في مدينتي ( عدن ) و ( صنعاء ). وهناك بلدان أخرى لا تتوفرلدينا إحصائيات دقيقة عنها ، مثل : 1 - أفغانستان .
2 - أوغندا .
3 - بنغلادش .
4 - ساحل العاج .
5 - تونس .
6 - البحرين .
7 - السعودية .
8 - الكويت .
9 - قطر .
10 - الإمارات .
11 - لبنان .
12 - سوريا .
13 - عمان .
14 - الصين .
15 - روسيا .
16 - الهند .
17 - ليبيا . وغيرها من البلدان التي فيهاأعداد هائلة من الشيعة . وأخيراً :
نختم كلامنا بما ذكره الشيخ أبو زهرة –وهو أحد علماء السنة المعاصرين – في آخر كتابه ( الإمام الصادق ) بعنوان : ( نموالمذهب الجعفري ومرونته ) ، حيث قال : لقد نما هذا المذهب وانتشر لأسباب : الأول : إن باب الاجتهاد مفتوح عندالشيعة ، وهذا يفتح باب الدراسة لكل المشاكل الاجتماعية ، والاقتصادية ، والنفسية . الثاني : كثرة الأقوال في المذهب - أي فيالمسائل الفقهية النظرية - ، واتِّسَاع الصدر للاختلاف ما دام كل مجتهد يلتزمالمنهاج المسنون ، ويطلب الغاية التي يتغياها من يريد مَحص الشرع الإسلامي خالطاًغير مشوب بأية شائبة من هوى . الثالث : إن المذهب الجعفري قد انتشر فيأقاليم مختلفة الألوان من الصين إلى بحر الظلمات ، حيث أوروبا وما حولها ، وتفريقالأقاليم التي تتباين عاداتهم وتفكيرهم وبيئاتهم الطبيعية ، والاقتصادية ، والاجتماعية، والنفسية . إن هذا يجعل المذهب كالنهر الجاري فيالأرضين المختلفة الألوان ، يحمل في سيره ألوانها واشكالها من غير أن تتغير فيالجملة عذوبته .
والله ولي التوفيق
والصلاة والسلام على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
لا نريد في هذا المقال أن نثبت أفضليةالشيعة ، أو فضلهم بكثرة عددهم وانتشارهم في البلدان وأكثريتهم في بعضها ، لأنالكثرة لا تكشف عن الحق ، والقِلَّة لا تدل على الضلال . وقديماً قيل : ( إن الكِرَام قليل ) . وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذييدور الحق معه كيفما دار : لا تزيدني كثرة الناس حولي عِزَّة ، ولا تَفَرُّقُهُمعنِّي وَحشة . ولو كانت الكثرة تغني عن الحق شيئاًلكانت الطوائف غير الإسلامية أفضل ديناً ، وأصح عقيدة من المسلمين . وإنما الغرض الأول أن نثبت أن الشيعةكسائر الفرق والطوائف التي لها كيانها وتأثيرها. فإن الذين يتجاهلون وجود الشيعة وينظرونإليها كفئة قليلة يمكن استئصالها ، هم في الحقيقة بعيدون عن الواقع كل البعد ، ولايعبرون إلا عن رغباتهم وأحلامهم . لإن القضاء على الشيعة لن يكون إلابالقضاء على جميع المسلمين ، ولن يكون ذلك حتى لا يبقى على وجه الأرض ديار . لمحة تاريخية :
كانت الدول فيما مضى - شرقية كانت أمغربية - تقوم على أساس الدين ، فتخوِّل لنفسها حق التدخل في شؤون الإنسان الداخليةوالخارجية ، لأنها نائبة عن الله . ومن هنا كانت تعامل الناس على أساسأديانهم ومعتقداتهم ، لا على المؤهلات العلمية والخلقية . فتحب أبناء دينها ، وتضطهد الآخرين ، أوتتجاهل وجودهم كرعايا ومواطنين . ومن هنا كان التفاوت في عدد الشيعةوالسنة قلة وكثرة حسب الدول القائمة الحاكمة ديناً ومذهباً . ففي عهد الأمويين والعباسيين كان السنةأكثر عدداً من الشيعة ، وفي عهد البويهيين والفاطميين كانت الكثرة في جانب الشيعة ،وفي عهد السلجوقيين والأيوبيين والعثمانيين ازداد عدد السنة حتى أصبحوا على تعاقبالأجيال والقرون أضعاف عدد الشيعة . والغريب حقاً أن يكون للشيعة هذا العددبعد أن ظلوا هدفاً لاضطهاد الحكومات مئات السنين ، وتعرضوا لموجات من تعصب السنةفي كثير من البلدان والأزمان . ومن أراد التوسع في هذا المجال فعليهمراجعة كتاب ( الشيعة والحاكمون ) لمؤلفه الشيخ محمد جواد مَغنِيَّة . من بلدان الشيعة :
الأولى : العراق : ونسبةالشيعة فيها إلى مجموع السكان أكثر من 65% ، ينتشرون في وسط وجنوب البلاد . الثانية : إيران : ونسبةالشيعة فيها 91% ، أي أن معظم السكان هم من الشيعة . الثالثة : آذربايجان : وهيبلد تقع في قارة آسيا ، وعاصمتها ( باكو ) ، ونسبة الشيعة فيها أكثر من 70% . الرابعة : أندنوسيا : وهيبلد تقع في جنوب شرق قارة أسيا ، وفيها أكثر من مليون شيعي . الخامسة : البرازيل : وهيبلد تقع في وسط قارة أمريكا الجنوبية ، ونسبة الشيعة فيها أكثر من 40% من نسبةالمسلمين في البلاد ، ففيها أكثر من مليون شيعي . السادسة : باكستان : وهي بلدتقع في قارة أسيا ، وفيها من الشيعة ما يعادل ربع سكان البلاد البالغ عددهم ( 150) مليون نسمة ، أي أن فيها أكثر من ( 35 ) مليون شيعي ، وينتشرون في شمال البلاد . السابعة : تنزانيا : وهي بلدتقع في جنوب شرق أفريقيا ، ونسبة الشيعة فيها أكثر من 10% من نسبة المسلمين فيالبلاد ، أما نفوس البلاد فقد بلغ أكثر من ( 30 ) مليون نسمة . الثامنة : زائير : وهي بلدتقع في وسط قارة أفريقيا ، وتقدَّر نسبة الشيعة فيها بـ20% من نسبة المسلمين فيالبلاد ، أما نفوس البلاد فهي ( 50 ) مليون نسمة . التاسعة : غانا : وهي بلدتقع في غرب قارة أفريقيا ، وفيها حوالي مليون شيعي ، أما نفوس البلاد فهي ( 20 )مليون نسمة . العاشرة : غينيا : وهي بلدتقع في قارة أفريقيا ، ونسبة الشيعة فيها 5% من نسبة السكان ، أما نفوس البلاد فهي( 10 ) ملايين نسمة . الحادية عشرة : اليمن : وهيبلد تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية ، ونفوس سكان البلاد هي ( 19 ) مليون نسمة ،ونسبة الشيعة فيها هي : الشيعة الزيدية 28% من السكان ، والشيعة الإسماعيلية 5% منالسكان ، والشيعة الإمامية 2% من السكان ، وينتشرون في مدينتي ( عدن ) و ( صنعاء ). وهناك بلدان أخرى لا تتوفرلدينا إحصائيات دقيقة عنها ، مثل : 1 - أفغانستان .
2 - أوغندا .
3 - بنغلادش .
4 - ساحل العاج .
5 - تونس .
6 - البحرين .
7 - السعودية .
8 - الكويت .
9 - قطر .
10 - الإمارات .
11 - لبنان .
12 - سوريا .
13 - عمان .
14 - الصين .
15 - روسيا .
16 - الهند .
17 - ليبيا . وغيرها من البلدان التي فيهاأعداد هائلة من الشيعة . وأخيراً :
نختم كلامنا بما ذكره الشيخ أبو زهرة –وهو أحد علماء السنة المعاصرين – في آخر كتابه ( الإمام الصادق ) بعنوان : ( نموالمذهب الجعفري ومرونته ) ، حيث قال : لقد نما هذا المذهب وانتشر لأسباب : الأول : إن باب الاجتهاد مفتوح عندالشيعة ، وهذا يفتح باب الدراسة لكل المشاكل الاجتماعية ، والاقتصادية ، والنفسية . الثاني : كثرة الأقوال في المذهب - أي فيالمسائل الفقهية النظرية - ، واتِّسَاع الصدر للاختلاف ما دام كل مجتهد يلتزمالمنهاج المسنون ، ويطلب الغاية التي يتغياها من يريد مَحص الشرع الإسلامي خالطاًغير مشوب بأية شائبة من هوى . الثالث : إن المذهب الجعفري قد انتشر فيأقاليم مختلفة الألوان من الصين إلى بحر الظلمات ، حيث أوروبا وما حولها ، وتفريقالأقاليم التي تتباين عاداتهم وتفكيرهم وبيئاتهم الطبيعية ، والاقتصادية ، والاجتماعية، والنفسية . إن هذا يجعل المذهب كالنهر الجاري فيالأرضين المختلفة الألوان ، يحمل في سيره ألوانها واشكالها من غير أن تتغير فيالجملة عذوبته .
والله ولي التوفيق
تعليق