بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
إن الإستواء على العرش كناية عن التدبير والأخذ بزمام إدارة من له حق الإدارة والاشراف والتدبير عليه وهذا هو المقصود بما يذكره المؤرخون من تواريخ الجلوس على العرش للملوك والأمراء بمعنى استوى عليه أي جعله تحت قدرته ومنع غيره من الجلوس عليه إلا بإذنه كما نقول (استوى زيد على داره بعد ست سنوات) معناه أن داره كانت مغصوبة ثم عادت إليه بأن استولى عليها وهذا المعنى ليس المقصود من الآية الكريمة بل المقصود القيام بالتدبير وإدارة شؤون من له القدرة عليه والاستيلاء عليه ، والاستيلاء بمعنى التسلط عليه ، والله سبحانه وتعالى حينما يذكر ((الرحمن على العرش استوى)) يعني ان الله سبحانه وتعالى خلق خلقه ثم قام بتدير أمرهم كما تشير الآية الكريمة الواردة في سورة يونس قوله تعالى ((خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر)) فاستوى على العرش نوع من المجاز الذي كان يفهمه السامعون يوم نزول القرآن الكريم بحيث يقال لهم انه قام بالتدبير بلا استعارة للإستواء على العرش ماكانوا يفهمونه بدقة كاملة. فالله سبحانه وتعالى يقول ((ثم استوى على العرش)) يعني قام بتدبير الأمر فيضيف اليه قوله تعالى ((يدبر الأمر)) وهذا المعنى الصحيح ورد في القرآن الكريم وورد في السنة الصحيحة.
تعليق