بسم الله الرحمن الرحيم ((اللهم صل على محمد وال محمد )
هناك قاعدة(( عقلية تقول اقرار العقلاء على انفسهم جائز )) وكذلك الاعتراف سيد الادلة ، وسوف يتضح لنا أن ابا بكر يقر ويعترف امام علي(عليه السلام) انه ليس اهلا للخلافة وليس له أي ثقة بنفسه بأن يقود المسلمين وان علي (عليه السلام) احق بالخلافة منه
عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده( عليهم السلام )(1) قال : لما كان من امر ابي بكر وبيعة الناس له ، وفعلهم بعلي ،لم يزل ابو بكر يظهر له الانبساط ويرى منه الانقباض ، فكبر ذلك على ابي بكر ،واحب لقائه واستخراج ما عنده والاعتذار اليه مما اجتمع الناس عليه ، وتقليدهم اياه امر الامة وقلة رغبته في ذلك ، وزهده فيه ، أتاه في وقت غفلة وطلب منه الخلوة
فقال: يا ابا الحسن والله ما كان هذا الامر مواطاة مني ولا رغبة فيما وقعت عليه ولا حرص عليه ولا ثقة بنفسي فيما تحتاج اليه الامة ولاقوة لي بمال ، ولا كثرة لعشيرة ،ولاستيثار به دون غيري ، فمالك تضمر علي ما لااستحقه منك ، وتظهر لي الكراهة لما صرت فيه ، وتنظر الي بعين الشنأن ؟
قال : فقال امير المؤمنين (عليه السلام ) : فما حملك عليه اذا لم ترغب فيه ولاحرصت عليه ،ولا اثقت بنفسك في القيام به ؟!
فقال ابو بكر : حديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه واله ) (( ان الله لايجمع امتي على ضلال )) ولما رايت اجماعهم اتبعت قول النبي (صلى الله عليه واله ) واحلت ان يكون اجماعهم على خلاف الهدى من ضلال ، فأعطيتهم قود الاجابة ، ولو علمت ان احد يتخلف لامتنعت
فقال علي (عليه السلام ) اما ما ذكرت من قول النبي (صلى الله عليه واله ) (( ان الله لايجمع امتي على ضلال )) فكنت من الامة ام لم اكن
قال : بلى
قال: وكذلك العصابة الممتنعة عنك ( سلمان ، وعمار ،وابي ذر ،والمقداد، وابن عباده ومن معه من الانصار )
قال : كل من الامة
قال علي (عليه السلام ): فكيف تحتج بحديث النبي وامثال هؤلاء قد تخلفوا عنك ؟! وليس في الامة فيهم طعن ولا في صحبة الرسول لصحبته منهم تقصير
قال: ماعلمت بتخلفهم الا بعد ابرام الامر ، وخفت ان قعدت عن الامر ان يرجع الناس مرتدين عن الدين ، وكان ممارساتهم اليه ان اجبتهم اهون مؤنه على الدين وابقاء له من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعون كفارا ، وعلمت انك لست بدوني في الابقاء عليهم وعلى اديانهم
فقال علي (عليه السلام): اجل ، ولكن اخبرني عن الذي يستحق هذا الامر بما يستحقه؟
فقال ابو بكر : بالنصيحه ، والوفاء ، ودفع المداهنه ، وحسن السيره ، واظهار العدل ، والعلم بكتاب الله ، وفصل الخطاب مع الزهد في الدنيا ، وقلة الرغبه فيها ، ونتصاف المظلوم من الظالم للقريب والبعيد ، ثم سكت
فقال علي (عليه السلام): والسابقه والقرابه ؟
فقال ابو بكر: والسابقه والقرابه .
فقال علي (عليه السلام): انشدك بالله يا ابا بكر افي نفسك تجد هذه الخصال او في ؟
فقال ابو بكر : بل فيك يا ابا الحسن
وسنكمل المناشدة في حلقة قادمة بسبب طول المشاركة فجعلناها على شكل حلقتين
1-الاحتجاج -الطبرسي -ج10 -ص157-184
تعليق