بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
ان من الخلق والالتزام بنهج أهل البيت لموارد كثيرة فقال سيد البلغاء الإمام علي ( عليه السلام ): ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فليس منا من بات ولم يحاسب نفسه).(1)
فان ( ليس منا) أي من شيعتنا وممن يُحسب علينا من لم يكن يحاسب نفسه فعلى الإنسان أن يعمل ما بوسعه لكي يكون في الآخرة من الفائزين، وذلك بالتمسّك بتعاليم أهل البيت سلام الله عليهم والعمل بها بنية صالحة. وعليه أن يسعى إلى أن لا يكون من المقصّرين الذي يسألون الله تعالى الرجعة إلى الدنيا لإصلاح ما قصّروا فيه من الواجبات وحق الله تعالى وحق الناس.
والمستخلص من الأحاديث الشريفة أن صاحب الخلق الحسن هو من أهل الجنة وإن لم يعمل بالمستحبات والمندوبات، أما ذو الخلق السيئ فإن العبادات لا تقلّل من مساوئه وإن صام نهاره وقام ليله. وإن حسن الخلق توفيق إلهي، ولكي يحظى المرء بهذا التوفيق عليه أن يصمم ويعزم بأن يكون من ذوي الأخلاق الحسنة.
فعليه على الاقل ان يحاسب نفسه ولو باليوم مرة واحدة عن مافعل من فعل مناهض ومخالف لسلوك اهل البيت ( عليهم السلام ), كثيراً ما بين لنا أئمة أهل البيت عليهم السلام من الاوصاف الجميلة التي تمثل أن شيعتهم منهم فلكم مثلاً هذا القول عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): شيعتنا من قدّم ما استحسن، وأمسك ما استقبح، وأظهر الجميل، وسارع بالأمر الجليل، رغبة الى رحمة الجليل، فذاك منّا وإلينا ومعنا حيثما كنّا. (2)
فان الامام ( عليه السلام ) يرى ويبين لنا أن من الاوصاف التي تخلق عليها شيعتهم الذين حقاً ربوا بتربيتهم و تخلقوا بأخلاقهم
فقال ( قدّم ما استحسن ) أي فعل ماكان حسناً ( وامسك ما أستقبح ) أي ترك ما كان قبيحاً العمل والاتيان به وغيرها من المفردات التي هي نور ينبعث من كلام الامام ( عليه السلام ) فمنهم من اتى بما رضوه وتخلق بأخلاقهم لا بل قال ( ومعنا حيثما كنا )
وعن الفضيل قال : قال لي ابوعبدالله ( عليه السلام ): يا فضيل بلغ من لقيت من شيعتنا السلام وقل لهم انا لا نغني عنهم من الله شيئا إلا ( بورع ) (أي كف النفس عن ارتكاب ما تكره عاقبته) فاحفظوا السنتكم وكفوا ايديكم وعليكم بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين.
.(3)
وعن محمد بن علي الباقر (عليه السلام) انه قال لجابر : ايكتفي من انتحل التشيع ان يقول بحبنا اهل البيت ، فوالله ما شيعتنا إلامن اتقى الله واطاعه ، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع والتخشع وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والايتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الالسن عن الناس إلامن خير وكانوا أمناء عشايرهم في الاشياء . قال جابر فقلت : يابن رسول الله مانعرف احد بهذه الصفة ، قال يا جابر لاتذهبن بك المذاهب ، حسب الرجل ان يقول أحب عليا وأتولاه ثم لايكون مع ذلك فعالا، فلو قال : انى احب رسول الله فرسول الله خير من علي ، ثم لايعمل بعمله ، ولايتبع سنته ، مانفعه حبه اياه شيئا ،فاتقواالله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين احد قرابة ، احب العباد إلى الله واكرمهم عليه أتقاهم له واعملهم بطاعته ، والله ما يتقرب إلى الله عزوجل إلابالطاعة ، ما معنا براءة من النار ، ولاعلى الله لاحد من حجة من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، ولاينال غدا ولايتنا إلابالفضل والورع .(4)
وعن ربيعة بن ناجد قال : سمعت عليا (عليه السلام) يقول : انما مثل شيعتنا مثل النحلة في الطير ليس شئ من الطير إلاوهو يستضعفها فلو ان الطير تعلم ما في اجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك . وبالاسناد قال : اخبرنا ابوالحسن : احمد بن المظفرالعطار الفقيه الشافعى ، قال : اخبرنا عبدالله بن احمد بن عثمان المزنى الملقب بابن السقاء الحافظ ، حدثناعبدالله بن زيدان ، قال : حدثنا علي بن يونس العطار ، قال حدثنى محمد بن علي الكندى ، قال : حدثنا محمد بن مسلم قال:حدثنى جعفر بن محمد ، قال : حدثنى محمد بن علي ، قال : حدثنى علي بن الحسين ،قال : حدثنى الحسين بن علي ، قال : حدثنى علي بن ابي طالب عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : يا علي ان شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب ، وجوههم كالقمر في ليلة البدر ، وقد فرجت عنهم الشدائد وسهلت لهم الموارد ، و اعطوا الامن والامان ، وارتفعت عنهم الاحزان ،يخاف الناس ولايخافون ، ويحزن الناس ولايحزنون ، شرك نعالهم تلؤلؤ نورا على نوق بيض لها اجنحة قد ذللت من غير مهانة ، ونجبت من غير رياضة ، اعناقها من ذهب احمر. (5)
و قال الإمام الصادق (عليه السلام): شيعتنا أهل الورع والاجتهاد، وأهل الوفاء والأمانة، وأهل الزهد والعبادة، أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة، القائمون بالليل، الصائمون بالنهار، يزكّون أموالهم، ويحجّون البيت، ويجتنبون كلّ محرّم.(6)
و قال الإمام الصادق (عليه السلام): شيعتنا هم الشاحبون الذابلون الناحلون، الذين إذا جنّهم الليل استقبلوه بحُزن. (7)
و قال الإمام الصادق (عليه السلام): امتحنوا شيعتنا عند ثلاث: عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها، وعند أسرارهم كيف حفظهم لها عند عدوّنا، والى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها. (8)
وعن عمرو بن سعيد بن هلال قال : دخلت ابى جعفر (عليه السلام) ونحن جماعة فقال : كونوا النمرقة الوسطى يرجع اليكم الغالي ، ويلحق بكم التالي ،واعملوا يا شيعة آل محمد ، والله ما بيننا وبين الله من قرابة ولالنا على الله حجة ، ولايتقرب إلى الله إلابالطاعة من كان مطيعا نفعته ولايتنا ، ومن كان عاصيالم تنفعه ولايتنا ، قال : ثم التفت الينا وقال : لاتغتروا ولاتفتروا ، قلت : وماالنمرقة الوسطى ؟ قال : ألاترون أهلاتأتون ان تجعلوا للنمط الاوسط فضله .(9)
الهوامش
ـــــــــــــــــــــــ
(1)الوسائل جهاد النفس ج 6 ص 379 - 380
(2)بحار الأنوار 65/169.
(3)مشكاة الانوار ج1ص34
(4) مشكاة الانوار - (ج 1 / ص 43)
(5) العمدة ج1ص379.
(6)بحار الأنوار 65/167.
(7)الكافي 2/233.
(8)الخصال 103/ح62.
(9)مشكاة الانوار ج1ص44
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
ان من الخلق والالتزام بنهج أهل البيت لموارد كثيرة فقال سيد البلغاء الإمام علي ( عليه السلام ): ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فليس منا من بات ولم يحاسب نفسه).(1)
فان ( ليس منا) أي من شيعتنا وممن يُحسب علينا من لم يكن يحاسب نفسه فعلى الإنسان أن يعمل ما بوسعه لكي يكون في الآخرة من الفائزين، وذلك بالتمسّك بتعاليم أهل البيت سلام الله عليهم والعمل بها بنية صالحة. وعليه أن يسعى إلى أن لا يكون من المقصّرين الذي يسألون الله تعالى الرجعة إلى الدنيا لإصلاح ما قصّروا فيه من الواجبات وحق الله تعالى وحق الناس.
والمستخلص من الأحاديث الشريفة أن صاحب الخلق الحسن هو من أهل الجنة وإن لم يعمل بالمستحبات والمندوبات، أما ذو الخلق السيئ فإن العبادات لا تقلّل من مساوئه وإن صام نهاره وقام ليله. وإن حسن الخلق توفيق إلهي، ولكي يحظى المرء بهذا التوفيق عليه أن يصمم ويعزم بأن يكون من ذوي الأخلاق الحسنة.
فعليه على الاقل ان يحاسب نفسه ولو باليوم مرة واحدة عن مافعل من فعل مناهض ومخالف لسلوك اهل البيت ( عليهم السلام ), كثيراً ما بين لنا أئمة أهل البيت عليهم السلام من الاوصاف الجميلة التي تمثل أن شيعتهم منهم فلكم مثلاً هذا القول عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): شيعتنا من قدّم ما استحسن، وأمسك ما استقبح، وأظهر الجميل، وسارع بالأمر الجليل، رغبة الى رحمة الجليل، فذاك منّا وإلينا ومعنا حيثما كنّا. (2)
فان الامام ( عليه السلام ) يرى ويبين لنا أن من الاوصاف التي تخلق عليها شيعتهم الذين حقاً ربوا بتربيتهم و تخلقوا بأخلاقهم
فقال ( قدّم ما استحسن ) أي فعل ماكان حسناً ( وامسك ما أستقبح ) أي ترك ما كان قبيحاً العمل والاتيان به وغيرها من المفردات التي هي نور ينبعث من كلام الامام ( عليه السلام ) فمنهم من اتى بما رضوه وتخلق بأخلاقهم لا بل قال ( ومعنا حيثما كنا )
وعن الفضيل قال : قال لي ابوعبدالله ( عليه السلام ): يا فضيل بلغ من لقيت من شيعتنا السلام وقل لهم انا لا نغني عنهم من الله شيئا إلا ( بورع ) (أي كف النفس عن ارتكاب ما تكره عاقبته) فاحفظوا السنتكم وكفوا ايديكم وعليكم بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين.
.(3)
وعن محمد بن علي الباقر (عليه السلام) انه قال لجابر : ايكتفي من انتحل التشيع ان يقول بحبنا اهل البيت ، فوالله ما شيعتنا إلامن اتقى الله واطاعه ، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع والتخشع وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والايتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الالسن عن الناس إلامن خير وكانوا أمناء عشايرهم في الاشياء . قال جابر فقلت : يابن رسول الله مانعرف احد بهذه الصفة ، قال يا جابر لاتذهبن بك المذاهب ، حسب الرجل ان يقول أحب عليا وأتولاه ثم لايكون مع ذلك فعالا، فلو قال : انى احب رسول الله فرسول الله خير من علي ، ثم لايعمل بعمله ، ولايتبع سنته ، مانفعه حبه اياه شيئا ،فاتقواالله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين احد قرابة ، احب العباد إلى الله واكرمهم عليه أتقاهم له واعملهم بطاعته ، والله ما يتقرب إلى الله عزوجل إلابالطاعة ، ما معنا براءة من النار ، ولاعلى الله لاحد من حجة من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، ولاينال غدا ولايتنا إلابالفضل والورع .(4)
وعن ربيعة بن ناجد قال : سمعت عليا (عليه السلام) يقول : انما مثل شيعتنا مثل النحلة في الطير ليس شئ من الطير إلاوهو يستضعفها فلو ان الطير تعلم ما في اجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك . وبالاسناد قال : اخبرنا ابوالحسن : احمد بن المظفرالعطار الفقيه الشافعى ، قال : اخبرنا عبدالله بن احمد بن عثمان المزنى الملقب بابن السقاء الحافظ ، حدثناعبدالله بن زيدان ، قال : حدثنا علي بن يونس العطار ، قال حدثنى محمد بن علي الكندى ، قال : حدثنا محمد بن مسلم قال:حدثنى جعفر بن محمد ، قال : حدثنى محمد بن علي ، قال : حدثنى علي بن الحسين ،قال : حدثنى الحسين بن علي ، قال : حدثنى علي بن ابي طالب عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : يا علي ان شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب ، وجوههم كالقمر في ليلة البدر ، وقد فرجت عنهم الشدائد وسهلت لهم الموارد ، و اعطوا الامن والامان ، وارتفعت عنهم الاحزان ،يخاف الناس ولايخافون ، ويحزن الناس ولايحزنون ، شرك نعالهم تلؤلؤ نورا على نوق بيض لها اجنحة قد ذللت من غير مهانة ، ونجبت من غير رياضة ، اعناقها من ذهب احمر. (5)
و قال الإمام الصادق (عليه السلام): شيعتنا أهل الورع والاجتهاد، وأهل الوفاء والأمانة، وأهل الزهد والعبادة، أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة، القائمون بالليل، الصائمون بالنهار، يزكّون أموالهم، ويحجّون البيت، ويجتنبون كلّ محرّم.(6)
و قال الإمام الصادق (عليه السلام): شيعتنا هم الشاحبون الذابلون الناحلون، الذين إذا جنّهم الليل استقبلوه بحُزن. (7)
و قال الإمام الصادق (عليه السلام): امتحنوا شيعتنا عند ثلاث: عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها، وعند أسرارهم كيف حفظهم لها عند عدوّنا، والى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها. (8)
وعن عمرو بن سعيد بن هلال قال : دخلت ابى جعفر (عليه السلام) ونحن جماعة فقال : كونوا النمرقة الوسطى يرجع اليكم الغالي ، ويلحق بكم التالي ،واعملوا يا شيعة آل محمد ، والله ما بيننا وبين الله من قرابة ولالنا على الله حجة ، ولايتقرب إلى الله إلابالطاعة من كان مطيعا نفعته ولايتنا ، ومن كان عاصيالم تنفعه ولايتنا ، قال : ثم التفت الينا وقال : لاتغتروا ولاتفتروا ، قلت : وماالنمرقة الوسطى ؟ قال : ألاترون أهلاتأتون ان تجعلوا للنمط الاوسط فضله .(9)
الهوامش
ـــــــــــــــــــــــ
(1)الوسائل جهاد النفس ج 6 ص 379 - 380
(2)بحار الأنوار 65/169.
(3)مشكاة الانوار ج1ص34
(4) مشكاة الانوار - (ج 1 / ص 43)
(5) العمدة ج1ص379.
(6)بحار الأنوار 65/167.
(7)الكافي 2/233.
(8)الخصال 103/ح62.
(9)مشكاة الانوار ج1ص44