إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشيعة وإحياؤهم ليوم عاشوراء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيعة وإحياؤهم ليوم عاشوراء

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين

    لو آمن الناس بقول قائل: ( إنَّ الحَقَّ للقُوَّةِ ) ، لكان عليهم أن يرموا بكل كتاب مقدس ، وبكل تشريعودستور في عرض البحر . حيث لا عدل ، ولا فضيلة، ولا إيمان إلا بالمادة ، والنتيجة الحتمية لهذا المنطق إن الإنسانية والجماد فيالميزان سَيَّان . ولو كان الحق للقوة ماكان لشهداء الفضيلة ذكر ، ولا لأبطال التحرير فضل ، وكان السفاكون الهادمون في كلعصر ومصر كـ ( يزيد ) هم الكون بكامله . إن يوم عاشوراء هو أحدالشواهد الصادقة على أن من تسلح بالمادة وحدها فهو أعزل . وليس يوم عاشوراء احتجاجاًعلى يزيد وجيش يزيد فحسب ، وإنما هو دليل قاطع على أن كُلَّ من يقف أمام الغاصبالطاغي ساجد الرِّكَاب ، مُنحَنِي الرأس ، مُعفَّر الجَبين ، يمد إليه يد الذُّلوالاستجداء ، دليل على أنه ليس له من الحق شيء . ألا ترى إذا رآه الرائيقال : شَقِيٌّ بَائِس ، ولم يَقُل : صَاحِبُ حَقٍّ مُهتَضَم . إن صاحب الحق يمد إلىحقه يد القوة والعزة ، فيمدها وهو عالي الرأس ، ثابت الجنان ، ولا يردها إلا قابضةعلى حقه ، أو تقطع مجاهدة في سبيل الحق والعدالة . فإن قطعها في هذاالسبيل إنما هو ( حَيَاةٌ ) ، وبقاءها إنما هو ( مَمَاتٌ ) ، فالسلام على الحسين المظلومالقائل : إِنِّي لا أَرَى المَوتَإِلاَّ سَعَادَةً ، وَالحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلاَّ بَرَماً . يوم الجهاد المقدس :

    ليس يوم عاشوراء عاطفة مذهبيةشيعية نحو الرسول وأهل بيته ( عليهم السلام ) وَلَّدَها الضغط على الشيعة كما زعمالزاعمون ، ولكنه تكريم للبطولة والتضحية ، وإحياء للجهاد المقدس ، واعتزاز بالإباءوالكرامة في كل زمان ومكان . ليس يوم عاشوراء يومٌ للشيعةفحسب ، وإنما هو للناس أجمعين ، لأنه جهاد وتضحية ، وحق وصراحة ، ونور وحكمة ،وليس لهذه الفضائل دين خاص ، ولا مذهب خاص ، ولا وطن خاص ، ولا لغة خاصة . هذا هو يوم عاشوراء فيحقيقته ومغزاه . زيارة قبر الحسين (عليه السلام ) : إن زيارة كربلاء وشَدِّالرِّحال إليها من بلاد نائية هو تكرار وتأكيد لما يهدف إليه يوم عاشوراء ، ونجد تفسيرذلك مكتوباً في القطع المعلقة على قبر الحسين يتلوها الزائر ساعة دخوله الحضرةالمقدسة ، وخروجه منها ، وقد جاء فيها : إِنِّي سِلمٌ لِمَن سَالَمَكُم، وَحَربٌ لِمَن حَارَبَكُم ، مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتُم ، مُبطِلٌ لِمَا أَبْطَلتُم، فَأَسأَلُ اللهَ أَن يَجعَلَنِي مِن خِيَار مُوَالِيكُم ، العامِلِينَ بِمَا دَعَوتُمإِليهِ ، أَهتَدِي بِهَدْيِكُم ، وَأَن يَجعَلَ مَحْيَايَ مَحْيَا مُحَمَّدٍ وَآلِمُحَمَّدٍ ، وَمَمَاتِي مَمَاتَ مُحَمِّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِوَآلِهِ ) . فيتلو الزائر هذهالكلمات وأمثالها بقلب خاشع ونفس مطمئنة في بقعة ارتفع فيها صوت الحق ضد الباطل ،وخفقت رايات الهدى ضد الضلال ، وشَعَّ فيها نور العدالة ليمحو ظلام الجور ، وأُرِيقتدماء زكية لتطهر الأرض من رجس الاستعباد . لم تعرف الكرة الأرضية مناصراًللحقِّ في عهد يزيد غير هذه البقعة الصغيرة المُسَمَّاة بـ ( أرض كربلاء ) ، فيقصدهاالزائر لِيُشهِدَ الله والناس على نفسه أنه لا يتبع إلا الحق ، ولا يناصر إلا أهله، وأنه عليه يحيا ويموت ، يحيا حياة محمد وآل محمد ، ويموت ممات محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله ) . فليس معنى زيارة كربلاءتأليه الأحجار والأخشاب ، وعبادة الأرض والتراب . زارَ أحد شعراء الشيعة قبرالحسين ( عليه السلام ) وبيَّن الغاية من زيارته ، والهدف من رحلته ، فقال : إني زرتُ قبرَ الحسين (عليه السلام ) وشَمَمْتُ ثراه ، كي يَتَسَرَّب إلى نفسي نسيم الإباء والكرامة ،ويهب على قلبي ريح الحق والعدالة ، وعفرت خدي بالتراب حيث يضع ، وقطع خد الحسين (عليه السلام ) ، ولم يخضع لظالم ، ولثمت أرضاً وطأها الحسين ( عليه السلام ) ، لأنخيل الطغاة جالت على صدره وقلبه وظهره وصلبه ( عليه السلام ) ، ولم يُهَادِن ولميمالئ من سلب الشعب حريته ، والأمة حقوقها . شَمَمتُ ثَرَاكَ فَهَبَّالنَّسيمُ نَسِيمالكَرامَةِ مِن بَلقَعِ وَعَفَّرتُ خَدِّي بِحَيثُاستَرَاحَ خَدٌّتَفَرَّى وَلَم يَخضَعِ ولا يبتغي الزائرالشاعر بعد هذا الدليل دليلاً على قداسة غايته ونبل مقصده ، وأي دليل أصدق وأبلغوأوضح على عظمة بقعة دفن فيها من نثرت السيوف لحمه دون رأيه وضميره ، ورفع رأسهعلى الرمح دون إيمانه وعقيدته ، وأطعم الموت خير البنين والأصحاب من الكهول إلىالشباب إلى الرضع دون مبدئه ودعوته . وَمَاذا أَأَروَعُ مِنأَن يَكُونَلَحمُكَ وَقفاً عَلَى المَبضَعِ!! وأن تَتَّقِي دُون مَاتَرتَأِي ضَمِيرُكَبالأَسَلِ الشُّرَّعِ وَأنْ تُطعِمَ المَوتَخَيرَ البَنِينَ مِنَالأَكهَلِينَ إِلَى الرُّضَّعِ
    إن يوم عاشوراء ، وزيارةكربلاء ، هما رمز الحرية والمساواة بين الأسود والأبيض ، والعربي والأعجمي ،والملك وشعبه ، وأنه لا فضل إِلا لمن جاهد وكابد في سبيل هذه المساواة ، فلا ظالمومظلوم ، ولا جائع ومتخوم .


    والله ولي التوفيق
    أبا حسنٍ يهنيك ما أصبحوا به × وإن كان للقتلى تُقَامُ المآتمُ
    فيا خاطب العلياء والموت دونها × رُوَيدَكَ قد قَاوَمتَ مَن لا يُقَاومُ
    بَخِلتَ عَليها بالحياة وإنها لأكرم × من تُهدَى إليه الكرائمُ
    إذا عَلِقَت نفسُ امرءٍ بِوِصَالِها × ورامت مراماً دونه حَامَ حائِمُ
    فخاطبها الهندي والموتُ عاقد × وعمرك مَهرٌ والنِّثَار الجماجمُ

  • #2

    بسمه تعالى وبه نستعين
    أحسنتم أخي السراج الوهاج على هذا الموضوعالقيم وموفقين ان شاء الله وجعله في ميزان اعمالكم .
    قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
    صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
    ************
    السلام عليكِ يا أم أبيها

    تعليق

    يعمل...
    X